تطبيع عيدروس ..
فهمي اليوسفي*
من الطبيعي أن يصرِّح عيدروس الزبيدي أمام شاشة ” rt” بمباركته التطبيع الذي تم بين إسرائيل مع الإمارات والمغرب ..
هذا الاعتراف من عيدروس لا يستطيع التحفظ عليه لعدة أسباب ومنها:
أولا: لأن عيدروس محسوب على أنه عميل للإمارات التي تعد سباقة في نقل العمل التطبيعي من السرية إلى العلنية، وهنا عيدروس يتماشى مع موقف الإمارات ولا يستطيع الخروج عن مسار التطبيع الإماراتي أو التحفظ والإنكار باعتبار أن التحفظ أو الإنكار يترتب عليه غضب آل نهيان على عيدروس ومن على شاكلته من عملاء أبو ظبي ليصبح كل عميل استلم الكاش الإماراتي متماشياً مع الموقف الإماراتي تحاشيا للعقاب، وكما هي الإمارات تمثل الوكيل الحصري لبريطانيا في المنطقة منذ تأسيسها فهي ذاتها لا تستطيع التحفظ أو الإنكار أو التراجع عن التطبيع لأن ذلك يترتب عليه غضب بريطانيا عليها وإسقاط عرش آل نهيان ولا ننسى أن الانجليز هم أصحاب الريادة في تأسيس إسرائيل، والإمارات اليوم هي صاحبة الريادة في التطبيع مع إسرائيل، وعيدروس وعفافيش الإمارات هم السباقون لإشهار خيانتهم بالتطبيع مع كيان صهيون ..
ثانيا: لا يعد عيدروس هو بذاته من بارك أو بصم على التطبيع بل كافة الأجندات المنضوية في إطار أجندات دول تحالف العدوان قد بصمت بالعشر على ذلك وتقدم تسهيلات مستمرة لإسرائيل في بلدنا وتحديدا في المحافظات الخاضعة للاحتلال السعوإماراتي، وتحت إشراف كيان نهيان يتجلى بما هو جار من توافد للوفود الإسرائيلية إلى الجنوب وسقطرى ومحافظة تعز والساحل الغربي ومن ضمن تلك الأجندات التي تقدم تسهيلات لإسرائيل عصابة الصريع عفاش التي يقودها نجله القابع في أبو ظبي ونجل أخيه طارق عفاش وكذا بعض الأحزاب أو المليشيات مثل النخب الشبوانية والحضرمية والمهرية والأبينية وغيرها في الساحة الجنوبية أو من خلال مستثمرين وتيارات وهابية سلفية، ومنظمات أخرى ..
انتقال عيدروس إلى موسكو هو بضوء أخضر من الإمارات ..
توسعة مشاريع التطبيع ربما تتم عبر كافة الأجندات الإماراتية، أو حتى عبر المنظمات التي تحمل ديكوراً أممياً أو إنسانياً مع أن الأجندات الأخرى مطبعة مع إسرائيل أي التابعة للرياض وقطر ولو أن آل سعود سارعوا إلى إشهار التطبيع من السرية العلنية فستبارك كافة أجندات مملكة المنشار التطبيع على غرار الموقف السعودي ..
ثالثا: لا ننسى أن أبوظبي قد لعبت دوراً لتوسعة التطبيع مع الأجندات التابعة لها في اليمن والسودان وليبيا وغيرها، أي أن موقف عيدروس يتطابق مع موقف انتقالي السودان. .
هذه نبذة من الأسباب .
الأسئلة التي تطرح ذاتها: هل هناك أجندات خفية زرعتها الإمارات وتسبّح سراً لنجل الصريع عفاش وتدعي أنها ضد العدوان ممن تعمل تحت الطاولة مع المشاريع التطبيعية سواء بشكل ناعم أو عبر منظمات طازجة أو قديمة أو من خلال استدراج بعض الشباب لصالح المشاريع التطبيعية مستغلين ظروفهم الصعبة راهنا وضخ المغريات . ؟
هل من المحتمل وجود استقطاب من الأوساط الشبابية للعمل مع الأجندات الإماراتية خصوصا من النساء .؟
على هذا الأساس موقف عيدروس الزبيدي ومن على شاكلته يعد موقف خيانة لله والوطن يتطلب الأمر في هذه الحالة الغوص بعمق لمعرفة الخلايا النائمة المؤيدة للتطبيع سواء كانت تحت اسم منظمات، أو دبلوماسيات قوزية أو عناصر أخرى .. أو أن بعضها أصبحت تفوح برائحة كريهة من النوافذ الفسبوكية أو المستودعات السرية للترفيه العفافيشي..
من هذا المنطلق طالما نبه وحذر قائد الثورة – حفظه الله – من أي مشاريع خداعية ينبغي علينا الإسراع إلى تنفيذها لأن هكذا تنبيهات ونصائح حكيمة هي عين العقل وتكفل مكافحة التطبيع ومواجهة التحديات .
* نائب وزير الإعلام