الولايات المتحدة تطالب روسيا وتركيا بسحب فوري لقواتهما من ليبيا

 

واشنطن / وكالات
أحدث الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تغييرا كبيرا في موقف واشنطن من قضايا منطقة الشرق الأوسط ،وطلبت واشنطن من تركيا وروسيا مؤخرا الشروع فوراً في سحب قواتهما” من ليبيا، لتكشف إدارة بايدن عن توجه لتغيير في السياسة الأمريكية في المنطقة.
وطلبت الولايات المتحدة الخميس (28 – يناير – 2021م) “من تركيا وروسيا الشروع فوراً في سحب قواتهما” من ليبيا، بما يشمل القوات العسكرية والمرتزقة.
ولطالما نأت واشنطن بنفسها عن الموقف في ليبيا، لكن هذا الموقف الأمريكي الحازم في ظل إدارة جو بايدن بدد الغموض الذي لفّ لسنوات السياسية الأمريكية لدونالد ترامب بشأن ليبيا.
وتقول تقارير إخبارية غربية إن روسيا رفعت وتيرة أنشطتها في ليبيا الغنية بالنفط، وإن ذلك، حسب الظاهر تنفذ موسكو جزئيا هناك تدخلا عسكريا يقوده مرتزقة لتحقيق أكثر من هدف، غير أن ذلك يزيد الوضع المعقد في البلاد صعوبة.
ويقول الجيش الأمريكي إن روسيا أرسلت طائرات مقاتلة إلى ليبيا، بعد أن قامت بطلائها في سوريا لمنع التعرف على هويتها، ولم يصدر تعليق روسي بعد على الأمر، لكن موسكو تنفي باستمرار تورطها في النزاع الليبي.
كما أكد تقرير لخبراء في الأمم المتحدة يراقبون الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر الروسية ومقاتلين سوريين جاؤوا من دمشق لدعم المشير خليفة حفتر.
وقال القائم بأعمال المندوب الأمريكي لدى الأمم المتحدة ريتشارد ميلز في اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، “تماشياً مع اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في أكتوبر، نطلب من تركيا وروسيا أن تباشرا فوراً بسحب قواتهما من البلاد وسحب المرتزقة الأجانب والوكلاء العسكريين اللتين قامتا بتجنيدهم ونشرهم وتمويلهم في ليبيا”.
وأضاف ميلز “نطلب من الأطراف الخارجية كلّها، بما في ذلك روسيا وتركيا ودولة الإمارات العربية المتحدة، احترام السيادة الليبية وإنهاء جميع التدخلات العسكرية في ليبيا فوراً”.
من جهتها تواصل روسيا نفي أي حضور عسكري لها في ليبيا، سواء كان مباشرا أو عبر مرتزقة.
وخلال المؤتمر الافتراضي لمجلس الأمن الدولي، طالبت غالبية أعضائه بما فيها الهند والصين والمملكة المتحدة، بسحب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا واحترام حظر الأسلحة المفروض على البلاد منذ 2011م.
ولم يشر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال مداخلته إلى الحضور العسكري الأجنبي في ليبيا، وذكّر الدبلوماسي بما أسماه “الاعتداء الغربي” على ليبيا عام 2011م الذي قاد إلى إطاحة معمر القذافي، واكتفى بالإشارة إلى أن روسيا “دافعت دائما عن تسوية سلمية للأزمة الليبية بالوسائل السياسية والدبلوماسية”.
ويحظى حفتر بدعم كبير من السعودية، ومصر، الإمارات، وفي المقابل تدعم تركيا وقطر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة كسلطة شرعية في البلاد على أمل إنهاء سنوات من الفوضى.
وفي ديسمبر الماضي، قدرت الأمم المتحدة بنحو 20 ألفا عدد المرتزقة والعسكريين الأجانب المنتشرين في ليبيا دعما لمعسكري النزاع، وأحصت الأمم المتحدة 10 قواعد عسكرية تأوي جزئياً أو بشكل كامل قوات أجنبية في البلاد.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع في 23 أكتوبر، يتعيّن على القوات الأجنبية والمرتزقة مغادرة البلاد خلال الأشهر الثلاثة التي تلت توقيع الاتفاق، أي بحلول 23 يناير، ولم تنسحب أي قوات مرتزقة في ليبيا رغم تخطي المهلة المنصوص عليها في الاتفاق.
وجاء الانتشار العسكري التركي في ليبيا الذي يشمل خاصة طائرات مسيرة قتالية، إثر توقيع اتفاقية عسكرية بين أنقرة وحكومة الوفاق الوطني، وقد مدد البرلمان التركي سريانها في 22 ديسمبر لمدة 18 شهرا.

قد يعجبك ايضا