السيناتور ميرفي ومرتزقة البيبسي
عبدالفتاح علي البنوس
في خضم المواقف الإنسانية النبيلة الصادرة عن عدد من الناشطين والحقوقيين والسياسيين الأحرار في عدد من دول العالم المتضامنة مع أبناء شعبنا اليمني ، المطالبة بإيقاف الحرب التي يشنها تحالف الشيطان الرجيم بقيادة مملكة الشر والإجرام بمشاركة دويلة الإمارات وتحت رعاية أمريكية إسرائيلية ، برز موقف عضو مجلس الشيوخ الأمريكي كريس ميرفي الجريء والصادق داخل المجلس ، حيث قام باستعراض مجموعة من الأفلام التوثيقية التي قام بجمعها وإعدادها والتي تتضمن المشاهد والصور التي توثق للجرائم البشعة والانتهاكات السافرة التي يتعرض لها أطفال ونساء اليمن والمدنيين الأبرياء الذين يسقطون ضحايا الإجرام والتوحش الأمريكي السعودي الإماراتي .
السيناتور الأمريكي الذي لا تربطه أي علاقة باليمن واليمنيين ، سجل هذا الموقف المشهود على مرأى ومسمع العالم والذي أكد خلاله على أن بلاده شريكة في العدوان على اليمن ، وقال بصريح العبارة بأن اليمنيين محقون عندما يحملون واشنطن مسؤولية الجرائم والمذابح التي ترتكب في اليمن ، مستشهدا على ذلك بالقنابل والصواريخ والذخائر والأسلحة الأمريكية الصنع التي تم تزويد السعودية والإمارات بها ، والتي تسببت في قتل عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء لأن القنابل أميركية وأضاف : ( واشنطن قدمت الأسلحة للفتك باليمنيين وجعلت أميركا طرفا في انتهاك حقوق الإنسان هناك )
ميرفي أكد بأن الحرب التي شاركت فيها بلاده على اليمن أسهمت في توفير بيئة خصبة لداعش في المناطق الخاضعة لسلطة السعودية والإمارات ، حيث فتحتا الباب على مصراعيه أمام الجماعات والعناصر التكفيرية الإجرامية للتوافد إلى المحافظات المحتلة للقتال في صفهما وقامتا بتزويدهم بأحدث الأسلحة الأمريكية ، مشيرا إلى أن تصنيف (جماعة الحوثي ) حد وصفه من قبل الخارجية الأمريكية على لائحة الإرهاب سيعرقل وصول أكثر من 80% من المساعدات إلى اليمن .
هذا الموقف الإيجابي الصريح يمثل صوت العقل والحكمة المغيب داخل المؤسسة التشريعية الأمريكية يمثل بارقة أمل للشعب اليمني بصحوة ضمير مرتقبة من قبل كل الأحرار في أمريكا وبقية دول العالم للوقوف إلى جانب أبناء الشعب اليمني ، والعمل على ايقاف الحرب الظالمة التي تشن ضدهم ، وايقاف صفقات السلاح التي تعقدها أمريكا والدول الأوربية مع السعودية والإمارات والتي تستخدم في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الإسرائيلي ، والعمل على رفع الحصار الجائر الذي آن الأوان بأن يتوقف لتفادي تعرض ملايين اليمنيين لكارثة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ البشرية .
موقف ميرفي يعري أولئك الأرجاس الأنجاس من الخونة المرتزقة اليمنيين الذين يشرعنون للعدوان والحصار ، ويطالبون بكل وقاحة وقلة حياء باستمرارهما ، أمريكي الجنسية يطالب بوقف العدوان ورفع الحصار ، ويمني يطالب باستمرار العدوان والحصار على وطنه وشعبه ، مفارقة عجيبة ، ولكنها ليست مستغربة في زمن الخيانة والعمالة والإرتزاق ، ليست مستغربة من قبل شرذمة قذرة ، تجردت من كل القيم والأخلاق والمبادئ ، وباعت نفسها ووطنها وشعبها للشيطان وتجندت تحت لوائه ، وباتت رهينة لتوجيهاته ، منفذة لأوامراه .
بالمختصر المفيد، موقف السيناتور الأمريكي كريس ميرفي تجاه العدوان والحصار على بلادنا وشعبنا ودور بلاده المشين في ذلك ، بادرة إيجابية تستحق الإشادة والتقدير ، وما كان لمثل هذه المواقف أن تصدر ، ولا لهذا التضامن العالمي مع عدالة ومظلومية القضية اليمنية لولا تلكم الجهود المشكورة التي يقوم بها الإعلام الوطني الحر ووسائل الإعلام العربية التابعة لمحور المقاومة وكوكبة الناشطين والحقوقيين اليمنيين والعرب في دول المهجر الذين نجحوا في تسليط الضوء على جرائم وانتهاكات تحالف العدوان خلال السنوات الست الماضية من عمر العدوان والحصار وكانوا لسان حال كل المستضعفين من أبناء شعبنا اليمني ، ونتطلع نحو المزيد من التفاعل والتعاطي الإيجابي مع معاناة شعبنا والعمل على وضع نهاية عاجلة لها .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .