الثورة / صنعاء
الدماء والدموع والمآسي والأمراض والأوبئة ومعاناة باتت تعيش في كل بيت يمني وكارثة إنسانية هي الأسوأ في العالم، هي ما أسفرت عنه “عمليات إعادة الأمل الأمريكية» للشعب اليمني، هذه المفردات أصبحت تتجلى على واقع الإنسان اليمني في أوضح صورة مع حلول العام السادس للحرب التحالفية الأمريكية على اليمن, مصحوبة بحصار شامل لم تشهد له البشرية مثيلا .
عندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل شن عدوانهما الغاشم على اليمن عبر تحالف دولي وإقليمي ، غلّفوا ذلك الاعتداء بشعارات براقة جعلت من الأمل عنوانها الرئيسي ومن ثم الحديث عن إعادة الشرعية والحفاظ على وحدة اليمن واستقراره ورخاء شعبه وضمان رفاهيته الدائمة، تدلف الحرب عاما سادسا مع عري الشعارات والذرائع ، ووضوح الصورة على حقيقتها والأهداف وطبيعة الحرب المنكشفة أمام جماهير الشعب الذي وجد نفسه يدفع أثمانا باهظة وبشكل يومي من حياته ومستقبل أجياله فقط لأن هذه القوى الطاغية أرادت تنفيذ أجندتها ومخططاتها الخبيثة في قتل الناس والاستيلاء على ثرواتهم ومقدرات بلادهم.
بفعل هذا العدوان المتواصل – وما يصاحبه من حصار بري وبحري وجوي – أصبحت الأزمة الإنسانية في اليمن تتصدر القائمة على مستوى بلدان العالم، بل إن الحصار أخذ منحى تصاعديا بمنع دول تحالف العدوان دخول مشتقات النفط وسفن السلع الغذائية والدوائية إلى البلاد ما جعل من الكارثة الإنسانية في تصاعد مستمر لتصبح ممارسات العدوان تجسد بشكل واضح جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب اليمني أمام أنظار العالم كله.
لقد استخدم العدوان الأمريكي السعودي كل أنواع الأسلحة الفتاكة والحديثة المحرمة دوليا وإنسانيا وصب حمم أحقاده على اليمنيين قتلا وتنكيلا، ليخلف -كما تقول تقارير حقوقية – أكثر من 43 ألفاً و181، بينهم 16 ألفاً و978 شهيداً بينهم 3790 طفلاً و2381 امرأة ، إضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين وتدمير آلاف المنشآت الحيوية والخدمية ومؤسسات البنى التحتية ليجعل البلد مرتعا للأمراض والأوبئة، ناهيك عن تدمير عشرات الآلاف من منازل السكان وإجبار الملايين على النزوح من مناطقهم.
ويشير التقرير – الذي حصلت “الثورة” على نسخة منه – إلى أن عدد منشآت البنية التحتية التي دمرها العدوان خلال تلك الفترة بلغ 9 آلاف و135 منشأة، كما تسبب العدوان في تدمير وتضرر 15 مطاراً و16 ميناء و304 محطات ومولدات كهربائية و537 شبكة ومحطة اتصال، كما تعمد العدوان استهداف وتدمير 2098 خزاناً وشبكة مياه و1965 منشأة حكومية و4200 طريق وجسر.
مبيناً أن عدد المنازل المدنية المدمرة والمتضررة جراء العدوان، تجاوز 565 ألفاً و973 منزلاً، أما المنشآت الخدمية المتضررة فقد بلغت 576 ألفاً و528 منشأة.
ونوه التقرير بأن العدوان عمد إلى استهداف وتدمير 176 منشأة جامعية و1375 مسجداً و365 منشأة سياحية و389 مستشفى ومرفقاً صحياً.
كما تعمد العدوان تدمير واستهداف ألف و95 مدرسة ومركزا تعليمياً و6 آلاف و732 حقلاً زراعياً ونحو 132 منشأة رياضية و244 موقعاً أثرياً و47 منشأة إعلامية.
وأضاف التقرير، أن عدد المنشآت الاقتصادية التي دمرها العدوان السعودي الأمريكي بلغ 22 ألفاً و404 منشآت اقتصادية عامة وخاصة.
كما تسبب العدوان في تدمير وتضرر 392 مصنعاً و286 ناقلة وقود و11 ألفاً و227 منشأة تجارية وأكثر من 407 مزارع دواجن وحظائر مواش، وتعمد العدوان تدمير 6 آلاف و899 وسيلة نقل و463 قارب صيد إلى جانب 884 مخزن أغذية و391 محطة وقود و672 سوقاً و783 شاحنة غذاء.
الأرقام المرعبة للخسائر التي مني بها الشعب اليمني خلال الألفي يوم من العدوان، ماهي إلا غيض من فيض إذ أن تقارير تشير إلى أن هذه الأرقام ماهي إلا للأضرار والخسائر التي تم توثيقها وهناك الكثير من الأضرار والخسائر التي لم توثق بعد، وكل ذلك كشف وبصورة جلية مدى الحقد الأمريكي وما يكنه من بغضاء تجاه الشعب اليمني، وأن ما تلوكه الأبواق الإعلامية التابعة لتحالف العدوان عن مساعدة الشعب اليمني لم يعد ينطلي على أحد وليس بعد الحق إلا الضلال.