في الثمانينيات أوجدت القاعدة ومن سجن «بوكا» خرجت «داعش»

وثائق للمؤسسة العسكرية والأمنية الأمريكية تفضح تبني واشنطن فكرة الإرهاب وإنشاءها للتنظيمات الإرهابية
المخابرات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية والسعودية شريكة في ولادة تنظيم “داعش”
مركز جلوبال الدولي: الحرب العالمية على الإرهاب ترتدي قناع «صراع الحضارات”
الغارديان:
تحت أنظار الأمريكان، بدأت عملية بناء «داعش»

الثورة  /إدارة التحقيقات

لم يعد خافياً الإسهام المباشر وغير المباشر الذي قدمته أمريكا لخلق الكيانات الإرهابية، والتي تولَّدت ضمن مخططات السيطرة على الأمة الإسلامية بإيقاعها في مستنقع الوهم بأن الإسلام هو من ولّد هذه الحركات وهذه التنظيمات.
خلال الثمانينيات وشيء من تسعينيات القرن الماضي، أقامت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) معسكرات تدريب في باكستان، وجنَّدت خلال عشر سنوات (1982 – 1992م) قرابة 35 ألف عنصر من 43 دولة ؛ للقتال في أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي آنذاك، «ودفعت الـCIA ثمن الإعلانات التي ظهرت في الصحف والنشرات الإخبارية في جميع أنحاء العالم لتوفير الإغراءات وتقديم المحفزات للانضمام إلى صفوف المقاتلين».

وتنظيم «داعش» في الأصل هو أحد فروع الكيان الذي أنشأته الاستخبارات الأمريكية بدعم من المخابرات البريطانية MI6، والموساد الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات الباكستانية ISI، ورئاسة المخابرات العامة السعودية GIP.
في سبتمبر من عام 2016م قال قيادي في جبهة النصرة في العراق خلال مقابلة نشرتها صحيفة «كولنر شتات انتسايفر» الألمانية، إن “إسرائيل تقدم العون لجبهة النصرة»، مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي لجبهة النصرة غير مباشر ويأتي من خلال الدول التي تدعمها.
من وسط الصحراء
نشرت صحيفة الغارديان البريطانية رواية عن سجن بوكا في العراق، أشارت فيها إلى أن السجن الذي أنشأته القوات الأمريكية وسط الصحراء في أقصى جنوب العراق بعد 2003م قد ضم معظم قيادات القاعدة وجماعة داعش الإرهابية حيث كوّن نقطة انطلاق لهذه الجماعات الإرهابية؛ مبينة أن الأمريكان كانوا يكنون الاحترام لمتزعم داعش أبوبكر البغدادي خلال فترة تواجده في هذا السجن.
وجاء في تقرير الغارديان:
تحت أنظار الأمريكان، بدأت عملية بناء «داعش»، هكذا يؤكد أبو أحمد، ويصف سجن بوكا في تلك الفترة بأنه «كان بيئة مثالية وصنعنا كلنا وبنى أيديولوجيتنا». ويستطرد أبو أحمد إنه «في شهر ديسمبر من عام 2004م اعتبر البغدادي من قبل سجانيه انه لا يشكل أي خطر وأطلق سراحه، وكان يحظى باحترام من قبل الجيش الأمريكي»، ويبين أنه «إذا أراد زيارة سجناء آخرين في سجن آخر كان يستطيع ذلك، فيما لم نكن نستطيع ذلك».
ويوضح «كان الأمراء يجتمعون في السجن بانتظام وكنا نعرف قدراتهم وما يمكن أن يفعلوه، وكان أهم الناس في بوكا أولئك الذين كانوا قريبين من أبي مصعب الزرقاوي، وكان لدينا الوقت في بوكا للاجتماع والتخطيط فقد كنا في بيئة مثالية حقا».
وهو السجن الذي وصفه مدير مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية العراقية، العميد ماهر نجم عبدالحسين، في مقابلة تلفزيونية في (العشرين من يوليو 2013م)، بأنه كان «حاضنة لتجنيد» عناصر تنظيم القاعدة.
وأكدت «صوت روسيا» أن ما يسمى أمير «داعش»، مُتعاون مع المخابرات الأمريكية، وهو ما أكده المستشرق الروسي، فيتشيسلاف ماتوزوف، الذي أشار إلى أن «كل الحقائق تشير إلى أن (البغدادي) مرتبط مع وكالة المخابرات المركزية، ومن الواضح أنه خلال سنوات السجن تم إشراكه ضمن مخططات الوكالة الاستخباراتية بشكل أو بآخر»، حسب قوله.
وأوضح «ماتوزوف»، بحسب تقرير «صوت روسيا» أن «المعلومات التي اكتشفت عن زعيم (داعش) تتوافق تماما تقريبا لتلك التي انتشرت عن إرهابي آخر وهو عضو في (تنظيم القاعدة) عبدالحكيم بلحاج، وهو أيضا اعتقل من قبل الأمريكيين ومكث في سجون الولايات المتحدة لفترة طويلة ومن ثم تم تسليمه لمعمر القذافي الذي أصدر عفواً عنه فورا. وفي نهاية المطاف، تبيَّن أن (بلحاج) أصبح قائدا عسكريا للثوار الليبيين، وبعد الإطاحة بالعقيد القذافي شارك بنشاط في القتال ضد بشار الأسد. أي أن البغدادي وبلحاج وجهان لعملة واحدة في حقيقة الأمر، وأنه من الواضح أنهما مدعومان من قبل وكالات المخابرات الأمريكية»، حسب قوله.
معلومات ممنوعة
تحت عنوان «26 معلومة عن «داعش» لا يريدك أوباما أن تعرفها» يستعرض مركز «جلوبال ريسيرش» تحت عنوان فرعي «الجذور التاريخية لتنظيم القاعدة»، وهي كما يبدو، معلومات استند إليها بعض الباحثين في حركة نشأة الجماعات التي حملت المسميات المختلفة من القاعدة وداعش وما تفرع منهما من مسميات، فجاء في عرض المركز إن الولايات المتحدة دعمت القاعدة وفروعها طيلة نصف قرن، منذ ذروة الحرب الأفغانية-السوفيتية، وأقامت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) معسكرات تدريب في باكستان، جنَّدت فيها خلال عشر سنوات (1982-1992م) قرابة 35 ألفاً من 43 دولة ؛ للقتال في صفوف الأفغان. «ودفعت الـ CIA ثمن الإعلانات التي ظهرت في الصحف والنشرات الإخبارية في جميع أنحاء العالم لتوفير الإغراءات وتقديم المحفزات للانضمام»، ودعمت واشنطن الشبكة الإرهابية منذ إدارة ريجان، الذي وصف الإرهابيين بأنهم «مقاتلون من أجل الحرية»، وزودت بلاده المقاتلين المتطرفين بالأسلحة. وكان كل ذلك لسبب وجيه، هو: «قتال الاتحاد السوفيتي، وتغيير النظام، ما يؤدي إلى تقويض الحكومة العلمانية في أفغانستان»، في تلك الأثناء وتحديدا عام 1984م الرئيس الأمريكي رونالد ريجان يلتقي المتشددين الأفغان في البيت الأبيض، كما نشرت جامعة نبراسكا الكتب الجهادية. «وأنفقت الولايات المتحدة ملايين الدولارات لتزويد أطفال المدارس الأفغانية بالكتب المدرسية المليئة بصور العنف، والتعاليم الإسلامية المتشددة»، وجندت وكالة الاستخبارات المركزية مؤسِّس تنظيم القاعدة، ورجل الفزع الأمريكي، أسامة بن لادن، عام 1979م في بداية ما يسمى بالحرب الجهادية، التي حظيت برعاية أمريكية ضد أفغانستان. كان عمره حينها 22 عامًا، وتلقى تدريبًا في مراكز تدريب حرب العصابات التابعة لـ CIA.
وتحت عنوان «تنظيم «داعش»» أورد مركز جلوبال ريسيرش أن تنظيم «داعش» في الأصل هو أحد فروع الكيان الذي أنشأته الاستخبارات الأمريكية بدعم من المخابرات البريطانية MI6، والموساد الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات الباكستانية ISI، ورئاسة المخابرات العامة السعودية GIP، شاركت قوات تنظيم «داعش» في التمرد الذي تدعمه الولايات المتحدة والناتو في سوريا ضد حكومة بشار الأسد، كان حلف شمال الأطلسي (NATO) والقيادة العليا التركية مسؤولين عن تجنيد مرتزقة «داعش» و”النصرة” منذ بداية التمرد السوري في مارس 2011م.
ووفقًا لمصادر استخباراتية إسرائيلية، تألفت هذه المبادرة من: «حملة لتجنيد آلاف المتطوعين من دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي للقتال إلى جانب المتمردين السوريين. على أن يقوم الجيش التركي بإيواء هؤلاء المتطوعين، وتدريبهم، وتأمين مرورهم إلى سوريا»، في أغسطس 2011م، الناتو يمنح المتمردين أسلحة مضادة للدبابات»- ديبكا، ويكشف جلوبال ريسيرش عن تواجد قوات خاصة وعملاء مخابرات غربيين في صفوف «داعش»، وعن مشاركة القوات الخاصة البريطانية ومخابرات MI6 في تدريب المتمردين في سوريا، وقيام متعهدي العقود العسكرية مع البنتاجون بتدريب الإرهابيين على استخدام الأسلحة الكيماوية، حيث «يستخدمهم المسؤولون الأمريكيون، وبعض الحلفاء الأوروبيين؛ لتدريب المتمردين السوريين تحت ذريعة تأمين مخزونات الأسلحة الكيماوية في سوريا، حسبما صرَّح مسؤول أمريكي رفيع المستوى، والعديد من الدبلوماسيين الكبار (تقرير CNN، 9 ديسمبر 2012م).
وأوضح جلوبال ريسيرش أن قطع (داعش) للرؤوس هو جزء من برنامج تتبناه الولايات المتحدة لتدريب الإرهابيين في السعودية وقطر، وتأتي من النقاط المهمة التي ذكرها المركز الكشف عن التورط السعودي في هذا الاتجاه لتأسيس وانتشار هذه الحركات فذكر أن «عدد كبيراً من مرتزقة «داعش» جنَّدهم الحليف الأمريكي السعودي. فهم في الأصل سجناء محكوم عليهم بالإعدام أفرجت عنهم الرياض شريطة الانضمام إلى ألوية «داعش» الإرهابية، كما قدَّمت إسرائيل دعمًا لـ ألوية «داعش» و”النصرة” من مرتفعات الجولان. واجتمع مقاتلون من ألوية داعش والنصرة مع ضباط الجيش الإسرائيلي ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وهو الدعم الذي يعترف به كبار ضباط الجيش الإسرائيلي ضمنيًا.
»داعش« هم جنود المشاه
وكتب المركز تحت العنوان الفرعي (سوريا والعراق):
– قوات «داعش» هم جنود المشاه التابعين للتحالف العسكري الغربي. ومهمتهم غير المعلنة هي تخريب وتدمير سوريا والعراق، بالنيابة عن راعيهم الأمريكي.
– السناتور الأمريكي جون ماكين يجتمع مع قادة الإرهاب الجهادي في سوريا.
– تواصل الولايات المتحدة دعمها السري، وتقديم المساعدة العسكرية لمليشيات «داعش»، المفترض أنها هدفٌ مزعومٌ للحملة الجوية التي تشنها أمريكا والناتو في إطار «مكافحة الإرهاب».
– الغارات التي تشنها أمريكا والناتو لا تستهدف «داعش»، بل تقصف البنية التحتية الاقتصادية في العراق وسوريا، بما في ذلك المصانع ومصافي النفط.
– مشروع «الخلافة» الذي تتبناه (داعش) هو جزء من جدول أعمال السياسة الخارجية التي تتبناها أمريكا منذ فترة طويلة لتقسيم العراق وسوريا إلى أجزاء منفصلة: (أ) خلافة إسلامية سنية، (ب) جمهورية عربية شيعية، (ج) جمهورية كردية.
ويؤكد المركز تحت عنوان (الحرب العالمية على الإرهاب)، أن «الحرب العالمية على الإرهاب» ترتدي قناع «صراع الحضارات»، باعتبارها حربًا بين متنافسين على القيم والأديان، بينما هي في الواقع حرب احتلال صريحة، تسترشد بالأهداف الإستراتيجية والاقتصادية، كما يؤكد المركز أنه تم نشر ألوية إرهابية، تابعة لتنظيم القاعدة (وتحظى بدعم المخابرات الغربية سرًا) في مالي والنيجر ونيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى والصومال واليمن.
الحرب الأمريكية على الإرهاب
وحسب مركز جلوبال ريسيرش يرى ميشيل شوسودوفسكي في قراءة حملت عنوان «الحرب الأمريكية على الإرهاب» فإن هذه الكيانات المتنوعة التابعة للقاعدة في الشرق الأوسط وإفريقيا جنوب الصحراء وآسيا هي «أصول استخباراتية» ترعاها الـ CIA، وتستخدمها واشنطن لإثارة الفوضى وخلق صراعات داخلية وزعزعة استقرار الدول ذات السيادة.
وقال المركز: ان بوكو حرام في نيجيريا، والشباب في الصومال، والجماعة المتشددة المقاتلة في ليبيا (تلقوا دعمًا من الناتو في عام 2011م)، والقاعدة في المغرب الإسلامي، والجماعة المتشددة في إندونيسيا، إلى جانب فروع القاعدة الأخرى تتلقى دعمًا سريًا من المخابرات الغربية.
ويستشهد المركز بشيء مما جاء في كتاب ميشيل شوسودوفسكي المشار إليه في ما سبق والمنشور عام 2005م، إذ جاء إن: الولايات المتحدة تدعم أيضًا منظمات إرهابية تابعة للقاعدة في إقليم شينجيانج الصيني ذاتي الحكم؛ والهدف الأساسي هو إثارة الاضطراب السياسي في غرب البلاد. وتشير التقارير إلى أن تنظيم «داعش» قام بتدريب المتشددين الصينيين من أجل شن هجمات هناك. والهدف المعلن لهذه الكيانات (التي تخدم مصالح الولايات المتحدة) هو إقامة خلافة إسلامية تمتد إلى غرب الصين.
أجواء الخوف والترهيب
في الأربع معلومات المتبقية من ضمن الـ26 معلومة التي استعرضها مركز جلوبال ريسيرش باعتبارها الجذور التاريخية لتنظيم القاعدة، جاء وتحت عنوان “إرهابيون محليون”، ما يلي:
– رغم أن الولايات المتحدة هي المؤسِّس غير المعلن لتنظيم «داعش»، فإن مهمة أوباما المقدسة هي حماية أمريكا ضد هجمات «داعش».
– الإرهاب المحلي مختلقٌ، وتُرَوِّج له الحكومات الغربية عبر وسائل الإعلام؛ بهدف إلغاء الحريات المدنية وتثبيت أركان الدولة البوليسية. ينطبق ذلك على الهجمات التي تشنها الجماعات- بزعمهم- كما التحذيرات الإرهابية، سواءً بسواء؛ كلها مختلقة لخلق جو من الخوف والترهيب.
وفي المقابل، تعزز الاعتقالات والمحاكمات والأحكام الصادرة على «الإرهابيين المتشددين» شرعية حالة الأمن القومي الأمريكي، وأجهزة تطبيق القانون، التي تجري عسكرتها على نحو متزايد. والهدف النهائي، هو: إقناع ملايين الأمريكيين بأن العدو حقيقيّ، وأن الإدارة الأمريكية سوف تحمي أرواح مواطنيها.
– ساهمت حملة «مكافحة الإرهاب» ضد تنظيم «داعش» في شيطنة المسلمين، الذين ينظر إليهم الرأي العام الغربي على نحو متزايد باعتبارهم متورطين مع هذه الجماعات.
– أي شخص يجرؤ على التشكيك في صحة «الحرب العالمية على الإرهاب» سوف يوصم بأنه إرهابيّ، ويخضع لقوانين مكافحة الإرهاب.
والهدف النهائي من «الحرب العالمية على الإرهاب» هو إخضاع المواطنين، ونزع الطابع السياسي تمامًا عن الحياة الاجتماعية الأمريكية، ومنع الناس من التفكير، وصياغة المفاهيم، وتحليل الحقائق، وتحدي شرعية النظام الاجتماعي الاستقصائي الذي يحكم أمريكا.
من جانبه يقول الكاتب الأردني اسعد العزوني: سابقا كنا نقول إن تنظيم القاعدة أمريكي النشأة والمنشأ، هو حصان طروادة الأمريكي، ولم يأت هذا القول من فراغ، بل جاء عن مراقبة دقيقة للأحداث، إذ كنا نرى أمريكا تقفز كالغضنفر في المنطقة التي تظهر فيها القاعدة، لأن هذه القاعدة كانت تفتح أبواب الضرورة لأمريكا، وبطبيعة الحال لم نجد من يقول لا لأمريكا لأنها تكون قد دقت أوتادها في حيث تريد، وكانت القاعدة المبرر الفاقع والفاضح للعسكرة الأمريكية .
ويؤكد الكاتب أن داعش صنيعة المخابرات الأمريكية والبريطانية والموساد الإسرائيلي، تسلم هذه المهمة القذرة من أمه القاعدة بعد أن شاخت القاعدة ويبدو أن أمريكا أرادت تغيير اللعبة، وها هي تؤكد مجددا أن العراق أولا وسوريا ثانيا وتتبعهما ليبيا ومصر واليمن.
ويتساءل الكاتب مستنكرا: لماذا تنظيم «داعش» لم يقترب من فلسطين التي تحتلها إسرائيل منذ 67 عاما وشردت أهلها؟.
وثائق 2015م
في مايو من العام 2015م أجبرت مجموعة حقوقية (يمينية) أمريكية، اسمها «جوديشيال واتش»، حكومة بلادها على الكشف عن مجموعة وثائق ورسائل من أرشيف وزارتي الخارجية والدفاع، بعد دعاوى قضائية استمرت لأكثر من سنتين، تثبت هذه الوثائق، دور الحكومة الأمريكية في بناء «الإمارة الإسلامية» في شرق سوريا، أو صعود التيارات السلفية في البلد، ومدّها بالسلاح من ليبيا.
في إحدى هذه الوثائق تقريرٌ لوكالة استخبارات الدفاع (جهاز المخابرات التابع لوزارة الدفاع) صدر في أغسطس 2012م يصف الوضع في سوريا، والفرقاء المتقاتلين على الأرض، والإستراتيجية الغربية في البلد.. يبدأ التقرير بالقول إن «الأحداث تأخذ طابعاً طائفياً واضحاً»، وإن القوى الأساسية التي تقود «التمرّد» في سوريا هي «السلفيون، الإخوان المسلمون، والقاعدة في العراق»، موضحاً أن «الغرب ودول الخليج، وتركيا» تدعم هذه المعارضة.
إلّا أن هناك ما هو أخطر؛ فترصد الوثيقة بوضوح ــ منذ تلك الفترة المبكرة ــ تمدّد تنظيم “القاعدة في العراق” إلى سوريا عبر «جبهة النصرة»، وترسم توقّعات للمستقبل تبدو ووفقا لما جرى من معطيات،
كأنها نبوءة، تتضمن إقامة «إمارة إسلامية» في شرق سوريا، وسيطرة «القاعدة» على الحدود السورية ــ العراقية، وعودتها إلى أماكن نفوذها السابقة في الموصل والرمادي!
وتشير الوثيقة إلى أن إنشاء الإمارة الإسلامية على أنه مشروع يتبناه الغرب والقوى الدولية الداعمة للمعارضة السورية، تحت شعار “ان إخراج الشرق السوري من نطاق سيطرة الحكومة كفيل بـ”عزل النظام”: «إقامة إمارة سلفية، معلنة أو غير معلنة، في شرق سوريا (الحسكة ودير الزور) هو تحديداً ما ترغبه القوى الداعمة للمعارضة».
وتكشف ثيقة أخرى يعود تاريخها إلى نفس العام 2012م، أن الولايات المتحدة كانت على علمٍ -أو تشرف على- بإرسال شحنات السلاح من عتاد الجيش الليبي السابق إلى سوريا، وأن هذه الشحنات كانت تنطلق من ميناء بنغازي إلى موانئ بانياس وبرج الإسلام على الساحل السوري. بل إن الوثيقة تقدّم «جردة» بنوعية السلاح المرسل وكميته، وهو يتضمن قناصات وقواذف صاروخية وقذائف مدفعية ثقيلة.

قد يعجبك ايضا