الاستراحات السياحية في‮ ‬الطرقات الطويلة‮.. ‬بين النهب والإهمال



¶تخبط واضح لدى المعنيين حول عددها والجهات المسؤولة عنها

مختصون‮ ‬يحملون وزارة السياحة ومجلس الترويج المسؤولية في‮ ‬عدم تشغيل هذه الاستراحات

مدير عام الاستثمار السياحي‮: ‬كل الاستراحات في‮ ‬وضع جيد وبلاغات لم تصلنا عن سرقة أو نهب

تحقيق‮/ ‬عبدالباسط النوعة

‮> ‬عملت وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮ ‬قبل سنوات على إنشاء استراحات ومتنزهات سياحية في‮ ‬بعض الطرق الطويلة‮ ‬وكان هذا المشروع طموحا‮ ‬ينفذ على مراحل متعددة وبدأت المرحلة الأولى منه بإنشاء سبع استراحات ومخيمات في‮ ‬مواقع تم اختيارها بعناية فائقة‮ ‬وفعلا تم إنشاء هذه الاستراحات وكانت رائعة سواء من حيث النمط المعماري‮ ‬أو التقسيمات والملحقات ناهيك عن المواقع التي‮ ‬وفرت لها أجواء من الاستمتاع والجذب السياحي‮ ‬ومكانا مناسبا‮ ‬يؤمه المسافرون ويرتاحون فيه من وعثاء السفر‮ ‬يجدون فيه ما‮ ‬يطلبونه من مأكل ومشرب وخدمات ومأوى ودورات مياه وأماكن للصلاة وألعاب للأطفال وغيرها‮.‬
وبالرغم من أهمية هذا المشروع وضروراته وحاجات المسافرين إليه فإن السنوات تمضي‮ ‬وهذه الاستراحات من سيئ إلى أسوأ معظمها إن لم‮ ‬يكن كلها لم تشغل بعد بعضها تعرض للعبث والتخريب والبعض الآخر‮ ‬يسكنها الأشباح وكلها تفتقر إلى الصيانة والاهتمام‮. ‬من المسؤول عن الحالة التي‮ ‬وصلت إليها هذه الاستراحات ولماذا لم‮ ‬يتم تشغيلها أو على الأقل الحفاظ عليها هل وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮ ‬قاموا بالبناء وعجزوا عن الحفاظ عليها وصيانتها¿¿‮!!‬
أسئلة بحثنا عن إجابات لها لدى عدد من المسؤولين والمختصين في‮ ‬وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮. ‬تتوزع هذه الاستراحات في‮ ‬عدد من المواقع هي‮ »‬استراحتان في‮ ‬المحويت واستراحتان في‮ ‬صنعاء وواحدة في‮ ‬إب وأخرى في‮ ‬الضالع‮.‬

رؤى مختلفة
‮> ‬يقول الأخ مطهر أحمد تقي‮- ‬وكيل وزارة السياحة لقطاع البرامج والأنشطة‮- ‬إن هذه الاستراحات تم بناؤها منذ سنوات ولكن لم‮ ‬يتم تأثيثها بسبب أن التأثيث موقف وممنوع‮ ‬الأمر الذي‮ ‬أخر الوزارة عن استثمار وتشغيل تلك الاستراحات‮ ‬فضلا عن‮ ‬غياب التنسيق بين الوزارة والمجالس المحلية‮.. ‬الوزارة لها رؤية والمجالس المحلية لها رؤى مختلفة عن الوزارة‮.‬
وأشار إلى أن أهم سبب فيما وصلت إليه هذه الاستراحات هو حالة اللا توازن الذي‮ ‬يعيشه البلد بشكل عام‮.‬
وقال‮: ‬لدينا نزول ميداني‮ ‬إلى هذه الاستراحات لتقييم أوضاعها‮ ‬أيضا لدينا ملتقى تشاوري‮ ‬سيعقد لقيادات العمل السياحي‮ ‬تشارك فيه مكاتب الوزارة والمحافظات‮. ‬وهذا الملتقى سنقف فيه أمام التحديات والأخطار التي‮ ‬تواجهها هذه الاستراحات وسبل وضع الحلول والمعالجات المناسبة لها‮.‬
استراحة الحيمة سرقت حتى البلاط
‮> ‬من جهته قال الأخ حسين السكا‮- ‬مدير عام السياحة البيئية‮ – ‬والذي‮ ‬زار في‮ ‬لجنة شكلت لتقييم الأضرار التي‮ ‬حصلت لاستراحة الحيمة إن استراحة الحيمة تعرضت لنهب وسلب وسرقة حتى النوافذ والبلاط من الحمامات لم تسلم من السرقة وكذلك الأبواب وخزانات المياه‮. ‬وباختصار تعرضت هذه الاستراحة للنهب وبشكل كامل‮. ‬
وأما عن دور وزارة السياحة في‮ ‬حمايتها والحفاظ عليها أوضح السكاب أن وزارة السياحة سلمت هذه الاستراحة وغيرها من الاستراحات للمجالس المحلية لكي‮ ‬يتم استثمارها والاستفادة منها وبالتالي‮ ‬أصبحت مسؤولية حمايتها والحفاظ عليها تقع على عاتق السلطات المحلية‮ .‬
وقال‮: ‬نحن في‮ ‬وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮ ‬قمنا ببناء مشروع‮ »‬أيش عاد الحماية علينا‮« ‬ولهذا على الجهات المختصة والمجالس المحلية تحمل المسؤولية في‮ ‬الحالة التي‮ ‬وصلت إليها هذه الاستراحات‮.‬
وبالنسبة لاستراحة سمارة أكد السكاب أنها سلمت للأخ محافظ محافظة إب والأمين العام للمجلس المحلي‮ ‬بإب شخصيا وبالتالي‮ ‬يتحملان المسؤولية في‮ ‬ما آل إليه حال هذه الاستراحة‮.‬
بعض الاستراحات سلمت للمستثمرين
‮> ‬وإذا كان السكاب‮ ‬يقول بأن الاستراحات سلمت للمجالس المحلية ويحملها المسؤولية فيما وصلت إليه‮ ‬يذهب مدير عام الاستثمار السياحي‮ ‬عبده مهدي‮ ‬صلاح إلى أن بعض الاستراحات تم تسليمها للمستثمرين والبعض الآخر كانت معدة ومجهزة لتسليمها للمجالس المحلية والاستفادة منها من أجل تنمية السياحة المحلية ولكن الظروف الحالية التي‮ ‬يمر بها البلد حالت دون إكمال العمل فيها فقد أصيبت الحركة السياحية بشلل تام‮.‬
ونفى أن تكون استراحة الحيمة قد تعرضت لأي‮ ‬اعتداء أو نهب وسرقة وأن الحارس موجود ويقوم بعمله ولم‮ ‬يتم الإبلاغ‮ ‬عن أي‮ ‬اعتداء لحق بهذه الاستراحة‮!!‬
وفيما‮ ‬يتعلق باستراحة الحيمة نجد تناقضا بين كلام السكاب وعبده مهدي‮ ‬صلاح مع أن السكاب أكد أنه كان في‮ ‬لجنة تقييم لما حدث من نهب لهذه الاستراحة‮.‬
وفيما‮ ‬يتعلق بالاستراحات الأخرى أكد صلاح أنها في‮ ‬حالة جيدة ولم‮ ‬يصبها شيء وإذا كان حصل لها شيء بكل تأكيد سيكون أول العارفين‮.‬
مشيرا إلى أن هذه الاستراحات ومنذ سنوات متوقفة ولم‮ ‬يتم استثمارها بسبب توقف النشاط السياحي‮ ‬في‮ ‬البلد‮.‬
حاميها حراميها
‮> ‬فإذا كان مدير عام الاستثمار السياحي‮ ‬يؤكد أن الاستراحات في‮ ‬حالة جيدة ولم‮ ‬يصبها أي‮ ‬مكروه فهل هذا الكلام تؤكده الأخت فاطمة الحريبي‮ ‬المدير التنفيذي‮ ‬لمجلس الترويج السياحي‮ ‬أم تنفيه‮ ‬تقول الحريبي‮: ‬تعرضت بعض الاستراحات للتخريب والعبث والنهب مع أننا وضعنا في‮ ‬كل استراحة حارسين نحرص كل شهر على صرف رواتب شهرية لهم‮ ‬ولكن ماذا نعمل إذا كان كما‮ ‬يقول المثل‮ »‬حاميها حراميها‮« ‬طلعوا الحراس أنفسهم من‮ ‬يمارسون العبث والسرقة أو‮ ‬يشجعون عليها‮. ‬عملنا في‮ ‬المجلس على توجيه رسائل وخطابات عدة للجهات المعنية باتخاذ اللازم ولكن‮..!! ‬ولا نعلم كيف حصلت هذه السرقات وقد عملنا على توفير حراسات لكل استراحة ولعل الاستراحات التي‮ ‬تعرضت للسرقة هما استراحتا نقيل سمارة والأخرى في‮ ‬بني‮ ‬مطر‮.‬
وكشفت فاطمة الحريبي‮ ‬أن الاستراحات لم تسلم بعد إلى المجالس المحلية وبالتالي‮ ‬لا زالت في‮ ‬ذمة وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮.‬
وأكدت أن المجلس اتخذ قراراٍ‮ ‬بإعطاء هذه الاستراحات للمجالس المحلية وعليها أن تقوم بالاستفادة منها وإعطائها للمستثمرين عبر مكاتب السياحة في‮ ‬المحافظات بعد سنوات من إكمال البناء في‮ ‬هذه الاستراحات وإغلاقها‮. ‬وتعرض البعض منها للنهب والسرقة والبعض الآخر أصبحت حالتها المعمارية متدهورة كونها افتقدت للصيانة طوال السنوات الماضية‮. ‬يا ترى لماذا تأخر مجلس الترويج السياحي‮ ‬عن تسليم هذه الاستراحات للمجالس المحلية أو المستثمرين قالت فاطمة الحريبي‮: ‬فعلا أكملنا البناء وكان من المفترض تسليمها للمجالس المحلية في‮ ‬حينه ولكن الأحداث التي‮ ‬مرت بها حالت دون تنفيذ ذلك‮: ‬تقطعات واختطافات واغتيالات كل هذا شكل عائقا أمام إكمال تسليمها للمجالس المحلية أصبحنا لا نأمن على أنفسنا ونحن في‮ ‬العاصمة فكيف إذا خرجنا إلى المحافظات‮.‬
طيب إذا كنتم لم تسلموها فلماذا لم تحافظوا عليها وتقوموا بعمل صيانة دورية لها¿‮! ‬أوضحت أنه لا‮ ‬يوجد بند لديهم‮ ‬يتعلق بالصيانة ولا حتى التأثيث فقط عليهم البناء ومن سيأتي‮ ‬للاستثمار عليه أن‮ ‬يقوم بالصيانة والتجهيز والتأثيث‮.‬
وفيما‮ ‬يتعلق بالمسؤولية ومن‮ ‬يتحملها هل وزارة السياحة أم جهات أخرى فيما تعرضت له بعض الاستراحات والحالة التي‮ ‬وصلت إليه الاستراحات الأخرى‮ ‬أشارت إلى أن المسؤولية تقع على المجتمع المحلي‮ ‬فقط أما وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮ ‬فلا‮ ‬يتحملان شيئا من المسؤولية فقد قاما بالبناء ووضع الحراسات‮.‬
وتساءلت الحريبي‮ ‬هل علينا أن نقوم بالحراسة بأنفسنا واعترفت الحريبي‮ ‬أن تأخر تسليم هذه الاستراحات للمجالس المحلية تعد من الأخطاء التي‮ ‬كان على وزارة السياحة ومجلس الترويج السياحي‮ ‬تداركها في‮ ‬حينها‮.‬
التحرك السريع مطلوب
‮> ‬مدير عام مكتب السياحة بمحافظة المحويت الأخ علي‮ ‬عبدالله بهجان والذي‮ ‬تحوي‮ ‬محافظته استراحتين الأولى في‮ ‬خميس بني‮ ‬سعد والأخرى في‮ ‬منطقة الأهجر‮ ‬يقول‮: ‬هاتين الاستراحتان لم تتعرضا للسرقة والنهب ولكن الحالة الإنشائية التي‮ ‬أصبحتا عليها سيئة للغاية‮. ‬وقال:أربع سنوات منذ انتهاء العمل في‮ ‬هاتين الاستراحتين وهما مغلقتان وهذا بالطبع سيجعلهما تتضرران‮. ‬وأمام ما وصلت إليه هذه الاستراحات نحن ننتظر أن‮ ‬يقوم مجلس الترويج السياحي‮ ‬بتسليم هذه الاستراحات للسلطة المحلية كما تم الاتفاق من أجل أن‮ ‬يتم تشغيل الاستراحات عبر مكتب السياحة الذي‮ ‬سيبحث عن مستثمرين مناسبين تنطبق عليهم معايير وشروط مجلس الترويج السياحي‮ ‬ولكن للأسف سنوات مرت ومجلس الترويج السياحي‮ ‬لم‮ ‬يقم بتسليم الاستراحات أو بتشغيلها أو بإصدار المعايير والشروط التي‮ ‬ينبغي‮ ‬أن تتوفر في‮ ‬المستثمرين‮.‬
وأكد أن الاستراحتين بحاجة ماسة إلى صيانة وإعادة تأهيل فقد أصبحت حالتهما سيئة للغاية بفعل الإهمال المتراكم منذ سنوات‮. ‬وتساءل عن‮ ‬نوايا مجلس الترويج السياحي‮ ‬توجهاته المستقبلية إزاء هذه الاستراحات لأن الوقت‮ ‬يمضي‮ ‬والحالة تزداد سوءاٍ‮ ‬وبالتالي‮ ‬سرعة التحرك واتخاذ القرار المناسب مطلوب وبصورة عاجلة‮.‬
120‮ ‬مليوناٍ أنفقت
على استراحات صنعاء
‮> ‬مدير عام مكتب السياحة بمحافظة صنعاء السابق الأخ عبده السحاري‮ ‬أوضح أن محافظة صنعاء نفذت فيها ثلاث استراحات إحداها في‮ ‬منطقة بوعان ببني‮ ‬مطر والأخرى في‮ ‬الحيمة الخارجية وكلاهما انتهى العمل فيهما بينما الثالثة تعثر العمل فيها وهي‮ ‬في‮ ‬منطقة نقيل‮ ‬يسلح بسبب خلافات مع الأهالي‮. ‬كما تحوي‮ ‬صنعاء مشروعين آخرين هما المخيم الجبلي‮ ‬في‮ ‬منطقة شقروف مديرية مناخة والمخيم الجبلي‮ ‬في‮ ‬منطقة الحيمة الداخلية‮.‬
ما‮ ‬يقوله مدير عام مكتب السياحة السابق بصنعاء‮ ‬يجعلنا أمام إحصائيات‮ ‬غير مضبوطة لعدد الاستراحات والمخيمات فهو‮ ‬يتحدث عن أربع استراحات ومخيمات في‮ ‬محافظة صنعاء لوحدها بينما المدير التنفيذي‮ ‬لمجلس الترويج السياحي‮ ‬ومدير عام الاستثمار السياحي‮ ‬يتحدثون فقط على‮ ‬6‮ ‬استراحات ومخيمات في‮ ‬عموم المحافظات¿¿‮ ‬يا ترى كم العدد الحقيقي‮ ‬لهذه الاستراحات والمخيمات وبصورة دقيقة¿¿
يضيف عبده السحاري‮ ‬أن كل تلك الاستراحات والمخيمات لم‮ ‬يتم تشغيلها بعد‮ ‬مع أن تم الانتهاء من العمل فيها‮ .. ‬الأسباب راجعة إلى السياسة المتبعة من قبل الجهة التي‮ ‬قامت بالبناء وهو بذلك‮ ‬يقصد مجلس الترويج السياحي‮ ‬ووزارة السياحة‮.‬
مؤكدا أنه لا‮ ‬يوجد تعاون بين وزارة السياحة والمجالس المحلية‮ ‬الأولى لا تهتم بالبحث عن مصادر تمويل جديدة من خلال تشغيل هذه الاستراحات والثانية لا تريد أن تتحمل المسؤولية‮.‬
وأضاف‮: ‬بلغ‮ ‬حجم الدعم الذي‮ ‬أنفق على هذه الاستراحات والمخيمات‮ ‬120‮ ‬مليون ريال بخلاف الأرض طبعا فقد عملت المجالس المحلية ومكاتب السياحة بالمحافظات على نقل ملكية الأراضي‮ ‬مجانا لمجلس الترويج السياحي‮ ‬ولكن ماذا حدث‮ ‬أربع سنوات بالنسبة للاستراحات وثلاث سنوات بالنسبة للمخيمات وهي‮ ‬موقفة‮ ‬بل إنه وأثناء توقفها لم تقم الجهة الراعية للمشروع بالصيانة‮ ‬بل تعرضت الاستراحات للنهب والسرقة من قبل الأهالي‮.‬
وعن المسؤولية أوضح أن المسؤولية إزاء ما حدث للاستراحات وما سيحدث تتحملها الجهة التي‮ ‬نفذت المشروع ولم تعمل على الاستفادة من تشغيلها فقط عملت على ضخ وإهدار المال العام عشرات الملايين من الريالات في‮ ‬صنعاء وقل مئات الملايين في‮ ‬سائر المحافظات ورمتها في‮ ‬الجبال وعلى التلال تسكنها الأشباح‮.‬
ولفت السحاري‮ ‬إلى مشروع خاص نفذ بعد الاستراحات هو منتزه في‮ ‬منطقة حمام جارف‮. ‬هذا المنتزه الخاص نجح نجاحا باهرا وها هو‮ ‬يجني‮ ‬ملايين الريالات شهريا بينما الاستراحات مغلقة‮ ‬ألأنها قطاع عام‮ ‬يتم التعامل معها بمثل هذا الإهمال¿‮!.

قد يعجبك ايضا