الثورة / محمد شرف
يبدو أن التواجد الإماراتي في جزيرة سقطرى تجاوز مرحلة الاحتلال وانتقل إلى مرحلة “الضم” من خلال الادعاء رسميا بأن الجزيرة تعد جزءا من أراضي دولة الإمارات . هذا ما كشفته الدكتورة فاطمة رضا رئيسة الشعبة القانونية للجرائم السياسية التابعة لمحكمة العدل الدولية في منشور مطول على صفحتها في فيسبوك ، تقول فيه :
“وقعت في يدي ورقة ضمن ملف يتضمن رفع قضية دولية لاستعادة أراضي دولة الإمارات التاريخية المقتطعة والمجتزأة خارج حدودها ابتداءً بجزيرة سقطرى التابعة لدولة الإمارات ولتراثها الإقليمي والحضاري و إرثها البشري التاريخي المتوارث عبر الأجيال” أضافت الدكتورة فاطمة : ” لم أستطع إخفاء ضحكتي أمام مبعوثي الهيئة الإماراتية ، لقد صعقني الخبر ومن هوله ضحكت، المقربون مني فقط يعلمون أن ضحكتي تلك في ثقافتي الليبرالية تعني بأنني وصلت لأقصى درجات الاستياء والامتعاض” . .
وتتابع الدكتورة اليمنية والتي تحمل الجنسية الأميركية : “أعطيتهم ملف قضيتهم بابتسامة و أدب واحترام بالغ وذهبت بعدها لكتابة اعتراض على قضيتهم لأربعة أيام متواصلة ويتضمن الاعتراض حوالي 80 صفحة من الهجوم القانوني العنيف على أدائهم غير الحصيف ومعاييرهم المقنعة في التقييم التاريخي” .
وقالت : “شرحت للدائرة الجغرافية والمكانية في المحكمة بأن دولة الإمارات اشتبهت بانتماء جزيرة سقطرى لأراضيها وبأنه قد حصل التباس عليهم في هذا الموضوع وضبابية في تقييم الرؤية للواقع التاريخي المعاش، حيث أنه لا توجد أي جذور تاريخية بين جزيرة سقطرى والإمارات إطلاقاً” .
وأكدت في معرض ردها على أن الجزيرة يمنية محتلة : « الإمارات حالياً لديها ما يقارب 400 جندي في قاعدة إماراتية مستحدثة فيها، ولا يعني ذلك في البروتوكول الدولي بأنها أصبحت إماراتية بل يعني بأنها محتلة إماراتياً” . .
لم تشر الدكتورة فاطمة رضا إلى زمن رفع الدعوى الإمارتية في محكمة العدل الدولية ، لكن الرد الإماراتي على موقفها بمنعها من زيارة الإمارات يشير إلى فترة زمنية ليست بعيدة . وعلى طريقة شباب حي المظفر في مدينة تعز في الإصرار والعناد ، علقت الدكتورة رضا على القرار الإماراتي وقالت : “سوف أسافر ضمن عمل خاص للإمارات بعد أسبوعين ومن هذه المنصة أتحدى أي جهة إماراتية حكومية أو خاصة منعي من السفر للإمارات .. أنا دبلوماسية أمريكية ولا يحق لهم منعي من السفر لبلادهم تحت أي مبرر إلا بعد إغلاق سفارة أمريكا في دولتهم وهذه قوانين دولية لا يمكنهم خرقها” .
وكان المجلس الوطني للسياحة والآثار في الإمارات قد بعث إليها خطابا اعتبرها “شخصية مخابراتية غير معروفة ومجهولة وغامضة وغير مرحب بها في دولة الإمارات المتحدة” بحسب ما جاء في منشورها.
الموقف الذي سجلته اليمنية فاطمة رضا يبعث على الطمأنينة ، فهو يعكس أن اليمنيون سينتصرون لقضيتهم وسيحمون أرضهم مهما فرطت بها القيادات المحسوبة زورا على اليمن ، ومهما تكالبت قوى الاستعمار بكل مالها وقوتها .
وسبق للدكتورة رضا أن هاجمت أداء الأمم المتحدة في اليمن ، ووصفته بالأكثر فشلا وفسادا على مستوى العالم ، وحملت مندوب الأمين العام مارتن جريفيث المسؤولية في ذلك . وقالت في مقال لها في شهر أكتوبر الماضي تحت عنوان “رجل مخمور يدير مفاوضات السلام في اليمن” ، أن جريفيث لا يعمل على إحلال السلام في اليمن ، بل يلعب على المتناقضات السياسية ويتلون كالحرباء . وأضافت : جريفيث ضابط سابق في الجيش البريطاني ومخبر لاحق في “m16″ ويميني متطرف ، فماذا تتوقعون منه .
ومضت في مقالها : « جريفيث كائن ليلي ينام نهار ويسهر ليلا حتى الصباح ، يسافر إلى لندن لقضاء أسبوع كل شهر ، الأمن البريطاني قبض عليه أربع مرات هذا العام وهو يقود السيارة في لندن تحت تأثير الخمر ـ بحسب ما ذكرته صحيفة التليجراف”.
كما هاجمت الأمير محمد بن سلمان ، بعد محاولة ضباط سعوديين اعتقالها خلال زيارتها للسعودية ، وقالت : لولا أني اتصلت للنائب العام السعودي لكنت الأن بالسجن مع المسجونين الذين نناضل لأجلهم. آل سعود يحكمون هذا البلد “بتوازن الرعب” وبمنظومة قمعية حديدية وهذا مالم يدم لأقوى جبابرة الأرض، وأضافت في منشور لها على فيسبوك : « أقول للأمير محمد بن سلمان إن قمعك للحريات وتخويفك للإنسان وإعدامك للبشر لن يغتفر ولن يمر وأقول لك إن القضاء الدولي ومحكمة العدل الدولية ستحاسبك عاجلاً أم آجلاً، والدماء ستلاحقك وستعدم وستعلق وستأكل الطير من رأسك” .