إنجازات العمل الطوعي تتسع بفضل الوعي بالمشاركة المجتمعية

كيف نُحوِّلُ تحديات العدوان والحصار إلى فرص ومنطلقات للتنمية؟!

 

 

كمال عزالدين:
يجب علينا إحياء اليوم العالمي للتطوع بنهج قرآني ونكهة يمانية
عبدالسلام عبده- الحديدة:
التطوع نشاط روحي أتغلب به على الملل وأحول الفراغ إلى حياة جميلة
عبدالحميد الجبري:
هناك استهداف ممنهج من قبل المنظمات الدولية لتشويه الـعمل الطوعي، وطمس هويته اليمنية
هادي هيج- وادي مور:
البلاد بحاجة إلى استنهاض طاقات أبنائها نحو صناعة وجه حضاري يميزها عن غيرها
أحمد الشويع- المحويت:
التطوع ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بكل معاني الإحسان، والعمل الإنساني
مجاهد الحداد- إب:
ما أعظمه من شرف أن يندرج اسم المرء في قائمة المحسنين عند الله
خالد هاشم:
التطوع هو الخلفية الصلبة لتحريك المجتمعات نحو مشاريع مستدامة
ريم عاقل – برنامج حمى الضنك:
التطوع فرصتنا لتطوير المستقبل؛ يداً بيد نتطوع لنبني
صفية أحمد- برنامج الأسر المنتجة:
كن متطوعاً ليكون وجودك له ثمرة وبصمة خير وفلاح ونجاح

ينظر إلى اليوم العالمي للتطوع الذي يصادف الخامس من ديسمبر من كل عام على أنه فرصة فريدة للمتطوعين والمنظمات للاحتفال بجهودهم، وتناغم خطواتهم في سبيل تعزيز عملهم بين مجتمعاتهم المحلية، والمنظمات غير الحكومية، والسلطات الحكومية، والقطاع الخاص.
واعترافا منها بجهود المتطوعين ودورهم في خدمة المجتمع والمساهمة في عملية البناء والتنمية، تقيم مؤسسة بنيان التنموية غداً، احتفالا كبيرا باليوم العالمي للتطوع، تكرم فيه كوكبة من المتطوعين.
“الثورة” بالمناسبة استطلعت آراء بعض من الناشطين في مختلف المجالات الخيرية والتنموية، الذين وصفوا هذا العمل الإنساني بالواجب الديني، والعمل الوطني، معتبرين أن العمل الطوعي غاية أخلاق الأنبياء، وتجسيد رسالتهم، حين نذروا أنفسهم وكل ما يملكون في سبيل دعوة أقوامهم إلى الخير والصلاح والسعادة في الدارين، غير منتظرين من أقوامهم جزاءً ولا شكوراً، وبذلك يكتسب العمل الطوعي قدسية في التطبيق والعمل، وقداسة في القيم والمبادئ والتصورات.. فإلى الحصيلة:

الثورة /يحيى الربيعي

أكدت حنين علي ناجي عبدالله (منسقة المبادرات المجتمعية في مديرية المراوعة، القطاع النسائي)، أن الأعمال الطوعية من أهم الأعمال التي تسهم في المحافظة على تطور المجتمع وتحقق التنمية المستدامة للمجتمع من خلال المبادرات والتفعيل المستمر لأفراد المجتمع.. مؤكدة أنه “نظرا لما يمر به الوطن من ظروف أدت إلى توقف بعض الخدمات والمؤسسات في الدولة وحاجة المجتمع لهذه الخدمات، فقد قررت القيام بالأعمال الطوعية التي تسهم في خدمة المجتمع وتخفيف من معاناتهم”، وعن اليوم العالمي للتطوع تقول حنين: “هو يوم تم تخصيصه لتقدير جهود المتطوعين والإشادة بدورهم وتعريف المجتمع بأهمية المتطوعين في تنمية المجتمع وتخفيف معاناة الآخرين وخلق روح التعاون، ويكون في5 ديسمبر من كل عام”، داعية إلى رفع مستوى الوعي بالعمل الطوعي وإنعاش الحماس والنشاط لدى المتطوعين نحو الإسهام في الاستفادة من طاقة الشباب واستغلالها بأفضل طرق وأكثر كفاءة والحد من السلوكيات غير الصائبة وتعزيز الشعور بالرضا عن النفس والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع وأفراده، ناصحة الشباب بالمبادرة في خدمة مجتمعهم وتقديم يد العون لأفراده.
حرية الوطن
أما الدكتور مجاهد منصور أحمد الحداد (ناشط طوعي وإعلامي برنامج فرسان التنمية، محافظ إب)، فقد أكد أن من أهم عوامل اكتساب القناعة أن العمل الطوعي هو من يقود المرء إلى نيل حب الله، وما أعظمه من شرف أن يندرج اسم المرء في قائمة المحسنين عند الله.. مضيفاً: أنه يرى أن العمل الطوعي هو أقل ما يمكن تقديمه لهذا البلد إذا ما نظرنا إلى من باعوا أنفسهم لله، من أجل إعلاء كلمة الحق، وصون حرية الوطن وتثبيت أمن واستقرار هذا الشعب العظيم.. من هنا تولدت قناعة راسخة في التحرك ضمن برامج المبادرات المجتمعية، وبالمشاركة تلو المشاركة أصبح التطوع دما يتحرك في أوردتي، ومع كل عملية انقباض وانبساط لقلبي تزيد لدي دوافع حب المشاركة في برامج العمل الطوعي.. لافتا “نعم، واجهنا مشاكل شتى، وتحديات صعاب، لكنها على تنوع أشكالها وأنواعها لم تزد في عزائمنا وإرادتنا سوى قناعة راسخة، بل كانت تهون كل تلك المشاكل والتحديات حين نرى ابتسامة طفل، ونسمع ابتهالات أم يتيم، أو يتحقق نجاح في تسهيل عائق من عوائق التنمية، أو يحصل تعاون وتماسك مجتمعي نحو إنجاح مشروع ما”، مضيفا “هانت كل التحديات عندما أخذت إنجازات العمل الطوعي تتسع بفضل الوعي بأهمية المشاركة المجتمعية في تحويل التحديات إلى فرص نجاح”.. مؤكداً “ساهمت في العديد من الأعمال والمبادرات المجتمعية التي حققت نجاحات ملموسة على مستوى مشاركاتي داخل الوطن وخارجه”، مضيفا أن الاحتفال باليوم العالمي للتطوع ينعش في المجتمع روح التعاون والتماسك فيعتمد على التكافل الاجتماعي في جميع مشاكله، وهو مناسبة لتوصيل رسائل هادفة للمجتمع من أجل توسيع مجالات العمل الطوعي، وحث الحكومات والمؤسسات والجمعيات بأهمية رعاية المشاركات المجتمعية من خلال تأهيل الشباب وتدريبهم على المشاركة في صناعة التنمية.. مشددا على أهمية التكافل الاجتماعي وفوائده الكبيرة نحو تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي.
واجب ديني
من جهته يضيف كمال يحيى علي عزالدين (مبادرة إحسان الشبابية، محافظة حجة مديرية قفل شمر): قناعتي عن العمل الطوعي أنه مسيرة الأنبياء والصالحين، وأن العمل الطوعي فيه إرضاء لله عز وجل، ولما له من الأجر الكبير والجزاء العظيم عند الله سبحانه وتعالى.. فمن أفضل ما جازى الله به نبيه يوسف عليه السلام بأن آتاه العلم والحكم ومكن له في الأرض، وذلك جزاء لما قام به من إحسان تجاه الآخرين، قال تعالى: ” وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ “، مؤكدا أن النظرة الثاقبة في القرآن الكريم، تولد في الإنسان رغبة الامتثال لأوامر الله عز وجل طمعا في الثواب الذي أعده الله للمحسنين، فهو سبحانه وتعالى يأمرنا بالإحسان “وأحسنوا، ِإنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “، ” فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ “، داعيا إلى أن يجعلوا من الاحتفال يوما عالميا بمعنى الكلمة، وذلك بإطلاق المبادرات والمشاركة في الأعمال الطوعية في جميع المجالات التعليمية والصحية ومجال إصلاح الطرقات وبجهود ذاتية، لغرض تخفيف المعاناة عن كاهل المجتمع، وعلى الجميع أن يعي أن التطوع واجب ديني قبل أن يكون فعلا وطنيا، وأن يقوموا بإحياء هذه العادة الطيبة التي كانت متأصلة عند الآباء والأجداد، تحت مسميات أخرى مثل المعاونة والغرم والجايش والفزعة، وعلى الجميع أن يستشعر المسؤولية أمام الله أولا، ومن ثم أمام الناس وأن يستشعر بأنه معني بالقيام بهذه الأعمال الطوعية حتى لو كانت بسيطة وصغيرة، فهي كبيرة عند الله، وأن لا يصاب بالإحباط أو الملل عندما يواجه أي نوع من العوائق، فطريق الخير محفوف بالمكاره والأصوات النشاز موجودة في كل زمان ومكان وعلينا أن لا نلتفت إليها ولا نلقي لها بالا، وأن نشحذ الهمم نحو أعمال الخير مهما كانت الصعوبات والتحديات.
ركيزة أساسية
ويتفق عزالدين مع رفيقه أحمد علي ناجي الشويع (منسق مبادرة رحماء بينهم؛ بني سعد، المحويت) في أن العمل الطوعي عامل أساسي في بناء المجتمع، ونشر التماسك الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وهو ممارسة إنسانية ارتبطت ارتباطا وثيقا بكل معاني الإحسان، والعمل الإنساني أخذ عدة أشكال بدائية فرضتها الفطرة الإنسانية كي يهب الناس إلى مساعدة بعضهم البعض، والعمل الطوعي يمثل القطاع الثالث للتنمية إلى جانب القطاعين العام والخاص.. مضيفا “التطوع سمة إنسانية حضارية راقية وركيزة أساسية من ركائز المسؤولية الإنسانية والدينية بوصفه عملا يبادر إليه أبناء المجتمع من أجل المجتمع في مختلف الظروف وخاصة في حالات كالتي تمر بها اليمن الحبيب.. هذه المرحلة التي تتطلب من الجميع المشاركة في برامج الإحسان ومبادرات الإعمار.. وفيما يخص اليوم العالمي للتطوعي فإني لأول مرة أسمع بهذه المناسبة، ومع ذلك فإن رسالتي إلى المجتمع أن يعملوا على المشاركة الفعالة في المبادرات والأعمال الطوعية من أجل زيادة التكاتف ونشر الإخاء في أوساط المجتمع”.
فرص وجود
من جهته قال توفيق محمد المؤيد (متطوع في برنامج فرسان التنمية)، إن العمل الطوعي توجيه إلهي، ومن أسس هويتنا الإيمانية، وفي ظل ارتباطنا بهدى الله القائل في محكم كتابه: ” فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ “، تولدت لدي رغبة المشاركة في العمل الطوعي وأعمال الإحسان، طمعا في ” لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ “، ” وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “.. معتبرا اليوم العالمي للتطوع في الخامس من ديسمبر مناسبة عالمية يتم فيها إقامة فعاليات وتوزيع الجوائز وتكريم المتميزين وتشجيع وحث المجتمع على المشاركة في المبادرات الطوعية، مضيفا “رسالتي إلى المجتمع في هذه المناسبة أن ينطلقوا إلى المشاركة في برامج المبادرات المجتمعية كل على مستوى قريته أو حارته دون النظر إلى المثبطين والمرجفين، أن ينطلقوا من واقع الوعي والثقة بأن المبادرة البسيطة سيكون لها صدى كبير، وسيشاهد المشاركون بأنفسهم الأثر الإيجابي الذي ستحدثه مبادراتهم من زرع لروح التكافل والتراحم وحب عمل الخير للغير خاصة في ظل هذا العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي يتطلب منا أن نحول ما يفرضه علينا من تحديات إلى فرص وجود ومنطلقات تنمية”.
حياة جميلة
أما عبدالسلام إبراهيم عبده (متطوع في غرفة الصيادين للطوارئ والتنمية؛ الخوبة، الحديدة) فيقول: ما دفعني للتطوع في مشروع الشهيد الرئيس صالح الصماد “يد تحمي، ويد تبني” هي الرغبة الجامحة في أن يكون لي ارتباط وطني وانتماء للمجتمع بالتطوع لخدمة الناس وصولا إلى تحقيق هدف الاكتفاء الذاتي وسد الفجوة، كما أن التطوع يعني لي الكثير من المتعة الروحية والنشاط البدني وبه أتغلب على الملل وأحول الفراغ إلى حياة جميلة دنيا وآخرة.. وفي اليوم العالمي للتطوع أدعو كافة أبناء المجتمع إلى الاتجاه الجاد نحو تفعيل المشاركة المجتمعية وفي كافة المجالات، فإن في ذلك أجران: النزول للميدان والوقوف مع الناس في كل الأحوال، ونيل أجر المحسنين عند الله.
هويتنا إيمانية
عبدالحميد حميد الجبري (متطوع في برنامج فرسان التنمية في حجة) قال : “الذي دفعني للعمل الطوعي هو الاستهداف الممنهج من قبل المنظمات الدولية التي حاولت من خلاله تشويه الـعمل الطوعي، وطمس هويته اليمنية، من هنا تولدت لدي الرغبة في إحياء هويتنا الإيمانية ومنها انطلقت قناعتي نحو المشاركة الفاعلة في إحياء المبادرات المجتمعية في شتى مجالات الحياة اجتماعيا وصحيا وبيئيا واقتصاديا وبالموارد المتاحة والإمكانات المتوفرة.. مشيرا إلى أنه تعرف على اليوم العالمي للتطوع عن طريق مناقشة دارت بين زملاء عن العمل الطوعي ذكروا خلالها أن يوم 5 ديسمبر من كل عام يعتبر يوماً عالمياً، تقام فيه فعالية خاصة باليوم العالمي للتطوع.. داعيا المجتمع إلى المبادرة في إحياء الاعمال الطوعية وإطلاق المبادرات المجتمعية في كل المجالات التنموية لمواجهة التحديات التي يفرضها العدوان الغاشم والحصار الجائر والخروج بحلول إيجابية والتغلب على الأجواء السلبية بالتفاؤل الإيجابي”.
واجب مقدس
من جهته، قال حسن أحمد البدر النزيلي (مبادرة رحماء بينهم ، بني سعد المحويت) دفعني واجبي الديني الذي أمرنا الله به، وعندما رأيت وطنا يبحث عمن يمد يد البناء إليه، ومجتمعا ينتظر من يحركه، وموارد تستغيث أن تعود بالنفع على من يملكها، كل ذلك دفعني إلى المشاركة في العمل الطوعي كواجب مقدس، وفعل يعني الحياة.. وبالنسبة لليوم العالمي للتطوع فهو يوم احتفالي يوثق ويشيد ويدعم الأعمال الطوعية وتظهر جهود وتضحيات العاملين في هذا المجال، ورسالتي في هذه المناسبة أن الأعمال الطوعية ليست مرتبطة بالضرورة باليوم العالمي وحسب، بل علينا أن نشحذ الهمم والعمل بمنهجية هدى الله التي تأمرنا بالإحسان الدائم والعمل الدؤوب ” إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ “.
البلدة السعيدة
وعلى ذات الصعيد، يضيف هادي عبدالرحمن هيج (متطوع من غرفة طوارئ وادي مور): “شاركت في العمل الطوعي عن قناعة بأن من واجبي كعضو في المجتمع أن أخدمه وأعمل على تفعيل واجب الإحسان في أوساطه، وأن أحشد الناس إلى المشاركة في الأعمال التطوعية.. كل ذلك انطلاقا من إيماني بأن خدمة المجتمع في كل المجالات الخدمية وتقديم المساعدات للمحتاجين أو التنموية كالزراعية والاقتصادية والبيئية والتعليم واجب ديني وأخلاقي، وحبا في استغلال الوقت في عمل يعود بالنفع على منطقتي.. وأملي في اليوم العالمي للتطوع أن يتجه الجميع نحو تفعيل المبادرات المجتمعية نحو المشاركة في النهوض التنموي ومواجهة التحديات التي تفرضها حاجة البلاد إلى استنهاض طاقات أبنائها نحو صناعة وجه حضاري يميزها عن غيرها من البلدان تماما كما عرفها التاريخ بالبلدة السعيدة”.
سبيل أمثل
ويقول وضاح القرن (متطوع تنموي، محافظة ريمة): “دفعني للعمل الطوعي الثقافة القرآنية والمنطلق القرآني والشعور بالمسؤولية أمام الله وقلة الوعي في المجتمع بأهمية العمل الطوعي في مواجهة العدوان والحصار، وأن العمل الطوعي فلتر لتصفية النفوس ودافع معنوي لإنجاز المستحيل، وسبيل أمثل لإحياء روح الإخاء والتكافل المجتمعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في كل المجالات.. وبهذه المناسبة أدعو كل شرائح المجتمع إلى المبادرة والانخراط في العمل الطوعي وفي كل مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والزراعية وشق وإصلاح الطرقات وترميم وبناء المدارس والحفاظ على المشاريع وصيانتها ضمانا لاستدامة خيرها.. مشددا أن على الشعب اليمني أن يثبت للعالم أنه شعب صامد، شعب قادر على مواجهة التحديات وتحويلها إلى نجاح”.
رأب الصدع
أما وجهة نظر خالد أحمد فاضل هاشم (متطوع برنامج فرسان التنمية، منسق مبادرة سابقون بمديرية خيران المحرق حجة)، عن العمل الطوعي فيؤكد أنه السر الوحيد لرقي المجتمعات، ورأب الصدع الذي تعاني منه مجتمعاتنا، وأنه الثقافة الحقيقية المستمدة من روح شرعنا وديننا الحنيف، وهو الخلفية الصلبة لتحريك المجتمعات نحو مشاريع مستدامة.. ومن خلال مشاهدة انطلاق رجال الله في ميادين الشرف طوعا لا جبرا، وإيمانا بوجوب الاستجابة لنداء الله ” فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ “.. إضافة إلى النشوء على حب العمل الطوعي منذ نعومة أظافري، وشعوري بالعمل الطوعي كأنني وجدت بغيتي وسؤالي، فالتطوع هو الشيء الوحيد الذي يشبع رغباتي ويجعلني راضيا عن نفسي.. مشيرا إلى أن اليوم العالمي يوم تكريمي لكل الناشطين في العمل الطوعي والمتفانين في خدمة مجتمعاتهم.. داعيا في المناسبة المجتمع إلى التعرف على أهمية التطوع من منظور قرآني، وأن ينطلقوا في مجال التطوع وتحريك الجميع لخدمة أنفسهم، وتمكين مجتمعاتهم لتصل إلى الرقي في جميع المجالات، وبأقل كلفة وجهد، فالتطوع هو المنتجع الوحيد الذي سيضم المجتمعات بين أحضانه بمنظور الحب والحنان، والمشتل الذي فيه ستورق أغصان النهوض التنموي، والرئة التي سيتنفس بها المجتمع في ظل الحصار الخانق المفروض على شعبنا العظيم من قبل العدوان البربري الغاشم.
فكرة ربانية
ويوضح أنور أحمد سيف السروري (برنامج نزلاء الإصلاحية المركزية بأمانة العاصمة- مؤسسة بنيان التنموية)، أن العمل التطوعي ليس وليد اللحظة، فهو أساس ديننا الحنيف والقيم والمبادئ التي غرست فينا وبالفطرة الربانية، وكان قدوتنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله سلم بكل أمور حياته يقدم ويبذل ويعطي وذلك من مكارم الأخلاق، مؤكدا أن بذل العطاء للآخرين فيه عطاء لأنفسنا أولا، ومن عرف لذة التطوع والعمل الخيري هانت عليه كل الصعوبات والعراقيل، فأن تكون لك بصمة في مجتمعك ومحيطك مهما بدت لك صغيرة فهي عظيمة في ميزان الإحسان، أن تزرع شجرة خير من أن لا تزرع.. وعن اليوم العالمي، قال: الحقيقة أنني أول مرة أسمع فيها عن اليوم العالمي للتطوع، ولكن سمعت وجبلت منذ نعومة أظافري من تعاليم ديننا وقيمنا أن بذل الخير والعطاء ومكارم الأخلاق يقربنا إلى الله وإلى رسوله ويصلح حالنا في الدنيا والآخرة، داعيا الجميع إلى بذل الخير والمتاجرة مع الله وحده ولا ننتظر الثناء والتقدير من أحد فإن صدقنا مع الله سرا أنبت شجرتنا وأثمرت في العالم وفي وطننا الحبيب خاصة، ومن صدق مع الله صدق الله معه ووفقه وسدده إلى ما يحب.
عمل إنساني
الأخت ريم مهدي علي أحمد عاقل (العمل الطوعي/برنامج التوعية حول حمى الضنك)، بدورها قالت: قناعتي عن العمل الطوعي أنه عمل إنساني، أنفع به نفسي وأهلي ومجتمعي ووطني بشكل عام، ومصدر أجر لي في الآخرة، خدمة مجتمعي ووطني، وطني قدم لي الكثير، حتى وصلت لهذا المستوى، وأنا مستعدة أن أقدم الكثير والكثير، مشيرة إلى أن اليوم العالمي للتطوع احتفالية عالمية سنوية تحدث في 5 ديسمبر من كل عام حددتها الأمم المتحدة منذ عام 1985م، يحتفل بهذا اليوم في غالبية بلدان العالم، ويعتبر الهدف المعلن من هذا النشاط هو شكر المتطوعين على مجهوداتهم إضافةً إلى زيادة وعي الجمهور حول مساهمتهم في المجتمع.
آفاق واسعة
وتضيف صفية أحمد ( برنامج تدريب وتمكين الأسر المنتجة): انطلقنا في العمل التطوعي من خلال الشعور بالمسؤولية أمام الله تعالى وما نعيشه خلال هذه الفترة يحتاج للبذل والجهد والعطاء وأن نُعمّر أوطاننا ونخدم مجتمعنا، وتولد ونما فينا حب التطوع مما رأيناه من إنجازات صقلت فينا العزيمة ورفع وتيرة البذل لنعطي ما لدينا، حيث أن التطوع منا ولأجلنا، وانطلاقة ترتقي بنا إلى آفاق واسعة، ويجدد فينا باستمرار روحِ الإخاء والإخلاص في العمل بنفوس رضيّة مُضحية بكل ما تجود، وبحصدنا لثمار التطوع التي عشناها فإنه يغير واقع المجتمعات كثيراً رغم الاختلافات، فهو يبني علاقة متينة جداً بين المتطوع ومن حوله، كما للتطوع ثمار في العمل نفسه، فينمي الذات ويجعلها مرنة مع كل المعوقات التي قد تواجه العمل خلال المسار التطوعي، وهذا بالتأكيد ما لمسته خلال أعمالي وتجاربي التطوعية في مجال الإعلام وغيره.. مشيرة إلى أن اليوم العالمي للتطوع يمثل ذكرى لتبجيل المتطوعين، لكن علينا أن نُحيي التطوع في أنفسنا وفي واقعنا طوال العام وفي كل أيامنا كعمل إحساني في سبيل الله.
إليك.. لافتة إلى أن فرصة التطوع لا تُقارن فلا تتأخر للالتحاق بالعمل الطوعي وكن متطوعاً ليكون وجودك له ثمرة وبصمة خير وفلاح ونجاح، فكما يُقال “إذا استطعت أن ترسم ابتسامة لا تقصر”.

قد يعجبك ايضا