حفظ الله علي زايد
السؤالُ المطروحُ اليوم (أيام الاحتفال بولايةِ أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام) لماذا هذا الاحتفال ؟ لماذا الاحتفال بالغدير والولاية وقد مرَّ عليها زمن طويل ؟ ما هي الفائدة من ذلك ؟ هكذا يقولُ البعضُ، وبهذا المفهوم يتحدثونَ عن هذه المناسبة، إمَّا بغرضِ الاستنكارِ، أو بغرضِ التشويه، أو غيرِ ذلكَ .
ونقولُ لكل مَن يسألُ هذا السؤال، إنَّ هذه المناسبةَ ليست وليدةَ اليوم، وإنما هي مناسبةٌ عظيمة، كانَ الآباءُ والأجدادُ يحتفلونَ بها كُلَّ عامٍ بعد عيد الأضحى المبارك (في الثامنِ عشرَ من ذي الحجة الحرام) في أغلبِ مناطِقِ اليمن، وكانوا يسمونه بالنشور .
ونقولُ لكلِّ من يشوهُ هذه المناسبة، لماذا يجوزُ للمسلمينَ أن يتحدثوا عن أمجادِ الماضين ويتحدثوا عن المعاركِ والغزوات التي حدثتْ في ذلك الزمن ولا يجوز لهم أن يتحدثوا عن أمجادِ وفكرِ أهل البيتِ عليهم السلام ؟
لماذا يجوز لهم أن يتحدثوا عن التاريخِ الأموي، والتاريخ العباسي، والتاريخ العثماني، والتاريخِ الحديث ولا يجوز لهم أن يتحدثوا عن تاريخِ أهل البيت عليهم السلام ؟ لماذا يجوزُ لكَ أن تقولَ ما تريد ؟ وأن تتحدثَ بما شئتَ ؟ أمَّا إذا كانت المسألةُ أو الاحتفالُ أو الحديثُ مرتبطاً بالحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وبأهلِ بيتِه، فهذه المناسبةُ بدعة، وهذا الكلامُ حرام، وهذا الحديثُ لا يجوز .
أخي القارئ الكريم: لو نسألُ ونقول: هل يجوزُ أن نتحدثَ عن حجةِ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أم لا ؟ أعتقدُ أنه لا يوجَدُ مَن يقول لا يجوزُ ، فلماذا يجوزُ أن نتحدث عن الحج ؟ ولا يجوز أن نتحدثَ عَن حادثةِ الغديرِ، وعن يومِ الولاية، والأحداثُ متسلسلةٌ ومرتبطةٌ بعضُها ببعض .
إذا قلتَ، النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذهبَ إلى الحج، وأحرمَ مِن كذا، وطافَ بالبيتِ الحرام، وسعى بين الصفا والمروة، ووقفَ بعرفات، وخطبَ في الناس قائلا كذا وكذا، ورمى الجمرات، وذبحَ الهدي … إلخ، فهذا الحديثُ جائز .
أمَّا إذا قلتَ، النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم حينما كانَ عائداً مِن حجةِ الوداع، ووصلَ إلى مكانٍ يقال له غديرُ خم، هبط عليه جبريلُ عليه السلام بقولِ المولى جل جلاله:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}[المائدة:67] فأمرَ الناسَ بالتوقفِ حتى اجتمعوا، ثمَّ أخذَ بيدِ الإمام عليٍّ عليه السلام وقامَ خطيباً فيهم، قائلاً:(أوَلستم تعلمون، أو لستم تشهدونَ أني أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسه) قالوا: بلى، فأخذَ بيدِ عليٍّ، فقال:(مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمَّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله) فهذا لا يجوز، وهذا الكلامُ غيرُ صحيح، وأنتَ رافضيٌّ، وتسبُّ الصحابةَ، إلى غيرِ ذلك، لماذا هذا كلُّه ؟ لأنَّ المسألةَ بكلِّ بساطةٍ تتعلقُ بأهلِ البيت وبالإمام عليٍّ عليهم السلام .
أيها القارئ الكريم: نحتفلُ بهذه المناسبةِ لأنَّ الحبيبَ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم احتفل بها، وما تَمَّ في ذلك اليوم، بحضرةِ الحبيبِ المصطفى، وحضرةِ كبارِ الصحابة، وما يزيدُ على مائةِ ألفِ مسلم، مِن تكريمٍ للإمامِ عليٍّ عليه السلام إنما هو احتفالٌ بهذه المناسبةِ الكريمة، وهذا يُعتبَرُ تأصيلاً لمشروعيةِ الاحتفالِ بهذه المناسبةِ العظيمة .
نحتفلُ ونتحدثُ عن يومِ الولايةِ، لأنَّ هذا الاحتفالَ إنما هو جزءٌ بسيطٌ مِن المودةِ لأهلِ البيتِ عليهم السلام، إنَّهُ عملٌ مشروعٌ يندرجُ تحتَ قولِه تعالى:{قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا، إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ}[الشورى:23].
نحتفلُ ونتحدثُ عن يومِ الولاية، ليعرفَ الناسُ الحقَّ من الباطلِ، والصوابَ من الخطأ، فهناكَ كثيرٌ من المفاهيمِ، طُمست أو بُدلت أو حُرِّفت عن حقيقتها، ومنها هذه الحادثة، ولو قرأَنا في كتبِ المدارسِ والجامعاتِ، لما وجدنا ليومِ الولاية، ولا لحديثِ الغديرِ ذكر، بل إنَّ هناك فضائلُ لأهلِ البيتِ عليهم السلام سُرقت وأُلصقت بأناسٍ أخرين.
نحتفلُ ونتحدث عن يومِ الولاية، لأنا مخاطبونَ بمعرفةِ مَا جاءَ في كتابِ الله سبحانه، وما جاءَ في سنةِ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومخاطبونَ بالعملِ بذلك، فحينما يقولُ المولى جل جلاله:{يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء:71] فمَن هو إمامُكَ الذي سوفَ تُدعَى معه ؟ أليسَ إلا مَن واليتَه في دنياك ؟ نعم ، فالحبيبُ المصطفى محمدٌ صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم نبيُّنا، والقرآنُ الكريمُ كتابُنا، فمَن هو إمامُنا ؟ أليسَ إلاَّ الأمامَ علياً عليه السلام !!
وحينما يقولُ الله سبحانه:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ}[النساء:59] فمَن هم أولو الأمرِ الذينَ تجبُ علينا طاعتُهم ؟ أليسوا مَن ذكرَهم مولانا جل جلاله في كتابِه، وبيَّنُهم الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم في سنتِه المطهرة .
وحينما يقولُ اللهُ سبحانه:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:55] فلا بدَّ أن نعرفَ ما المرادُ مِن هذه الآية ؟ ومَن المراد ؟ وما هيَ الأحكامُ المترتبةُ عليها ؟
وحينما يقولُ مولانا جل جلاله:{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ، وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ، وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً، أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ، وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ، فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ، إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ}[هود:17] فمَن الذي على بينةٍ من ربِّه ؟ أليسَ إلا الحبيبَ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله، ومَن الشاهدُ الذي يتلوه ؟ والذي هو منه ؟ أليسَ إلا الإمامَ عليّاً عليه السلام، ولهذا نجدُ أئمتَنا عليهم السلام يؤكدونَ هذا المعنى العظيمَ، بما رووهُ عن الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(إِنَّ اللهَ عز وجلَّ أَنزَلَ قِطْعَةً مِن نُورٍ، فَأَسْكَنَهَا فِي صُلْبِ آدَمَ، فَسَاقَهَا حتَّى قَسَمَهَا جُزْئَيْنِ، فَجَعَلَ جُزْءًا فِي صُلْبِ عَبْدِ اللهِ، وَجُزْءًا فِي صُلْبِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَخْرَجَنِي نَبِيَّاً وَأَخْرَجَ عَلَيَّاً وَصِيِّاً)[الشافي ومناقب الإمام علي لابن المغازلي الشافعي] وبقولِه صلى الله عليه وعلى آله:(عليٌّ مني وأنا منه)[الشافي وأمالي المرشد بالله والجامع الكافي وأحمد والحاكم وأبو داود].
وحينما يقولُ مولانا سبحانه:{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ، فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ، وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ، إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[الأنفال:75] فمَن أقربُ الناسِ رحماً بالحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله ؟ أليسَ إلا الإمامَ عليا عليه السلام، فهو أولى بمقامِه من بعده، عملاً بنصِّ هذه الآيةِ الكريمة .
وعندما يقولُ الحبيبُ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(عليٌّ مني بمنزلةِ هارونَ من موسى؛ إلاَّ أنَّه لا نبيَّ بعدي)([1]) فما هيَ منزلةُ هارونَ من موسى ؟ أليست إلا ما أخبرَ مولانا سبحانه في قولِه:{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي، يَفْقَهُوا قَوْلِي، وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي} ثم ختمَ سبحانه هذا بقوله:{قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى}[طه:25-36] فما هيَ منزلةُ هارونَ من موسى ؟ أليستْ إلا الخلافةَ والوزارةَ والأخوةَ والنبوة !!
فهذا الآياتُ الكريمةُ والأحاديثُ النبويةُ الشريفةُ، وغيرُها كثيرٌ، موجهٌةٌ إلينا، كما كانت موجهةً لأولئكَ الذين كانوا في عصرِ النبوة، ونحنُ ملزمونَ بفهمها، والعملِ بها، والاعتقادِ فيها، كما كانوا ملزمونَ بفهمها والعملِ بها والاعتقاد فيها .
نحتفلُ ونتحدثُ عن الولايةِ، لنعرفَ مَن نوالي ومن نعادي، هذه المسألةُ الخطيرة، التي تعدُّ مِن واجباتِ دينِنا الإسلاميِّ الحنيف، فالناسُ اليومَ أصبحوا يتخبطونَ في هذه المسألةِ، وأصبحتِ مبنيةً على الأهواءِ والمصالحِ والحزبيةِ والمذهبيةِ والطائفية وغيرِها، فتجدُ فلاناً يبغضُ فلاناً ويعاديه، لمجردِ أنه ليسَ من حزبِه، أو ليسَ مِن مذهبه، أو ليس مِن طائفتِه، ولو كانَ ولياً من أولياءِ اللهِ سبحانه، وتجدُ فلاناً يجبُّ فلاناً ويواليه، لمجردِ أنَّهُ في حزبِه، أو في مذهبِه، أو مِن طائفتِه، ولو كانَ فاسقاً مجرماً ظالماً، وهذا لا يجوز أبداً، لأنَّ الموالاةَ والمعاداة يجبُ أن تكونَ مبنيةً على العملِ فقط، فإذا كانَ هذا الإنسانُ مؤمناً صالحاً تقياً، واللهُ سبحانه والحبيبُ المصطفى محمدٌ صلى الله عليه وعلى آله يحبَّانه، فيجب عليكَ أن تحبَّهُ وتواليَه، بغضِ النظرِ عن حزبه ومذهبه وطائفته، وإذا كانَ هناكَ إنسانُ فاسقٌ مجرمٌ ظالمٌ فيجبُ عليكَ أن تبغضَه وأن تعاديه، بغضِ النظرِ عن حزبِه ومذهبِه وطائفتِه، هذه هي الموالاة والمعاداة التي أمرَ بها مولانا جل جلالُه .
أخي القارئ الكريم: الدليلُ الأساسُ لإثباتِ ولايةِ أمير المؤمنين عليٍّ عليه السلام هو قولُه تعالى:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}[المائدة:55] وقولُ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(مَن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهمَّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله)([2]) وهذا دليل صريحٌ في أنَّ الإمامَ بعدَ الحبيبِ المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو عليٌّ عليه السلام، مِن حيث الآتي:
– أنَّ الآيةَ نزلت في الإمامِ عليٍّ عليه السلام، وهذا هو إجماعُ أهلِ البيت عليهم السلام، وهناكَ تواترٌ مِن المفسرينَ والمؤرخين، أنها نزلت فيه، وأنَّهُ هو المتصدقُ بخاتمِه وهو راكع .
– أنَّ الحديثَ متواتر، وموافقٌ لكتابِ اللهِ سبحانه .
– التواترُ على أنَّ الآيةَ والحديثَ في الإمام عليٍّ عليه السلام .
– أن معنى كلمةِ وليٍّ في الآيةِ والحديثِ، هو المالكُ للتصرفِ وهذا هو معنى الإمامة .
ولهذا نجدُ الشبهاتِ الكثيرة التي تثارُ لإبطالِ ما تدلُّ عليه هذه الآية، وهذا الحديثُ الشريف:
مِن هذه الشبهات: أنَّ الآيةَ ليست في الإمامِ عليٍّ، لماذا ؟ قالوا لأنَّ الذين آمنوا جمع، فالمرادُ المؤمنون جميعاً، وليست خاصة بالإمامِ عليٍّ عليه السلام ؟ وهذا غيرُ صحيح، لماذا ؟ لأنَّ قولَه تعالى:{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} بينَّ لنا مَن هم المؤمنون المرادونَ بهذه الآية، ولم يتصدقْ بخاتمه وهو راكعٌ إلا الإمامُ عليُّ فقط .
ويزيد الآيةَ وضوحًا أنها نصتْ على ثلاثة: الأول: مخاطِب ، وهو الله سبحانه ، والثاني: مخاطَبُ ، وهم المؤمنون (الكاف في وليكم) والثالث: وليُّ ، وهم (الله ورسوله والإمام عليٌّ).
أيضاً: الحديثُ الشريفُ بَيَّنَ أنَّ المرادَ هو الإمامُ عليٌّ عليه السلام .
أمَّا بالنسبةِ لورودِ الآيةِ بلفظِ الجمع، فهذا مِن بابِ إطلاقِ العامِ على الخاص، ومِن بابِ التفخيم والتعظيم لشأنِ الإمامِ والإمامة، وهذا موجودٌ في القرآن الكريمِ بكثرةٍ، كقوله تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر:9] وقوله سبحانه:{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا}[المنافقون:7] ويقول سبحانه:{الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}[آل عمران:173] والقائلُ هوَ شخصٌ واحد .
ومن هذه الشبهاتِ أيضاً أنَّ كلمةَ وليُّ لا تدلُّ على الإمامة: ونقولُ بأنَّ معناها هو المالكُ للتصرفِ، أي أنَّ المالكَ للتصرف عليكم هو اللهُ ورسولُه وعليٌّ، وهذا هو معنى الإمامة .
وفي الأخير أدعو إلى دراسة فكر أهل البيت عليهم السلام، بعيداً عن التعصبِ الأعمى، وتقليدِ المشائخ، والأحكامِ المسبقة، ولكن دراسة بعقلِ وبصيرة، كما أدعوا للوقوفِ مع أنفسنِا وقفة تأمل، ماذا قدمنا لفكرِ الإمامِ عليٍّ عليه السلام ؟ هل حملنا فكرَه وعلمه وأخلاقَه وعبادتَه وتضحياتِه وجهادِه ؟ أم أنَّ المسألةَ مقتصرةٌ على الكلام فحسب .
هذا وأسأل المولى سبحانه أن يهدينا إلى كل خير، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يحشرنا في زمرة محمد وآل محمد، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله، والحمد لله رب العالمين .