إنها بداية النهاية.. ونهاية البداية
العلامة/ سهل بن عقيل
إن علماء الاجتماع ومنهم “ابن كثير” المؤرخ المشهور كتب في هذا الموضوع وله كتاب في التاريخ “البداية والنهاية” ولكننا هنا لا نتطفل على ما يضعه من آراء وإشارات لمضمون قراءة كلمة “بداية النهاية”.
لقد مضت قرون كثيرة وحقب على ما رآه ابن كثير ولكننا الآن على بداية العقد الثالث من القرن”21″ وهي أهم مرحلة في تاريخ الجزيرة العربية والشرق الأوسط ككل، إذ فيه الأحداث تتبلور عن أشياء يعجز الذهن عن ملاحقتها، لأن كل حدث يصطدم بالحدث الذي قبله، ويولد أحداثاً قد لا يقبلها عقل ولا منطق، وكأن واقع الحياة يحتم علينا أن نرى هذا الشيء في أعيننا، لأنها “بداية النهاية” و”نهاية البداية” وهذا شيء طبيعي لما ترتكبه الدول الاستعمارية القديمة والحديثة بقيادة الماسونية المتغلغلة منذ عقود في قلب السياسات “اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً” وكذا تحريف العقائد المنزلة من السماء، بغية إغواء البشرية جميعاً، وجعلها في دوامة.
ولكن التقدم العلمي والتقني في القرن “21” قد يفوق طموحات هذه الخطوات ويكشفها خاصةً في العالم الثالث، وفي هذه الظروف الحالكة، ولا يقدِّر هذا إلا من تمعَّن في قراءة الحركة الإنسانية للشعوب، وإن الذي يحدث الآن في الجزيرة العربية وما حولها وفي الشرق الأوسط إنما هو إشارات تحكي بصدق القول أنه لا مكان للحركة الاستعمارية وأحذيتها الماسونية أن يغيروا شيئاً من طموحات الشعوب وانعتاقها، وسينفجر “الخُرَّاج” ويُحدث ثقباً يسقط فيه كل عملاء الاستعمار، وتشرق بذلك شموسٌ وضعت رؤوسها على أكفها للانعتاق، وإننا نقول إن الضربات التي تقع في قلب الجزيرة العربية ليست خيالاً أو لعباً أو تحريكاً لأوضاع، وإنما هي ستكون ضربات تحذيرية في المستقبل القريب.. وإن “العفانات” والأحذية المهترئة التي نصبوها في الماضي لن تغني عنهم لتغيير شيء وإعادة ما كان، فهذا من المستحيل ولقد أضاع سفهاء العرب- أينما كانوا، وحيثما كانوا على الخريطة الجغرافية- فرصاً كان يجب اقتناصها، ولكن السفيه لا يعقل، وكما قال الشاعر:
لا يبلغ الأعداءُ من جاهلٍ
ما يبلغ الجاهلُ من نفسهِ
والفرصة كانت في أيديهم كما قال الشاعر:
وإني وإن كنتُ الأخير زمانهُ
لأتٍ بما لم تستطعهُ الأوائلُ.
كان ذلك بإمكانه أن يصبَّ في بناء أعظم دولة في العالم، إن كان هؤلاء يعقلون، فما عليهم الآن إلاّ أن يقفوا على جادّة شارعٍ واحدٍ ليروا بأعينهم أعداداً من مئات السيارات ذاهبة وآتية وكل الحركات، وكلها على حساب ودماء المستضعفين، ولو استغلتْ هذه الثروة الفخمة العظيمة لبناء دولة فستكون هذه الدولة من أعظم الدول في العالم في جميع المجالات.
وإننا قريباً بإذن الله لن تمر علينا هذه الفرصة إلاّ ونحقق فيها رجاء أمتنا العربية والإسلامية، وإن أعيننا منفتحة على مستقبل واعد، تسحق فيه رؤوس الظلام.
* مفتي محافظة تعز