حلب بريطاني بطراز جديد
فهمي اليوسفي
تروِّج الكثير من وسائل الإعلام للقوات البريطانية هذه الأيام بأنها هبَّت من لندن للمشاركة مع السعودية في العدوان على اليمن..
لكن في حقيقة الأمر أن الجيش البريطاني متواجد في المؤسسات العسكرية الخليجية برمتها، ليس من اليوم فحسب وإنما منذ تأسيس هذه الدويلات بما فيها السعودية.
إنما هناك ثمة متغيرات خطيرة ومتسارعة تمر بها المنطقة بشكل عام دفعت بكوكتيل من الأساطيل العسكرية للدول الأوروبية وإسرائيل للتوافد إلى بلدان المساطيل من دول الخليج وعلى رأسها السعودية.
في اعتقادي أن الهدف من توافد قوات بريطانية إلى السعودية ليس الغرض منه مشاركة لندن في العدوان علي اليمن فقط لأن الغرب برئاسة أمريكا مشارك بالعدوان على بلدنا منذ اليوم الأول له وحتى اليوم.
لكن نعتبر ضمن بنك الأهداف الأوروبية رفع درجة مشاركتها الإجرامية في العدوان على بلادنا.
لنأخذ ببالنا أن هناك عملية إعداد وتحضير مستمرة من قبل إسرائيل + أمريكا وبريطانيا وبقية الكوكتيل الأوروبي لتوجيه ضربة لإيران، باعتبارها الدولة الابرز التي تشكل تهديدا للكيان الإسرائيلي ومطامعه التوسعية في المنطقة.
تنظر إسرائيل وبقية الناتو أن كافة الوسائل والضغوطات التي مورست ضد ايران لم تفلح بتحقيق أدنى شيء الأمر الذي جعل دول أوروبا وإسرائيل توجه رسائل مؤلمة لطهران بدءا باغتيال سليماني ثم العالم النووي محسن زاده، مع التحرك الخفي والمتسارع راهنا لإسرائيل وأمريكا وأخواتهما الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط واستمرارية العدوان علي اليمن واستثمار الأوضاع التي تمر بها معظم دول المنطقة، كوسيلة لتحقيق الأهداف الإمبريالية.
من يغوص للوصول إلى عمق الحقيقة ويتساءل ليقول لذاته: لماذا تم نقل التطبيع مع إسرائيل من قبل الإمارات والبحرين من السرية إلى العلنية في هذه المرحلة بالذات؟
لماذا تم تأخير إشهار التطبيع من قبل السعودية؟
ما هو سر أو لغز زيارة نتنياهو للسعودية.؟
.. هل الهدف من الزيارة إشهار التطبيع أم أن هناك أهدافاً سرية يشارك فيها انتقالي السودان وانتقالي اليمن والفار هادي ومشاركة سفراء الرباعية، وضمن برنامج الزيارة تدشين اغتيال العالم زادة والترتيب عسكريا واستخباراتيا لتوجيه ضربات ضد إيران مع الاستمرار في استحداث قواعد عسكرية لإسرائيل والغرب في السودان وليبيا + اليمن تحديدا في أرخبيل سقطرى والمهرة وباب المندب والساحل الغربي ومحافظة تعز : إضافة لتحرك غربي وإسرائيلي في أثيوبيا والصومال وارتيريا وجيبوتي.. هو يصب لنفس الهدف.؟
ما ينبغي أن نأخذه في الحسبان أن ضمن بنك الأهداف الصهيوأمريكية هو تأمين مشاريع التوسعة لإسرائيل من هرمز إلى المندب لأن ذلك يندرج ضمن طموحاتها وجشعها المتوحش لما بين الفرات إلى النيل. وتجاوز تحديات حرب ٧٣م. وبموجب برنامج تنفيذ صفقة القرن.
هنا سنجد ملامح المشروع الصهيوني لأنور عشقي، ومن خلال ذلك سيتمكن القارئ الحصيف من وضع علامة استفهام حول سد النهضة واتفاقية منابع النيل؟
هنا سنعود لأرشيف ذاكرة الماضي عن احتلال أرخبيل حنيش من قبل ارتيريا؟ وكيف تم بناء قاعدة مشتركة في مصوع “إسرائيلية، أمريكية، بريطانيا، فرنسية” بعد تشطير إثيوبيا وتحول جزء من الأرخبيل إلى موقع للبطاريات الصاروخية لإسرائيل..
هنا سنجد ملامح عابرة للمشروع الصهيوني في الساحل الغربي حتى وإن جاء بديكور السلام المفخخ..
إذاً لماذا لا نخاطب ذاتنا لكشف طلاسم اللغز ربما يتمكن من الحصول على إجابات منطقية ونسمي الأمور بمسمياتها، بعيدا عن الفهم المشوه، وفهم أن المشكلة جزء من الحل.
ماذا تعني زيارة سفيري واشنطن والرياض للمهرة الموازية للدور البريطاني في السعودية؟
إذا افترضنا – جدلاً، أن السلاح الأمريكي أصبح غير فاعل. والسلاح البريطاني سيكون غير فاعل لأن برنامج التسليح في السعودية هو أنجلو أمريكي منذ عام ٦٧م..
على كل حال وجهة نظري أن ما يتم تسريبه من مطابخ الإعلام الإمبريالي بشقيه الغربي والعربي أن هناك أساطيل ومساطيل لبريطانيا والخليج هبت للمشاركة في الدفاع عن السعودية، فهذه من المحتمل أنها فبركات توسع دائرة التضليل إذا تم قياسها بلغة التحليل السياسي المنطقي والعسكري والاقتصادي.
فلتكن تسريبات الإعلام المؤامرك صحيحة بحيث يتأكد الجميع أن حلب بقرة كيان سعود هذه المرة انتقل من واشنطن إلى لندن، وبحيث لا يكون هناك تسليط للأضواء علي ما هو مبطن.. وفي هذه الحالة الإجابة جزئية وليست كلية.
لماذا تم وضع المرتزق عيدروس الزبيدي في الرياض تحت الإقامة الجبرية وتمت تصفية قيادات من رفاقه بطائرة بدون طيار في أبين وعلى غرار ذلك يتحرك السفير الأمريكي والسعودية باتجاه المهرة؟
هل كل المعطيات السابقة واللاحقة توحي بأن هناك تحركاً مشتركاً لإسرائيل وأمريكا وبريطانيا حتى على مستوى الساحل الغربي، إضافة إلى التركي في باب المندب والجنوب، لكنها في مجملها تصب في نفس الأهداف الصهيونية.
لماذا يتم التكتم على الزيارة السرية لوفد إسرائيل الذي زار طارق عفاش في الساحل الغربي قبل أيام؟
لماذا حزب الإصلاح يؤسس معسكرات تدعيشية في رأس العارة بمحافظة لحج ومنطقة التربة وباب المندب وجبل حبشي والمواسط والمعافر في محافظة تعز بدعم من تركيا؟
أليس الغرض تأمين دخول القوات المشتركة الجديدة (إسرائيل + أمريكا، بريطانيا، فرنسا، تركيا) إلى قاعدة العند ووضع التحصينات اللازمة لتأمين وصول هذه القوات لمنطقة التربة في تعز ونفس مواقع المعسكرات التي يؤسسها هذا الحزب في لحج أو تعز؟ خصوصا التي جاء من أجلها نتنياهو للرياض !
نحن نعتبر أن هناك إعداداً لمسرح عمليات جديدة لإسرائيل + الناتو في المنطقة العربية وليس اليمن فحسب ضمنها المحافظات الخاضعة للاحتلال الصهيوسعودي في بلدنا، يصب نحو تحقيق بنك الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل، وعلى رأس الأهداف المتوقعة شن هجوم مباغت على إيران؟!
هناك تفاصيل كثيرة تحتاج جهداً لكتابتها والوقت لا يسعفني، لكن المعذرة فقد حان الوقت لصلاة الفجر وإطلاق صرخة الجهاد ضد الغرب وإسرائيل.