مستقبل الحرم المكي بعد التطبيع؟
فهمي اليوسفي
بلا شك إن عدوان دول التحالف على اليمن بقيادة كيان آل سعود يعد جريمة كبرى بحق اليمن أرضا وشعبا من شمال الشمال حتى أقصى الجنوب، بينما إشهار التطبيع ونقله من السرية إلى العلنية من قبل كيان آل سعود مع الكيان الإسرائيلي ينقسم إلى جريمتين وعدوانين ناعمين لا يستهدف فلسطين فحسب بل يستهدف الأمة الإسلامية في كل بقاع الأرض ..
ارتكاب هذه الجريمة من قبل سلمان ونجله المهفوف هي أولا جريمة وراثية كسلوك متوارث لدى اليهود، وثانيا هي تكرار للجريمة التي نفذها والدهم عبدالعزيز آل سعود حين قدم تنازلا عن فلسطين والقدس الشريف لصالح إسرائيل فكان ذاك الموقف مخزيا وعارا لبيت سعود وتصنف شراكة بالجريمة بحق فلسطين والقدس الشريف وتعد أشبه برصاصة ناعمة وقاتلة وجهها الملك عبدالعزيز للجسد العربي والإسلامي من الداخل.
بعد تلك الجريمة اقترح جهاز الاستخبارات البريطاني في ذلك الحين أن يمنح ملوك كيان سعود المتعاقبين لقب..”خادم الحرمين الشريفين” والنتيجة كانت لصالح الصهيونية في القبض والبسط غير الشرعي على فلسطين والقدس الشريف، ثم طوَّر مشروع الخيانة والاغتصاب بأن قام بتجميع الشواذ وأوكل إليهم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لم يأت تنفيذ ابن سعود تلك الجريمة من فراغ بل كانت مدروسة وتم تنفيذها على ضوء خارطة طريق أعدها الغرب مخرجاتها اتفاقية “سايكس بيكو” ووعد “بلفور” ، وبموجب ملحقاتها السرية توسعت مملكة المنشارية في الجزيرة العربية ليصبح الشكل إسلامياً والجوهر صهيونياً .
من يغوص في عمق أرشيف حلقات التاريخ سيجد كيان سعود صهيونياً حتى النخاع وإن خضع الأمر لفحص هذه العائلة عبر مختبرات الحمض النووي .
هذه العائلة أدمنت سياسة الخداع ولبس القناع لاغتصاب الحكم في معظم الجزيرة العربية وبمساندة صهاينة الغرب، فأصبحت جرائمها منحوتة في وجدان التاريخ من الماضي للحاضر، ولا حصر لمجمل جرائمها.
منذ ذلك الحين وبصماتها شاهدة عيان فأصبح القدس مغتصباً بشكل مباشر من قبل كيان صهيون وأصبح الحرم المكي مغتصباً أيضا بشكل غير مباشر من قبل كيان سعود، واليوم يتوج عقد قران بين إسرائيل والسعودية بالتطبيع .
بعد مرور ١٠٠عام على “سايكس بيكو” و”وعد بلفور” بدأ الإعداد والتحضير لتوسعة المطامع التوسعية لإسرائيل في المنطقة، وضمن مخرجات التنفيذ إشهار الاتفاقيات الجديدة المتعلقة بمشاريع التوسعة للصهيونية في المنطقة، أي ما بين الفرات والنيل وعلى رأسها صفقة القرن .
هنا نستطيع الجزم، ونقول: كما كان لمؤسس المدرسة الإجرامية عبدالعزيز آل سعود بصمات خيانة في الماضي من خلال مساندته اليهود لاغتصاب فلسطين، ها هو المشهد يتكرر اليوم بنفس البروفة على يد نجله ووريثه الشيطاني وحفيده المجرم بالوراثة محمد بن سلمان .
الترتيب لهذه العملية ( التطبيع ) بدأ منذ وقت مبكر وضمن برنامج التنفيذ إقحام معظم دول المنطقة في الربيع العبري والزج بشعوبها في صراعات داخلية جعلها لا تلتفت لمشاريع ومطامع إسرائيل التوسعية في المربع الشرق أوسطي .
إقدام كيان سعود على تمويل وتجميع عناصر التدعيش المتوحش لتنفيذ مخططات الصهيونية في بلدان الربيع العربي على سبيل المثال سوريا أو ليبيا والعراق واليمن وغيرها .
هندسة مشروع العدوان الوحشي على بلدنا منذ أكثر من ٥ سنوات وحتى اليوم، فأصبح كل قطر عربي أو إسلامي منهمكا في مشكلاته الداخلية كما هو الحال بأن استثمرت وضع بلدنا كوسيلة لتحقيق مزيد من مطامعها التوسعية كما هو جار في محافظتي المهرة وحضرموت، وعدوانها وحصارها المستمر علي اليمن دون توقف .
سخَّرت أبواقها الوهابية المتوحشة باستخدام منابر الجوامع الطاهرة لتهيئة التطبيع مع إسرائيل من خلال إصدار الفتوى الإجرامية التي تمنح الصهيونية حتى اغتصاب كل ما هو محرم .
سخَّرت المكنات الإعلامية للتحريض وتشويه محور المقاومة وكيل اتهامات باطلة ضد انصار الله بمساندة الناتو التي تقوده أمريكا.
تمكنت من استثمار وباء كورنا لمنع المسلمين من حج بيت الله في العام المنصرم.
عمَّقت درجة الصراع في السودان والصومال وليبيا وإثوبيا وغيرها من أجل أن تظل هذه الشعوب منشغلة بصراعتها الداخلية، وأصبحت الفصائل المدعومة سعوديا أو إماراتيا باصمة بالعشر موافقة على التطبيع مع إسرائيل ومنها انتقالي السودان + انتقالي اليمن .
هذه الخطوات اتبعتها منذ وقت مبكر لأنها تدرك أن نقل التطبيع من السرية إلى العلنية سوف تكون كلفته كبيرة وخطيرة وتترتب عليه ثورة غاضبة ضدها من قبل الشعوب العربية والإسلامية في حال كانت مستقرة، لكنها اتبعت سياسة “فرِّق تسد” ووضعت خطوات متعددة لهذه العملية تجعل المشاريع التطبيعية ناعمة من خلال النقاط المشار إليها سلفا وكوسيلة لضمان عدم وجود أي ردود فعل ضدها عربيا وإسلاميا .
مع أن الكثيرين لم يدركوا ذلك منذ وقت مبكر، لكن اليوم هل اتضح للجميع مسلسل المنشار الصهيوسعودي المتوج بالتطبيع ؟
ومن اليوم كيف سيتمكن المسلمون من زيارة بيت الله للحج أو العمرة بعد التطبيع ؟
هل ستكون الموافقة على مناسك الحج أو العمرة مشتركة بين السعودية وإسرائيل لمن يرغب في زيارة بيت الله الحرام ؟
هل سيكون ضمن شروط الحج أن يتقيد الشخص المعني بأن يبصم و يوافق على التطبيع مع كيان صهيون ؟ أم سيتحول الحرم المكي لكنيسة يهودية ؟ أم كيف ؟
إذا احتكمنا لعين العقل سنجد أن للتطبيع له أبعاداً خطيرة على حاضر ومستقبل الأمة الإسلامية. ولا ينبغي الصمت على ذلك، بل ينبغي أن يكون هناك تصعيد مضاد للتطبيع من قبل الساحة العربية والإسلامية دون تأخير أو ترحيل يبدأ بعقد قمة عربية وإسلامية للدفاع عن المقدسات الإسلامية ومواجهة التطبيع، على أن يكون هناك ردع قوي ضد مملكة المنشار، بحيث يكون التصعيد يسير وفق آليات متعددة ومتسارعة منها المسيرات الغاضبة، وكل من لديه القدرة على ردع الكيان الصهيوسعودي بأي وسيلة عملية ألاَّ ينتظر لان الدفاع عن المقدسات الإسلامية واجب مقدس، وما عليه سوى المواجهة للتطبيع والمطبعين بحيث تتمكن أمة الإسلام من إجهاض كافة المشاريع التطبيعية وإسقاط المطبعين وتجريد عائلة سعود من إدارة الحرم المكي خصوصا بعد هذه الجريمة، على أن تشارك إدارة الحرم كل شعوب العالم الإسلامي، ومن لديه إمكانية في مواجهة هذه الجريمة فما عليه سوى استخدام كل ما يستطيع دون تردد، ويستحسن أن توجه كافة الصواريخ المجنحة نحو قصور كيان سعود ومؤسساته النفطية والمنشارية حتى إذا تطلب الأمر تدمير كل الشركات وغيرها لان ذلك دفاع عن ركن من أركان الإسلام وهو حج بيت الله . ومن لديه غيرة على القرآن والإسلام ومقدساتنا الإسلامية عليه أن يبصق في وجه آل سعود اليهود فذلك اضعف الإيمان لأن الصمت على التطبيع عار، بل يعد موافقة غير مباشرة ومشاركة في الجريمة .
فهأنذا تدفعني ايدلوجيتي اليسارية وثوريتي الإيمانية وغيرتي على الإسلام ومقدساته إلى أن اكتب هذه السطور محذرا ومنذرا وناصحا بتكسير مملكة المنشار الصهيوسعودي رغم أنني جئت من كوخ اليسار المتسلح بالزهد والإيمان على طرق الصوفية ومحبتي لأعلام الهدى من بيت رسول الله . ولم أجد سوى القلم لمواجهة التطبيع الصهيوسعودي والانجلوإمريكي باعتبار ذخيرتي المداد وسلاحي ميدانيا هو القلم وفي السماء والهواء الميكرفون وعدسة الكاميرا، وساحة معركتي أوراق الصحف و شاشة التلفاز والإذاعات وما تيسر إلكترونيا .
فهبوا جميعا لإنقاذ الحرم المكي قبل فوات الأوان فتلك لحظة تاريخية .. وتباً لسلمان ابن عبدالإنجليز .. تباً لنجله المتصهين .. تباً لكل من طبَّع ويطبع مع الكيان الإسرائيلي..
كلنا ضد التطبيع والعدوان ومملكة قرن الشيطان .
فلنطلق صرخة الجهاد في وجه المطبعين والمؤمركين .
الله أكبر .. الموت لأمريكا وإسرائيل .. اللعنة علي اليهود وآل سعود .. النصر للإسلام.
*نائب وزير الإعلام