العلامَّة عبدالرحمن شمس الدين:يجب على العلماء تكوين رأي عام وثقافة إيجابية بناءة ضد الفساد والمفسدين
في هذا الجزء الأخير من الحوار مع العلامة عبدالرحمن شمس الدين تطرق سماحته إلى أهمية دور العلماء في محاربة الفساد.
وأشار أن أمام علماء اليمن دور كبير في مواجهة الفساد المالي والإداري وقال: يجب على العلماء أن يفضحوا الفساد والمفسدين ويحذروا منهم ومن أعمالهم الموجبة لسخط الله تعالى.
كما تطرق إلى ضرورة التحرك الجهادي لا سيما في حالة الدفاع عن الأعراض والأموال والدفاع عن الدين ومن أجل المستضعفين، كما تناول العلامة عبدالرحمن شمس الدين القضية الفلسطينية وأشار إلى أن هذه القضية هي قضية المسلمين الأولى ويجب أن تكون قبلة المسلمين الأولى في التحرك وتحرير المسجد الأقصى الذي باركه الله وبارك ما حوله من دنس اليهود الغاصبين.حاوره/ خالد موسى
ما هو الدور الذي يجب أن يقوم به العلماء والخطباء في مواجهة الفساد المالي والإداري وتدعيم أسس الشراكة العادلة وتصحيح المسار السياسي؟ أم أن هذا الملف أو الشأن لا يعنيهم وليس من اختصاصهم كما يقول البعض؟
– بما أن العلماء (ورثة الأنبياء) كما ورد في الحديث النبوي، وأنهم أولى الناس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن لا يخافوا في الله لومة لائم، فإن أعظم المهمات وأكبر الوظائف يجب أن يتحملها العلماء في مواجهة الفساد المالي والإداري، أما من يريد حصر دور العلماء في زوايا المساجد، فهو في الحقيقة يمارس دورا مشبوها، لا يقره الإسلام، ولا يعترف به.
أما ما يمكن أن يقوم به العلماء في هذا الشأن، فأول ما يجب عليهم هو التبيُّن والتثبت من كل ما يقال ويحكى عن الفساد وصوره ومظاهره، انطلاقا من قول الله تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}، ثم بعد ذلك يجب عليهم التبيين لحرمة الفساد، ولحرمة ممارسته، وأن الآكِلَ من أموال الفساد هو آكلٌ للسحت الذي حرمه الله، وأن القبح يشتد أكثر وأعظم حينما نجد مفسدين يمارسون غوايتهم الخبيثة في الفساد في ظل هذه الظروف الحرجة من عدوان وحصار وتجويع وإرجاف وتواطؤ وتمالؤ دولي على اليمن وأهله.
يجب على العلماء أن يفضحوا الفساد والمفسدين ويحذِّروا منهم، ومن أعمالهم الموجبة لسخط الله.؛ يقول الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}، ونهى عز وجل عن السكوت على الباطل، واعتبره مشاركة لفاعليه، بل ولعن الساكتين عن المنكر كما قال تعالى { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُون * كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُون}.
وعلى العلماء قبل ذلك توجيه النصح لأولئك المفسدين ولرعاتهم والمشجعين لهم بتقوى الله والتحذير من سخطه الله، وأن عاقبة ذلك في الدنيا والآخرة هو الهوان، والفقر، والخزي.
وعليهم التوجيه وإرشاد للجماهير المسلمة بتكوين رأي عام سليم ونقي وثقافة إيجابية بناءة ضد الفساد والمفسدين، وتوجيه هذا الرأي العام الوجهة السليمة التي تبني ولا تهدم، وتعين ولا تقصي، والتي من شأنها قطع دابر الفساد الذي من دون شك قد اكتظت به السنون، وضاقت بسببه الأحوال.
ثم على العلماء إذا أرادوا أن تكون جهودهم مثمرة ومرتبة ومفيدة أن ينظموا جهودهم في أطر مؤسسية تضمن وصول صوتهم إلى صانع القرار في البلد، وأن يتحركوا من خلال هذه المؤسسات تحركا مثمرا ومفيدا، ولتكن رابطة علماء اليمن مثلا هي المؤسسة التي يتحرك من خلالها العلماء لمحاربة الفساد، ولتكن ظهيرا ومساندا كبيرا لحكماء وعقلاء اليمن، تلبية لدعوة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.
أما بشأن تدعيم أسس الشراكة، وتصحيح المسار، فلعلك تقصد المجلس السياسي الأعلى، فواجب العلماء أن يكونوا في هذه القضية شوكة ميزان، يدعون الجميع إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله جميعا، وإلى تقوى الله والخوف منه، وتحمل المسؤولية كاملة تجاه هذا الشعب الصابر الثابت المضحي.
وندعو لتصحيح هذه الشراكة على أسس عادلة وكريمة تحفظ للشعب كرامته، وتصون حقوقه، وتضع اعتبار الشعب وحقوقه فوق كل الاعتبارات الحزبية والسياسية والشخصية، وأن تكون الشراكة على أسس التعاون على البر والتقوى، وعلى أساس مصلحة الإنسان الذي كرمه الله عز وجل، وعلى أساس العدالة، والمساواة، وتكافؤ الفرص بين جميع أبناء الشعب.
وإنه لمن الحرام المحرم أن تكون شراكة مبنية على نهب الأموال، وعلى التغاضي عن المفسدين، ومداهنة الذين لا يخافون الله، ويعبثون بحقوق الناس، وبالأموال العامة والخاصة.
لهذا لا بد أن تكون شراكة على أساس مواجهة العدوان أولا الذي يعتبر أم الكبائر والمعاصي، ومكمن الفساد الأول، وبيت العلة الذي تنتهي إليه كل العلل والأمراض والاختلالات، ثم على أساس إرادة الخير والبر والتعاون وتحقيق الانتصار، والطمأنينة، والأمن، وقمع شره الأشرار، وبغي الفجار، وإحقاق الحق، وإزهاق الباطل، وليكن العلماء في مقدمة المصححين لأي شراكة لا تلتزم بمنهج الله الذي كرم الله فيه عباده.
وعلى الإخوة العلماء أن يستشعروا معنى كلام أمير المؤمنين عليه السلام، حين قال: “وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة ظالم، ولا سغب مظلوم”.
ما هو رأي الشرع في القاعدين من أبناء الشعب عموما ومن أبناء القوات المسلحة على وجه الخصوص في ظل هذا العدوان.. وهل الراتب شرط في الذهاب للدفاع عن الشعب والوطن؟
– الله سبحانه وتعالى أمرنا بالجهاد والتحرك في سبيله بأموالنا وأنفسنا، ولا سيما في حالة الدفاع عن الأعراض والأموال، والدفاع عن الدين، ومن أجل المستضعفين، قال الله تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة41]، وقال تعالى: {لَـكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [التوبة88]، {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات15]، وبيّن القرآن الكريم الجهاد بالنفس عمليا بالقتال، حيث قال: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة190]، {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة244]، {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء74].
هذه الآيات وأحاديث كثيرة تلزم كل يمني اليوم أن يتحرك في الجهاد في سبيل الله لبدفع وقتال هؤلاء المعتدين الذين اشتهر وذاع أنهم يتحركون وفق مخططات أمريكية وصهيونية، وأنهم فعلوا ويفعلون شرا بالمسلمين، وأنه ليس من ورائهم إلا خراب الدين وتدمير الأوطان، وهذا أمر مشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار.
وعليه فإن الله قد أمر الجميع بالجهاد في سبيل الله، ولم يشترط أن يكون للمجاهدين رواتب، بل أمر الله أن نجاهد بأموالنا، وإذا كنا مأمورين أن نجاهد بأموالنا فهذا يعني أنه من الخطأ الفظيع أن يربط موضوع الجهاد في سبيل الله بالرواتب أو أي أعذار قد يسوقها البعض هنا أو هناك.
وإذا كنا نرى كثيرا من جماهير شعبنا اليمني المؤمن ينطلقون للجهاد والدفاع عن عقيدتهم وأعراضهم وحقوقهم وحاضرهم ومستقبلهم ومعظمهم ليسوا بموظفين، فكيف يشترط بعض العسكريين وهم من أنفقت عليهم البلد أموالا طائلة في تدريبهم وتدريسهم، حتى إذا أمكنتهم الفرصة لإثبات جدارتهم وللقيام بواجبهم اختلقوا لأنفسهم هذه المبررات، مع أن الجميع يعلم أن قضية المرتبات تعود في أسبابها إلى العدوان، وأن المعتدين استهدفوا شعبنا جميعا من خلال نقل البنك المركزي إلى عدن، والاستيلاء على عائدات البلد وثرواته، وكان المفترض أن يكون هذا حافزا للقاعدين في التحرك لا في التباطؤ والتخاذل.
ولولا هؤلاء المجاهدون الأبطال لكان شعبنا قد وقع في براثن الاستعمار والاحتلال الذي لم يبقِ ولم يذر، ثم انقطاع المرتبات قد مضى عليها شهور، فهل وفر القعود والجلوس مع النساء في البيوت لأحد المرتبات، كلا.
لن يعيد المرتبات إلا الانتصار على الأعداء المعتدين الباغين، وتحرير البلد من الطاغين والمستعمرين، وهزيمتهم، وبهذا يتحقق لليمن الخير والرفاه والعيشة المطمئنة، أما التكاسل والقعود والخذلان فلن يجلب سوى الخزي في الدنيا وسخط الله في الآخرة.
كيف تقيمون وضع القضية الفلسطينية من منظور ديني ومن يتحمل سبب إطالة المظلومية للقضية والشعب الفلسطيني؟
– القضية الفلسطينية هي قضية المسلمين الأولى، ويجب أن تكون قبلة المسلمين الأولى في التحرك، وتحرير المسجد الأقصى الذي باركه الله وبارك ما حوله من دنس اليهود الغاصبين المحتلين، وهذا واجب ديني على كل مسلم.
واليوم اتضح للجميع أن المعتدي على فلسطين وعلى اليمن هو عدو واحد، وأن الكيان الصهيوني والكيان السعودي زرعهما الاستعمار البريطاني في قلب الأمة ودماغها وعلى أهم مناطق التأثير الروحي في المسلمين، الحرمين الشريفين، والمسجد الأقصى، ليمرر مشاريع التمزيق والتفرقة والبعثرة من خلالها، وليمنع التأثير الإيجابي من الوصول إلى المسلمين، للاعتصام بحبل الله جميعا، وإعداد العدة لجهاد المعتدين.
والحقيقة أن قضية فلسطين قد طالت أكثر، وكان يجب على المسلمين في كل وقت أن يتحركوا لتحريرها، وطرد المحتلين الصهاينة، ولكن بسبب اختلال الوعي لدى الأمة الإسلامية، وانعدام المشروع الإسلامي الجامع للأمة غير المفرق لها، وحلول مشاريع استعمارية بديلة لمشروع الوحدة بينهم، ووجود قوى وأنظمة منافقة تدين بالولاء للعدو الكافر، وتواطؤ معه على تمييع القضية، وإماتتها، والتطبيع مع العدو، وما زيارات مسؤولي السعودية وأمرائها إلى الكيان اللقيط إلا مظهر من مظاهر ذلك التواطؤ والتآمر على بلدنا فلسطين.
في كل مراحل الصراع بين المسلمين والصهاينة أمَّلت الأنظمة الخانعة والذليلة والمتآمرة خيرا في العدو، فقد كانوا يتصارعون مع اليهود، ثم ينتظرون ما تمليه عليهم بريطانيا أو أمريكا التي هي من زرعت وربت وحمت الصهاينة، ولا زالت حتى اليوم، فمن أين سيأتيهم النصر؟
من أين سيأتيهم النصر، والكثير من الأنظمة العربية والإسلامية تقيم علاقات مع الكيان الغاصب ومع أسياده الذين يوفرون له الحماية؟
ومن أين يأتيهم النصر، وهم لا ينصرون الله في أنفسهم ولا في واقعهم ولا في تعاملاتهم، ولا في إعداد العدة، ولا اتباع مقومات النصر التي أعلمنا بها الله في كتابه الكريم؟
من أين يأتيهم النصر، وعلماؤهم للأسف الشديد أصبحوا علماء بلاط يمسحون أحذية الحكام، ويحللون ما يشتهيه الحاكم، ولو كان محرما في الشريعة، ثم يحللون ذلك الشيء حينما يريد الحاكم تحليله؟
الله وعد عباده بالنصر، لكن لذلك النصر سنن ومقومات وطرق يجب أن يسلكوها ليصلوا إلى نصر الله ووعده الذي وعده لأوليائه بخزي أولئك الصهاينة، وتدمير كيانهم الإرهابي، وإعادة الحقوق إلى نصابها.
بريطانيا تحتفل قبل أيام بوعد “بلفور” المشؤم وتفتخر به كمنجز تاريخي لبريطانيا ما هو الموقف المطلوب من قبل الأنظمة والعلماء والشعوب أمام هكذا موقف؟
– هذا يؤكد أن الإنجليز ماضون في جرائمهم ومؤامراتهم وأنهم بعد أكثر من مئة عام من المؤامرة ووعد من لا يملك لمن لا يستحق، وللأسف بينما نرى العرب والمسلمين قد تخلوا حتى في الشعارات عن القضية الفلسطينية، وباتوا يتفاعلون مع مؤامرات العدو، في الوقت الذي لم ينس المجرم جريمته، ولا زال مصرا عليها.
لقد أوجب الله على المظلوم أن يدافع عن نفسه، وأن يتحرك في مواجهة الظالمين، والمغتصبين، وإلا فإن ما يلحقه من الخزي والهوان هو عقوبة عوقب بها بسبب تقصيره وتفريطه.
موقفنا اليوم هو التصدي لهذه المؤامرات، والعودة إلى كتاب الله خير الحديث، وخير الهدي، الذي فيه قوتنا، ومنهجنا، وهدانا وبصيرتنا، فنأخذ منه ذخيرة التقوى، وزاد البصيرة، والتحرك في شتى الميادين لاستنهاض الشعوب، وتفعيل مقومات قوتها، وعوامل عزتها وكرامتها، وتكوين الأمة الواحدة المعتصمة بهدي الله، والتحرك إلى المنازلة والمواجهة الفاصلة عسكريا واقتصاديا وثقافيا ضد أولئك المعتدين، وعندئذ ينزل الله النصر الذي وعد عباده المؤمنين المجاهدين.
* أين دور العلماء فيما يتعلق بأولى القبلتين وثالث الحرمين،.. ولماذا لم يعد خيار الجهاد لطرد المحتل وتحرير المسجد الأقصى حاضرا كحضور من يقول سنحرر صنعاء ودمشق، وهل تحتاج صنعاء ودمشق إلى جيوش مجيشة لتحريرها؟
– هناك نوعان من العلماء نوع نسميهم مجازا علماء وإلا فإنهم في مراتع الجهل يقيمون، وأعظم الجهل هو الجهل بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هؤلاء الذين يقفون على أبواب السلاطين والملوك، يحسنون قبيحهم، ويزينون جرائمهم وتصرفاتهم، ويباركون انبطاحهم للعدو الصهيوني، ويشجعونهم على البغي على إخوانهم المسلمين كما هو قائم اليوم في هذا العدوان على بلدنا وشعبنا، فالحق لديهم ما قاله الحاكم، والباطل لديهم ما لم يشتهيه الحاكم ولو كان مخالفا للشريعة، هؤلاء لا خلاق لهم، وباتوا يخشون أمراءهم وملوكهم أكثر مما يخشون الله، ويسعون في مرضاة (ترامب) و (سلمان) وغيرهما من المجرمين في الأرض أكثر من سعيهم في طاعة الله، فهؤلاء لا تعويل عليهم، وهؤلاء هم الذين يصفقون للطغاة والمستكبرين في هذه الأرض، ومن قبل دعوا إلى تحرير دمشق من أهلها وأبنائها، بينما القدس بالقرب منها، يفعل فيها أبشع المنكرات بالمسلمين والمسلمات وهم لا يحركون ساكنا، ولا ينبسون ببنت شفة.
وهناك نوع آخر من العلماء على قلتهم، وخفوت صوتهم الإعلامي ظهر لهم دور جيد، فنراهم يتحركون في التوجيه والإرشاد والتوعية، وحث الأمة على الجهاد، والمصابرة والمرابطة والمقاومة والمواجهة للمعتدين الصهاينة، والتصدي للمؤامرات الأمريكية والإسرائيلية التي تنفذها أياد عربية وإسلامية.
نأمل تطوير العمل العلمائي إلى الشكل الأفضل، بإقامة المؤتمرات والندوات البحثية والفكرية والثقافية، والمواكبة لجميع المؤامرات بالمواقف الصادقة والمشاريع البناءة، وإتاحة وسائل الإعلام للعلماء الربانيين ليؤدوا مهمتهم في إرشاد وتوعية الشعوب، وتوجيههم نحو العدو الحقيقي لهذه الأمة في فلسطين المحتلة، والتحذير من خطر الشتات والانحراف بوعيهم نحو ما يزعمونه من تحرير دمشق أو صنعاء، والتي ليست سوى صدى خبيثا وترجمة أمينة للمشروع الأمريكي الصهيوني الكافر ضد الإسلام والمسلمين وتمزيقهم وتدميرهم.