كيف تعاملت المدارس الأهلية مع قرار الإعفاء؟
قرار إعفاء دفع رسوم فترة توقف الدراسة »بين الرفض والقبول«
بعد تزايد الشكاوى من قبل الأهالي بأن المدارس الأهلية لم تبد أي تعاون معهم بشأن تخفيض رسوم الفصل الدراسي الثاني للعام الماضي جراء جائحة كورونا وتوقف الدراسة.. أصدرت وزارة التربية والتعليم تعميما متأخرا لجميع المدارس الأهلية في أمانة العاصمة وفي مختلف المحافظات بإعفاء الطلبة من دفع الرسوم المتبقية عليهم خلال فترة جائحة كورونا وتوقف الدراسة وإلغاء الاختبارات النهائية للفصول من الأول وحتى الثامن ابتدائي وتأجيل امتحانات النقل للثانوية .. فكيف تعاملت المدارس الأهلية مع تعميم وزارة التربية؟، ولماذا لم تلتزم الكثير من هذه المدارس بتنفيذ القرار أو التعميم الوزاري؟ ، وما دور المناطق التعليمية في متابعة تنفيذ هذا القرار؟ وكيف تم التعامل مع المدارس التي لم تتعامل بإيجابية مع قرار وزارة التربية والتعليم؟
الثورة / افتكار احمد القاضي
تتابع المناطق التعليمية في أمانة العاصمة المدارس الأهلية للتأكد من مدى التزامها بتنفيذ قرار وزارة التربية والتعليم القاضي بإعفاء الطلبة من دفع رسوم الفترة المتبقية من الفصل الدراسي الثاني للعام المنصرم جراء جائحة كورونا وتوقف العملية التعليمية ، عبر لجان ميدانية شكلتها لهذا الغرض ، وتتخذ إجراءات عقابية بحق المدارس التي لم تلتزم بالقرار ، أو تحاول التملص منه بأعذار واهية ، ويدعو مدراء المناطق التعليمية أولياء الأمور إلى الإبلاغ عن أية مدرسة رفضت تنفيذ قرار وزارة التربية..
تعامل إيجابي
عبدالسلام الغولي -مدير المنطقة التعليمية مديرية بني الحارث اكد أن التعميم الذي أصدرته وزارة التربية التعليم بخصوص إعفاء الطلبة من دفع الرسوم خلال فترة توقف الدراسة بسبب جائحة كورونا تم التعامل معه بإيجابية من قبل الكثير من المدارس الأهلية على مستوى المديرية ، ولم تصلنا حتى الآن أية شكاوى من قبل أولياء الأمور بعدم التزام إدارة بعض المدارس بتنفيذ القرار.وفي حال تلقينا شكاوى من الأهالي فإننا نقوم بالنزول إلى تلك المدرس والتحقيق معها وإلزامها بضرورة تطبيق القرار ، ولكن للأسف بعض أولياء الأمور التبس عليهم فهم مضمون القرار ، فمنهم من يرى أن الخصم لثلاثة اشهر وطلب منا أن نلزم المدارس بذلك لكن الفترة التي لم يدرس فيها الطلاب كانت شهراً وعدة أيام.
فهم خاطئ
عصام العابد مدير المنطقة التعليمية بمديرية شعوب يؤكد ما قاله الغولي بأن المدارس الخاصة لم ترفض قرار إعفاء أولياء الأمور من الرسوم المتبقية للعام الماضي في فترة كورونا، لكن القصور كان من قبل إدارة المدارس وأولياء الأمور في فهم الفترة المحددة والملزمة للمدارس بإعفاء الرسوم وهي فترة جائحة كورونا فقط وقد تم تنفيذ القرار على جميع المدارس في مديرية الثورة واتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة مع من يرفضون تنفيذ القرار وذلك من خلال تكليف فريق بالنزول إلى المدارس ، بناء على شكاوى من قبل أولياء أمور الطلبة ، برفض تلك المدارس تنفيذ القرار، وعند الزيارة يتحجج البعض من مدراء المدارس بالتزامهم بدفع الإيجارات ورواتب المدرسين لكن هناك مدارس لم تف بالتزامها بدفع رواتب للمدرسين، وعموما القرار جاء في فترة كان أغلب أولياء الأمور قد عالجوا تلك المشكلة مع إدارات المدارس من خلال مراعاتهم وتسديد ما تبقى عليهم من رسوم
تناقضات
وبعد أن أخذنا رأي بعض مدراء المناطق التعليمية في أمانة العاصمة حول مدى تنفيذ القرار من عدمه من قبل المدارس الخاصة تبين لنا وجود تناقض بين رأيهم وآراء مسؤولي العديد من المدارس الأهلية.
سميرة الخياري -مديرة مدرسة البشرى الأهلية بمديرية الثورة أكدت بقولها وزارة التربية كانت قد أصدرت قراراً بضرورة صرف رواتب مدرسي المدارس الخاصة لشهري ثلاثة وأربعة، علما أن الدراسة توقفت في تاريخ 14/3/2020م بسبب جائحة كورونا ، وهنا إذا كانت الوزارة ألزمتنا بدفع رواتب المدرسين كيف تأتي الآن لتصدر قراراً بإعفاء أولياء الأمور من دفع المبالغ المتبقية عليهم وهي تعلم أن المدارس الخاصة ملزمة بدفع رواتب للمدرسين وإيجارات المباني إضافة إلى التزامها بدفع الضرائب والزكاة إضافة إلى عدم أحقية المدارس برفع الرسوم رغم ارتفاع الأسعار والإيجارات وأسعار الكتب والزي والمدرسي وغيرها من المتطلبات المدرسية.
وتضيف الخياري ” نقول للوزارة من أين لنا كل هذه المبالغ في حال عدم دفع رسوم الطلاب وإذا كنتم حريصين على معالجة أمور الطلاب كان من الأولى أيضا ان تطلبوا من أصحاب المباني تخفيض الإيجارات لكي يتسنى لنا أن نراعي ظروف الطلاب رغم أننا نحاول قدر المستطاع التساهل معهم ومراعاة ظروفهم المادية التي نعاني منها جميعا.
التزامات
سوسن التويتي وكيلة مدرسة وادي سبأ بمديرية شعوب علقت بقولها: الوزارة تطالب المدارس بضرورة دفع الضرائب والزكاة ودفع تكاليف جميع الاحتفالات التي تقام على مدار العام إضافة إلى قبول طلاب أبناء الشهداء بشكل مجاني ، كما أن أصحاب المباني لا يتهاونون في دفع إيجاراتهم، كل هذا والوزارة تطالبنا بإعفاء أولياء الأمور من رسوم إجازة العام المنصرم الذي لم يتجاوز الشهر ونصف الشهر إضافة إلى أن الوزارة تلزمنا بدفع والمشاركة في الاحتفالات التي تقام على مدار العام.
وتتساءل : كيف يمكن لنا أن نعفي أولياء أمور الطلاب من دفع المبالغ المتبقية عليهم خاصة وان فترة الإجازة بسبب كورونا لا تتجاوز الشهر ونصف الشهر ونحن من خلالكم ندعو الوزارة إلى ان تتساهل معنا لكي نتساهل مع أبنائنا الطلاب في هذا الجانب ونرتقى بمستوى التعليم والعملية التعليمية بشكل افضل.
قرار غير منصف
كاثية الدربوح -مديرة مدرسة اتحاد اليمن الأهلية بمنطقة بني الحارث تنطر للقرار على انه قرار لم يراع ظروف والتزامات المدارس الخاصة ، وتقول: (كيف يمكن لنا أن نعفي أولياء الأمور من تسديد رسوم العام الماضي بسبب كورونا حيث وان المدة التي انقطع فيها الطلاب عن الدراسة هي عبارة عن خمسة عشر يوما لا غير وللأسف أولياء الأمور يرون انه لا بد ان يتم إعفاؤهم من رسوم النصف الثاني كاملا وهذا غير صحيح إضافة إلى ذلك نحن ملزمون بدفع الإيجارات وغيرها من المتطلبات التي تتجاوز رسوم الطلاب حيث اصبح التعليم الأهلي عبئاً على المستثمرين في هذا القطاع بسبب ارتفاع أسعار الكتب والإيجارات ودفع رواتب المدرسين وغيرها من الأنشطة.
وتتساءل : ألم تكن الوزارة اتخذت قراراً بتخصيص التعليم الحكومي بمبلغ تسعين الف ريال والمباني المدرسية هي مبانٍ حكومية فكيف يطالبون بتحديد أسعار الرسوم والإعفاء وغيرها ونحن نتحمل نفقات لا حصر لها؟
تعامل إيجابي
حسن الشرماني -مدير مدرسة العلوم والتكنولوجيا أكد أنه تم التعامل مع قرار وزارة التربية بكل إيجابية، ويقول: (تم التعاون مع أولياء الأمور في تخفيض المبلغ المقرر على ضوء الإجازة التي لم تتجاوز الشهر والنصف حيث تم الإعفاء عن دفع المبلغ كاملا لأولياء الأمور الذين لم تتبق عليهم سوى مبالغ بسيطة ، كما تمت مراعاة أولياء الأمور الذين كانت عليهم مبالغ كبيرة قدر المستطاع.
ودعا الشرماني وزارة التربية إلى ضرورة التعاون مع المدارس الخاصة لأنها تعمل بشكل تكاملي إلى جانب الوزارة على خدمة التعليم واستمرار العملية التعليمية في هذه الظروف الاستثنائية.
وعن رأي أولياء الأمور، وهل تم إعفاؤهم بالفعل من المبالغ المتبقية عليهم خلال فترة كورونا والذين استبشروا خيرا بقرار الوزارة الذي راعى ظروفهم؟ ، لكن أحلامهم انصدمت برفض المدارس الخاصة كما يقولون إعفاءهم من أي مبلغ متبق لديهم سواء كان صغيرا أو كبيرا.
فرحة لم تكتمل
أم محمد السيد بناتها يدرسن في مدرسة وابنها في مدرسة أخرى ولم يتم إعفاؤهم -كما تؤكد- من أي مبلغ في المدرستين وتقول: (نحن نقوم بدفع الرسوم شهريا لكننا في فترة كورونا لم ندفع ما تبقى علينا بحجة أنها إجازة والمدارس لم تطالب بذلك المبلغ ، لكننا فوجئنا في بداية العام الدراسي الحالي بمطالبات المدارس بضرورة دفع ما تبقى علينا من رسوم ، ولم تفلح محاولاتنا بتخفيض ولو جزء من الرسوم المتبقية ، ما جعلنا نرضخ لمطالبهم وقمنا بدفع المبلغ المتبقي علينا بشكل كامل.
ايمان عبدالقوي هي الأخرى ابنتها واخوها يدرسان في مدرسة واحدة لم يتم إعفاؤهما بتاتا عن دفع رسوم العام الماضي.
وتقول (فرحت كثيرا بقرار الوزارة المتعلق بإعفاء أولياء أمور الطلاب من دفع المبالغ المتبيقة عليهم لكن فرحتي لم تكتمل عندما رفضت المدرسة ان تتنازل عن الرسوم السابقة ، وتتساءل: كيف تصدر وزارة التربية مثل هذا القرار ولا يوجد من يتابع تنفيذه ، أو أن المسؤولين عن متابعة تنفيذ هذا القرار تساهلوا مع مدراء المدارس الخاصة ، خصوصا وأن القرار جاء بعد بداية العام الدراسي الجديد بواقع اسبوعين أو أكثر.
أم كريم ابنها تغيب شهراً كاملاً عن الدراسة قبل جائحة كورونا وبعدها جاءت إجازة كورونا ليصبح عدد الأيام التي غابها ابنها عن المدرسة قرابة الشهرين لكن المدرسة لم تتهاون عن دفع القسط المتبقي عليهم والزمتهم بضرورة الدفع وعندما عرفت بالقرار ذهبت الى المدرسة ومعها صورة القرار إلا أن المدرسة لم تعره أي اهتمام.
قرار متأخر
تقول أم كريم: ( تأخرت في نقل ابني من المدرسة احتجاجا مني على عدم إعفائنا عن دفع الرسوم الدراسية بسبب جائحة كورونا وفي نفس اليوم التي زرت فيها المدرسة جاء قرار الوزارة بإعفاء أولياء الأمور من الدفع فرحت كثيرا وقلت الحمد الله إنني لم ادفع بعدها ذهبت للمدرسة ولكني عدت خائبة لترد عليّ وكيلة المدرسة بقولها (العدل في الظلم إنصاف)، وقالت: إن أناساً غيري قد دفعوا ما تبقى عليهم ولا يمكن أن تعفيني من الدفع، وانا لا ادري لماذا الوزارة تأخرت في إصدار قرار كهذا بعد مضي أسابيع من الدراسة وقد دفع الكثير ما تبقى عليهم مجبرين..