لماذا اغتيال الأستاذ حسن زيد وفي هذا التوقيت؟!
فهمي اليوسفي
كتبت هذا المقال وأتألم من هذه الفاجعة. ولم أجد سوى القلم لكتابة هذه السطور كوسيلة. للتخفيف من الألم الناتج عن هذه الفاجعة.
لا تعد جريمة الاغتيال للأستاذ العظيم حسن زيد فقط خسارة على أسرته بل تعد خسارة على الوسط السياسي والثوري باعتبار الشهيد حسن رقما من العيار الثقيل في هذا الوسط المناهض للعدوان.
خسارة علي اليمن بشكل عام، خسارة لمرجعية سياسية مرنة وحكيمة.
وطالما الاغتيال قد تزامن مع بعض المستجدات منها الميدانية والدبلوماسية ربما هناك دوافع لدول العدوان على رأسها السعودية لاغتيال هذه الشخصية العظيمة منها :
انشغال القوى المناهضة للعدوان بعملية الإعداد والتحضير لمشروع الاحتفال بمولد النبي الأعظم محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام وآل بيته الطاهرين في ظل تنامي مشاريع التطبيع مع إسرائيل من قبل دول العدوان وغيرها الأمر الذي جعل إسرائيل ودول الغرب وبجانبها الدول التي استكملت عملية التطبيع أو التي هي قيد الانتقال للتطبيع تنزعج من إحياء هذا المولد لكون إحياء هذه المناسبة يمثل كابوسا للكيان الصهيوني والناتو والدول المطبعة ولأدواتها منها الداعشية باعتبار إحياء المولد يمثل إحياء لروح المقاومة المضادة للتطبيع وتمسكا بالقضية الفلسطينية، وهذا قد يكون أحد العوامل التي دفعت بالقوى الدولية المساندة للتطبيع محاولة إجهاض هذه المناسبة الدينية من خلال الدفع بأدواتهم النائمة لاغتيال هذه الشخصية العظيمة الأستاذ حسن زيد.
تحقيق انتصارات ميدانية للقوى المناهضة للعدوان بكثير من الجبهات وبالذات في محافظة الجوف واستمرار تقدمها في محافظة مارب وتصدع كبير لدول تحالف العدوان وأجنداتها على مختلف الجبهات وخصوصا في مارب باعتبار هذه الانتصارات المتلاحقة لصنعاء وتتويجها باستهداف المواقع العسكرية في العمق السعودي واستمرار الهزائم المتواصلة لتحالف العدوان وأجنداته بما فيها الداعشية والعفاشية في الساحل الغربي أو مارب يعجل من سقوط مشروع كوكتيل دول العدوان وسقوط لجزء من مطامع الناتو في بلدنا، ونظرا لحجم الهزائم المتواصلة لتحالف العدوان دفعهم لاستخدام وسائل عدوانية أخرى تهدف لإيقاف هذه الانتصارات الميدانية ربما بهندسة اغتيال هذه الشخصية العظيمة كوسيلة لإحداث إرباك في عمق القوى المناهضة للعدوان ربما من خلال استثمار الخلايا النائمة لقوى العدوان لارتكاب هذه الجريمة.
تحقيق انتصارات دبلوماسية وتفاوضية في الخارج للقوى المناهضة للعدوان التي بدأت بنجاح تبادل الصفقة الأولى لملف الأسرى ومن ثم وصول السفير الإيراني إلى صنعاء الذي قدم أوراقه لوزارة الخارجية يعد أول برنامج للاعتراف بالقوى المضادة للعدوان. ولو نظرنا لدرجة الهستيريا لقوى العدوان بعد وصول هذا السفير إلى صنعاء يعتبر لطمة قوية للغرب ولتحالف العدوان وأدواته باعتبار وصول هذا السفير هو رسالة قوية لإسرائيل والغرب ولكافة الأنظمة المتصهينة على مستوى المنطقة الأمر الذي من المحتمل دفع الناتو ودول العدوان محاولة إجهاض هذه الانتصارات لصنعاء على كافة الأصعدة ربما من خلال توظيف وتفعيل الخلايا النائمة التابعة للعدوان في صنعاء لتنفيذ هذه الجريمة المتمثلة باغتيال الأستاذ حسن زيد بغرض زرع خلافات داخل الصف المضاد للعدوان.
.. مع أن نشر اسم الأستاذ حسن زيد ضمن قائمة الشخصيات المستهدفة من قبل دول تحالف العدوان لدليل على ارتكابهم الجريمة.. وهذا دليل على إفلاس دول العدوان السعودي الأمريكي وأجنداتها.
لكن ما ينبغي أن نضعه بعين العقل أن تنفيذ هذه الجريمة في ظل هذه الظروف الراهنة المشار إليها يؤكد أنه لازالت هناك خلايا إجرامية نائمة تابعة لقوى العدوان في صنعاء ويستدعي رفع درجة الفاعلية الأمنية واتخاذ كافة التدابير لتحصين قيادات القوى المناهضة للعدوان ورفع درجة التوعية للمجتمع…
وطالما عاد مسلسل الاغتيالات فإن الحذر من الجانب الأمني مطلوب لمواجهة مثل هذه التحديات بحيث لا تتوقف القوى المضادة للعدوان عن مواجهة المعتدين على كافة الجبهات وعلى جميع الأصعدة واستكمال برنامج الاحتفال بمولد الرسول الأعظم لأن ذلك يعتبر جزءاً من التحدي والتصدي لأعداء اليمن ولان ذلك سيولد هزائم أكبر لناتو الغرب وإسرائيل وتحالف العدوان وإفشال لمخططاتهم..
فتحية للجهات الأمنية التي تمكنت من كشف منفذي الجريمة فاتضح للجميع من يقف خلفها وهي دول العدوان والأمريكان فأصبحت الصورة اكثر وضوحاً.
في الأخير نعزي أنفسنا ونعزي الأمة الإسلامية وأسرة الشهيد الأستاذ حسن زيد لليمن وكل محبيه.
رحم الله صديقي العزيز الشهيد الأستاذ حسن زيد.