احتفل اليمن كل اليمن رسمياً وشعبياً أمس بعرس عودة الأسرى المحررين من سجون العدوان السعودي ومرتزقته، في مشهد مؤثر يظل راسخا في الذاكرة اليمنية ، لما يمثل من إنجاز كبير ، إضافة إلى كونه بداية انفراجة في أعقد ملف يتعلق بالعدوان ومواجهته.
الثورة / رئيس التحرير
واستقبل الأسرى المحررون الـ 472 العائدون إلى الحرية من نير الأسرى استقبال الأبطال الفاتحين في كل المحطات التي توقفوا فيها سواء في مطار صنعاء الدولي، حيث أقيم الاحتفال الرسمي وجرت مراسم الاستقبال بعزف الموسيقى العسكرية وفرق حرس الشرف للنشيد الوطني ، وفي الطرقات التي سلكها موكبهم.
في شارع المطار احتشد الآلاف من المواطنين على الطرقات التي سلكها موكب الأسرى المحررين، ووسط أمواج غفيرة من البشر شق الموكب طريقه بصعوبة من المطار إلى العاصمة صنعاء وسط هتاف الله أكبر، وآلاف الرايات ولافتات الترحيب وزغاريد الأطفال والنساء، ونثر الفل والورود على باصات الموكب، والفرحة ترتسم على وجوه الجميع.
وتمازجت دموع الفرح مع قبلات الأهل والأحبة للأسرى المحررين، واحتل علم الجمهورية اليمنية مكانة رفيعة في مشاهد الاستقبال، وتعجز الكلمات عن وصف المشاهد التي رافقت وصول الأسرى المحررين، خصوصاً لحظة التقائهم بعائلاتهم، حيث أن حالة من التعارف شابها الصمت، رافقت تلك اللحظات المؤثرة.
ووصل الأسرى إلى مطار صنعاء أمس على متن 4 طائرات تابعة للصليب الأحمر ، وسط أجواء فرح وانتصار ، وحطت 4 طائرات تابعة للصليب الأحمر على أرض مطار صنعاء تحمل 470 أسيرا من أبطال الجيش واللجان الشعبية، في الوقت الذي أقلعت فيه 3 طائرات تحمل الأولى 15 سعوديا و3 سودانيين توجهت إلى مطار أبها السعودي ، وطائرتان تحملان 210 من أسرى الطرف الآخر توجهت إلى مطار سيئون.
وحطت أول طائرة ايرباص تابعة للصلب الأحمر على أرض مطار صنعاء الدولي الساعة الثانية عشرة والربع ظهر يوم أمس قادمة من مطار أبها، فيما حطت طائرة ثانية بعد نصف ساعة ، تحمل الطائرتان القادمتان من أبها 249 أسيرا من أبطال الجيش الأسرى لدى النظام السعودي ، وفي الساعة الواحدة بعد الظهر حطت أول طائرة قادمة من مطار سيئون وتحمل 111 أسيرا ، فيما حطت الطائرة الثانية القادمة من مطار سيئون على أرض مطار صنعاء الساعة الخامسة مساء ، وعلى متنها 110 أسرى ، ليصل عدد الأسرى الذين وصلوا أرض الوطن 470 أسيرا.
وكان رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى – الذي عقد مؤتمرا صحفيا في مطار صنعاء ، خلال مراسم استقبال الأسرى – أكد وصول 470 من أسرانا الأبطال ، 249 قادمين من مطار أبها ، و111 أسيرا على متن الطائرة الثالثة التي وصلت مطار صنعاء قادمة من مطار سيئون ، و110 في الطائرة الرابعة التي وصلت من مطار سيئون أيضا ، فيما سيصل اليوم الجمعة إلى مطار صنعاء ، 200 أسير من مطار عدن على متن طائرتين مقابل الإفراج عن 150 أسيرًا من صنعاء على متن طائرتين تتوجهان في نفس الوقت من مطار صنعاء إلى مطار عدن.
ويقضي الاتفاق الموقع في السويد بإطلاق 681 أسيرا من أبطالنا 249 من السجون السعودية ، و421 من سجون ومعتقلات مرتزقة النظام السعودي في مارب وعدن ، مقابل إطلاق 400 أسير من الطرف الآخر، بينهم 15 سعودياً و4 سودانيين.
وقبل أن تحط الطائرات في مطار صنعاء احتشد الآلاف من المستقبلين على أرض المطار وفي الشوارع المجاورة ، رافعين الأعلام والشعارات والهتافات وناثرين الوورد والفل ، ابتهاجا بوصول العائدين الذين كان في استقبالهم على أرض المطار أعضاء المجلس السياسي الأعلى ، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية وعدد من الوزراء في حكومة الإنقاذ الوطني ، وعدد من المسؤولين في الدولة والصحفيين والإعلاميين والعسكريين الذين توافدوا لاستقبال الأحرار.
وأمام سلم الطائرة اصطفت فرق الموسيقى العسكرية وحرس الشرف يعزفون النشيد الوطني لاستقبال الواصلين الذين تقدموا على سجادة حمراء على وقع موسيقى عسكرية عزفتها فرقة من الجيش اليمني.
إثر ذلك توجه المحررون إلى صالة الاستقبال داخل مطار صنعاء حتى وقت المغرب بعد وصول الطائرة الرابعة ، لتكتمل فرحة أولية بوصول هذا العدد من الأسرى ، فيما توافدت الحشود الشعبية إلى الشوارع المحيطة بالمطار ، لتبدأ قبل المغرب مراسم الاستقبال الشعبي.
وكانت الحشود تتدافع خارج المطار ملوحة بالأعلام والشعارات والرايات والورود وسط انتشار عناصر الأمن الذين طوقوا الأماكن لتأمينها ، ونقلت وقائع الوصول والاحتفال والاستقبال الشعبي والرسمي مباشرة على كل محطات التلفزة المحلية والعربية التي نقلت المشاهد مباشرة، فضلا عن قنوات فضائية دولية.
واعتبر وزير الإعلام في حكومة الإنقاذ الوطني ضيف الله الشامي أن ما حصل يعد إنجازا كبيرا ، وفي تصريح خص به صحيفة الثورة قال الشامي “إن قائد الثورة يولي هذا الملف اهتماما كبيرا كونه ملف إنساني يجب أن يكون التعامل فيه إنسانيا وهو ما لا يريده الطرف الآخر” ، ورأى أن هذا التبادل بداية لانفراجات قادمة.
وأكد الشامي أن الصفقة فاتحة لملف الأسرى ، وقال ما زال لدينا آلاف الأسرى لدى العدوان ومرتزقته ، في الوقت نفسه ما نزال نحتفظ بأعداد كبيرة من ضباط العدوان وجنوده ومرتزقته لدينا وهناك ما نملكه من أوراق ونقاط قوة لإطلاق كل أسرانا من معتقلاتهم وسجونهم.
مصادر سياسية اعتبرت أن الصفقة تشكل انتصارا للمفاوض اليمني الذي أدار التفاوض بحكمة واقتدار، ولفتت المصادر إلى أن الاحتفالات العارمة في استقبال الأسرى في صنعاء تعكس وضع الدولة التي تحترم تضحيات أبطالها ومعاناتهم.
بالأهازيج والورود والألعاب النارية.. الشعب يستقبل أبطاله الأسرى المحررين
رئيس الوفد الوطني: ليل الظلام ينجلي مهما طال وسنكون أمام إنجازات أخرى بإذن الله