ترامب أشرف على صفقة التطبيع مقابل دعم الإمارات عسكرياً في عدوانها على اليمن
أكاديميون لــ”الثورة “: التطبيع مع العدو الإسرائيلي مجاهرة بالسوء، وطعنة في خاصرة القضية الفلسطينية
إعلان الإمارات يؤكد التماهي مع الكيان الصهيوني والتآمر على القضية الفلسطينية
توقيت الإعلان يأتي لدعم ترامب في حملته الانتخابية ولسياسات حكومة العدو الصهيوني
مصداقية الانتهاء للأمة العربية تتأكد وتتجسَّد في الثبات على موقف الدفاع عن القضية الفلسطينية
الرهان على الدور الشعبي للوقوف في وجه هذا الكيان اللقيط وإحياء حالة العداء لإسرائيل
لاقى الإعلان الإماراتي عن التطبيع مع كيان العدو الصهيوني تنديدا واستنكارا ورفضا واسعا لدى أبناء الشعب اليمني الأحرار، باعتباره خيانة لله ولرسوله وللقضية الفلسطينية وللأمة العربية والإسلامية.
وتجاه هذه الخيانة التقت “الثورة” عددا من الأكاديميين، وطرحت عليهم تساؤلات حول ماذا تمثل هذه الخطوة التي قامت بها دويلة الإمارات مع العدو الإسرائيلي؟، وما هي خلفيات وأبعاد هذا الإعلان في هذا التوقيت؟ وما هو المطلوب من الشعوب الحرة لإحباط هذه المؤامرة؟، وكانت الحصيلة التالية:
الثورة / أمين النهمي
•كانت البداية مع نائب رئيس جامعة صنعاء للدراسات العليا، الدكتورة نجيبة مطهر التي تحدثت قائلة: منذ انطلاقة “مشروع رايس” أو ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، والأحداث تتسارع وتظهر الحقائق، في السابق جميعنا استغربنا من إعلان أنور عشقي بأن (النظام السعودي لا يهمه وحدة أي دولة حتى ولو تجزأ الوطن العربي إلى 72 دولة)، هكذا قال بالحرف.
إذاً لو رتبنا الوقائع والأحداث وما قام به النظام السعودي والنظام الإماراتي من تدمير للوطن العربي وقتل أبنائه وتدمير جيوشه ونشر الإرهاب في أصقاع المعمورة لوجدنا أن هذين النظامين يعملان على تفتيت الأمة.
حجر الأساس للمشروع الصهيوني
وأضافت مطهر: إعلان التطبيع الصهيوني الإماراتي يمثل لبنة وحجر أساس للمشروع الصهيوني الكبير وتجزئة جميع الدول العربية إلى 72 دولة لتكون جميعها تابعة للمشروع الصهيوني، وبذلك يتحقق الحلم الصهيوني بقيام دولة إسرائيل الكبرى، ويتحول جرذان الخليج والدول الخانعة إلى عبيد لليهود.
وأكدت أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي يمثل طعنة في خاصرة فلسطين والأمة العربية والإسلامية، ويكشف حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية وشرعنة للاحتلال، كما يمثل إنقاذاً لحكومة بنيامين نتنياهو من مأزقها وأزماتها..
وتابعت قائلة: كذلك يمثل هذا الاتفاق بادرة سيئة أظهرت مدى قبح وخضوع وخنوع ساسة الإمارات بشكل خاص وساسة دول الخليج بشكل عام، كما أظهرت الأهداف الاستراتيجية للدور الإماراتي والسعودي من خلال تدمير مقدرات الشعوب العربية والإسْلَامية، مثل العراق وسوريا ومصر وليبيا واليمن والسودان والجزائر.
وختمت مطهر بالقول: ولوقف هذه المؤامرة يجب على الشعوب الانضمام إلى صف المقاومة الفلسطينية والمقاومة العربية والمقاومة الإسلامية الرافضة للهيمنة الصهيونية، والامبريالية، والانتباه والوعي للمخاطر المحيطة بالشعوب العربية والإسلامية بل وشعوب العالم التي تعشق الحرية والسلام، كذلك على الشعوب الخليجية الإطاحة بأنظمتها التي ثبت صهينتها من خلال مواقفها ضد الأمة الإسلامية والعربية وتنفيذها لأجندات الصهيونية، وما يسمى باتفاق الإمارات مع الكيان الصهيوني يؤكد حجم التماهي والتآمر على القضية الفلسطينية.
خيانة لله وللرسول وللأمة
•من جانبه تحدث أستاذ الفكر الإسلامي بكلية التربية المحويت، الدكتور علي أحمد الحمزي، تحدث قائلا: الخطوة التي قامت بها الإمارات تعتبر إحدى الخطوات العملية لتنفيذ صفقة القرن، والتي تمثل خيانة كبرى لله وللرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولمن هم امتداد لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم – من بعده، ولجميع شعوب الأمة العربية والإسلامية.
ويؤكد الحمزي أن هذا الإعلان الخطير يهدف- وبالذات في هذا التوقيت- إلى تهميش القضية الفلسطينية بل وإنهائها، وهو أيضاً يهيئ الأمة للقبول بالسيطرة الكاملة لقوى الاستكبار من الأمريكيين والإسرائيليين.
وقال: يجب على جميع الشعوب الحرة الوقوف صفاً واحداً لإحباط هذه المؤامرة الخبيثة، ودعم القضية الفلسطينية بكل ما تحتاجه من المال والعتاد والرجال، ويجب عليها أيضاً إعلان البراءة من هذا النظام الخائن ومن جميع الأنظمة التي تسعى إلى التطبيع مع العدو الإسرائيلي، والتعامل معها من منطلق قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}(المائدة51)، وبتولي النظام الإماراتي لليهود فقد أصبحوا منهم.
تتويج لخطوات تطبيعية متتالية
ويرى محمد محمد الموشكي، أستاذ مقرر الصراع العربي الإسرائيلي بجامعة ذمار إن إعلان العار المفضوح أتى تتويجا لخطوات تطبيعيه متتالية متتابعة منذ تأسيس هذه المشيخة المتصهينة ككيان وظيفي يقوم بالدور الموكل إليه من قبل رعاته من أجهزة المخابرات الصهيونية، وكانوا يتحاشون ظهور هذا الدور في الماضي، ليمثل هذا الإعلان طعنة نجلاء في خاصرة الأمة الإسلامية والسعي إلى تصفية القضية المركزية للأمة فسطين ومحاصرة وتجريما لحركات المقاومة ومواجهة لكل صوت حر وكل تحرك مسؤول في هذه الأمة وتمريرا لصفقة ترامب وتشجيعا لكيانات وظيفية أخرى في المنطقة العربية للارتماء في الحضن الصهيوني، كما يعطي الفرصة للعدو لتحقيق تقدم كبير في ضرب الأمة وإغراقها في مشاكل لانهاية لها، فضلا عن أنه يمثل إنقاذا لكيان الاحتلال من أزماته الداخلية التي كادت أن تعصف به.
وقال: الرهان اليوم هو على الدور الشعبي باعتباره الخيار النهائي للأمة وذلك بالوقوف الجاد والمسؤول في وجه هذا الكيان اللقيط وكل ذيوله في المنطقة، وإحياء حالة العداء لإسرائيل ومن زرعها ويساندها وترجمة هذا العداء إلى مواقف صريحة في الشعارات في الفعاليات في النشاط الإعلامي والتثقيفي والتعبوي.
دوافع مدروسة
• بدوره رئيس وحدة التعليم الجامعي بجامعة إب، الدكتور نبيل علي الورافي، تحدث قائلا:
الخطوة التي قام بها النظام الإماراتي هي متوقعة وهي مفتعلة لكي تكون الشرارة الأولى للتطبيع المباشر والإعلان عنه، حيث أن الإمارات دويلة قامت على أساس القيام بهذا الدور منذ النشئة في عام ١٩٧٢م وكونها دويلة شعبها مشتت في الأصقاع، وما هو موجود في الداخل الإماراتي نسبة لا تذكر إضافة للخليط السكاني من مختلف الأجناس والديانات، فإن ذلك يمثل ضمانات لعدم تحرك الشارع أو الشعب الإماراتي للخروج ضد النظام الذي يمارس سياسة تعد امتداداً لتوجه الصهيونية، بل ينوب عنها في المنطقة إلى جانب النظام السعودي.
وأشار الورافي، إلى أن الدوافع لإعلان هذا التطبيع ليست تلقائية، وإنما كانت مدروسة وخصوصا أنها جاءت بعد تفجير مرفأ بيروت في لبنان، من أجل إخراج إسرائيل من النفق المظلم في شأنها الداخلي، فكان تدخل ترامب للاتصال بابن زايد الخائن لتهدئة الوضع الداخلي الإسرائيلي بهذا الإعلان، كذلك هناك دافع آخر وهو استغلال وضع حزب الله في بيروت لانشغاله بآثار الضربة المفتعلة التي تلقاها الشعب اللبناني ممثلا بحزب الله، بالإضافة إلى ذلك استغلال الوضع الاقتصادي والحصار والحروب المفتعلة التي تمر بها دول محور المقاومة” ايران واليمن وسوريا”، وكذلك إدخال لبنان في هذا النفق، ودوافع أخرى منها: تورط النظام الإماراتي في الحرب على اليمن وارتكابه جرائم حرب، وعدم قدرته على تحقيق أي انتصارات باستثناء عدن التي تقبع تحت سلطته، ولكنه يدرك أنه غير مستقر فيها، فكان هذا الإعلان صفقة للعدو الإسرائيلي مقابل دعم الإمارات عسكريا في اليمن وإحكام قبضتها على ما تحت يدها في اليمن والتوسع باتجاه الحديدة، وذلك تنفيذا لخطة إسرائيل وتأمين نفوذها في السواحل اليمنية لتأمن نفسها، والنظام الإماراتي هو في حقيقته جزء لا يتجزأ من المكون الصهيوني وينوب عنه في المنطقة.
خطوة في مسار العمالة
•وباختصار تحدث أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء، والباحث في الشؤون السياسية، الدكتور فرحان هاشم، قائلا: ما قامت به الإمارات يعد خطوة إضافية في مسار العمالة والخيانة للقضايا العربية والإسلامية، وخصوصا القضية الفلسطينية، ويمثل هذا الإعلان ترجمة حقيقية للدور الوظيفي الذي تلعبه الإمارات والكيان الصهيوني، كأدوات للمشروع الامبريالي والصهيونية العالمية، وعلى شعوب الأمة وأحرار العالم التحرك وإدانة هذه الخطوة.
أما نحن في اليمن فهذا العدوان هو عدوان أمريكي صهيوني والإمارات أداة من أدواته، وعلى القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير استهداف الإمارات العبرية الصهيونية وهذا هو اسمها الجديد.
الدكتور عبدالقادر سند، (جامعة حجة)، تحدث لــ”الثورة” قائلاً: علاقات الإمارات مع العدو الإسرائيلي ليست جديدة، فبقاؤها مرهون ببقاء إسرائيل، وهذه الخطوة برأيي تمثل إعلان الولاية لإسرائيل وتجديداً للولاية.
وختم بالقول: المطلوب من الشعوب الحرة أن تدرك أنها المستهدفة من هذا التحالف الخليجي العبري، وأن تقف صفا واحدا ضد هذا التحالف، وأن تتمسك بالقضية الفلسطينية.
صفقة القرن
• ويؤكد الأستاذ الدكتور عبدالله احمد القليصي، (عميد المكتبات وأستاذ مقرر الصراع العربي الإسرائيلي بجامعة الحديدة)، بالقول: الاتفاق الذي تم بين الإمارات والكيان الإسرائيلي يعد خطوة في طريق تحقيق هدفين رئيسيين هما:
– صفقة القرن: إذ يعتبر هذا الاتفاق من ضمن مراحل صفقة القرن التي تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية والاتجاه نحو التطبيع الكامل مع الكيان الإسرائيلي- تطبيع سياسي واقتصادي وثقافي وإعلامي- يشمل التنسيق في القضايا الأمنية المشتركة وما يسمونها مكافحة الإرهاب الفلسطيني ومحور المقاومة وتوجيه بوصلة العداء نحو ايران بشكل خاص؛ وتشجيع المترددين العرب على الهرولة نحو التطبيع؛ إضافة إلى تحقيق الطموحات الإماراتية في خلق منظومة عربية تابعة لها تكون الإمارات هي المسيطرة على قراراتها؛ وتمكين الإمارات من تحقيق مشروع طالما كانت تحلم به وهو السيطرة على موانئ ومرافىء العديد من الدول العربية والاشتراك مع الكيان الصهيوني في السيطرة على اهم المواقع المائية الاستراتيجية من باب المندب إلى مرفأ لبنان، إضافة إلى أن هذا الاتفاق من بنوده الرئيسية تبادل السفراء والسفارات بين تل ابيب وأبو ظبي، إضافة إلى الجانب الاقتصادي المتمثل في الاستثمارات بين القطاعات المختلفة وتبادل رحلات سياحية من تل أبيب إلى أبو ظبي والعكس.
– النقطة الثانية المهمة: هي مشروع الشرق الأوسط الكبير التي تسعى إسرائيل إلى أن تكون المهيمنة عليه بمعاونة الدول الخليجية المطبعة، وذلك بخلق اضطرابات والإسهام في الفوضى الخلاقة ودعم نخب سياسية تابعة لمشروعهم في كل دولة؛ وتغيير حدود وديموغرافيات الدول على أسس جديدة قائمة على تقسيمات مناطقية ومذهبية وطائفية ( فرق تسد ) مما يؤدي إلى تقسيم المقسم وتفتيت المفتت وإقامة تقسيمات جيو سياسية جديدة.
ويرى القليصي: أن توقيت هذه الخطوة أتى دعما لحملة ترامب الانتخابية نوفمبر 2020م، ودعما لسياسات رئيس وزراء إسرائيل بعد أن تراجعت شعبيته كثيرا في الآونة الأخيرة.
إعلان الخيانة للأمة
• وتحدثت رئيسة مركز التطوير الاكاديمي وضمان الجودة في جامعة صنعاء، أ.م.د / هدى علي العماد، بالقول: التطبيع مع إسرائيل معناه بالعربي الفصيح الخروج على قواعد الدين الإسلامي، وتنكر للعروبة ولقيم الأمة وثوابتها ومواثيقها واتفاقاتها ومصالحها، وفي الوقت الحالي التطبيع عبارة عن كشف حقيقة الدور الخائن الذي رسمته دول العدوان والاحتلال للوطن الإسلامي والعربي، والجديد في الأمر هو التطبيع الكامل مع العدو الإسرائيلي برعاية أمريكية مجاهرة بالفضيحة وإعلان الخيانة للأمة الإسلامية بشكل رسمي .
ونوهت العماد بأن التطبيع بين الإمارات وبني صهيون برعاية ترامب الأمريكي ليس بالشيء الجديد أو غير المتوقع ، وليست الإمارات بالدولة الوحيدة التي أعلنت التطبيع فهي فقط التي جهرت بالتطبيع الكامل مع العدو الإسرائيلي، والمتتبع لخطوات التطبيع في المنطقة يجدها واضحة وظاهرة، فالسعودية أعلنت بسفور تحالفها التاريخي مع الصهاينة وبدأت بتفعيل قرار يمنع حاملي وثيقة السفر الأردنية من الحج والعمرة، ثم أتبعته بمنع الفلسطينيين حاملي وثيقة السفر اللبنانية من الحج والعمرة، والدور يكتمل هنا بلزوم الحصول على جواز، ويأتي دور إسرائيل بالمنع والتضييق على كل من أراد استخراج الجواز الفلسطيني، ولو سمحت لهم بعد وساطة ومتابعة ومعاناة فيكون ذلك مؤقتاً لمدة شهرين بالزيادة، ومعنى هذا أنه أصبح لديك خيار وحيد هو الحصول على جواز إسرائيلي، وهذا يعتبر اعترافاً رسمياً بعدم الاعتراف بفلسطين كدولة.
وأضافت: مثال آخر: وزير الآثار المصري يعلن تبرعه بمليار ومائيين وسبعين جنيهاً لترميم التراث اليهودي.. هكذا عنون موقع رسمي للصهاينة، وعلى مسمع ومرأى من الجميع دون أن نسمع أي ردود فعلية وبصريح العبارة.
وتابعت: ولعل إعلانهم الرسمي التطبيع بالنسبة للمسلمين صحوة وتذكير لهم لتنمية روح المقاومة في جميع أنحاء العالم العربي والإسرائيلي، وكلما سارع الإماراتيون والسعوديون وأضرابهم في مولاة الصهاينة اقتربنا من نصر الله بالفتح بالأمر من عنده (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ )
وقالت العماد: مما لا شك فيه أن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي ستنعكس آثاره أمنياً بشكل مباشر على جميع الأقطار، ومنها ما حصل في الوطن العربي وما يحصل في اليمن وسوريا والعراق وليبيا والسودان والصومال ومصر.. لقد أصبحت الأمة العربية والإسلامية الآن أمام خيار وحيد لا ثان له هو الوقوف الجاد بروح المقاومة العربية الإسلامية للتصدي الصريح والعلني والجهاد بطرقه المختلفة، وتثبيت دعائم الدين الإسلامي الصحيح والاعتراف الرسمي الصريح بدلالة قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ )، ومما لا شك فيه أن تطبيع الإمارات مع إسرائيل يؤكد صدق شعار أنصار الله ( الصرخة ) ، وفيه جواب شاف لكل من يقول: لماذا نقول العدوان الصهيو أمريكي؟ وكان هناك من كان يشكك: ما دخل إسرائيل ويبرر ويدافع ويبذل جهده لتضليل الشعب، الآن اتضحت الأمور وخرجت المؤامرة من الكواليس إلى العلن التطبيع الكامل مع العدو الإسرائيلي واتضح من يشن الحرب على اليمن ولصالح من يعمل هذا التحالف الشرس، وليس على اليمن فقط بل كل دول محور المقاومة في صراع بين الحق والباطل، بين الحرية والطاغوت والظلم والاستبداد والارتهان للدول الكبرى التي تحتل الأوطان، ومصداقية الانتماء للأمة العربية تتأكد وتتجسد في فلسطين وتجاه القضية الفلسطينية بل هي معيار للالتزام بالقانون الدولي وقيم العدالة وحتى البعد الأخلاقي والإنساني في السياسية الخارجية لأي بلد.
نتيجة الانحراف عن المنهج القرآني
الأستاذ الدكتور فضل زيد (رئيس قسم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة إب) تحدث بالقول: إن ما قامت به دويلة الإمارات من تطبيع رسمي مع الكيان الصهيوني هو نتيجة حتمية للداء الذي تعاني منه الأمة الإسلامية منذ أن انحرفت عن المنهج الذي رسمه الله لها في القرآن الكريم، وحدد لها فيه من يتولى أمرها ومن يجب عليها أن تواليه، بقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)، ذلك الداء المتمثل بتحكم الجهلة بمصيرها حيث أصبح يحكمها مجموعة من الحكام الموالين لأعدائها حتى أوصلوها اليوم إلى هذا الواقع المهين واقع الهوان والتأخر والانحطاط والاستسلام لأعدائها في السابق والحاضر على الرغم من امتلاكها مقومات القوة من ثروات وموقع وأراض زراعية وغير ذلك مما يؤهلها إلى أن تكون في مقدمة كل الأمم، ولكن على العكس نرى أمتنا تعيش حالة من الضعف واليأس والفقر والإحباط والقهر والذل والخضوع تجاه قوى الاستكبار العالمي، تجاه من ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، كل هذا ما حدث إلا لأن مبدأ الولاية أصبح خاضعا للأمزجة المنحرفة وللاجتهادات الوضعية حتى وصل الأمر إلى أن يكون اليهود والنصارى هم من يحددون من يجلس على الكرسي وفق معايير تتفق ومصالحهم ومشاريعهم التدميرية ضد الأمة العربية والإسلامية، وكان آخر تلك المشاريع مشروع كمب ديفيد التطبيعي بين الكيان الصهيوني وبعض الحكومات العربية، والذي كانت آخر خطواته هذا الإعلان الرسمي من قبل حاكم دويلة الإمارات ذلك الإعلان الذي تجاوز حدود القيم العربية والإسلامية بمساره التطبيعي مع الصهاينة الذين ولغوا في دماء العرب والمسلمين واغتصبوا وما زالوا مغتصبين الأراضي والمقدسات الدينية.
وأوضح أمين عام جامعة القرآن الكريم، وأستاذ الفيزياء التحليلية في جامعه الحديدة الدكتور خالد الدروبي أن خطوة تطبيع دويلة الإمارات مع الكيان الصهيوني كانت خطوة متوقعة منذ زمن طويل.
وأضاف الدروبي: الإمارات وإسرائيل تعتبران حركات الجهاد والمقاومة في فلسطين ولبنان حركات إرهابية وتعملان على محاربة المجاهدين، الإمارات وإسرائيل تشاركان في الحرب والحصار على الشعب اليمني، الإمارات بكل وقاحة أرسلت طائرات تحمل مساعدات طبية إلى إسرائيل علانية ..بزعم مواجهة كورونا في حين لم ترسل مثلها إلى كثير من الدول العربية .. الإمارات منذ نشأتها وهي كيان رديف لدولة إسرائيل، كانت تقدم وتدفع مليارات الدولارات للكيان الصهيوني منذ نشأتها.. بالله عليكم دولة الكيان الصهيوني لا تمتلك موارد اقتصادية كبيرة، فمن أين لها القدرة على إقامة صناعات ثقيلة حربية ومدنية والإنفاق على الجامعات الإسرائيلية ببذخ وعلى المستوطنات كان هذا لغزا محيرا، لكن الآن فهمنا وأدركنا أن كل هذه الموارد المالية الضخمة كانت تأتي من كل مشيخات الخليج بدون استثناء (السعودية والإمارات وقطر وعمان والبحرين وربما الكويت أيضا) .. ومن يدري (لعل نظام عفاش كان يدفع نصيبه من ثروات الشعب اليمني لصالح دولة الكيان الصهيوني) ..
وأشار الدروبي إلى أن خطورة هذه الخطوة تكمن في كونها محاولة واضحة لتدجين الرأي العام العربي وتشجيعه على التطبيع مع الصهاينة وتوليهم بعد خطوات متسارعة إماراتية ثقافية ورياضية وسياسية واستقبال وزراء صهاينة في الإمارات بل واستقبال وزيرة الثقافة الصهيونية في مسجد الشيخ زايد(مسجد ضرار) ومؤخراً استقبال رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي الموساد ..هذا هو الهدف الرئيسي من هذا الإعلان .. إدخال الصهاينة إلى بلاد العرب حتى يصير تواجدهم ونشاطهم في مجتمعاتنا أمراً مألوفاً .. لينتقلوا بعدها إلى خطوة التحكم والسيطرة على هذه المجتمعات وفق ثقافة يهودية إلحادية تتنصل من الإسلام وأحكامه وشرائعه .. وتحويل الجماهير المضللة إلى أولياء لليهود على اعتبار هذا ثقافة تقدم ورقي وحضارة وسلام .
تنفيذ صفقة ترامب
•فيما تشير أستاذة طرق التدريس والمناهج في كلية التربية جامعة صنعاء، الدكتوره تقية فضائل قائلة: هذه الخطوة هي من خطوات تنفيذ صفقة ترامب التي تحتاج إلى اعتراف بالعدو الإسرائيلي من الدول العربية والإسلامية وفي نفس الوقت تحتاج إلى تنازل الفلسطينيين عن حقوقهم في أرضهم.
وأضافت: التوقيت الحالي هو الأنسب لأن اﻷحداث التي تعيشها الأمة بشكل عام وتعيشها منطقة محور المقاومة بالتحديد المشتعلة بالحروب والمشاكل هيأت لهذه الاتفاقية، لأنهم يعتقدون أن اليمن وسوريا ولبنان والعراق وإيران لن تتخذ أي موقف تجاه هذه الاتفاقية لانشغالهم بالحروب والفتن التي يفتعلها العدو الصهيوأمريكي وعملاؤه، كما أن العدو الصهيوني بمعية الأمريكي قد أقدموا على خطوات كثيرة سبقت هذه الخطوة، ولم تكن هناك ردود فعل رادعة صارمة للعدو ولعملائه، فمن الطبيعي أن يتمادوا أكثر وأكثر.
تجرد أخلاقي وديني وقيمي
الباحث في قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعه صنعاء خالد زيد الشامي، قال: هذه الخطوة التي قامت بها دويلة الإمارات تمثل قمة الوقاحة والتجرد الأخلاقي والديني والقيمي والوطني والتاريخي، ناهيك عن تخليها تماما عما هو عروبي أو إسلامي وهو في نفس الوقت تحد مقيت لإرادة الأمة العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وهي في نفس الوقت خيانة لا يقدم عليها إلا من تم تهيئته تماما لذلك بعيدا عن إرادة شعبه أو الشعوب المعنية بما يقدم عليه.
وأضاف الشامي: لقد استطاعت الصهيونية العالمية أن تجعل من الإمارات إحدى الدول الوظيفية التي تخدم مصالح إسرائيل والولايات المتحدة على وجه الخصوص، وبدرجة أكثر من ممتاز، ومع مطلع القرن الواحد والعشرين تنامى هذا الدور إلى أن أصبح من مهامها الاشتراك المباشر في تفتيت المنطقة العربية، وزرع الفوضى وانتشارها بالحروب ووسائل أخرى ضد الدول التي ترفض الكيان الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية، وما الإعلان المسمى بالاتفاق بين الإمارات وإسرائيل إلا أحد هذه الفصول التي سبقتها خطوات وتتبعها خطوات، لكنها هذه المرة معلنة ومحددة لتفاصيل جديدة تهدف إلى حماية إسرائيل مقابل التزام الحماية الأمريكية للإمارات والمضي في التفتيت والتقسيم والعبث في منطقة الشرق الأوسط اقتصاديا وسياسيا وعلى كل المستويات.
عين الاستعمار
•الأكاديمي والمحلل السياسي الدكتور مهيوب الحسام، تحدث مقال: ما قامت به دويلة الإمارات أمر متوقع فهي المعروفة بكونها أحد الكيانات المصنوعة بيد الاستعمار الإنجليزي والمرعية أمريكيا والمزروعة في جسم الأمة لتكون عين الاستعمار الإنجلو صهيو أمريكي، التي يرى بها ويده التي يضرب بها الأمة من الداخل وأحد العوائق التي تعيق الأمة عن وحدتها وبناء القوة التي يمكن بها حماية ذاتها والدفاع عن نفسها.
وأوضح الحسام: الخطوة التي قام بها هذا الكيان الإماراتي وأقدم عليها مؤخرا وإعلانها في يوم الخميس تاريخ 13 أغسطس الحالي 2020م، من عملية إشهار للتطبيع مع الكيان الصهيوني هو ليست تطبيعا ولا تحالفا بل أكثر من ذلك بكثير، إنه إعلان وإشهار الخضوع الكامل من قبل كيان الإمارات ليس لإنجلترا وأمريكا، فحسب بل تسليم مطلق وكامل للكيان الصهيوني نفسه لدرجة أن الإماراتي يصبح جزءاً من الكيان الصهيوني سياسة واقتصاداً وتوجهاً ونهجاً وارتباطا مصيريا ومستقبلا ووجودا وذلك لأن الظهور يكلف المنشئ والراعي كثيرا، فالظهور يقلل من فاعلية الكيانات ناهيك عن أن له كلفة باهظة فيما يستدعيه ذلك من كلفة حماية وضعف المردود والمستعمر مستثمر وليس جمعية خيرية.
حاجة أمريكية إسرائيلية
وأضاف: أما من ناحية توقيت هذا الإعلان الآن وليس سابقا أو لاحقا، فإن هذا التوقيت هو حاجة أمريكية صهيونية بامتياز، لما يعيشان من ظروف داخلية صعبة على كل المستويات فهو حاجة أمريكية “ترامبية” بين قوسين تحديدا لما يعيشه من وضع في الداخل الأمريكي وحاجة انتخابية نتيجة لإفلاسه التام من أي إنجاز له على مستوى السياسة الخارجية طوال فترته الرئاسية الأولى، وهو حاجة أيضا لاستمالة ناخبي اللوبي الصهيوني في الداخل الأمريكي، وبالقدر ذاته حاجة صهيونية لنتنياهو بالذات لما يعاني الكيان من تهديد وجودي جدي وما يعاني على المستوى الشخصي من مخاطر محاكمته نتيجة فساده ودفعا جديدا يحتاجه لخوض انتخابات رابعة وخامسة ودفعا لمعنويات الصهاينة المحتلين جميعا.
وختم بالقول: باختصار على شعوب الأمة أن ترفض هذا التطبيع وتجرمه وتواجهه، ولن يكون ذلك إلا بتولي الله ورسوله والمؤمنين، فهذه المسؤولية أصبحت مسؤولية الشعوب الحرة نفسها، ولا تعويل على معظم الأنظمة العربية سواء منها التي سبقت إلى التطبيع أو التي ستلحق قريبا.
الباحثة والناشطة الثقافية زينب حمود شرف الدين تحدثت بالقول: عندما نعود إلى ترجمة معنى التطبيع في معجم اللغة العربية نجد أن معنى التطبيع هو جعل الأمور غير المعتادة والشاذة والتي لا تتقبلها الفطرة أمراً معتاداً وطبيعياً، ومفهوم التطبيع سياسيا يشير إلى جعل العلاقات بين المجتمعات التي يسودها التوتر وعدم التوافق الفكري والعقائدي والأخلاقي طبيعية وعادية، وجعل الشاذ معتاداً حتى ولو كان في ذلك مخالفة للدين، وخروجاً عن الملة بل مجاهرة بالمعصية، وهذا بالضبط ما قامت به دولة الإمارات العبرية، لأن إضافة عربية لم تعد مناسبة أبدا خاصة بعد المجاهرة بالمعصية لله تعالى ومخالفة القرآن الكريم، فالآية واضحة وضوح الشمس في سورة المائدة (أيه ٥١) ، وكذلك سورة التوبة (آية ٢٣)، عندما أمرنا الله تعالى بعدم إظهار المودة والمحبة والنصرة لليهود والنصارى، وخاصة اليهود لما وصفهم القرآن الكريم على مدى التاريخ بعدواتهم المستمرة وكرههم المتأصل للإسلام والمسلمين .
عضو الجبهة الثقافية لمواجهة العدوان الباحث عبدالملك المأخذي تحدث قائلا: بالنسبة للاتفاق من المنظور القرآني صار واضحا أن الإماراتيين باتوا من اليهود وتولوا اليهود ونسفوا الإسلام وتناسوا أن الله سبحانه لن يقبل غير الإسلام ديناً، وبإعلانهم الاتفاق يكونون قد أعلنوا حربهم مع الله سبحانه، وخالفوا إرادة الله وتناسوا أن الله سبحانه وتعالى لعن اليهود على لسان النبيين داوود وعيس عليهما السلام، الإمارات خسرت دينها ودنياها.
ويرى المأخذي أن ما أقدمت عليه الإمارات يعتبر جرماً وارتداداً عن الإسلام وحكم المرتد هو الإعدام، ولذلك من كان يحب الله ويغار على دينه فعليه توجيه سلاحه إلى صدر الإمارات، فما قامت به يعتبر طعنة في ظهر كل مسلم، ومقدساته، وجرحت مشاعر مليار و700 مليون مسلم.
تقرأون في الملف :
العدوان على اليمن صهيوني بامتياز
بعد أن أغدقت عليهم أبوظبي بأموال طائلة: مرتزقة العدوان يسارعون إلى مباركة التطبيع الإماراتي الصهيوني