رفض شعبي واسع لممارسات أدوات الإمارات الإجرامية في الجنوب والساحل الغربي
بعد أن أغدقت عليهم أبوظبي بأموال طائلة: مرتزقة العدوان يسارعون إلى مباركة التطبيع الإماراتي الصهيوني
مسارعة مرتزقة ما يسمى “المجلس الانتقالي ” الذي تم إنشاؤه من قبل قوات الاحتلال الإماراتي في المناطق الجنوبية المحتلة ومباركتهم “فضيحة “التطبيع العلني بين ابوظبي وتل ابيب لم تكن أمرا غريبا أو غير متوقع، فهذا الكيان وما تتبعه من مليشيات بمختلف المسميات التي تم تسخير كل الإمكانيات الإماراتية لوجودها وتمكينها من التحكم والسيطرة على المحافظات الجنوبية المحتلة وشواطئها وجزرها الهامة انما انشئت لخدمة الإمارات ومساعيها في تنفيذ المشروع الإسرائيلي وتأمين هذا الكيان المغتصب من أي أخطار قد يتعرض لها في هذه المساحة الجغرافية الهامة من خارطة الوطن العربي .
إبراهيم الأشموري
لقد عمدت دويلة الاحتلال الإماراتي منذ وقت مبكر من عدوانها على اليمن وتحت شعارات دعم حق أبناء الجنوب في الاستقلال واستعادة ما يسمى دولة الجنوب إلى العبث بالأرض اليمنية ومنافذها البحرية وجزرها وتوظيف كل ذلك لصالح إسرائيل وأجندتها الخبيثة من خلال انقياد هذه الأدوات المحلية ووضع قرارها ومصيرها في يد المحتل الإماراتي الوكيل المفوض من قبل الكيان الصهيوني.
هذا الواقع المرير ينسحب كذلك على أدوات الإمارات في الساحل الغربي ممثلة في مليشيات القائد العسكري الخائن طارق عفاش الذي التقى مؤخرا وبتنسيق من أسياده وأولياء نعمته في ابوظبي وفدا عسكريا صهيونيا، ولم يجد عفاش أي حرج في أن يشيد ويبارك عبر أبواقها لإعلامية بإعلان التطبيع العلني بين الإمارات وإسرائيل فكل هذه المليشيات سواء في مناطق الجنوب المحتل أو الساحل الغربي وبعد أن أغدقت عليهم طوال الفترة الماضية بأموال وأسحله بكميات هائلة باتوا في بوتقة واحدة مع النظام الإماراتي وكل ممارساته المستميتة لخدمة الصهاينة معتقدة أن المشروع الصهيوني بات له من يحميه من اليمنيين أنفسهم.
الانقياد الأعمى
الانقياد الأعمى الذي باتت تبديه قيادات كيانات المرتزقة المحليين سواء في ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي أو ما يعرف بـ”حراس الجمهورية”- وهذا هو المسمى الرسمي لمليشيات طارق عفاش عبَّر عنه بوضوح المرتزق هاني بن بريك نائب رئيس ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي “الذي بارك بعلانية التطبيع العلني بين الإمارات والكيان الإسرائيلي وذهب المرتزق بن بريك إلى ما هو أبعد، حيث أبدى استعداده لزيارة إسرائيل والذهاب مع اليهود الجنوبيين إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى حسب زعمه.
وقد تسابقت قيادات مليشيات المجلس الانفصالي الجنوبي إلى التغني بما اعتبروه اتفاقية سلام مشرفة بين أسيادهم في ابوظبي مع أسيادهم في تل ابيب ومنهم من أكد أن المجلس الجنوبي يعمل على الترتيب لإقامة مظاهرات ومسيرات جماهيرية في المحافظات الجنوبية المحتلة لمباركة التطبيع وإعلان التأييد لما أقدمت عليه سلطات الإمارات ..ويؤكد مرتزقة الإمارات في الجنوب أنهم بصدد إقامة مظاهرات شعبية في عدن لدعم ما يطلقون عليها مسيرة المحبة والسلام بين الشعوب بمختلف انتماءاتهم الدينية والعرقية ودعم قرار الإمارات الأخير بالتطبيع العلني مع الكيان الإسرائيلي.
ويضيفون أنه يتم تجهيز وطباعة أعلام الكيان الإسرائيلي والإمارات والشعارات واللافتات التي سيرفعها المتظاهرون.
الرفض الشعبي
وكان ما يسمى بـ” المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي التابع كليا للمحتل الإماراتي قد احتفل بإشهار العلاقة بين الكيان الإسرائيلي ودولة الإمارات، حيث وصف نائب رئيس المجلس المرتزق هاني بن بريك ما قال عنه “اتفاق وضع خارطة طريق نحو تعاون مشترك مع إسرائيل وصولاً لعلاقات ثنائية” ويضيف المدعو بن بريك واصفا القرار بأنه “قرار شجاع من قائد حكيم” زاعما أن تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل“ سيخدم خيار العرب في حل الدولتين وخدمة الشعب العربي الفلسطيني وإنهاء المتاجرة بالقضية”.
ولاقى حديث المرتزق “هاني بن بريك” ردود أفعال غاضبة في الشارع الجنوبي واتهموه بالتصهين وخيانة القضية الفلسطينية.
واعتبرت قيادات جنوبية وناشطون وسياسيون جنوبيون تخرصات المدعو بن بريك إهانة للقضية الفلسطينية التي ناصرها الجنوبيون أيام الاشتراكية، واليوم يبيعها الانتقالي باسم الدين.
وأدان حسن بأعوم- رئيس مجلس الحراك الثوري الجنوبي- كل أشكال التطبيع مع الصهاينة، حيث اكد في بيان تداولته وسائل الإعلام، أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، ومنذ استقلالها عام 1967م ناصرت الشعب الفلسطيني وقضيته، واحتضنت قياداته وكوادره ووفرت لهم المعسكرات والسلاح، إضافة إلى الدعم السياسي في كل المحافل الدولية والإسلامية والعربية.
وأضاف “القيام بذلك كان إيماناً من الجنوبيين، وواجباً قومياً وإنسانياً تجاه شعب عربي مسلم له الحق في بناء دولته واستعادة أرضه” مُجدِّداً التمسك بتلك المواقف، سيّما وأن الجميع يشهد موقفاً فلسطينياً جامعاً حول معارضة صفقة القرن التي تختزل فلسطين، وتنهي الأمل في بناء دولتها المستقلة.
سرية تأييد طارق عفاش
تأييد ومباركة المرتزق طارق عفاش لم تكن بذات الوضوح والشفافية التي كان عليها مرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، ويقول محللون سياسيون إن الخائن عفاش لا يقل حماسة في تأييد ومباركة ما أقدم عليه أسياده في ابوظبي من تطبيع علني مع الصهاينة غير أنه لا يجرؤ على التعبير عن ذلك صراحة كما يفعل مرتزقة المجلس الجنوبي وذلك لاعتبارات كثيرة أولها أنه يمارس أنشطته الإجرامية في خدمة الإمارات في الساحل الغربي وهي منطقة معروفة بوطنية أبنائها وعدم تساهلهم تجاه ما يمس قضايا الأمة ومقدساتها وهو يخشى من رد فعل المواطنين إن هو اعلن صراحة التأييد ومباركة التطبيع لذلك فإن المطلوب منه إماراتيا في هذه المرحلة هو خدمة أجندتهم الخبيثة في التحكم بالممرات المائية في البحر الأحمر وخدمة المشروع الصهيوني بسرية وصمت ودون المجاهرة بالتأييد العلني للتطبيع.