اعتراف إسرائيلي بالتعاون العسكري الصهيو-امارتي في العدوان على اليمن
التطبيع طعنة وخيانة للقضية الفلسطينية
ما من شك ان التطبيع والعدوان على اليمن قضية تسير في اتجاه ومسار واحد حيث يشارك العدو الصهيوني مشاركة مباشرة وغير مباشرة في العدوان على اليمن منذ بدء هذا العدوان حيث جاء التطبيع مع العدو الصهيوني تحصيل حاصل بعد عقود من السنين والإمارات تقدم خدمات متواصلة وتقيم علاقات سرية تقدم من خلالها للاحتلال كل ما يطلبه منها في إطار التآمر على القضية الفلسطينية والأمة الإسلامية وإضعافها وتجاوز الثوابت العربية والإسلامية في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني .
فالإمارات تعمل منذ نشأتها على خدمة أسيادها اليهود والأمريكان دون النظر للقضايا العربية والإسلامية مما جعلها تشكل خطرا حقيقيا على مصالح الأمة الإسلامية.
الثورة/ محمد دماج
خدمة الصهيونية”
ويرى مراقبون أن تأثير توجهات دول التحالف (الإمارات والسعودية ) ظهرت منذ الوهلة الأولى لتدخلهما في اليمن، أن ما حدث ليس جديدا ؛ وإنما أخرج تطبيع العلاقات الإماراتية الصهيونية من تحت الطاولة إلى فوق الطاولة.
اعتراف نتنياهو
أما بالنسبة لجبهة المرتزقة فقد كانت لقاءاتهم السياسية “الرسمية” بالمسؤولين الإسرائيليين في الولايات المتحدة، وجلوس وزير خارجيتهم إلى جانب رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر “وارسو” محطات واضحة لقراءة مشاركة تل أبيب في العدوان على اليمن، كما أن حكومة المرتزقة وممثلها الرئيسي “حزب الإصلاح” لم يعلنا يوماً أيَّ موقف من الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على قطاع غزة.
وبالمحصلة، فإن اعترافَ نتنياهو وضّح هُوِيّة أطراف المواجهة في اليمن، وحصر المشهد بين معسكرين فقط المعسكر الوطني المناهض للعدوان والاحتلال ممثلاً بالجيش واللجان والشعب الصامد في كُــلِّ المحافظات، والمعسكر الصهيوني الذي يضم كُــلّ من التحق بصف العدوان.
وكان رئيسُ وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو قد أقرّ بأن “إسرائيلَ” تشارِكُ في العدوان على اليمن بشكل عملي إلى جانب السعودية والإمارات، مؤكّــداً ما أعلنته القيادةُ اليمنية الثورية والسياسية مراراً على مدى الأعوام السابقة، وكشفته حتى وسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها.. إقرارٌ يلتقي مع تصاعد موجة التطبيع المعلن من قبل الأنظمة الخليجية وعلى رأسها النظام السعودي الذي تحرص دوائره الإعلامية على تكريس مسألة “ضرورة التحالف مع إسرائيل” عسكرياً وسياسياً تحت دعاية “مواجهة إيران”.
حديثُ نتنياهو جاء، ، خلالَ مقابلة أجرتها معه القناة التاسعة الإسرائيلية، حيث قال: “نحن نعمل ضد إيران في العراق واليمن وسوريا ولبنان” وهو ما يعتبر اعترافاً واضحاً بالمشاركة الفعلية في العدوان على اليمن، ويعتبر الاعتراف الأكثر صراحة على الرغم من أن نتنياهو قد ألمح إلى ذلك في مناسبات سابقة، لا سيما عند حديثه عن البحر الأحمر، حيث قال العام الماضي إن بلاده ستشارك في تحالف عسكري “لحماية مضيق باب المندب”.
المشاركةُ الإسرائيلية في العدوان على اليمن كانت قد مرت بالعديد من المراحل التي انكشفت فيها كواليسها، قبل الاعتراف الرسمي من نتنياهو، إذ كانت وسائلُ الإعلام العبرية نفسُها قد أكّــدت تفاصيل هذه المشاركة في أكثرَ من مناسبة، ففي فبراير الفائت، أكّــدت صحيفة “هآرتس” أن الكيان الصهيوني “شريكٌ غير رسمي في ما يسمى التحالف العربي باليمن” وَأوضحت الصحيفة أن الدور الإسرائيلي في “التحالف” يشملُ الاستخباراتِ وتجارة السلاح والمدربين العسكريين وحتى الشركات “الأمنية” التي توظف المرتزقة المأجورين من الخارج، والذين سبق وأكّــدت وسائل إعلام أمريكية مشاركتهم في صفوف تحالف العدوان.
التعاون العسكري
عدة صحف إسرائيلية أُخرى أكّــدت في أكثرَ من مناسبة التعاون العسكري بين “تل أبيب” والرياض فيما يخص العدوانَ على اليمن على مختلف المجالات.
واعترافُ نتنياهو يعبّر عن توجّــهٍ إسرائيلي للدخول “الرسمي” والمباشر في العدوان على اليمن بعد أكثر من خمس سنوات من المشاركة المستترة، وهو ما يمكن قراءته بوضوح من خلال “التمهيدات” السعودية لذلك، فقبل أيّام نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية مقالاً للكاتب “عبدِالرحمن الراشد” المقرب من ابن سلمان والمترجم لتوجّــهاته وأفكاره، حيث تناول الراشد في المقال عمليةَ “توزان الردع الأولى” التي نفّـذتها قوات الجيش واللجان على حقل “الشيبة” النفطي، واختتم الراشد مقاله مستنجداً بـ”إسرائيل” ومؤكّــداً على أنها باتت “معنية” بالدخول عسكرياً في خط المواجهة لحماية مصالحها في المنطقة، وبرّر ذلك بأن الهجمات ستتصاعد ضد دول الخليج في المرحلة القادمة.
تكريس التحالف مع إسرائيل
ويأتي حديثُ الراشد ضمن سلسلة خطوات متصاعدة يتبناها الإعلام الرسمي السعودي لتكريس مسألة “ضرورة التحالف مع إسرائيل” تحت مبرّر “مواجهة إيران” الذي يمثل الدعاية الرسمية التي انطلق منها العدوان على اليمن.
وفي هذا السياق، جاء إقرار نتنياهو بالمشاركة الفعلية في العدوان على اليمن، بالتزامن مع تسريبات استخباراتية إسرائيلية تناقلتها العديد من وسائل الإعلام مؤخراً، تتحدث عن “خطط إسرائيلية لضرب منشآت ومواقع” للجيش واللجان في اليمن، وهو ما يلتقي بوضوح مع الاعتراف الإسرائيلي الرسمي والموقف السعودي فيما يخُصُّ “ضرورة” دخول إسرائيل في خط المواجهة بشكل علني.
ويرى مراقبون أن هذا التوجّــهَ الإسرائيلي الجديدَ يعبّرُ عن “رعب” تل أبيب من مستجدات مسار معركة مواجهة العدوان، بعد الإعلان عن مرحلة يمنية جديدة من الردع العسكري، ودخول الحقول النفطية السعودية قائمة الاستهداف، والكشف عن صواريخَ تدميرية بعيدة المدى.
تحالف مشبوه
التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي انتقل من السرية إلى العلن، بل أصبح اليوم غزلاً علنياً وصل إلى حد التبجح.
فوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد وجد ان إصلاح الإسلام يكون بالتطبيع مع الاحتلال وذلك بعد إعادة نشر مقال بعنوان “إصلاح الإسلام تحالف عربي – إسرائيلي يتشكل في الشرق الأوسط”.
المقال قال: ان الحاجة للوقوف بحزم ضد ايران أصبحت توحِّد الكيان الإسرائيلي والدول العربية.
ترحيب نتنياهو
مبادرة بن زايد لاقت ترحيباً من بنيامين نتنياهو الذي أعاد نشر تغريدته مرحباً بالتقارب الإسرائيلي العربي.
المطبّع السعودي محمد سعود رد على بن زاید زاعماً ان السعوديين يريدون السلام مع الإسرائيليين.
ورداً على نتنياهو اعتبر سعود انه من العظيم رؤية بوادر سلام مع الكيان الإسرائيلي.
رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور دعا للتطبيع مع الاحتلال، معتبراً ان المقاومة الفلسطينية إرهابية.
التطورات هذه تزامنت مع توجه وفد إسرائيلي للإمارات للمشاركة في مؤتمر دولي حول الفساد.
وشهدت مواقع التواصل تعليقات كثيرة للناشطين رفضاً لمحاولات التطبيع مع الاحتلال.
“منال الحيدري” غردت في هذا السياق: “مسألة التطبيع وفتح العلاقات مع “إسرائيل” ماهي إلا إسقاط الأقنعة عن القادة الحقيقيين للعدوان على اليمن ودخولهم المواجهات واما العلاقات بينهم فهي مفتوحة منذ عدة سنوات ويبدو أننا سنكون في مواجهات مع إسرائيل العدو الحقيقي لليمن بدلاً على أدواتهم”.
“ماهر اليوسفي” غرد أيضا:”لا توجد لدى صهاينة التطبيع العرب، أية غيرة على القدس وفلسطين وما تتعرض له من تهويد استيطاني، بل راح يعلن وزير خارجية الإمارات عن تحالف خفي أصبح معلناً مع إسرائيل، بتأكيد نتنياهو، يضم الإمارات والسيسي وابن سلمان. . طعنة وخيانة لفلسطين وحقوق الفلسطينيين.. القدس عاصمة فلسطين كل فلسطين”.
اما حساب “المراقب” فكتب مغرداً:” ما ما يحدث من دعاة التطبيع وتبريره وتشويه صورة الفلسطينيين واتهامهم ببيع أرضهم الآن مع “إسرائيل” فهو أيضا بأوامر عليا من ساداتهم لتمهيد وتهيئة الشعب لقبول تطبيع ساداتهم مع “إسرائيل”. وسترى انها مسألة وقت فقط لا غير”.
عدوان سافر
أدان “المجلس الوطني الفلسطيني”، اتفاق تطبيع الإمارات مع إسرائيل، واعتبره “عدوانا سافرا” على الشعب الفلسطيني وقضيته.
جاء ذلك في بيان أصدره المجلس، عبر مكتبه الذي يتخذ من العاصمة الأردنية مقراً له.
وشدد المجلس الوطني الفلسطيني على أن “القضية الفلسطينية لا تخضع لمبدأ المقايضات والصفقات والادعاءات الكاذبة، ولا الاستخدامات المشينة التي عكسها اتفاق الإمارات مع دولة الاحتلال برعاية أمريكية”.
وأضاف: “الإعلان الثلاثي الإسرائيلي الإماراتي الأمريكي يعتبر عدوانا سافرا على حقوق شعبنا وقضيته المقدسة، وعلى حقوق الأمتين العربية والإسلامية في فلسطين، والمسجد الأقصى المبارك”.
وتابع: “من يريد دعم شعبنا لا يوقع اتفاقات مع عدوه تطعنه في ظهره وتضعف موقفه”.
وكان قد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفا إياه بـ “التاريخي”.
وبرر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، قرار بلاده التطبيع مع إسرائيل بأنه جاء لـ”الحفاظ على فرص حل الدولتين”، عبر “تجميد” إسرائيل مخطط ضم أراض فلسطينية بالضفة.
فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن خطته لتطبيق الضم “لم تتغير” رغم التوصل إلى اتفاق التطبيع مع أبو ظبي.