وسط توقعات باستمرار هطول الأمطار والاضطرابات المناخية
الانهيارات الصخرية ومياه السيول تهدم وتجرف منازل وممتلكات المواطنين وتقطع الطرقات في معظم المحافظات
سدود تنهار وأخرى على وشك الانهيار .. ومواطنون يطلقون نداءات استغاثة
السيول تغرق عشرات السيارات وتجرف مئات المواشي.. وسهل تهامة هو الأكثر تصرراً
الثورة /
شهدت عدد من المحافظات اليمنية هطول أمطار غزيرة وسيولاً جارفة ألحقت أضراراً مادية كبيرة في منازل وممتلكات المواطنين ومزارعهم، وتسببت السيول المتدفقة بحدوث انهيارات صخرية وانفجار سدود مائية نتج عنها وفاة عدد من المواطنين بمناطق مختلفة.
ويتواصل هطول الأمطار الغزيرة للأسبوع الثالث على التوالي في معظم المحافظات اليمنية أبرزها العاصمة صنعاء، ومارب والحديدة وعمران، وإب ، وشبوة وسط توقعات باستمرار هطول الأمطار وتدفق السيول خلال الأيام القادمة.
حيث أكد المركز الوطني للأرصاد الجوية اليمنية استمرار حالة عدم الاستقرار في الأجواء على أجزاء واسعة من البلاد، يرافقها هطول أمطار متفاوتة الشدة .. متوقعا هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة مصحوبة بالعواصف الرعدية والرياح شديدة السرعة على أجزاء واسعة من المرتفعات من صعدة شمالاً إلى تعز و لحج جنوباً، خاصة على محافظات (المحويت، حجة، صعدة، عمران) وعلى الهضاب الداخلية والمناطق الصحراوية لمحافظات (المهرة، حضرموت، شبوة، أبين، مارب والجوف).
وأوضح تأثر المناطق الساحلية الغربية وأجزاء متفرقة من السواحل الجنوبية و الشرقية والمناطق المحاذية لها بهطول أمطار مصحوبة بالعواصف الرعدية.
وحذر المركز المواطنين في المناطق المتوقع هطول الأمطار عليها، خاصة سائقي المركبات بعدم التواجد في بطون الأودية ومجاري السيول، ناصحا بأخذ الاحتياطات اللازمة من الانهيارات الصخرية والطينية والانخفاض الملحوظ في مدى الرؤية الأفقية، خاصة في الطرقات والمنعطفات الجبلية أثناء وبعد هطول الأمطار، مطالبا بالاحتماء من العواصف الرعدية وعدم استخدام الأجهزة الكهربائية وأجهزة الاتصالات أثناء نشاط العواصف الرعدية.
وأفاد بأن محطات الرصد سجلت كميات الأمطار التي هطلت خلال الساعات الماضية في صنعاء 6.5 ملم وصعدة 5.2 وصرفيت بالمهرة 5.8 ملم، وريمة 4.2 ملم وإب 4.1 ملم، كما هطلت أمطار رعدية خارج نطاق محطات الرصد الجوية في عدد من المحافظات.
انهيار سور صنعاء
وبحسب إحصائيات غير رسمية فقد توفي وأصيب يوم أمس الأول 25 شخصاً منهم 18 وفاة، بينهم أطفال نتيجة السيول بمحافظتي مارب وإب وحدهما.
وفي العاصمة صنعاء تسببت سيول الأمطار، بسقوط أجزاء من أحد أسوار صنعاء القديمة، وانهيار منزل أحد المواطنين قرب السور .
وبحسب مصادر محلية فإن ما يقارب 15 مترا تقريبا من السور الجنوبي تعرض للسقوط، وأدى إلى انهيار منزل أحد المواطنين القريبة من السور وتعرضه لأضرار مادية كبيرة”.
تهدم عدد من المباني في مديرية معين
كما تهدمت عدد من المباني القديمة في مديرية معين بأمانة العاصمة أمس، بسبب الأمطار المتساقطة منذ أيام.
وأوضح مدير مديرية معين عبدالملك الرضي لـ(سبأ) أن اثنين من المباني تهدما بشكل كلي، في حين تعرضت أخرى للهدم بشكل جزئي بقريتي مذبح وعصر القديمتين.
وأشار إلى أنه تم تكليف فريق من المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية وإدارة المشاريع وعمليات الطوارئ والأزمات بالمديرية ، لحصر الأضرار وتقدير ما يلزم تجاهها من مساعدات .
وكان مدير المديرية ومعه ممثل المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية بالمديرية عبدالله عباس ومسؤول عمليات الطوارئ والأزمات خالد النفيش، قد اطلعوا على حجم الأضرار بالقريتين ،ودعوا إلى تضافر الجهود الرسمية والمجتمعية لتخفيف حدة الأضرار وتفعيل دور اللجان المجتمعية لمد يد العون ومساعدة المتضررين.
فيضان سد مارب
وفي مارب أعلن مكتب وزارة الصحة العامة والسكان التابع لحكومة المرتزقة “وفاة 17 شخصا، بينهم 8 أطفال، وإصابة أربعة أشخاص آخرين نتيجة استمرار هطول الأمطار الغزيرة وتدفق السيول على المحافظة يوم أمس الأول.
وغمرت السيول المتدفقة بسبب فيضان سد مارب، منازل المواطنين وواصلت تدفقها نحو المزارع بمنطقة النقيعا بمديرية الودي حيث طمرت الآبار بالإضافة إلى مزارع البرتقال في المنطقة.
وقال سكان محليون إن بحيرة السد فاضت للمرة الأولى منذ إعادة إنشائه قبل أكثر من ثلاثة عقود، حيث غمرتها مياه الأمطار التي هطلت خلال الأيام الماضية حيث تجاوز منسوب المياه حاجز 550 مليون متر مربع وأدى إلى تضرر أكثر من 1300 أسرة نازحة.
انهيارات صخرية وسدود
وفي عمران تسببت السيول والأمطار الغزيرة بانهيار “سد الرونة” بمنطقة حبابة الواقعة بمديرية ثلا، وتدفقت السيول باتجاه مدينة عمران ومدينة شبام التاريخية في المحويت.
كما تسببت السيول المتدفقة من انفجار “سد الرونة” بقطع طريق المحويت- صنعاء وغمرت مزارع المواطنين بمنطقة حبابة وادت إلى تهدم أربعة منازل وإجلاء 30 أسرة.
وأدت الانهيارات الصخرية الناتجة عن تساقط الأمطار بمحافظة إب إلى وفاة شخص وإصابة ثلاثة آخرين إثر انهيار صخور كبيرة على إحدى السيارات أثناء مرورها في منطقة الأحواد مديرية السدة كما تسببت بقطع طرق رئيسية من بينها طريق السدة – كتاب بالإضافة إلى الطريق الدائري الرابط بين منطقة السحول ومدينة إب.
تهامة منطقة منكوبة
وشهدت مناطق تهامة هطول أمطار غزيرة وسيولاً في معظم مديرياتها ما تسبب بفيضانات وخسائر مادية وجرف الكثير من العشش التي يسكنها الناس خلافاً عن جرف وتضرر الكثير من الأراضي الزراعية .
وأفاد سكان في مناطق متفرقة من تهامة، بأن الأمطار والسيول تسببت بغرق عشرات السيارات وقطع الطرقات الرئيسية التي تصل بعض المديريات كما تسببت بغرق محلات تجارية بعد أن غمرتها وأتلفت بضائعها.
وأكدت مصادر محلية في مديرية المراوعة ،أن السيول جرفت عدداً من مساكن المدنيين بالمراوعة مع ما بداخلها من الأثاث ومتطلبات العيش واحتياجات تلك الأسر مثل الملابس والغذاء وأدوات الطبخ، كما نفقت مئات المواشي جراء السيول التي شهدتها المديرية ولم يستطع الناس إنقاذها نتيجة لارتفاع مستوى المياه الذي وصل إلى أكثر من نصف متر.
ووفقاً للمصادر فقد اغرقت مياه الأمطار المحلات وسيارات المواطنين، وتضررت أراضي زراعية وانقطعت الطرق كما سجلت وفيات بسبب ضربات الصواعق الرعدية، وجرفت سيول الأمطار خيام النازحين بمنطقة حيس وتسببت بأضرار كبيرة في ممتلكات المواطنين ومساكن النازحين في أطراف المدنية.
وتسببت السيول المتدفقة على خيام ومساكن النازحين المبنية من القش بإتلاف ممتلكات المواطنين من محتويات غذائية وأثاث.
شبوة تستغيث
أطلق أهالي مدينة حوطة الفقيه علي ميفعة شبوة استغاثة لاتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون وصول السيول الجارفة لبيوت المواطنين التي اصبحت مهدده بكارثة حقيقية.
وأفاد سكان محليون بأن بيوت المدينة القريبة من الوادي أصبحت في مرمى السيول الجارفة التي لم تعرفها المدينة والمنطقة من قبل.
الجدير ذكره أن المناخ والمتغيرات المناخية قد يذكر أن بيوت المديرية تشيَّد بمادة الطين التي أصبحت مهددة من الأمطار المحملة بالرياح التي جرفت الأطيان الزراعية كون مديرية ميفعة تقع على ضفاف الأودية.
كما تواجه منطقة خورة بشبوة كارثة حقيقية بسبب السيول والأمطار المتواصلة التي جرفت بعض المساكن والأراضي الزراعية، وأصبح مصدر رزق العديد من أبناء المنطقة مهدداً بالانجراف”.
وقال السكان “إن السيول أصبحت تهدد مقبرة ومدرستين وحيدتين في منطقة “ثعيلبان”، وجرف الأرضي الزراعية ومضخات الماء وبقية أملاك المواطنين في خطر بمنطقة “مفالح لسفل”، وفي منطقة “عليقمان” جرف الساقية.
وأكدوا ” أن كلاً من مناطق، “هجر آل لزنم”، و “ساقية الكوم”، و”زهوان” أصبحت بيوتها على بعد أمتار من الوادي وقد تجرفها السيول إن لم تكن هناك دفاعات مستعجلة، بعد جرف العديد من المناطق والسواقي.
وقالت مصادر محلية إن تحذيرات أطلقها مواطنون خلال الساعات الماضية من فيضانات وسيول في وادي عمقين بمحافظة شبوة، ومحذرين من النزول للأودية، في “الروضة” و”الحوطة” و”عزان” وصولا إلى منطقة بئر علي”.
تفقد الأضرار
إلى ذلك اطلع محافظ صنعاء عبدالباسط الهادي –أمس- على أضرار السيول في مديرية الحصن.
حيث اطلع -ومعه وكيلا المحافظة علي الصوفي وحسين الجراشي ومستشار المحافظ عبدالله المرتضى- على أضرار سيول الأمطار في وديان “الكبس وسلالة وذي يدوم والعين بالإضافة إلى سد الملاح”.
واستمع من المواطنين إلى شرح حول ما خلفته السيول من أضرار لحقت بالمقابر وأراضي الوقف والأراضي الزراعية والمنازل والممتلكات الخاصة.
وأشار المحافظ الهادي إلى أن الزيارة تهدف إلى الاطلاع على الأضرار في عزل المديرية لوضع المعالجات اللازمة لتخفيف معاناة المواطنين.
وأكد أنه سيتم وضع الحلول المناسبة للسدود المتضررة بالتنسيق مع الجهات المختصة والمنظمات ومساعدة المزارعين على إعادة مزارعهم.
وشدد على ضرورة تضافر الجهود لتحقيق خطوات ملموسة وتلافي الأضرار في الوديان.. لافتا إلى أنه سيتم تشكيل لجان لحصر الأضرار.
كما أكد محافظ صنعاء الحرص على توفير احتياجات المرافق الحكومية لضمان توفير الخدمات لأبناء المديرية.
فيما أشار مدير المديرية عبدالله الكبسي، إلى أهمية دعم قيادة المحافظة المزارعين لإعادة إصلاح أراضيهم الزراعية وإعادة فتح الطرق المقطوعة.
كما تفقد وكيل محافظة عمران حسن الأشقص -أمس- الأضرار التي لحقت الأراضي الزراعية والمنازل التي جرفتها السيول في مدينة حبابة مديرية ثلا جراء انفجار سد الرونة .
واطلع الوكيل الأشقص، ومعه مدير عام مكتب الزراعة والري المهندس حمير الجبلي ومدير فرع الهيئة العامة للزكاة في المحافظة محمد الشهراني وأمين عام المجلس المحلي في المديرية عادل النجار.. اطلعوا على حجم الأضرار في منازل المواطنين التي تهدمت وتضررت بسبب الأمطار الغزيرة، والتي وصلت إلى أكثر من 30 منزلاً تضررت بشكل كامل وجزئي .
كما تفقدوا الأضرار في الأراضي الزراعية التي جرفتها السيول والتي بلغت أكثر من 18 كيلو متراً .
واستمعوا من المعنيين وأبناء المناطق المتضررة إلى شرح عن الأضرار التي سببتها الأمطار في المنازل والأراضي والممتلكات الزراعية والحواجز وخزانات المياه والطرق بالإضافة إلى الانهيارات الصخرية وتضرر قنوات تصريف المياه والجدران الساندة.
وأشار وكيل المحافظة إل? حرص واهتمام قيادة المحافظة بمعالجة تداعيات أضرار السيول وحصر خسائر المواطنين والرفع بها إلى الجهات المعنية لعمل المعالجات اللازمة .
وأكد أن قيادة السلطة المحلية وجهت المعنيين في المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية والهلال الأحمر والزراعة والأشغال لتقديم خدمات إغاثية وإيوائية لأبناء المناطق المتضررة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وكان فرع الهيئة العامة للزكاة قدم مساعدات مالية للأسر المتضررة من سيول الأمطار.
وكما وزع في مديرية عمران –أمس- مساعدات مالية للمتضررين من السيول في المدينة القديمة.
وأوضح مدير فرع الهيئة بالمديرية حسين الحدي أن المساعدات المالية استهدفت خمسين أسرة من أحفاد بلال والمواطنين المتضررين من السيول في المدينة القديمة .
ولفت إلى أنه تم تكليف فريق من الفرع لتقييم حجم الأضرار والاحتياجات والتدخلات التي يمكن تقديمها لإغاثة المتضررين والمساهمة في إعادة بناء منازلهم.
مياه البيضاء
وحذرت قيادة المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في محافظة البيضاء من فتح بعض العابثين أغطية الصرف الصحي ما يتسبب في ارتداد المياه إلى المنازل والبدرومات بغرض تصريف مياه الأمطار والسيول.
وأوضح مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي في محافظة البيضاء المهندس سعيد أحمد نشوان أن ظاهرة فتح تلك الأغطية خطيرة وتؤدي إلى دخول الأحجار والأتربة والمخلفات إلى الشبكة ما يتسبب في انسدادها وطفح المجاري واختلاطها بمياه الأمطار في مدينتي رداع والبيضاء.
داعياً قيادة مكتب الزراعة والري في محافظة البيضاء إلى ضرورة فتح قنوات السدود وتصريف المياه ووضع الحلول والتدابير اللازمة لتفادي أي إشكاليات عند هطول الأمطار وتدفق السيول.. مشدداً على ضرورة الحد من البناء العشوائي في المدن الثانوية الرئيسية المحافظة حفاظاً على أرواح المواطنين.
وتشهد محافظة البيضاء منذ عدة أيام أمطاراً غزيرة أدت إلى تدفق السيول في الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية إلى قرى وعزل مديريات محافظة البيضاء.
وقال: ندعو المواطنين إلى إبلاغ قيادة المؤسسة عن أي غرفة تفتيش مفتوحة على رقم إدارة الشكاوى وخدمة الجمهور