قحيم: جار العمل في تنفيذ مشروع قناة تصريف مياه الأمطار بمدينة الحديدة بتكلفة 248 مليون ريال
شوارع الحديدة تفتقر لشبكات التصريف
تدفقت سيول الأمطار الغزيرة التي هطلت في أوقات متفاوتة خلال اليومين الماضيين على أنحاء واسعة من قرى ومناطق مديريات مركز محافظة الحديدة، واجتاحت السيول أحياء عديدة بمديرية الحوك وفاقت كميات المياه بالشحارية وسوق الهنود وغليل والشحارية والصديقية وشارع جمال والقصر مستوى التصريف، حيث تفتقر قرى ومناطق عديدة في مديريات “الحالي والحوك والميناء “إلى شبكات لتصريف مياه الأمطار، مما يساعد على تشكل تجمعات كبيرة للمياه وسيول الأمطار الجارفة.
ويرى مواطنون أن انعدام شبكات تصريف المياه لها مخاطر عدة تؤثر على الأبنية والمنازل، نتيجة تجمع المياه على شكل برك ومستنقعات، ما يعرقل سير الحياة اليومية، ويعرِّض المواطنين للإصابة بالأمراض.الثورة/ أحمد كنفاني
ويشير نايف معتز الصادق إلى أن معظم الأحياء في الشحارية وسوق الهنود والحوك السفلى أغلب منازلها مبنية من الحجارة والطين والتي تكون عرضة للانهيار خصوصا إذا ما تجمعت المياه على شكل برك عميقة بالقرب منها ما يهدد بتسرب المياه إليها، والتسبب في هدمها.
ولفت نايف إلى أن شوارع مدينة الحديدة تتحول عند تساقط الأمطار إلى بحيرة من المستنقعات المائية، جراء تجمع المياه من مناطق مرتفعة إلى المناطق المنخفضة في وسط المدينة، بسبب عدم توفر شبكات لتصريف مياه الأمطار.
“انعدام شبكة الصرف الصحي”
وأكد المواطن محمد عبدالله النعمي أن انعدام شبكة تصريف مياه الأمطار، يتسبب في عرقلة حركة المرور، حيث تسهم المياه الجارية المختلطة بمياه المجاري في تجمع كتل من الطين والحصا في الشوارع الأمر الذي يعيق الحركة المرورية .
وأشار النعمي إلى أن القيادات السابقة واللاحقة للسلطة المحلية بالمحافظة لم تفكر في إنشاء شبكات لتصريف مياه الأمطار، لافتا إلى أن مياه الأمطار الغزيرة تتجه في كثير من الأحيان إلى شبكة الصرف الصحي والمناهل الضيقة، بما يجعلها تفيض إلى شوارع الطرق وتسبب انبعاث روائح كريهة، فضلاً عن التلوث الناجم عنها.
ودعا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة بالقائم بأعمال المحافظ محمد عياش قحيم لإيجاد شبكة لتصريف مياه الأمطار لدرء خطر تشكل السيول وسط شوارع المدينة التي تنحدر إليها مياه الأمطار من المرتفعات المحيطة بها، والتي تتجمع على شكل سيول عارمة تتسبب بحدوث أضرار بممتلكات المواطنين وتحيل الشوارع إلى برك مائية كبيرة وتجمعات للطين والحصا والحجارة.
” مجمع نفايات”
وقال المواطن مجدي محمد حواته إن الشوارع في الحديدة تتحول إلى مجمع للنفايات التي تجرها السيول المنحدرة إلى وسط المدينة، لتشكل عوائق مرورية فيها.
وأكد حواته أهمية أن تقوم السلطة المحلية بإنشاء شبكة لتصريف مياه الأمطار التي تتسبب في تحول الشوارع إلى سيول جارفة عند هطول الأمطار، وتجمعات للقمامة.
“قطع الطرق وإعاقة الحركة”
وأشار المواطن محمود حسن كدش إلى أن السيول الجارفة نجم عنها قطع عدة طرق رئيسية وفرعية وتسببت في تعطيل حركة مرور المواطنين وانقطاع التيار الكهربائي وانسداد العديد من مجاري الصرف الصحي.
“اختلاط المجاري”
من جانبه أكد المواطن محمد يحيى كداف أن السيول التي تدفقت أمس نتيجة هطول الأمطار بغزارة لم تغط المجاري وحدها بل امتدت إلى غمر مساكن المواطنين في أحياء واسعة من الحوك وحي الهنود والمشرع وبدا واضحا من خلال الأمطار التي هطلت أمس عجز السلطة المحلية عن الاستعداد الكافي لاستقبال موسم الصيف وما يرافقه من أمطار ، فالأمطار التي هطلت على مدى ثلاث ساعات أدت إلى إغراق كامل لأحياء كبيرة.
“المعاناة متكررة”
وأكد مواطنون من عدة مناطق ارتفاع مستوى السيول أكثر من يوم الجمعة الماضي وأبدوا تخوفهم من خطورة استمرار تدفق السيول القوية في الارتفاع، واصفين ذلك بالمعاناة التي تتكرر سنويا دون حل.
“شفط مياه الأمطار”
وأكد العديد من الشخصيات الاجتماعية بمحافظة الحديدة أهمية إيجاد شبكات لتصريف مياه الأمطار في مناطق المديريات الثلاث التي تتجمع فيها مياه السيول.
ولفتوا إلى أهمية أن تسعى السلطة المحلية ومكتب الأشغال مستقبلا إلى وضع الدراسات والخطط الضرورية لإنشاء شبكات لتصريف مياه الأمطار، مشيدين بالجهود الكبيرة التي يبذلها القائم بأعمال المحافظ والمكتب الإشرافي الذي يقوم بتوجيه المسؤولين والكوادر العاملة في مكتب الأشغال والمياه، بسرعة التعامل مع مياه الإطار المتكدسة في شوارع المحافظة الفرعية والرئيسية وتسخير الآليات والمعدات اللازمة لشفط مياه الأمطار والتخلص مما تتسبب به والتي تتجمع على شكل مستنقعات مائية في المناطق المنخفضة والشوارع، والعمل على تصريفها أمام المواطنين والحركة المرورية والتخلص من آثارها السلبية العديدة.
“جهود الفرق الفنية”
فيما أوضح مكتب الأشغال أن المكتب بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة بالمحافظة عمل خلال موجة الأمطار التي هطلت أول أيام عيد الأضحى على شفط وتصريف تجمعات المياه الكبيرة التي تشكلت وسط مدينة الحديدة وبعض المناطق التابعة لها كما في جولة الساعة، وذلك من خلال فرق فنية مزودة بالآليات، وتمكنت من التخلص منها وتصريفها وإزالة كافة العوالق من قمامة ومخلفات.
“مشاريع تصريف مياه الأمطار”
بدوره أوضح القائم بأعمال محافظ الحديدة أنه يجري العمل حاليا بوتيرة عالية في مشروع قناة تصريف مياه الأمطار بمدينة الحديدة “جولة الساعة -خط الكورنيش”، والذي يأتي ضمن خطط وبرامج الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ويبلغ طوله ألفين و800 متر بتكلفة 248 مليون ريال بتمويل المجلس المحلي بالمحافظة.
وأشار محمد عياش قحيم إلى أن مشروع القناة الذي ينفذ بشكل مزدوج في مرحلته الأولى لضمان تصريف المياه بشكل سريع يتضمن إقامة جدران ساندة وغطاء خرساني متحرك، تتخلله فتحات لتصريف مياه الأمطار وذلك للحفاظ عليها من المخلفات الصلبة.
لافتا إلى أن القناة تمر بعدد من الشوارع والأحياء ما سيسهم بدور كبير في تحسين الوضع البيئي والصحي لمدينة الحديدة، كما ستوفر ملايين الريالات التي تذهب كل عام لصيانة الشوارع نتيجة تراكم مياه الأمطار فيها وما تسببه من تهالك للاسفلت في شوارع المدينة.
ونوه القائم بأعمال المحافظ بأن ما تشهده مدينة الحديدة من نهضة يأتي ضمن تنفيذ المرحلة الأولى من الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ومشروع الرئيس الشهيد صالح الصماد ” يد تبني ..ويد تحمي”.
وأكد أن المشاريع التي تنفذ تهدف إلى تحسين وتطوير البنية التحتية التي عمل العدوان على تدميرها وتعطيلها على مدى ست سنوات، وذلك للتخفيف من معاناة المواطنين.
وجدد التأكيد أن المحافظة ستشهد خلال المرحلة المقبلة افتتاح وتدشين العمل في عدد من المشاريع الحيوية.
“خطوة مهمة “
واعتبر مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بالمحافظة عبدالرحمن علي إسحاق مشروع قناة تصريف مياه الأمطار “جولة الساعة -خط الكورنيش” خطوة مهمة لمعالجة مشكلة تجمع مياه الأمطار في عدد من أحياء المدينة والتي كانت تشكل عبئاً على المؤسسة أثناء عملية التصريف التقليدية.
ولفت اسحاق إلى أن هذا المشروع سيخفف كثيرا من النفقات التشغيلية المخصصة لتصريف تجمعات المياه التي كانت تشكل بؤرا لتكاثر البعوض ومصدرا لنشر الأوبئة في المدينة.
حملة لتنظيف مناهل الصرف الصحي
على صعيد متصل باشرت المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وصندوق النظافة والتحسين بمحافظة الحديدة أمس أعمال شفط مياه الأمطار التي هطلت أمس الأول بغزارة في عدد من مناطق مديريات مركز المحافظة وذلك عبر فرق الطوارئ التي تم تشكيلها من قيادتي المؤسسة والصندوق بتوجيهات من قبل القائم بأعمال محافظ المحافظة محمد عياش قحيم.
وأوضح مدير عام المؤسسة المحلية للمياه عبدالرحمن علي اسحاق انه تم تسخير 6 آليات شفط و5 معدات مضخات شفط متنقلة مع فريق طوارئ مكون من 80 عاملا موزعين ما بين عمال شفط لمياه الأمطار المتجمعة في المناطق والشوارع الرئيسية والفرعية المتضررة وعمال تنظيف مناهل شبكة الصرف الصحي من المخلفات وضمان عدم انسدادها واستيعاب أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار المتدفقة.
مؤكدا أن كافة المناطق التي شهدت تجمعا كبيرا لمياه الأمطار هناك فرق عمل تباشر عمليات شفط المياه فيها.
وقال إسحاق: هناك متابعة حثيثة من قبل قيادة السلطة المحلية بالمحافظة للعمل على فتح كافة الطرق والشوارع وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي شهدت تساقطا للأمطار بغزارة بمديريات مركز المحافظة.
فيما أضاف المدير التنفيذي لصندوق النظافة والتحسين الدكتور ماجد الإدريسي أن الصندوق سخر كافة إمكانياته من العمالة والمعدات والآليات إلى جانب الاستعانة بأكثر من 200 عامل بالأجر اليومي لفتح الانسدادات ورفع القمامة والأتربة والمخلفات الصلبة والأحجار التي جرفتها سيول الأمطار من أغطية مناهل الصرف الصحي.
وأكد الإدريسي أن أكثر المناطق التي شهدت تجمعات لمياه الأمطار بمديريات مركز المحافظة هي جولة الساعة ومجمع الساحل الغربي الطبي وأجزاء من الحوك وغليل وصدام شارع الأربعين وجميعها بحاجة ماسة للتدخل.
مشيرا إلى أن فرق النظافة تعمل على مدار الساعة حتى فتح كافة الطرق الرئيسية والفرعية وعودة حركة السير إلى طبيعتها.
من جهته أفاد مدير عام مكتب الأشغال العامة والطرق المهندس صالح حميد شرف بأن الفروع التابعة للمكتب بمديريات “الحالي والحوك والميناء” باشرت النزول الميداني وتقييم الأضرار التي لحقت بالشوارع الرئيسية والفرعية جراء الأمطار والرفع بتقرير إزاءها إلى المؤسسة العامة للطرق والجسور للعمل على صيانة وتأهيل المتضرر منها.
لافتا إلى أنه لم يلحق بشبكة الطرق بالمدينة أي أضرار كبيرة.