> أبرز التحديات التي تواجه المرأة في الحديدة هي الأمية وشحة الدعم لتمكينها اقتصادياٍ
تمثل المرأة في محافظة الحديدة نسبة تقارب49% من إجمالي السكان الذي يبلغ عددهم مليونين ونصف هذا الرقم يضع المجتمع أمام سؤال محوري حول إسهام المرأة في هذه المحافظة في مسارات العمل الاجتماعي والتنموي مديرة عام المرأة ومنسق برنامج دعم الحوار الوطني والأمين العام للمؤتمر المحلي بمحافظة الحديدة الأستاذة هالة يوسف الشحــاري -رغم انشغالها- تحدثت لصحيفة الثورة حول المرأة الواقع والتحديات والتطلعات من مؤتمر الحوار الوطني المعني بإعادة صياغة العقد الاجتماعي اليمني.. مؤكدة في هذا اللقاء الصحفي أن المرأة شريك أساسي وعنصر هام في تحقيق التنمية الشاملة متطرقة لمجمل القضايا ذات الصلة بالصعوبات والتحديات التي تواجه المرأة في اليمن بشكل عام ومحافظة الحديدة بشكل خاص……….. إلى نص الحوار
> بداية هل يمكن الحديث عن رؤية تقييمية حول مساهمة المرأة في التنمية بمحافظة الحديدة.. ¿
– المرأة شريك أساسي وعنصر هام وفعال لا غنى عنه لتحقيق عملية التنمية الشاملة والمستدامة. فالتنمية دون مشاركة المرأة تعتبر تنمية ناقصة, لأن نصف طاقات المجتمع تكون معطلة وتمثل النساء.. وفي محافظة الحديدة للعلم تتميز بخصوصية ديمغرافية بالنسبة للنساء إذ إن حوالي (%48.5) تقريبا من إجمالي السكان البالغ عددهم (2,531,696) نسمة من النساء حسب آخر تعداد سكاني, ومن هنا تبرز أهمية إشراكها في كافة جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والذي أصبح يشكل مطلبا ملحا لتحقيق التطور في كافة نواحي المجتمع.. وهذه الخصوصية هي أبرز الجوانب التقييمية لحضور المرأة وإسهامها التنموي في المحافظة سواءٍ كربة أسرة أو عاملة أو موظفة فهي ركيزة محورية في التنمية رغم كل الظروف والمشاكل التي تعانيها..
مساعُ وتحديات
¶ ما هي مساعيكم في الإدارة للنهوض بواقع المرأة خصوصاٍ في الجانب الوظيفي وتقليص الفجوة النوعية..¿
– نحن نسعى كإدارة عامة لتنمية المرأة بالمحافظة لتطوير أساليب العمل الخدمي والإنتاجي وتشجيع المبادرات الجيدة التي من شأنها النهوض بأوضاع المرأة في محافظة الحديدة وبحدود الإمكانيات المتاحة لنا من خلال ما نقدمه للمرأة أولا في مجال تقليص الفجوة النوعية والوظيفية للارتقاء بوضع المرأة الوظيفي بالمديريات فقد أعدت الإدارة العامة لتنمية المرأة مشروع بناء مؤسسيا لفروع الإدارة العامة لتنمية المرأة في (13) مديرية وبدأنا المرحلة الأولى للإدارة العامة لتنمية المرأة بديوان عام محافظة الحديدة.. ويهدف المشروع إلى تعزيز مشاركه المرأة في المديريات وإيصالهن لمراكز صنع القرار وتمثيل المرأة في هياكل السلطة المحلية وإعطاء فرصه حقيقية لوصول المرأة إلى مراكز قياديه. وأيضاٍ سعينا إلى تنفيذ مشروع صالة للتدريب لإقامة معرض للأشغال اليدوية والحرفية (تسويق منتجات النساء في الجمعيات) كوحدة تابعة للإدارة العامة لتنميه المرأة بالمحافظة. وفي مجال التمكين الاقتصادي للمرأة والذي يعتبر من أهم دعائم تطورها ونموها لما له من أثر على استقرارها المادي واستقلالها الاقتصادي قامت الإدارة العامة لتنميه المرأة بالمحافظة بإعداد مشروع لتمكين المرأة اقتصادياٍ من خلال تنفيذ استراتيجية النهوض بالمرأة بمحافظه الحديدة التي تشمل عدة مشاريع تطويرية حرفية وتقنية مواكبة منها مشروع “التصوير الفوتوغرافي” وهو عبارة عن سلسلة من الدورات التدريبية لتدريب الباحثات عن العمل على مبادئ أسس التصوير الفوتوغرافي والرقمي وتصوير الفيديو والتعرف على أنواع الكاميرات المختلفة التقنيات الاحترافية في التصوير والتحميض ولما من شأنه خلق فرص عمل جديدة لهؤلاء النساء ورفع مستواهن المعيشي. ومشاريع أخرى…..
أما التحديات التي تواجه المرأة في محافظة الحديدة فهي تتمثل في ارتفاع نسبة الأمية بين أوساط النساء, وقلة فرص التعليم المتوفرة لهن مما أدى إلى تدني مستوياتهن التعليمية. وقلة الفرص المتوفرة للنساء في التوظيف وفي التدريب, مما أدى إلى ضعف مشاركتهن في النشاط الاقتصادي. وكذا ضعف وصولهن إلى مواقع صنع القرار. كما أن النساء يعانين من ضعف الفرص المتاحة لهن في الحصول على الموارد والسيطرة عليها مقارنة بالرجل, مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفقر بين النساء وبالأخص النساء اللاتي يرأسن أسرهن. ناهيك عن انخفاض الوعي والممارسات الاجتماعية والثقافية الخاطئة ضد المرأة والتي ليس لها علاقة بالشرع والدين.
أهداف الاستراتيجية
¶ عودة إلى الاستراتيجية الخاصة بالنهوض بواقع المرأة .. ما هي الأهداف المحورية لهذه الاستراتيجية وجهود الإدارة الرامية لتنفيذها¿
– تهدف هذه الاستراتيجية لخفض نسبة الباحثات عن العمل وجذب وتمكين المرأة لإدارة الأعمال الخاصة والسعي لزيادة مساهمة المرأة في الاقتصاد الوطني. إلى جانب ما نقدمه من توعية لعدد من القطاعات النسائية أتناء فترة الانتخابات كما قامت الإدارة العامة لتنمية للمرأة بالقيام بتحليل كشوفات المرتبات والأجور لموظفي قطاع التعليم في ثلاث مديريات (مركز المحافظة – التحيتا- زبيد) لمعرفة الفجوة النوعية بين الذكور والإناث ورفع النتائج للقيادة والقيام بمسح وإعداد قاعدة بيانات بمستوى مشاركة المرأة الرسمية في الجهات الحكومية المكاتب التنفيذية والتي بها عدد من النساء بمحافظه الحديدة وتوعيه عدد40 امرأة حول مناهضة ظاهرة العنف ضد المرأة والتي تأتي في مقدمة هذه الظاهرة ثقافة (ختان الإناث) بمديريه بيت الفقيه. وكذلك توعية عدد من القطاعات النسائية بمختلف المديريات حول ضرورة مشاركتهن سياسياٍ في الانتخابات الرئاسية والنيابية 2006م كما نفِذ قطاع المرأة عدداٍ من المشاريع الخيرية المستهدفة لفئات الأسر الفقيرة – توزيع مساعدة رمضانية لعدد (50) أسرة وذلك بالتعاون مع جمعيه أبو موسى الأشعري. توزيع كسوة العيد لعدد من الأسر ترأسهم امرأة تأهيل عدد 50 امرأة في كيفية وإعداد المشاريع الصغيرة وتأهيل عدد 30 موظفة عاملة في ديوان عام المحافظة في أعمال السكرتارية والأرشفة الالكترونية وتكريم 60 من العاملات بالنظافة وذلك باليوم العالمي للمرأة وتكريم 30 من أمهات ذوي الاحتياجات الخاصة المبرزين بالمجتمع وفتح 4 إدارات فرعيه للإدارة العامة لتنميه المرأة في 4 مديريات. وإعداد وتنفيذ مشروع مبسط حول مناصرة المرأة في محافظة الحديدة بعنوان (التوعية القانونية للنساء) إلى جانب إعداد برنامج إذاعي حول الحقوق القانونية للمرأة .
¶ بناء على موجهات هذه الاستراتيجية هلا أعطيتمونا تفاصيل عن قوام النساء المستفيدات في القطاعات الوظيفية والحرفية في المحافظة..¿
– نستطيع القول إن قوام المستفيدات كبير إذا نظرنا إلى الإمكانات المتاحة على الصعيد الاجتماعي والوظيفي والتعليمي فمثلاٍ على صعيد المستفيدات من القروض المقدمة من الصندوق الاجتماعي للتنمية نحو (48007) امرأة فيما وصلت العمالة المؤقتة في برامج مشاريع الصندوق نحو (5811) امرأة.. وبلغ عدد المستفيدات من مشروع الأشغال العامة نحو (66499) ومن صندوق الرعاية الاجتماعية (44469) فيما عدد المستفيدات من برامج الرعاية الاجتماعية التدريبية والتأهيلية نحو (286) أما المستفيدات من قروض وأعمال صندوق تمويل المنشآت والصناعات الصغيرة 13 امرأة والعمالة المضافة 23 امرأة.. فيما استفادت من الأنشطة والدورات التدريبية التي رعاها ونفذها البرنامج الوطني للأسر المنتجة نحو (850) مستفيدة مجالات حرفية مختلفة كالخياطة والتطريز والكوافير والحياكة والأشغال اليدوية والكمبيوتر وغيرها..
تعليم الفتــــاة
¶ على المستوى التعليمي ماذا عن واقع الفتاة في الحديدة¿ وما هي المعوقات والتحديات التي تعانيها المرأة …¿
– تعليم الفتاة هو حجر الزاوية في إدماج المرأة في التنمية لما يسهم في نهضة المجتمع ورغم إدراك الجميع لهذا المعطى النهضوي لأي مجتمع إلى أن واقع التعليم بالحديدة خصوصاٍ في المديريات والقرى الريفية وواقع تعليم الفتاة في اليمن بشكل عام وفي محافظة الحديدة بشكل خاص- مازال بحاجة إلى جهود جبارة ورؤية تكوينية مستنيرة من المجتمع خاصة بالأرياف ولو تلمسنا واقع تعليم الفتاة في الحديدة إحصائياٍ لوجدنا أرقاما مشجعة ولكنها لا تعكس الطموح والمطلوب لنهوض المجتمع خصوصا إذا ما أدركنا أن هذه الأرقام تتغير فجأة بسبب ظاهرة التسرب من التعليم والتوقف عند مستويات معينة فمثلاٍ تشير الإحصائيات لعام 2010م إلى أن نسبة البنات الملتحقات في التعليم الأساسي %42 من الإجمالي العام للطلبة – ذكورا وإنِاثاٍ- وفي التعليم الثانوي %43 وهذا الإقبال فقط على الصفوف الأولى والثانوية وبمجرد تجاوز الصف السادس تجد أكثر الفتيات انصرفن عن الدراسة في بعض الأسر وكذلك بمجرد تخرج معظم الفتيات من الثانوية يتوقفن عن التعليم لذا تجد الأرقام تتقلص بقفزة كبيرة فنسبة الملتحقات بالتعليم الفني والتدريب المهني لا تتجاوز %6 وهذا عدد ضئيل مقارنة بأهمية هذا التعليم الأكثر ارتباطاٍ بسوق العمل والتعليم الجامعي %24 أما نسبة التحاق البنات بالتعليم ضمن الفئات العمرية المحددة من الإجمالي العام للسكان فهي %53 في التعليم الأساسي و%11 في التعليم الثانوي ومعدل الأمية بين النساء (عشر سنوات فأكثر %58 بينما في الذكور %42 ….)..
¶ على ضوء مجريات الحوار الوطني .. ما هي تطلعات المرأة في محافظة الحديدة من الحوار الوطني¿
– تطلعات المرأة هي جزء من تطلعات المجتمع اليمني من الحوار الوطني الشامل الذي يأتي في مرحلة تاريخية حاسمة تتطلب بناء دولة جديدة وبالتالي لا بد أن تشارك المرأة في وضع أسس هذه الدولة تتضمن المساواة وتأخذ حقها في المشاركة التعليمية وفي مواقع صنع القرار على أن لا تكون مشاركة ديكوريــة وإنما تكون مساهمة فاعلة وهذا يتطلب من المشاركات أن يكن على دراية كافية بكل تخصص ومن كل تخصص لتكون أطروحاتهن من الواقع وفي حدود العقل والمنطق. ونحن بالإدارة العامة لتنمية المرأة قمنا بعمل رؤية وورقة عمل خاصة وبالتنسيق مع برنامج دعم الحوار الوطني وباعتباري منسقة ومسؤولة في الحوار المحلي بمحافظه الحديدة– وأمينا عاما للمؤتمر المحلي فإننا قمنا بعمل ورشة عمل تتضمن كافه قضايا المرأة وتطلعاتها في الحوار الوطني الشامل وذلك من خلال تحليل أدوات المنهجية المتبعة خلصت إلى التوصيات والمقترحات فقد تم إقامة ورشة العمل حول المخرجات النصفية للحوار التي تخص المرأة وتم مناقشتها وعمل إضافات وإيجاد نصوص دستورية وملزمة للحصول على حقوقهن.
¶ ما هي أبرز التوصيات التي خرج بها المؤتمر المحلي لدعم الحوار الوطني خصوصا ما يتعلق بالمرأة.. كونكم أمين عام المؤتمر المحلي¿
– ومن ضمن التوصيات وأهمية التأكيد على ضرورة مجانية التعليم ووضع استراتيجية واضحة للمرأة تضمن تعليمها الأساسي والعالي وإعادة النظر في المنهج والتأهيل والتدريب لرفع مستوى الكادر التعليمي وفتح مراكز محو أمية وإدخال الوسائل الحديثة في التعليم وتوفير البيئة المناسبة للمرأة الريفية والرقابة والمتابعة بصورة مستمرة وأيضا العمل على رفع مستوى المرأة وتمكينها وظيفياٍ وإداريا وسياسياٍ.. وضمان التأمين الصحي الشامل للمرأة منذ ولادتها إدارج حقوق المرأة ومناهضة العنف ضدها ضمن المناهج التعليمية وتفعيل دور المرأة الريفية في المجتمع المدني وإتاحة الفرص لرقابة مجتمعية (شعبية نسوية) وإيجاد كوادر طبية متخصصة للأمومة والطفولة ووضع استراتيجية تشمل جميعا لمناطق الريفية لضمان وصول الخدمة كما تضمنت التوصيات التي خرج بها المؤتمر والتي تتطلع المرأة في الحديدة إلى العمل بها ما يتعلق بتفعيل قانون الزواج فوق سن 18 سنة وتعديل قانون العمل (سن مادة التقاعد والعمل بالنسبة للمرأة إلى25 سنة كون المرأة لها مسؤولية أخرى) إجازة أمومة من سنة إلى ثلاث سنوات بدون راتب “مكافأة” وإعطاء المرأة اليمنية “كوتا” لا تقل عن %30 من القرارات السياسية والحضور في مراكز التمثيل التشريعي والسياسي والأهم من ذلك الارتقاء بوعي المجتمع اليمني في تعامله ونظرته لحضور المرأة وحقها في الأخذ بحقوقها والانتصاف لنفسها في الضبط القضائي.. وتوصيات كثيرة نتطلع أن ترى النور في المستقبل بعد الانتهاء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبدء تنفيذ مخرجاته على أرض الواقع ..