سرقة ذاكرة شعب ووطن

قبل أيام ارتكبت بحق الشعب اليمني أبشع جريمة في العصر الحديث¡ سرقة تاريخ وطن إن لم تكن لأمة بأكملها من المتحف الوطني¡ والذي يعتبر قبلة لمرتاديه للاستمتاع بعبق التاريخ وقرأت ذاكرة شعب ووطن تعود إلى القرنين الأول والثاني الهجري اللذين تركا ثروة نادرة من الرقوق القرآنية المدونة على جلود الغزلان وسيوف ذهبية مذهلة الجمال والعظمة تروي لكل الأجيال المتعاقبة في كل عصر وحقبة من الزمن ذكاء ودهاء وعبقرية اليمنيين في صياغة وصناعة التاريخ .. لكن لصوص التاريخ كانوا أفرادا أو جماعات خططوا ودبروا إلى أن امتدت أياديهم القذرة لهذا الإرث النادر الجاثم بكل سكينة في فترينات زجاجية آمنة بأمن المتحف الشامخ بأصالة الفن المعماري القديم على أحد الشوارع بقلب أمانة العاصمة .
المتحف له إدارة وموظفون متخصصون ومحاط بسور وعليه نوبة قديمة للحراسة تشبه الفنار لمراقبة الداخل والخارج على شمال البوابة الرئيسية والتي لها باب من أقوى الأخشاب القديمة¡ ناهيك عن الباب الداخلي للمبنى ذي الطبقة الخشبية الضخمة ¡ ومجمل كل هذا الحرص من التحصينات والسياج الأمني للأسف الشديد لم يشفع الأمن والأمان لحماية ثروة شعب ووطن من أبالسة لصوص التاريخ الذين يدينون بالولاء والطاعة للشيطان من أجل مصالحهم الذاتية الرخيصة في أسواق تجارة الآثار المسروقة وزبائنها من مزوري التاريخ .. كل مؤشرات السرقة تؤكد دون شك وجود من هيأ وأعد وخطط لها مسبقا ولم تكن بالمصادفة¡ خاصة وأنها حدثت والوطن الغالي ينزف في ظل حوار وطني ينشر غسيل التناقض بين المكونات السياسية فاستغل لصوص التاريخ جراحة وانتهزوها فرصة لسرقة ذخر وطن لا يقدر بثمن لأهميته في توثيق أصالة شعب ووطن له بصمات تاريخية في القرنيين الأول والثاني الهجري بشهادة تلك الرقوق القرآنية والسيوف الذهبية النادرة. لذلك أدعو كل يمني غيور على ذاكرة وطنه التفكير في إعادتها أو استخدام جميع الوسائل والأساليب والطرق المؤدية إلى استعادتها لأنها ملك وطن وأمة بأكملها لا تباع ولا تشترى .. كما أن الدعوة بمثابة صرخة ونداء بحرقة للدولة والحكومة اللتين تقع على عاتقهما المسئولية الأولى حماية مكتسبات الشعب والوطن إلى سرعة توفير الإمكانيات اللازمة لاستخدام المراقبة الالكترونية في المتاحف الوطنية حفاظا على ممتلكاتنا التاريخية من لصوص ماتت ضمائرهم الوطنية وقيمهم الإنسانية والأخلاقية لمحو الهوية التاريخية لشعب ووطن.

قد يعجبك ايضا