محاولات إجرامية يائسة
زيد البعوه
تحاول دول تحالف العدوان بشتى الطرق والوسائل الطغيانية والإجرامية أن تجبر الشعب اليمني الصامد على الركوع والاستسلام والتخلي عن حريته واستقلاله وعزته وكرامته، وهي تسعى إلى ذلك منذ اكثر من خمسة أعوام بالعدوان العسكري والحصار الاقتصادي والحرب النفسية والإعلامية، بل وصل بها الحال إلى ممارسة اعتداءات لا إنسانية من خلال المنظمات بشكل مباشر غالباً وغير مباشر نادراً مثل منع المساعدات أو توفير مساعدات غير صالحة للاستخدام، أضف إلى ذلك الاعتداء المتعمد على الجانب الصحي بهدف صناعة كارثة إنسانية قد تكون الأكبر والأسوأ على مستوى العالم استغلالا لتفشي فيروس كورونا ومن خلال احتجاز السفن النفطية والدوائية كل هذا وأكثر تقوم به دول تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن في ظل صمت دولي وأممي.
إن الأعمال والممارسات الإجرامية اللا إنسانية التي تقوم بها دول تحالف العدوان ضد الشعب اليمني ليست جديدة، بل هي استمرار لمشروع إجرامي بدأ منذ اكثر من خمس سنوات ولا يزال مستمراً، إلا أن الظروف الراهنة التي يمر بها اليمن والعالم نتيجة تفشي فيروس كورونا هي الأسوأ، ورغم ذلك كشفت دول العدوان عن مدى وحشيتها وطغيانها حين استغلت الظروف الصحية وعملت على تضييق الخناق واحتجاز السفن وارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين بالطائرات التي تستهدف المدنيين بالقنابل المحرمة دوليا واستهدافهم حتى في الطرقات كما حصل في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة مؤخراً والغارات المكثفة التي تشنها طائرات العدوان في مختلف المحافظات.
المسلسل الإجرامي العدواني الذي تنتهجه دول تحالف العدوان يكشف الكثير من الحقائق التي في مقدمتها تواطؤ المجتمع الدولي خصوصاً مجلس الأمن والأمم المتحدة الذين أغمضوا أعينهم عما يجري في اليمن من جريمة إبادة جماعية لا إنسانية ترتكبها دول تحالف العدوان بحق شعب يبلغ عدد سكانه عشرات الملايين، أضف إلى ذلك أن الممارسات الإجرامية التي تمارس خلال الظروف الراهنة بحق الشعب اليمني الصامد تؤكد حجم الحقد والطغيان الذي يسيطر على دول العدوان وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والنظامان السعودي والإماراتي تجاه الشعب اليمني الذي رفض أن يستسلم لهم ويفتح لهم المجال للسيطرة عليه ونهب ثرواته وسلبه الحرية والكرامة.
كانت دول تحالف العدوان تطمح في استعمار اليمن ولا تزال لكنها اصطدمت بكفاح وجهاد وتضحيات الشعب اليمني الصامد وعزيمته الفولاذية وإرادته الصلبة التي حالت بين العدوان وبين تحقيق أحلامه بل كسرت شوكته وكبدته خسائر كبيرة لهذا هم اليوم ينتقمون من الشعب اليمني الصامد بطرق وحشية إجرامية خبيثة لا قيم ولا إنسانية ولا أخلاق فيها من خلال ممارسات وأعمال ومواقف فرعونية تهدف إلى صناعة اكبر كارثة إنسانية انتقاماً من صمود هذا الشعب وتنامي وعيه وقدراته العسكرية ومحاولات للحد من إنجازاته وانتصاراته المتتالية.
ويمكننا القول أن دول تحالف العدوان قد وصلت إلى مرحلة اليأس في هزيمة هذا الشعب واحتلال وطنه وهذا ما تثبته المعطيات الميدانية والأحداث والمستجدات، لهذا فإن كل محاولاتهم العسكرية والاقتصادية والإعلامية واللا إنسانية خلال هذه المرحلة هي محاولات انتقامية يائسة لن تحقق لهم أي شيء سوى المزيد من الفشل والخسارة والهزيمة النفسية والمعنوية لأن الشعب اليمني اليوم بقيادته وجيشه ولجانه ومجتمعه أكثر صلابة وعزيمة وقوة إيمانية وعسكرية من أي وقت مضى وهو ماض في تحرير وطنه كيفما كان حجم التحديات وبثقته بالله سينتصر وهذا شيء مؤكد لا شك فيه.