الثورة نت/
وكأن ما تسبب به العدوان من انهيار لمنظومة القطاع الصحي في اليمن وانتشار فيروس كورونا لم يكن كافياً، ليواصل جرائمه باحتجاز سفن المشتقات النفطية لتقويض جهود مواجهة الوباء.
وتتضاعف معاناة الشعب اليمني جراء احتجاز السفن المحملة بالوقود رغم حصولها على تصاريح من الأمم المتحدة، الأمر الذي ألقى بظلاله على مختلف القطاعات المرتبطة بحياة ومعيشة المواطنين اليومية ومنها القطاع الصحي.
وفي الوقت الذي تتضافر فيه الجهود لمواجهة فيروس كورونا الذي اجتاح دول العالم، وما أحدثه من خسائر في الأرواح والممتلكات، يمعن تحالف العدوان في حصاره ومنع دخول سفن النفط في ظل تزايد احتياج القطاع الصحي باليمن للوقود، فضلاً عن الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة الوباء، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية.
وزير الصحة يحذر
وحذر وزير الصحة العامة والسكان الدكتور طه المتوكل من استمرار تحالف العدوان، في منع دخول سفن المشتقات النفطية لما يترتب على ذلك من آثار كارثية على القطاع الصحي .. محملاّ الأمم المتحدة والأمين العام المسؤولية الكاملة عن استمرار منع دخول المشتقات النفطية.
وقال وزير الصحة، “الأمين العام للأمم المتحدة يتحدث عن أسوأ كارثة إنسانية باليمن، فيما لا يزال تحالف العدوان مستمراً في احتجاز المشتقات النفطية، ما يُعرض القطاع الصحي لأزمة جديدة”.
كارثة حقيقية
وأضاف الدكتور المتوكل “نحن أمام كارثة حقيقية إذا توقفت المنشآت الطبية العامة والخاصة بسبب تعنت دول العدوان ومنعها دخول المشتقات النفطية”.. مؤكداً أن المنشآت الصحية تتعرض لكارثة حقيقة، في حال استمرار تغاضي الأمم المتحدة وعدم الضغط على تحالف العدوان للسماح بدخول السفن النفطية.
ولفت إلى أن القطاع الخاص يقدّم خدمات صحية لأكثر من 60 بالمائة من السكان خاصة في ظل الظروف التي يمر بها اليمن جراء استمرار العدوان والحصار.
تداعيات كارثية
من جانبه أشار رئيس هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة الدكتور خالد سهيل إلى أن منع دخول المشتقات النفطية إلى البلاد له تداعيات كارثية على القطاع الصحي.
وقال “القطاع الصحي سيتأثر بصورة مباشرة إذا انقطعت الكهرباء وسيموت العشرات من المرضى في المستشفيات والمرافق الصحية”.. مبيناً أن أكثر من 70 مريضاً بالعناية المركزّة في المستشفى يستخدمون جهاز التنفس الصناعي وفي الحضانات، وفي حال انقطعت الكهرباء، سيتعرضون لموت محقق”.
شلل تام
ولفت الدكتور سهيل إلى أن المستشفيات والمرافق الصحية لن تستقبل أي مريض ولن تعمل أجهزة الصدمات ومراقبة العلامات الحيوية والأشعة المقطعية والسينية والغسيل الكلوي والرنين المغناطيسي والمختبرات في حال توقف الكهرباء، وسيصاب القطاع الصحي بالشلل التام.
وأكد أن انقطاع الكهرباء جراء منع دخول المشتقات النفطية سيؤدي إلى زيادة وفيات المرضى .. مضيفاً “لدينا محطة الأوكسجين بالمستشفى، تنتج من سبعين إلى ثمانين أسطوانة يومياً وانقطاع الكهرباء سيعرض المرضى للموت”.
وناشد رئيس هيئة مستشفى الثورة بالحديدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاضطلاع بدورهم في دعم جهود اليمن في مواجهة كورونا، والضغط على دول التحالف لإيقاف العدوان ورفع الحصار.
وتابع “على المجتمع الدولي القيام بدوره الإنساني والوقوف إلى جانب اليمنيين الذين يتعرضون لعدوان وحصار منذ أكثر من خمس سنوات وصولا إلى منع دخول المشتقات النفطية والأدوية التي تحتاجها غرف العمليات والطوارئ في المستشفيات “.
وشدد على أن انقطاع المشتقات النفطية عن المولدات الكهربائية بالمستشفيات سيتسبب في كارثة إنسانية.
حكم بالإعدام
بدوره أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري أن 903 منشآت طبية خاصة مهددة بكارثة صحية في حال استمر تحالف العدوان في منع سفن المشتقات النفطية من الدخول إلى ميناء الحديدة.
وأشار إلى أن عدد المنشآت الصحية التابعة للقطاع الخاص، المتضررة من انعدام المشتقات النفطية 183 مستشفى و165 مستوصفاً و555 مركزاً طبياً .. معتبراً منع العدوان دخول السفن النفطية حكم بالإعدام على مئات الآلاف من المرضى أطفالا ونساء ورجالا.
وبين الدكتور الحاضري أن القطاع الصحي يعتمد بصورة مباشرة على المشتقات النفطية، وانعدامها يعني توقف المنشآت الصحية عن تقديم خدماتها الطبية والعلاجية للمرضى .
عمل إجرامي
من جهته اعتبر مدير مستشفى الكويت الجامعي بصنعاء الدكتور أمين الجنيد، منع العدوان دخول المشتقات النفطية عملاً إجرامياً سيحول المستشفيات إلى مقابر بسبب توقف خدماتها، وستكون له آثار سلبية على قطاع الصحة وزيادة معاناة المرضى خاصة الأطفال في الحاضنات والمرضى في العنايات المركزة..
وأكد أن احتجاز السفن النفطية انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني الذي يجرّم مثل هذه الممارسات التي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية.
مهددة بالتوقف
مدير مستشفى جبلة الجامعي في محافظة إب الدكتور عبدالله المطري أكد أن منع دخول المشتقات النفطية سيكون لها تداعيات على أداء القطاع الصحي وسيؤدي إلى حدوث كارثة صحية كبيرة.
وأوضح أن كثيراً من الأجهزة والمعدات في مراكز الغسيل الكلوي والقلب وغرف العمليات وحاضنات الأطفال ومراكز العزل لمواجهة كوفيد 19 مهددة بالتوقف، في حال انقطعت الكهرباء جراء انعدام المشتقات النفطية.
وطالب الدكتور المطري منظمة الصحة العالمية بالتدخل لمنع حدوث كارثة إنسانية وصحية جديدة وتفشي مزيد من الأوبئة وفيروس كورونا في اليمن.
قتل متعمد
فيما اعتبر نائب رئيس هيئة مستشفى الثورة للشؤون الفنية في إب الدكتور محمد عامر منع دخول المشتقات النفطية قتلاً متعمداً، مع سبق الإصرار والترصد، مؤكداً أن دول العدوان ستتسبب بكارثة إنسانية بحق آلاف المرضى، سيما مرضى القلب والفشل الكلوي.
وطالب الأمم المتحدة باستشعار مسؤولياتها والعمل على إيقاف القرصنة والإرهاب الذي تمارسه دول تحالف العدوان بمنع دخول المشتقات النفطية.