حذر قائد الثورة – في إحدى محاضراته الرمضانية -من خطورة وأضرار المبيدات الزراعية، داعيا المزارعين إلى أن يتقوا الله وأن يحذروا من المبيدات الزراعية نظرا لخطورتها الآنية، والزمانية والتي قد تصيب المحاصيل الزراعية بعد عدة سنوات، وتعمل على القضاء على خصوبة التربة، وتلوث الهواء والتي تصيب الإنسان بالأمراض القاتلة.
الثورة / حاشد مزقر
الأخ المهندس وجيه المتوكل مدير عام إدارة وقاية النبات تحدث عن دور الإدارة العامة لوقاية النبات والذي يتمثل في عدة إجراءات منها:
* الرقابة والتفتيش وضبط المبيدات الممنوعة والمهربة التي قد يكون لها تأثير على المحاصيل الزراعية.
* برامج التوعية للمزارعين سواء من خلال النزول الميداني وبرامج الاستخدام الآمن للمبيدات أو من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
* طباعة العديد من النشرات الإرشادية التوعوية الخاصة بطرق الاستخدام السليم والآمن للمبيدات.
وعن المعايير والشروط الخاصة باستيراد وبيع المبيدات أوضح الأخ المهندس وجيه إن هذه العملية تنظمها التشريعات الخاصة بالمبيدات والمتمثلة بالقانون رقم (25) لعام 1999م ،والخاص بتنظيم تداول مبيدات الآفات النباتية ولائحته التنفيذية، وكذا دليل تسجيل مبيدات الآفات النباتية ،حيث حدد القانون في الفصل الرابع الخاص بتداول مبيدات الآفات النباتية .
وفيما يتعلق بالاستيراد فإن المعايير المطلوبة هي أن تخضع المبيدات لعملية التسجيل قبل الموافقة الفنية على استيرادها، وهي تمر بعدة مراحل قبل السماح باستيراد المبيد .
واكد مدير وقاية النبات أن محاضرة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله التي ذكر فيها مخاطر المبيدات لتكون التوصيات واقعاً عملياً، كانت خطتنا المستقبلية تعتمد على:
* تفعيل دور الرقابة والتفتيش على محلات ومخازن المبيدات في جميع المحافظات من خلال تفعيل دور مكاتب الزراعة بالمحافظات وفرق الوقاية بهدف ضبط كل المبيدات المهربة خاصة الممنوعة والضارة بالصحة العتمة والبيئة.
* تشجيع الشركات والتجار لتصنيع المبيدات الطبيعية محلياً حيث توجد حاليا شركتان تنتج أن مبيدات طبيعية من مستخلصات نباتية.
* تشجيع البدائل الآمنة للمبيدات الممنوعة والتي تدخل تهريباً بكثرة من خلال تسجيل مواد جديدة مناسبة تعطي نفس الفعالية.
* تفعيل برامج المكافحة الحيوية من خلال تربية الأعداء الحيوية مفترسات ومتطفلات نافعة لمكافحة الآفات النباتية ثم إطلاقها في حقول المزارعين.
* تكثيف برامج التوعية والإرشاد من خلال البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي وطباعة النشرات وأيضاً من خلال النزول الميداني مع حملات المكافحة وعمل مدارس حقلية.
* إضافة إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أي تاجر مخالف في بيع مبيدات ممنوعة أو مهربة من خلال سحب ترخيص مزاولة المهنة وإغلاق محلاته وتطبيق العقوبات القانونية وحاليا تتم حملات رقابة في كل المحافظات.
وكشف المتوكل عن الكمية التي تم استيرادها من المبيدات بشكل عام خلال فترة سنة مثلا من خلال إفراجات للمبيدات المصرحة الداخلة من المنافذ البرية والتي بلغت منذ بداية ٢٠١٩ م وحتى يومنا هذا 4,087,163.7 لتراً أي حوالي 4087 طناً وهي كمية قليلة مقارنة بالموجود حاليا ومع حساب المضبوطات المسموحة التداول والتي تم معالجتها وفحصها حسب محضر اتفاق بين الوزارة والتجار وهي قد تكون ضعف هذه الكمية تقريبا.
وقال مدير وقاية النبات: بشكل عام لا يوجد إحصاء دقيق نظرا لصعوبة وكلفة عمل إحصاء زراعي شامل ، والذي كان آخر إحصاء نفذ في عام 2001م.
وعن عمل مسوحات ميدانية للأمراض التي تصيب النباتات قال مدير وقاية النبات: لابد أن تكون الحملات والمسوحات في وقت واحد ومحدد لجميع محافظات الجمهورية ولكن في ظل الظروف التي تمر بها اليمن جراء الحرب والعدوان فإن عملاً كهذا صعب جدا ًنظرا ًلأن هناك محافظات خارج سيطرة الوزارة في صنعاء.
واكد المتوكل أنهم لم يقفوا موقف المتفرج بل تم تكليف جهاز الإرشاد الزراعي بجمع كل البيانات عن الآفات في كل منطقة على حدة، وأنهم بصدد عمل خارطة للآفات الزراعية في اليمن قدر الإمكان…
من جانبه كشف المهندس الزراعي علي محرز أن هناك من الآفات ما يزيد على 150 آفة نباتية تهاجم عدداً من المحاصيل في البلاد يزيد على 40محصولاً كمحاصيل الفاكهة والخضار والحبوب والمحاصيل النقدية.. غيرانه لوحظ أن هناك آفات رئيسية تكلف المزارع الجهد والمال في مختلف المواسم.
موضحا ًأن للمبيدات آثار سلبية على صحة الإنسان والحيوان حيث ثبت أن للمبيدات علاقة بأمراض السرطان والصحة الإنجابية والطفرات والغدد الصماء كما أن المبيدات تقتل النحل والحشرات النافعة كالأعداء الحيوية وهذا ما يسبب فوران الآفات اضافة إلى ذلك فإن 98%من المبيدات المستخدمة تذهب كملوثات ماء وهواء وتربة.
ثبت علميا وبما لا يدع مجال للشك أن للمبيدات أثاراً مرئية آنية ومباشرة (تسمم حاد) وأخرى غير مرئية تظهر آثارها على المدى البعيد (تسمم مزمن) وهي الأضرار التي تحدث بعد أكثر من30-40سنه جراء التعامل المستمر مع المبيدات.
وكشف محرز أن كميات المبيدات المهربة كانت تصل إلى نصف ما نستورده ما قبل ٢٠١٥م، اليوم نقدر نقول الربع وتقريبا يصل استهلاكنا السنوي للمبيدات إلى عشرة آلاف طن سنويا.
وعن المبيدات والاستخدام العشوائي وغياب التوعية لدى المزارع إلتقينا بالمزارع عبدالله عبدالله الفلو من أبناء بني حشيش حيث تحدث فقال: أغلب المزارعين يقومون بشراء المبيدات مباشرة ًمن التاجر دون الرجوع إلى المهندسين الزراعيين، أو مختصين في وقاية النباتات، وأن معظم ما يتم شراؤه من مبيدات إذا لم ينفع يتم استبداله بنوع آخر حتى ينفع، وعند رش المبيدات على النباتات لا يتم ارتداء بدلات واقية من السموم أو قفازات، وعن المقادير التي يتم اضافتها من المبيدات قال إنهم يتبعون الإرشادات والتعليمات المكتوبة على علبة المبيد.
وأوضح المزارع عبدالله الفلو أن الرش يكون بشكل عشوائي غير خاضع لفترة محددة، بل حسب مزاج ورغبة المزارع .
كما إلتقينا الأخ المزارع قناف سريع من سعوان بني حشيش، الذي تحدث إلينا فقال : المزارعون لا يعرفون عن خطورة المبيدات بشكل جيد ،لعدم وجود التوعية بخطورتها ،ولا عن كيفية الاستخدام والأوقات المناسبة للرش، وأحيانا يتم قطف القات بعد الرش بيومين أو ثلاثة بالكثير.
وعن الأضرار البيئية والصحية التي تهدد حياة السكان المجاورين لمحلات بيع المبيدات الزراعية في حي الصياح بشعوب قال الشيخ أحمد الزبير عاقل حارة المزرعة إنهم يعانون كثيرا ًمن محلات بيع المبيدات المتواجدة في الحي وقد ظهرت العديد من الأمراض الصحية مثل الفشل الكلوي والكبد الوبائي وأمراض الجهاز التنفسي والسرطان وهناك حالات مرضية رهن العلاج، إما بالنسبة للإضرار البيئية فلا تحصى واهمها تلوث الجو والجزئيات الملتصقة السامة.
موكدا أن المواطنين طالبوا الجهات المعنية بضرورة إخراج ونقل هذه المحلات بعيدا ًعن السكان، وقد تم عمل مخيم واعتصام أمام الإدارة العامة لوقاية النبات.
وكشف الشيخ الزبير أنه صدرت توجيهات بنقل محلات بيع المبيدات إلى مكان آخر ولكن للأسف لم تنفذ هذه التوجيهات ،مطالبا ًالجهات الرسمية بضرورة نقل وإخراج هذه المحلات بعيدا ًعن الأحياء السكانية.
وهو ما أكده لنا الشيخ عبدالرحمن الحيلة أحد السكان المجاورين لهذه المحلات بقوله: نعاني من أضرار صحية وبيئية وقد قمنا بمطالبة السلطات بنقل محلات بيع المبيدات إلي خارج التجمعات السكانية وعملنا وقفات احتجاجية دون جدوى وحصل عندنا عدة حالات سرطان وأدت لوفاة عدة أشخاص وبالتأكيد أن هذه المبيدات كانت السبب.
سلاح ذو حدين
تعتبر المبيدات الزراعية سلاحاً ذوي حدين، فهي تقي وتحمي النباتات والمحاصيل الزراعية من الآفات والأمراض التي تصيب النباتات، وفي نفس الوقت عند الاستخدام العشوائي والمفرط لها تتحول إلى سموم تهدد حياة الإنسان وتصيب النباتات بأمراض كارثية وتلوث البيئة.
وتظل المبيدات الزراعية خطراً يهدد حياة الإنسان، وكارثة بيئية وزراعية تهدد التنمية المستدامة للأجيال القادمة، مالم يتم تنظيم عملية استيرادها وبيعها، وتفعيل أجهزة الرقابة والتفتيش والضرب بيد من حديد ضد من يتاجر بحياة الإنسان، وإيجاد بدائل آمنة لهذه المبيدات، وتوعية المزارع بخطورة وأضرار الاستخدام العشوائي والمفرط على المحاصيل الزراعية والمنتجات النباتية، وصحة المزارع نفسه.
أعدت المادة بالتنسيق مع”الإعلام الزراعي والسمكي”