
استطلاع / أسماء حيدر البزاز –
> أظهرت الصين حرصا غير عادي على انتشال الاقتصاد الوطني من جموده المرحلي
أشاد مسؤولون حكوميون وأعضاء مؤتمر الحوار بالنتائج المثمرة التي حققتها زيارة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي لجمهورية الصين الشعبية على مختلف الأصعدة والمجالات وخاصة على الصعيدين السياسي والاقتصادي لما تمثله جمهورية الصين من ثقل دولي كونها إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي و شريكاٍ أساسياٍ وراعيا للتسوية السياسية في اليمن .
التقينا في مستهل جولتنا الاستطلاعية بالدكتور قاسم سلام – وزير السياحة وأمين عام قيادة قطر اليمن لحزب البعث العربي الاشتراكي القومي والذي بدوره أشاد بنتائج زيارة رئيس الجمهورية لجمهورية الصين الصديقة قائلا : لقد اظهرت الصين حرصا غير عادي على دعم اليمن وتنمية العلاقات اليمنية الصينية وتنشيط الجانب الاقتصادي والتنموي اليمني وتحقيق التنمية المستدامة لتشكل الزيارة قفزة نوعية غير مشروطة ومندفعة لتعزيز مصالح اليمن والعلاقات الوطيدة بين الشعبين الصديقين ولو رأينا الحقول التي أجريت حولها الاتفاقيات والمباحثات للمسنا الحرص الصيني على دعم اقتصاد اليمن وانتشاله من مواطن الجمود المرحلي .
البلدان النامية
وذهبت السياسية فائقة السيد – مستشار رئاسة الجمهورية لشئون المرأة إلى الحديث عن جذور العلاقات اليمنية الصينية والتي رسختها زيارة هادي الأخيرة للصين وما نتج عنها من نتائج وصفتها بالرفيعة جدا وبأنها فاقت كل التصورات والتوقعات وخلقت ارتياحا شعبيا من كرم الدعم الصيني لليمن وهو يمر في أحلك الظروف الاقتصادية والتي كان أبرزها الاتفاق على توسيع ميناء عدن وتقديم قروض و هدايا تنم عن أصالة العلاقات اليمنية الصينية و بكون الصين من أبرز الدول الداعمة للبلدان النامية والفقيرة ولا تألو جهداٍ في هذا الجانب الخدماتي لليمن
وتطرقت السيد إلى حرص الصين على استتباب أمن واستقرار اليمن وإنجاح مرحلة الحوار الوطني ومخرجاته من خلال التواجد المستمر للسفير الصيني بصنعاء في جميع أدوار الاشراف والرعاية في تنفيذ بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والرضا للنتائج المثمرة التي حققتها فرق الحوار .
مشيدة بالدور الجوهري الذي تلعبه جمهورية الصين الصديقة من خلال نصرتها لقضايا الشعوب في نضالها المعادي للهيمنة الخارجية وفي نضالها من أجل التنمية ومن أجل التحرر الوطني .
علاقات أزلية
و من جهته يقول الدكتور عبد الباري دغيش – رئيس فريق العدالة الانتقالية بمؤتمر الحوار وعضو بمجلس النواب : إن العلاقات اليمنية الصينية علاقات عريقة تمتد لأكثر من خمسين عاما وما تقدمه الصين لليمن من دعم أزلي في مجال الصحة والطرقات والصناعات النسيجية مساعدات نزيهة وحيادية وغير مشروطة لتتسم بعلاقات أكثر من ممتازة
ومضى يقول : زيارة الرئيس هادي للصين تأتي تتويجا لتلك العلاقات ولتخرج بنتائج مثمرة بكل المقاييس بتقديم قروض من دون فوائد وتوقيع عدد من الاتفاقيات خاصة في ما يتعلق ببناء محطات لتوليد الطاقة الكهربائية تترواح بين 2000 – 5000ميجاوات وستسهم في دعم البنية التحتية الخدماتية ودعم الاستثمار الوطني والأجنبي ,
موضحا : أنه على اعتبار أن الصين إحدى أعضاء دول مجلس الأمن الدائمين وضمن الرعاة للمبادرة ومساهماتها في إصدار القرارات الأممية 20/14 و 20/15 كل ذلك يعتبر جهدا مقدرا ومحسوبا للصين في انجاح عملية التسوية والحوار في اليمن و يحظى بتقدير كل مواطن يمني.
ورقة رابحة
الخبير الإعلامي جمال الحمادي يقول : امسك الرئيس هادي بالفرصة المناسبة ليستغلها في الوقت المناسب وليخرج بنتائج مبهرة وغير متوقعة وفي المقابل فان الحكومة الصينية ومن خلال الدعوة التي وجهها الرئيس الصيني للرئيس هادي لزيارة جمهورية الصين الشعبية فإنها ايضاٍ أمسكت بورقة رابحة لكسب ود الرئيس هادي والتوجه الجديد التي رأت الحكومة الصينية ان الرئيس هادي استطاع قيادة اليمن في مرحلة صعبة شكك الكثيرون في تجاوزها ليصل بها إلى نهاية مرحلة الحوار الوطني للدخول في مرحلة وضع اللبنات الأولى لليمن الجديد إذ رأى الصينيون أن الفرصة تلوح بشكل واضح لتعطي هادي دورا آخر في صنع خطوات اليمن القادمة وأنه سيظل الرجل الذي له الدور المحوري للفترة القادمة كما يتوقع الكثير من المراقبين والمحللين وأن هذا المركز الذي سيتبوأه الرئيس هادي من خلال ملامح إجماع وطني وإقليمي ودولي .
وأوضح أن تلك المناخات رآها الصينيون الفرصة السانحة لتقديم انفسهم كطرف شريك كبقية الأطراف الإقليمية والدولية التي سبقتها ولربما كان لها ادوار في عدم وجودها كلاعب ولو بشكل ثانوي , وبالتالي فإنهم أمام فرصة جيدة ليلعبوا في الوقت المناسب مع الشخصية المناسبة .
واستدل على ذلك بالسخاء الذي أظهره الصينيون من قروض على شكل هبات وقروض طويلة الأجل دون فوائد ودعم مشاريع التنمية في بلادنا وخاصة تطوير وتحسين ميناء عدن وكذا ميناء المخا , و هنا تتبدى حنكة متميزة للرئيس هادي باقتناص هذه الفرصة التي سنحت له ليسجل منها أكبر قدر من المكاسب والمصالح التي تحتاجها اليمن في هذه الفترة .
الدول المانحة
ويرى مصطفى نصر – رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي أن زيارة الرئيس عبده ربه منصور هادي للصين الشعبية خطوة مهمة لتعزيز التعاون والشراكة بين اليمن والصين في المجال الاقتصادي فالزيارة هدفها الأساس اقتصادي تمثل في الاتفاق على تعاون مشترك في معالجة مشكلة الطاقة التي باتت تؤرق اليمن.
وأوضح أن زيارة هادي للصين تعد رسالة واضحة للدول المانحة الأخرى التي تلكأت في دفع التزاماتها المعلنة كمساعدات وقروض لليمن إذ يشهد هذا الملف بطءاٍ كبيرا لأسباب تعود إلى المانحين وبعضها يعود على الحكومة اليمنية.
وقال نصر : صحيح أن الزيارة تبعث على التفاؤل لكن سيكون تفاؤلا حذرا حتى نرى تنفيذ هذه المشاريع على أرض الواقع فالكثير من اتفاقيات التعاون والشراكة التي وقعتها اليمن مع دول مختلفة لم تر النور وذلك بسبب لوبيات الفساد المستشري في جهاز الدولة , و قد يكون نهج الصين في تنفيذ المشاريع مباشرة مصدر تفاؤل لكن نأمل ان تقدم الحكومة اليمنية التسهيلات اللازمة لكي ترى تلك المشاريع النور.
البنى التحتية
ويصف الحقوقي والقانوني حميد الحجيلي نتائج زيارة القيادة السياسية لجمهورية الصين الشعبية بالناجحة بكل المقاييس موضحا أن هذه الزيارة عملت نقلة نوعية في العلاقات المتميزة بين البلدين الصديقين وساهمت في تنمية وتوسيع التعاون بينهما في مختلف المجالات وكذلك أولى ثمرات زيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى الصين مثمنا هذه الخطوة التي تأتي في ظل وضع صعب تشهده اليمن على كل المستويات خصوصا في خدمة البلاد اقتصاديا واجتماعيا لما للصين من مكانة اقتصادية وعلمية وعسكرية وحضارية عاليه على المستوى الدولي فضلا عن التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية بين البلدين .
وقال الحجيلي : ولأن شباب اليمن ورجاله ونساءه يريدون أن يشهدوا مستقبلا أكثر إشراقا لليمن على المدى القريب وأن يوفر لهم هذا التحول التاريخي المزيد من فرص العمل وتحسين الدخل وتعزيز الوصول إلى البنية التحتية الأساسية والخدمات الاجتماعية وبيئة سياسية أكثر شفافية و شاملة. خصوصا أن الصين وعدت انها ستقدم كافة اشكال الدعم لليمن و تبني علاقة تعاون بناءة وتقدم المساعدة في مجال الطاقة الكهربائية والاتصالات والبنى التحتية وإعادة تجديد وتأهيل مستشفى الصداقة و استكمال بناء وتجهيز المكتبة الوطنية وتقديم المنح الدراسية ودعم جوانب التعليم العام والفني والتقني ومنظومة للتحديث والإسهام في البنى التحتية .
وأضاف قائلا إن تزامن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ للرئيس عبد ربه منصور من اجل زيارة الصين مع وصول الانتقال السياسي في اليمن إلى مرحلة هامة ومعقدة يثبت تماما دعم الصين لعملية السلام في اليمن فضلا عن رغبتها في تنمية الصداقة التقليدية بين البلدين بالإضافة إلى أن الصين واليمن لديهما فرصة كبيرة للتعاون في بناء البنية التحتية و التجارة والتعليم والصحة والمجالات الأخرى.
الاستقرار السياسي
السياسي منير الوجيه – فريق العدالة الانتقالية بمؤتمر الحوار يقول : ما يطمئننا ويبعث الأمل في زيارات الرئيس هادي لجمهورية الصين الشعبية بأنها زيارة استهدفت مراكز أبحاث ومنتديات اقتصادية وشركات ورجال أعمال وهذه الزيارات بحد ذاتها مطمئنة ومبشرة في الوقت ذاته لأنها تستهدف تحريك عجلة التنمية في البلد ولم تكن زياراته لمصانع أسلحة او ما شابه كما كان يحدث في السابق , الأمر الذي سيكون له مردود ايجابي للسير نحو استقرار سياسي واقتصادي لليمن في المستقبل القريب .
مجالات الاستثمار
ويرى الإعلامي يحيى الضبيبي – مؤتمر الحوار الوطني : أن هذه الزيارة مثمرة بكل المقاييس سواء على المدى القريب أو المدى المتوسط أو البعيد . وعلاوة على أهمية الزيارة في تعميق أواصر الشراكة بين البلدين الصديقين القديمة والمتينة فقد تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجال الطاقة الكهربائية .
قنوات التمويل
السياسي نجيب الغربي يقول : الدور اليمني وانتقاله للصين نتيجة ما يعانيه اليمن من تدهور وتدني اقتصاده ليأتي القطب الصيني كبديل قوي عن البديل الأقرب في وقت حرج جدا تمر به اليمن , ليبرز دور الصين في حماية السلام والاستقرار الإقليمي وتعزيز النمو الاقتصادي لليمن .
مبينا : إن الصين ترحب باليمن كسوق استهلاكي وتجاري مهم وتحسن العلاقات المطردة الثنائيه وتواصل دعم جهود اليمن في حماية استقراره وتدعم التنمية إضافة إلى دعمها في تسريع وتيرة العملية الانتقالية السياسية وسيكون لها نصيب كبير في القطاعات النفطية والمعدنية و مزيد من الشركات الصينية للقيام بأعمال تجارية في اليمن بالإضافة إلى توسيع قنوات التمويل.
علاقات دبلوماسية
وهذا ما أكده الحقوقي صلاح الدين الأسدي بقوله : إن اليمن بحاجة إلى طوق نجاة للوضع الاقتصادي المتدهور يوماٍ بعد يوم ولعل الزيارة الأخيرة للرئيس هادي إلى الصين تصب في هذا الاتجاه أكثر من كونها سياسية
موضحا أنه ليس من الممكن تقييم نتائج الزيارة بهذه السرعة ولكن توطيد العلاقة مع دولة بحجم ومكانة الصين الاقتصادية والسياسية وثقلها في العلاقات الدولية لاشك بـأن ذلك سينعكس ايجاباٍ على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ومن ناحية أخرى في ما يخص الجانب الاستثماري المرتكز على توفير جو من الأمن والأمان في ربوع البلد .
مجلس الأمن
من جهته يرى السياسي خلدون باكحيل:أن زيارة الرئيس هادي لجمهورية الصين الشعبية تحمل دلالات وأبعادا كثيرة من ناحية توقيتها أو وجهتها أو المضامين التي بحثتها تلك الزيارة فجميعنا يدرك أهمية دولة بحجم ومكانة الصين سياسياٍ واقتصاديا ناهيك عن أن جمهورية الصين تعتبر إحدى الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي وبالتالي فإنها شريك أساسي للتسوية السياسية في اليمن.
وأضاف : لقد تابع المجتمع اليمني نتائج زيارة فخامة الرئيس والوفد الحكومي الرفيع المرافق له ويمكن القول بأن الزيارة ناجحة بكل المقاييس وما أعلنه فخامة الرئيس الصيني من تعهدات مالية مقدمة للحكومة اليمنية وكذا اتفاقيات التعاون الثنائي التي تم توقيعها في ما بين المختصين بالبلدين برعاية الرئيسين دليل أخر على نجاح الزيارة بالإضافة إلى ما عبرت عنه القيادة والحكومة الصينية من ارتياح وإشادة على مضي العملية السياسية بتقدم وثبات في اليمن دليل على ما تحتله اليمن من اهتمام ورعاية دءوبة من المجتمع الدولي والفاعلين الدوليين
بدون أملاءات
السياسي مفيد الحالمي يقول : علق قاطبة اليمنيين على زيارة فخامة رئيس الجمهورية عبد ربه منصور آمالا عريضة لاسيما أنها تأتي في واحدة من أهم مراحل اليمن حرجاٍ وفي توقيت عصيب يلقي بظلاله على شتى مناحي الحياة .
وأكد بالتفاؤل الشعبي الكبير أن تكون مخرجات هذه الزيارة مثمرة وطيبة ارتكازاٍ على ماهو معروف عن جمهورية الصين الشعبية الصديقة من دعم تاريخي ومستدام لليمن على كافة الأصعدة , منوها بأن الصين هي الجهة الوحيدة التي تدعم اليمن بدون املاءات ولا شروط على خلاف بقية المانحين.
مكاسب سياسية
من جهته يقول الدكتور عبد العليم باعباد – جامعة عدن : تكللت زيارة الرئيس للصين بالنجاح على الصعيدين الاقتصادي والسياسي , وسينعكس ذلك في شكل التخفيف من المشاكل التنموية وخصوصا في مجال توليد الطاقة بشكل أبرز , وبمجالات عدة , موضحا بأن الزيارة جاءت في تحقيق مكاسب سياسية تمثلت في استثمار المواقف الدولية لناحية تنفيذ مخرجات الحوار , سيما والصين أصبحت لاعبا سياسيا واقتصاديا مهما تجل? ذلك في الأزمة السورية بجانب روسيا وبالتالي يتوقع ان تحظ? مخرجات الحوار بهذا الدعم السياسي الدولي بشكل قوي
تنفيذ المخرجات
ويرى الدكتور عبد الباسط الحكيمي – جامعة صنعاء : إن زيارة الرئيس هادي للصين قد تحقق بعض النجاح في الجانب التنموي والبنى التحتية ولكن هذا النجاح مرهون بمدى التقدم في الجانب السياسي وتمهيد الأرضية المناسبة لإنجاز وتنفيذ الاتفاقيات ويأتي في المقدمة مدى قدرة القيادة السياسية على تحقيق تلك التهيئة من حيث توفير الأمن والاستقرار والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني.
إصلاحات سياسية
باسم الحكيمي – ممثل مكون الشباب في مؤتمر الحوار الوطني : زيارة الرئيس هادي إلى الصين سوف تفتح لليمن آفاقا اقتصادية وسياسية وتنموية فالصين دولة اقتصادية ضخمة وستنفذ العديد من المشاريع التنموية في اليمن تعمل على استيعاب العديد من الشباب العاطل عن العمل و تخفف من البطالة , أضف إلى ما عمدته هذه الزيارة بالدفع بالعملية السياسية في اليمن ودعم الاصلاحات السياسية.