
تقف الصين واليمن أمام نقطة انطلاق جديدة في مسيرة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين والتي تمتد إلى القرن السابع عشر الميلادي .
وفتحت الزيارة الهامة للرئيس هادي إلى الصين آفاقاٍ واسعة للشراكة القادمة من الشرق والتي سيكون لها انعكاسات إيجابية في شتى المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية.
ويؤكد مسئولون وخبراء على النجاح الكبير لزيارة الرئيس هادي إلى الصين وما حملته من نتائج مثمرة كانت بمثابة نقطة تحول في العلاقة الاقتصادية الاستراتيجية بين البلدين حيث سيمكن ذلك الصين من لعب دور واسع في التنمية الاقتصادية والاستثمارية واستغلال ما تمتلكه اليمن من ثروات واعدة في مختلف القطاعات وتمتلك اليمن فرصاٍ واعدة لرؤوس الأموال والمستثمرين بحسب ما أكد عليه الرئيس هادي خلال زيارته إلى الصين وتمثل هذه الفرص موارد متعددة لرفد الخزينة العامة في حال استغلالها بشكل أمثل أو من خلال استغلال التعهدات الخارجية لتنفيذ مشاريع استثمارية لتطوير هذه القطاعات والنهوض والاستفادة الاقتصادية والتنموية منها في مكافحة الفقر والبطالة.
يقول فضل عباس الوزير مدير عام التعاون الدولي الثنائي مع دول آسيا بوزارة التخطيط إن علاقة اليمن بالصين علاقة استراتيجية متينة والصين من أهم الدول التي ترتبط بعلاقة ثنائية مع اليمن.
ويضيف أن الصين من الدول الداعمة لليمن في شتى المجالات والقطاعات حيث لها دور كبير في مشاريع الطرق والجسور منها طريق الحديد صنعاء وهي من الدول الداعمة لمشاريع خدمية مثل مصنع الغزل والنسيج ومشاريع طبية منها مستشفى 48 وتجهيزه وهو مشروع طبي هام .
وبحسب الوزير فإن للصين دور في مشاريع أخرى مثل المكتبة الوطنية وهناك مساعدات أخرى لدعم قطاعات الأعمال والمشروعات الصغيرة والمتوسطة .
ويرى أهمية تعزيز التعاون مع الصين كقطب اقتصادي رئيسي في العالم حيث تعتبر من الدول التي تقدم مساعدات وقروض معفاة من الدفع ومعروف أنها قامت بإعفاء اليمن من الكثير من الديون .
ويقول : نقوم بوزارة التخطيط بإعداد دراسات للمشاريع التي تمولها الصين بالتنسيق مع سفارتهم في صنعاء لتنفيذ هذه المشاريع وهي مشاريع جاهزة ومدروسة على الرغم من كوننا نعاني من مشكلة كبيرة لدى بعض الجهات التي لا تستطيع إعداد دراسات للمشاريع التي تحتاجها.
ويشدد الوزير على أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس إلى الصين وانعكس ذلك بتأكيد القيادة الصينية على العلاقة الاستراتيجية مع اليمن والدور الذي يقوم به الرئيس هادي في مد جسور واسعة للشراكة بين البلدين.
آفاق واسعة
يؤكد الدكتور فوزي عبدالرحمن أستاذ الاقتصاد الحديث بجامعة صنعاء أهمية الزيارة التي قام بها الرئيس والتي ساهمت في فتح آفاق واسعة للشراكة والاستثمار في مجالات البنى التحتية والصناعية والثروات الطبيعية والاستخراجية والأهم في مجال الطاقة والكهرباء .
ويرى أن القيام بمثل هذه الزيارة وما حملته من نتائج هامة يمثل نقطة تحول في الشراكة الاستراتيجية بين البلدين والتي يمكن تعزيزها من خلال الاستغلال الأمثل لهذه القوة الاقتصادية الكبيرة في آسيا والعالم لدفع عجلة التنمية الاقتصادية في بلادنا التي تمر بأوضاع صعبة خصوصا وأن اليمن لا تزال بكراٍ وهناك كمية تجارية من النفط والغاز والحديد والاسمنت والمعادن والثروة السمكية ومجالات السياحة ومختلف الجوانب الأخرى التي تتوفر فيها جميع المزايا والفرص الاستثمارية بقيمة اقتصادية عالية .
موقع
بالإضافة كما يقول الدكتور فوزي إلى الموقع الفريد الذي يحتله اليمن في جنوب شبه الجزيرة العربية حيث يقع أعرق الموانئ وأقربها إلى خط الملاحة الدولي وهو ميناء عدن وأيضا ميناء الحديدة وبقية الموانئ والمشاريع الاستراتيجية في هذا الخصوص
ويشير إلى أن الرئيس ركز خلال لقائه مع الرئيس الصيني على نقطة هامة سيكون لها أثر بالغ في حال الاهتمام بها والاتجاه إلى استغلالها وتتمثل بموقع اليمن وعلاقتها بالقرن الإفريقي حيث تقع في ملتقى منتصف الطريق ما بين آسيا وأفريقيا وأوروبا ولذلك يمكن أن تكون حلقة وصل اقتصادية رئيسية وكذا فيما يتعلق بإعادة التصدير والتسهيلات الكبيرة للسفن الصينية العملاقة.
ويرى أن الفترة القادمة ستشهد حضوراٍ متنامياٍ للشركات الصينية ورجال الأعمال للاستثمار في اليمن وهذا الأمر يتطلب العمل بجدية على خلق بيئة آمنة وجاذبة تشجع على الاستثمار وتلبي مطالب المستثمرين .
علاقة متجددة
يرى خبراء أن الفترات السابقة وما مرت به اليمن والمنطقة بشكل عام أثرت على العلاقة مع دول هامة واستراتيجية مثل الصين ولهذا جاءت زيارة الرئيس هادي إلى الصين والتي حملت حاجة اليمن الملحة للدعم لمواجهة المتطلبات الكبيرة وفتح مجالات الاستثمار أمام الشركات في مختلف المجالات خصوصاٍ وان الصين والتطور الحالي الذي تشهده جعلها قوة اقتصادية كبيرة مؤكدين أن تخرج زيارة الرئيس بنتائج ايجابية في العديد من المجالات منها آفاق ومجالات واسعة وتقديم مساعدات صينية لليمن في مجال الكهرباء وإعادة تأهيل بعض الموانئ والمنطقة الحرة بعدن خصوصاٍ وإن الصين رائدة ولها تجربة ناجحة وواسعة في العديد من المجالات ولها تجارب مساعدات ناجحة للعديد من الدول.
تأكيد
رئيس الجمهورية أكد من بكين الترحيب بالاستثمارات الصينية وأن الشركات الصينية بكل تخصصاتها ستحظى بالرعاية والاهتمام وأن اليمنيين يكنون كل التقدير والحب للصين وشعبها .
وأمام الصين العديد من المجالات الممكنة للاستثمار في النفط والغاز وتأهيل المطارات والموانئ من خلال شراكة استراتيجية طويلة المدى كما انه سيتم الاتفاق طبقا للأخ الرئيس خلال لقائه بنظيره الصيني على أساليب التنفيذ في هذا الخصوص وطبيعة التمويل بصورة مرضية للطرفين.
عمق العلاقات بين اليمن والصين جديرة بالاهتمام حيث تمتد هذه العلاقة إلى القرن التاسع عشر حينما كان هناك تبادل تجاري بين اليمن والصين على مستوى الحرير والبخور واللبان وهناك بوادر ومؤشرات واعدة للدفع بهذه العلاقة إلى آفاق واسعة.