يستكمل وائل 16 عام مابدأناه الأسبوع الماضي حول الثقة قائلا◌ٍ: للأسف والدي لا يتفهم المرحلة التي أمر بها وأتحمل تبعاتها بمفردي, فلم يهتم بما أحتاجه كبقية الأولاد ولا يسمح لي إلا بما يرغب هو به فقط, فهو يعاملني كرجل مكتمل العقل والتصرف, لا يقبل مني أي خطأ ولا يسمح لي بالتواصل برفاقي, فذلك يقلل من هيبتي ومكانتي بين الآخرين ممن يعتبرهم والدي رجالا◌ٍ عاقلين ملتزمين, فعلي طاعته وإهمال سني وميولي.
أسامة / 17 سنة
أشعر بتعاسة حقيقية عندما أشاهد رفاقي بمعية آبائهم وبرعايتهم, هذا السلوك الذي ينقصني أفتقده كثيرا عند والدي الذي أسأل نفسي مليا أي علاقة تربطني به غير الأبوøة القاسية¿
فهو لا يشعر بوجودي معه وكذلك أنا , لا يعلم عن مشاكلي ولا يلتفت نحوي, كل ما يؤرقه المال والأعمال, لا يعلم كم أحتاجه¿ كم أفتقده¿ لكن.. هل يدرك هذه الحقيقة ولو بعد حين¿
ثقــة غائبـــة:
من خلال هذه اللقاءات التي أجريناها مع بعض الأمهات , كانت أم مريم أكثرهن فهما ووعيا, و أنجحهن قيادة, أكدت أنها لا تغضب من ابنتها إذا علمت أنها تخفي شيئا عنها, لأنها تعتبر ذلك ضمن الحرية الشخصية, فلا تحاول الضغط عليها لمعرفة أسرارها فهي تدع الباب مفتوحا◌ٍ أمامها لتقرعه في أي حين دونما خوف أو تردد, بل على العكس فهي تحكي لابنتها أسرارها هي, فتعاملها كصديقة تخفي لديها كل همومها وأمورها, وتحاورها بأسلوب سلس وعفوي خال◌ُ من التعقيد.
هذا ما نأمله أن يكون عند الكثير من أمهاتنا وآبائنا¡ فنحن بحاجة ماسة لتلك الثقة التي نفتقدها فيهم عندما يصدنا جدار الهبة عنهم, فيولد الخوف والرغبة في اللجوء إلى الآخر, ممن لا يقيد حريتنا ويترك لنا الحق في التصرف دون أدنى عقاب, ذلك الأخير الذي يربطنا بأصدقاء لا يستطيعون تسييرنا أو تخييرنا إلا لما نهوى أو نميل غير مستوعبين للخطأ والصواب لأن الخبرة تنعدم في هذه الحال, فلو أحسنا فهم وتفهم أبنائنا لنسجنا خط وصل بيننا وبينهم ونزلنا لمستوى حاجاتهم واحتفظنا بجوهرهم وبقائهم إلى جوارنا سالمين غانمين.
ترى أين تكمن المشكلة في أبنائنا أم آبائنا أم أمهاتنا¿
متى يحظى الأبناء بالثقة التي يريدونها¿
كم من الوقت يحتاج الموضوع لمصالحة وفهم وتقدير¿
لعل الوقت والجهود التوعوية سيعملان على إيجاد رابط من الثقة الغائبة بين الآباء والأبناء.