كيف ذبحت الوهابية الإسلام وكيف قتل النفط العروبة؟! (10)
عبدالله الأحمدي
تتميز الوهابية بحقدها على الإسلام والمسلمين وبالذات الشيعة الإمامية والزيدية الهادوية، وتتمنى أن تشطب في غمضة عين كل ما هو إسلامي، أو يمت لهؤلاء بصلة.
الهالك عبدالعزيز عندما حضره الموت أوصى أولاده قائلا : (خيركم وشركم من اليمن..).
اليمن موضوع على رأس قائمة الحقد الوهابي السعودي، وقد نمِّت الوهابية النجدية ثقافة حاقدة تجاه كل ما هو يمني، حتى أن مواطني جيزان ونجران وعسير المحتلة من قبل بني سعود عندما يختلف أحدهم مع نجدي يعيِّره بالقول ( يا يماني ) وكل يماني عند وهابية بني سعود هو زيدي.
منذ بداية القرن العشرين وضع بنو سعود عيونهم على اليمن في محاولة لالتهامه بأي طريقة يعاونهم في ذلك الاحتلال البريطاني.
لم يكن في أجندتهم إلا محاربة اليمن مستعينين بالمستعمر البريطاني الذي أمدهم بكل وسائل القوة، فكانت اعتداءاتهم الممنهجة على اليمن واليمنيين، ابتداء بتحريض محمد الإدريسي بالتمرد على سلطة صنعاء، ثم قتل الحجاج اليمنيين في وادي تنومة غدرا وعدوانا في الطريق المسبَّلة والذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف حاج، ثم توجت كل تلك الأعمال الإجرامية بعدوان ١٩٣٤م على الأراضي اليمنية واقتطاع جيزان ونجران وعسير من جسم اليمن، وفرض اتفاقية مجحفة في حق اليمن تحت ضغط القوة (اتفاقية الطائف ١٩٣٤م).
يتعمد وهابيو بني سعود تصدير كل حثالاتهم وزبالاتهم إلى اليمن، جاعلين منها مكبا خلفيا لنفاياتهم، وشراء بعض ضعفاء النفوس من قوى التخلف والإرهاب لتنفيذ مخططاتهم القذرة الساعية إلى محو الهوية اليمنية.
يضع بنو سعود كل ثقلهم المالي والسياسي في طريق أي حركة تغيير في اليمن منذ العام ١٩٤٨م حين وقفوا في وجه الثورة الدستورية، حتى تم وأدها في المهد رغم أنهم كانوا على علاقة ببيت الوزير الذين قادوا الثورة، لكن القول بالدستور أفزعهم.
في العام ١٩٦٢م كان فزع بني سعود وعرشهم الوهابي أكبر، إذ أعلن اليمنيون ثورة ضد النظام الملكي بذات التوجه الوطني والقومي، فاهتز عرش الوهابية، وأيقن بنو سعود أن أجلهم قد اقترب، ولذلك فتحوا الخزائن واستوردوا المرتزقة من كثير من الدول “إسرائيل وايران وبلجيكا وبريطانيا” وبأمر من كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية ( صهر الملك فيصل ) ذهب سمسار السلاح عدنان خاشقجي في أوائل العام ١٩٦٣م إلى باريس للقاء شمعون بيرس مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي واتفق الطرفان – السعودي والإسرائيلي – على التعاون في الحرب على النظام الجمهوري في اليمن، وتولت طائرات إسرائيلية إنزال العتاد العسكري للمرتزقة الأجانب في الجبال، ولم تكتف إسرائيل بهذا العون، بل أرسلت فرق “كومندوز” من اليهود اليمنيين أنزلت في اليمن وذابت بين السكان لتفيذ مهام عدوانية، وسمعنا عن مرتزقة مشهورين يحاربون في صفوف العدوان السعودي مثل: الفرنسي بوب دينار، والميجور الإنجليزي جون كوبر، إضافة إلى المرتزقة المحليين.
وجندوا الهيئات الوهابية لتكفير اليمنيين ونظامهم الجمهوري والتغرير بالسذج والفقراء وإغرائهم بالذهب، وخاضوا حربا عدوانية ضد الشعب اليمني لمدة ثمانية أعوام منيت بالفشل في آخر الأمر، ما اضطرهم للاعتراف بالنظام الجمهوري، لكنهم غيروا فقط الأساليب، فأنشأوا ما يسمونها باللجنة الخاصة المكلفة بالتدخل في شؤون اليمن، وشراء المرتزقة المحليين، وفي نفس الوقت وجهوا حربهم العدوانية ضد النظام الوطني في الجنوب، واعتدوا على الأراضي اليمنية في العام ١٩٦٨م، واقتطعوا الشرورة والوديعة اللتين لا زالتا تحت الاحتلال حتى اليوم، أما في الشمال فظلوا يتوسعون ويقتطعون الأراضي دون أن يقف في وجههم أحد، بعد أن ضمنوا شراء الحكام في صنعاء.
ما أشبه الليلة بالبارحة – كما يقال – فلم تستفد عصابة النفط الوهابية من عدوانها على الشعب اليمني في الستينيات من القرن الماضي، وها هي تكرر نفس العدوان، ولكن هذه المرة بقوة أكبر وأكثر.
في الستينيات حشد الوهابيون السعوديون كل إمكانياتهم ومن ورائهم الكثير من الدول الاستعمارية والصهيونية، وها هم اليوم يجندون كل إمكانياتهم ومن ورائهم الكثير من الدول الإمبريالية وأدواتها في عدوان وحصار جديدين على الشعب اليمني؛ يقتلون رجاله وأطفاله ونساءه ويدمرون منشآته ويحتلون أرضه، ولن يفلحوا، وسيجنون عاقبة عدوانهم الخسران بإذن الله.