افتتاح معرض "الزكاة" من المنتج اليمني لكسوة 45 ألفاً من الفقراء والمساكين
شملت مختلف المحافظات: الهيئة العامة للزكاة تواصل مشاريعها الخيرية والإنسانية وفق المصارف الشرعية للزكاة
محمد الحوثي يدعو رجال المال والتجار إلى إخراج زكاتهم والإسهام في دعم المشاريع الخيرية والإنسانية
الشامي يوكد أهمية تشجيع الأسر المنتجة وشراء وتسويق المنتجات المحلية والاستغناء عن الأجنبية
ابونشطان: عشرات المشاريع نفذتها هيئة الزكاة خلال شهر رمضان بـ 8 مليارات ريال ومعنية بالاهتمام بمليون و200ألف من الأسر الفقيرة
تواصل الهيئة العامة للزكاة أنشطتها الرمضانية في العاصمة ومختلف المحافظات، وتشمل هذه الأنشطة عددا من المجالات الإنسانية والخيرية في إطار مسؤوليتها الدينية والإنسانية في دعم الفقراء والمساكين وفق مصارفها الشرعية.
ويؤكد مسؤولو الهيئة – التي تضم في عضويتها كوكبة من العلماء والفقهاء الذين هم محط ثقة المجتمع – أن الناس أصبحوا يعرفون الآن أين تُصرف زكاتهم بعد تجلي الأنشطة التي قدمتها الهيئة خلال السنوات القليلة الماضية ولاتزال تقدمها حتى الآن بعد أن كانت تذهب في الماضي لحساب أشخاص وجهات بعينها بعيدا عن أوامر وتعليمات الدين الشريف :الثورة / إبراهيم الاشموري
وشملت مشاريع الهيئة خلال الفترة الماضية مشاريع تزويج المئات من أبناء الشهداء وتوزيع الزكاة النقدية للملايين من الفقراء في عموم محافظات الوطن ومشاريع أخرى وفق المصارف الشرعية وأخرى من المشاريع التي تساهم في تمكين الفقراء وتجعل منهم منتجين في المجتمع .
كل تلك المشاريع والأنشطة العديدة أعادت الأمل لدى المجتمع في أن زكاة أمواله تُصرف وفق ما أراد الله، فكم من سجين معسرٍ لبث فيسجنه سنين طويلة وهو يحلم بمنقذ يمنحُه ضياءَ الحرية، وكم من جائع ملهوف حرمه الظالمون مما وهبه الله وظل يحلم بما يسد رمقه، وكم من ابن سبيل تعطّل ومسكين حُرم من حاجته وكل مَن سبق ذكرهم في الزكاة تحل مشاكلهم.
المشاريع الرمضانية
نفذت الهيئة العامة للزكاة خلال شهر رمضان المبارك عشرات المشاريع الإنسانية بأكثر من ثمانية مليارات ريال إلى جانب اهتمامها بمليون و200 ألف من الأسر الفقيرة في كسائهم وغذائهم وصحتهم وتعليمهم وكل جوانب حياتهم.
وفي هذا الصدد افتتح عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أمس معرض الزكاة لكسوة العيد من الإنتاج المحلي، ضمن مشروع “أغنوهم في هذا اليوم”.
يأتي المعرض – الذي يستهدف 45 ألفاً من الفقراء والمساكين في أمانة العاصمة- ضمن مشاريع التمكين الاقتصادي للهيئة العامة للزكاة لدعم المنتج الوطني من الصناعة اليمنية من خلال تسويق مخرجات ومنتوجات ملابس الأيادي العاملة للأسر المنتجة من الفقراء.
وفي التدشين – بحضور وزيري العدل القاضي محمد الديلمي والإعلام ضيف الله الشامي ونائب وزير الثقافة محمد حيدرة وعضو مجلس النواب محمد الطوقي- أكد عضو السياسي الأعلى الحوثي أهمية المعرض الذي أعدته هيئة الزكاة بأياد يمنية عبر الأسر المنتجة.
ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالفقراء والمساكين سواء المستهلكين أو المنتجين من الأيادي العاملة .. مشيدا بجهود قيادة الهيئة العامة للزكاة والقائمين على المعرض والأسر المنتجة التي ساهمت في صناعة المنتوجات.
ودعا الحوثي التجار ورجال الأعمال إلى المساهمة بما أوجبه الله عليهم من زكاة في دعم الفقراء والمساكين والأيتام .. حاثا هيئة الزكاة على توسيع مشاريعها خلال العام المقبل، سيما ما يتعلق بإقامة معارض في مختلف المحافظات وأن تكون منتجاتها عبر الأسر المنتجة.
من جانبه أشاد وزير الإعلام بجهود الهيئة العامة للزكاة في تنظيم المعرض واستهداف الفقراء والمساكين وتشجيع الأسر المنتجة.
ولفت الوزير الشامي إلى أهمية أن تسهم مشاريع هيئة الزكاة في تعزيز التكافل المجتمعي .. مشيراً إلى أهمية التنسيق بين الهيئة ومؤسسات الشهداء والجرحى والمعاقين وغيرها من المشاريع ضمن المصارف الشرعية.
وأوضح أن الزكاة كانت مغيبة خلال الفترة الماضية وتذهب في غير مصارفها، في حين يبادر التاجر لدفع ما عليه من زكاة، حينما يعرف ويرى مشاريع الزكاة تذهب في مصارفها الحقيقية .. داعيا رجال المال والأعمال إلى تشجيع الأسر المنتجة وشراء المنتجات المحلية وتسويقها والاستغناء عن المنتجات الأجنبية بدعم الإنتاج المحلي.
كما دعا وزير الإعلام الهيئة العامة للزكاة إلى تشجيع المزارعين بشراء منتجاتهم من الحبوب وتوزيعها على المستحقين بدلا من الزكاة النقدية.
بدوره أوضح رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان أن الهيئة تهدف من خلال هذا المشروع إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال التمكين الاقتصادي للأسر المنتجة.
وأشار إلى أن ما يحتويه المعرض من منتجات وملابس صناعة يمنية 100% ، شارك في إعدادها وتجهيزها قرابة 1500 من الأسر المنتجة من الفقراء .. مبيناً أن تطلعات الهيئة هذا العام افتتاح أربعة مراكز “مولات” في أمانة العاصمة، لكن نظراً للإجراءات الاحترازية للوقاية من وباء كورونا تم تقليص المشروع إلى معرض كنموذج لانطلاق مشاريع تسعى الهيئة عبرها لاستهداف مئات الآلاف من المستفيدين من المنتجات الوطنية.
وذكر أن الهيئة أقرت عدة مشاريع في التمكين الاقتصادي، منها إطلاق أربعة مشاغل للخياطة في أربع محافظات، العاملون والمستفيدون منه من الأرامل والأسر الفقيرة.
وكشف الشيخ أبو نشطان عن عشرات المشاريع التي تنفذها هيئة الزكاة خلال شهر رمضان بتكلفة ثمانية مليارات ريال .. مؤكدا أن هيئة الزكاة معنية بالاهتمام بمليون و200 ألف من الأسر الفقيرة في كسائهم وغذائهم وصحتهم وتعليمهم وكل جوانب حياتهم.
ودعا التجار ورجال المال والأعمال إلى المساهمة ودعم الهيئة العامة للزكاة في تنفيذ الأعمال والمشاريع التي تخدم الوطن.
حضر التدشين أعضاء الغرفة التجارية الصناعية محمد الآنسي ومحمد الحظا ومحمد شارب وعدد من المعنيين .
وكانت الهيئة العامة للزكاة دشنت بالتعاون مع مؤسسة الشهداء الأيام الماضية مشروع كسوة العيد لأبناء الشهداء “عطاؤكم وفاء” في مختلف المحافظات.
وأشار رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان خلال التدشين إلى أن مشروع “عطاؤكم وفاء” يستهدف قرابة 50 ألفاً من أبناء الشهداء.
وأكد أن المشروع يأتي ضمن توجهات الهيئة لدعم شريحة الشهداء .. لافتا إلى أن ما يقدم لهذه الشريحة، أقل واجب في حقهم وفاءً لدماء آبائهم الذين قدّموا حياتهم من أجل الوطن وأمنه واستقراره.
وثمن أبو نشطان جهود مؤسسة الشهداء في رعاية أبناء الشهداء.
من جانبه أشار القائم بأعمال المدير التنفيذي لمؤسسة الشهداء حسين القاضي إلى حرص المؤسسة على تجهيز كسوة العيد لأبناء الشهداء وفقا للمواصفات والمقاييس والأعمار المناسبة من خلال قاعدة البيانات لدى المؤسسة.
وأكد أنه سيتم توزيع كسوة العيد يدا بيد لأبناء الشهداء في معارض مفتوحة مجانية في مختلف المحافظات عبر كروت المؤسسة .. منوها بدور الداعمين والمهتمين بأبناء الشهداء وفي مقدمتهم الهيئة العامة للزكاة التي ساهمت بدعم المشروع بنسبة 50 %.
بدوره أفاد وكيل الهيئة العامة للزكاة علي السقاف بأن مشروع كسوة أبناء الشهداء يأتي ضمن المشاريع الرمضانية للهيئة بالشراكة مع مؤسسة الشهداء.
ولفت إلى أن هيئة الزكاة ستوزع خلال شهر رمضان بالتنسيق مع مؤسسة الشهداء العيدية النقدية لـ50 ألفاً من أبناء الشهداء في المحافظات .
كما دشنت الهيئة العامة للزكاة مشروع توزيع الهدايا العينية والنقدية للمعاقين في مختلف المحافظات بالشراكة مع جمعية مستقبل اليمن لرعاية وتأهيل المعاقين تحت شعار “الزكاة في مصارفها” والذي استهدف سبعة آلاف معاق من جرحى الجيش واللجان الشعبية بتكلفة إجمالية 118 مليوناً منها 70 مليوناً هدايا نقدية و 48 مليوناً هدايا عينية.
إلى ذلك دشنت مؤسسة يمن ثبات التنموية والهيئة العامة للزكاة مشروع السلال الرمضانية للعام 1441هـ لأسر المرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية بالتعاون مع رجال المال والأعمال تحت شعار ” لنكن شركاء في صناعة النصر ” واستهدف المشروع توزيع 60 ألف سلة غذائية لأسر المرابطين في الجبهات في أمانة العاصمة والمحافظات.
وشملت مشاريع الهيئة العامة للزكاة توزيع مبالغ نقدية لأسر الأسرى من الجيش واللجان الشعبية في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات.
واستهدفت أربعة آلاف و500 أسرة من أسر الأسرى والمفقودين من خلال توزيع مبالغ نقدية.
واعتبرت قيادات الهيئة أن ما تقدمه هيئة الزكاة أقل واجب إزاء تضحيات الأسرى وصمود وثبات أسرهم في مواجهة قوى الاستكبار العالمي..
إضافة إلى أن الهيئة دشنت مشروع الدعم النقدي لذوي الاحتياجات الخاصة مؤخرا لعدد 5 آلاف حالة من مختلف محافظات الجمهورية بقيمة 75 مليون ريال بالتنسيق مع صندوق رعاية وتأهيل المعاقين تحت شعار “الزكاة في مصارفها”.
أهمية الزكاة ودورها في توحيد الأمة
تسهم الزكاة في انتقال الأموال من الأغنياء إلى الفقراء بما يعزز الحركة الاقتصادية ودورها في تنمية المجتمعات، ويرفع القدرة الاقتصادية لدى المتلقي للزكاة، ليصبح مساهماً في إخراجها، وصرفها ضمن المصارف الشرعية الثمانية.
ويؤكد علماء الدين أن الزكاة تطهر المزكي من البخل والشح وهي أيضا تطهير للمال لأنه إذا لم تخرج زكاة هذا المال يصبح غير طاهر كما قال المولى عز وجل “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ “.
وأشاروا إلى أنه لا تبرأ ذمة المكلف الذي يملك نصاباً إلا بعد إخراجه زكاة ماله .. مؤكدين أن مانع الزكاة ومنكرها مرتد لأنه ينكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة، أما إذا كان معترفاً بأن الزكاة واجبة ولكن لا يؤديها فهو عاصٍ.
ولفت العلماء إلى ما وعد الله تعالى به مانع الزكاة من عقوبة لقوله تعالى “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ، يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ “.
وأجمعوا على أن الجهة التي يتم تسليمها الزكاة هي الدولة التي تتحمل مسؤولية توزيعها وفقاً للمصارف الشرعية التي حددها الله تعالى في قوله عز وجل “إِنَّمَا الصَّدَقَٰتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَٰاكِينِ وَالْعَٰامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَٰارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “.
واتفق العلماء على أن للزكاة أثراً عميقاً في تربية المسلم، حيث أن اقتطاع جزء من أمواله إرضاءً لله تعالى يعوّده على طاعة الله ورسوله والامتثال لأوامره باعتبارها عبادة تقرّب المسلم من الله الذي اختص بالأموال فئة دون أخرى.
واعتبروا أداء الزكاة تدريباً نفسياً للمزكي على العطاء والبذل في سبيل الله وإشعار الفقير باهتمام المجتمع ومساندته له والعمل على تلاشي شعور الحقد والحسد والغل ليحل محله الإيمان والرحمة والحب والإخاء.
وذكر العلماء أن الزكاة فرضت لترسيخ وحدة الأمة وتراحمها وتعاطفها وتكريس ثقافة الأخوة والتآلف والمحبة وإشاعة روح التسامح في أوساط المجتمع، حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” وقوله تعالى “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ “.
وأوضحوا أن الإنسان مستخلف في مال الله عز وجل والخلق يتفاوتون في الأرزاق، فمنهم الغني القادر، ومنهم الفقير المعدم وذي الحاجة، والزكاة تغرس في نفوس أصحابها اللُحمة والمودة والتآلف والرحمة.
كما أفاد العلماء بأن الزكاة تنمي خُلق السخاء والكرم والعطاء بين أفراد المجتمع، وذلك عندما يشعر الغني بمعاناة غيره من الفقراء والمعسرين والمحتاجين وذوي الدخل المحدود، وعندما يعيش مأساة معاناتهم يعرف الغاية من فرض الزكاة.
وحث العلماء المؤسسات الحكومية والخاصة ومنظمات المجتمع المدني على تعزيز التوعية بأهمية الزكاة ودفعها لولي الأمر والجهة المعنية .
تصوير/ محمد حويس