رئيس الجمهورية: وقوف الصين إلى جانب اليمن كان له أثر بالغ الأهمية في تجنيبه الحرب والاقتتال


, زيارتنا لبكين ستدفع بعلاقات البلدين إلى آفاق واسعة ورحبة
, حريصون على رسم استراتيجية بعيدة المدى لشراكة قوية مع الصين
, سنعمل على تقديم كافة أشكال الدعم والتسهيلات للاستثمارات الصينية في مختلف المجالات
الاتفاق على توليد الطاقة الكهربائية بقدرة 2000 ميجاوات
قام الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية عصر أمس وفي إطار زيارته الحالية للعاصمة الصينية بكين بزيارة الى قاعة الشعب الكبرى .
وكان في مقدمة مستقبليه لي كيتشينغ رئيس مجلس الدولة وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين الصينيين.. حيث عقدت مباحثات رسمية بين الجانبين اليمني والصيني .
وتحدث الأخ الرئيس بكلمة خلال المباحثات عبر في مستهلها عن سعادته بزيارة جمهورية الصين .. مشيرا إلى لقائه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ واعتبره لقاء بناء ووديا إلى حد كبير وعكست نتائجه المثمرة عمق العلاقات المتطورة بين البلدين الصديقين .
وأكد الأخ الرئيس أن العلاقات اليمنية الصينية تمتد بجذورها التاريخية إلى القرن التاسع عشر وأنها ازدادت تطورا ورسوخا منذ ما يزيد عن نصف قرن .. مبينا أن مطلع الخمسينيات شهد أهم وأفضل مساعدات قدمتها جمهورية الصين الشعبية لليمن والمتمثلة بطريق صنعاء – الحديدة التي تمثل شريانا حيويا لارتباطها بميناء الحديدة المنفذ البحري الرئيسي حينها .
وعبر الأخ رئيس الجمهورية عن تهانيه بالنتائج الرائعة التي خرج بها الحزب الشيوعي الصيني والتي ستكون مهمة جدا لخدمة مصلحة الصين أولا ومنطقة الشرق الأوسط كلها .. مشيدا بالسياسة الخارجية لجمهورية الصين الشعبية ووقوفها إلى جانب الدول النامية والدول العربية بصفة خاصة بكل شفافية ومصداقية .
وأشار إلى أن وقوف الصين الى جانب ثورة السادس والعشرين من سبتمبر في شمال الوطن وثورة الرابع عشر من اكتوبر في جنوبه اكبر دليل على مواقف الصين الداعمة لليمن.
وأضاف :” كما أن طريق عدن حضرموت دليل آخر بأن الصين كانت لا تفرق بين شمال وجنوب اليمن منذ زمن بعيد وليس لديها تعامل انتقائي وذلك ما عمق الصداقة بين اليمن وجمهورية الصين “.
ولفت الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى أن ما مر به الشرق الأوسط والعديد من الدول العربية من خلال من يطلق عليه “الربيع العربي” قد حول أنظمة وافرز متغيرات متعددة وقد يعود السبب في ذلك إلى المركزية والدكتاتورية.
وقال الأخ الرئيس:” أننا في اليمن كنا على شفير الحرب إلا أن اليمنيين قد غلبوا العقل والحكمة من اجل مصلحة الوطن العليا وتجنيبه الكوارث والمحن “.
واستعرض الأخ رئيس الجمهورية ماخلفته الأزمة التي مر بها الوطن وما نتج عنها من أضرار ودمار للبنية التحتية بجانب تداعياتها الأخرى والتي باتت معالجتها الهم الأول في الوقت الراهن .
وأوضح الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أن جمهورية الصين الشعبية كانت من أوائل الدول التي وقفت إلى جانب اليمن وساندت الجهود التي بذلت من اجل تجنيبه الحرب والاقتتال .
وقال :”وقوف الصين إلى جانب اليمن في الأمم المتحدة ومختلف المحافل الدولية كان له اثر ايجابي بالغ الأهمية”. . لافتا إلى أنه قدم خلال زيارته الحالية الشكر الجزيل إلى الرئيس الصيني والحكومة والشعب الصيني على ذلك الموقف النابع من عمق الصداقة والعلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين .
واعتبر الأخ الرئيس التطور المطرد الذي تحرزه جمهورية الصين أمرا يبعث السرور والبهجة لدى الشعب اليمني نظرا لما يحظى به شعب الصين العظيم من احترام وتقدير لدى أبناء الشعب اليمني .
وأردف قائلا:” الصين اليوم دولة عظمى ولها مكانة مرموقة على مختلف المستويات الدولية”.. معربا عن أمله في أن تحقق زيارته الحالية للصين الأهداف المطلوبة وتسهم في فتح مجالات أوسع للتعاون والشراكة في كافة المجالات وعلى وجه خاص في مجال الاستثمار بكل صوره وأشكاله .
وبين الأخ الرئيس أن المعالجات والإصلاحات الجارية حاليا في اليمن تتطلب حشد الجهود وإيجاد الشراكات القوية مع الدول الشقيقة والصديقة في مختلف الجوانب .
واستطرد قائلا:” إن الصين هي الاختيار المناسب لذلك ونحن حريصون على رسم استراتيجية بعيدة المدى لشراكة قوية مع الصين بما يترجم كامل الأهداف والتطلعات والآمال المنشودة لشعبي البلدين”.. مشيرا إلى أن الكهرباء والموانئ والمطارات واستخراج النفط والغاز والطرقات والصحة ومختلف أوجه البنية التحتية هي محل البحث والاتفاق إن شاء الله وسيتم العمل على تقديم أشكال الدعم والتسهيلات والرعاية الخاصة للجانب الصيني والأبواب مشرعة أمام مختلف مجالات العمل والتعاون خاصة وأن الثقة المتبادلة في أعلى درجاتها انطلاقا من عمق العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين الصديقين.
رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين ثمن من جانبه الجهود الكبيرة التي بذلها الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في سبيل حل الأزمة والعمل على تجنيب اليمن المخاطر والمحن .. معبرا في ذات الوقت عن التقدير والشكر لجهوده أيضا على ما بذله منذ زمن من اجل تعزيز وتطوير العلاقات بين اليمن والصين والوصول بها إلى هذه الحميمية الرائعة.
وأكد المسؤول الصيني أنه سيتم العمل على ترجمة كل ما تم بحثه والاتفاق عليه إلى الواقع العملي وبأسرع وقت ممكن.. متمنيا لليمن النجاح في عملية التسوية السياسية وبما يحقق للشعب اليمني طموحاته في المستقبل الأفضل.
وعلى نفس الصعيد قام الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية بزيارة إلى قصر الشعب مقر اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني.
حيث كان في استقباله رئيس اللجنة الوطنية يوشانغنغ وكبار معاونيه وعدد من الوزراء والذين التقى بهم الأخ الرئيس وتبادل معهم الكلمات الودية.
وقال الأخ الرئيس في كلمته خلال اللقاء:” ان زيارتي الحالية للصين تأتي لتأكيد عمق علاقات الصداقة بين البلدين ولها ابعاد محسوبة ومحددة على أساس تطوير الشراكة والمساعدات بين البلدين الصديقين”.. مشيدا بالانجازات العملاقة والمكانة الكبيرة التي وصلت اليها الصين خلال العقود الثلاثة الماضية واعتمادها على الكفاءات والقدرات الصينية لأحدث نهضة شاملة والوصل بها إلى مكانة رفيعة من التطور العلمي والصناعي والاقتصادي ودخول عصر الأقمار الصناعية .
وقال:” ليس ذلك بغريب على الإنسان الصيني فهو سليل حضارة عظيمة لها مكانتها في ارجاء المعمورة.
وأكد الأخ الرئيس أن العلاقات المشتركة بين البلدين تمتد إلى ما قبل ألف عام عندما اختطت الحضارتان طريق الحرير واللبان والبخور ومختلف أنواع التجارة في ذلك العصر كما تعمقت علاقة البلدين بصورة اكبر منذ ما يزيد عن نصف قرن.
واستعرض الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي جملة من القضايا والموضوعات المتصلة ببرنامج زيارته للصين .. معبرا عن تقديره الكبير لما لقيه من حفاوة بالغه وحسن وفادة ..متمنيا للعلاقة بين البلدين الصديقين التطور والازدهار.
فيما عبر رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية عن ترحيبه الحار بالأخ الرئيس والوفد المرافق له ..مشيدا بتطور العلاقات بين الجمهورية اليمنية وجمهورية الصين الشعبية.
وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين والشعبين ستشهد تطورا كبيرا خلال المرحلة القادمة في ضوء نتائج زيارة الأخ رئيس الجمهورية الحالية لبكين.
وقال:” إن هذه الزيارة ستعزز من هذه العلاقات وتدفع بها الى افاق واسعة ورحبة “.
هذا وقد جرى أمس وفي إطار زيارة الأخ رئيس الجمهورية الى العاصمة الصينية التوقيع على اتفاقية توليد الطاقة الكهربائية بقدرة ألفي ميجاوات .
وقع الاتفاقية عن الجانب اليمني وزير الكهرباء الدكتور صالح سميع وعن الجانب الصيني ممثل الشركات المنفذة.
رافق الأخ الرئيس في هذه النشاطات مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الإعلامية محبوب علي القباطي ووزراء الخارجية الدكتور أبو بكر القربي والكهرباء والطاقة الدكتور صالح سميع والمالية صخر أحمد الوجيه والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد سعيد السعدي والاتصالات وتقنية المعلومات رئيس اللجنة الوزارية اليمنية – الصينية المشتركة الدكتور أحمد عبيد بن دغر والنقل واعد باذيب وأمين عام رئاسة الجمهورية الدكتور علي منصور بن سفاع والقائم بأعمال سفارة اليمن في بكين أنيس قدار ورئيس جمعية الصداقة اليمنية- الصينية جمال الخولاني.

قد يعجبك ايضا