غذاء رمضان.. ورياضة رمضان (2)

 

جابر يحيى البواب

تحدثنا في الأسبوع الماضي عن فؤاد الصوم وأهمية تناول الأطعمة الصحية في رمضان، وخصوصاً أثناء وجبة الإفطار، كما ذكرنا بعض هذه الأطعمة الصحية، في هذا الجزء الأخير من موضوع غذاء رمضان ورياضة رمضان، نشير إلى وجبة السحور، وأهميتها للفرد وخصوصا الرياضيين، كما نذكر بعض أنواع التمارين التي تحافظ على صحة ولياقة الأشخاص.
السحور من السنن المستحبة، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (تسحّروا؛ فإن في السحور بركة)، فهذا الحديث إشارةٌ واضحةٌ إلى ما تمتّعتْ به وجبة السحور من البركات والفضائل، سواءٌ ما تعلّق بأمور الدنيا، أو توجّه إلى شؤون الآخرة؛ إن أوّل بركات هذه العبادة أن المسلم يقوم بها إتباعاً للسنّة واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان مداوماً عليها، وهذا ما تُشير إليه الأحاديث فقد جاء عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: “تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة” فقيل له: كم كان بين الأذان والسحور؟ فقال: “قدر خمسين آية” رواه البخاري.
لوجبة السحور أهمية كبيرة لصحة الإنسان في شهر رمضان، إذ تمده بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها خلال ساعات الصيام، وللحصول على فوائدها دون زيادة الوزن، نذكر بعض النصائح الهامة التي توصل إليها الباحثون المتخصصون في مجال التغذية، ومن هذه النصائح الخاصة بتوازن وجبة السحور، حساب السعرات الحرارية، علينا الانتباه إلى مقدار السعرات الحرارية التي يتم الحصول عليها في وجبة السحور، حيث يجب أن تكون أقل بكثير من سعرات وجبة الإفطار، ومن أبرز الأطعمة التي ينصح بتناولها في هذه الوجبة” 100 جرام من الفول، يحتوي على 350 سعرة حرارية – كوب من الزبادي، يحتوي على 55 سعرة حرارية – بيضة مسلوقة، تحتوي 78 سعرة حرارية” ، أو أي نوع آخر من الأطعمة له نفس المقدار من السعرات الحرارية؛ كما يجب أن تكون وجبة السحور متوازنة ومتكاملة العناصر الغذائية، مثل الفيتامينات والألياف المتوفرة بالخضروات والفواكه، والكربوهيدرات المعقدة الموجودة بالبطاطس، والبروتين “النباتي أو الحيواني” المتوفر بالبيض والفول.
قد يشعر الإنسان بتخمة بعد تناول وجبة سحور ثقيلة، لذلك يمكن الاستعانة ببعض التمارين الخفيفة جدا، و بدون الإفراط في ممارستها، حتى لا نفقد العناصر الغذائية التي حصلنا عليها في وجبة السحور؛ مثل تمرين اليوجا، وهي من التمارين التي لا تحتاج إلى بذل مجهود بدني كبير، وممارستها لمدة 15 دقيقة من شأنه أن يوفر لنا العديد من الفوائد، مثل تحسين حركة الأمعاء، وتسهيل عملية الهضم، والوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي، كما تمد الجسم بالطاقة والحيوية، تمرين المشي، يحتاج الإنسان إلى المشي لمدة 30 دقيقة بعد الانتهاء من وجبة السحور، ويمكن القيام بذلك عند الذهاب إلى صلاة الفجر في المسجد عبر طريق طويل أو الذهاب للصلاة في مسجد يبعد مسافة نصف ساعة عن المنزل، لتجنب الإصابة بالإمساك والانتفاخ وعسر الهضم، كما أثبتت بعض الدراسات أن المشي باستخدام أوزان اليد يعادل الجري ببطء “الهرولة”، وأشارت إلى أن المشي يساهم في التخلص من دهون البطن.
ذكرنا في المقال السابق أن أنسب وقت لأداء التمارين الرياضية بشكل عام في رمضان، يجب أن يكون قبل الإفطار أو قبل السحور، لأن ممارستها في ذلك التوقيت من شأنه أن يساهم في فقدان الوزن بفعالية كبيرة.
أما ممارسة الرياضة بعد وجبة السحور، فذلك يؤدي إلى حرق السعرات الحرارية التي تم الحصول عليها، وبالتالي يشعر الإنسان بالخمول والتعب والحاجة إلى تناول الطعام خلال ساعات الصيام، لذا انصح الأخوة الزملاء والآباء الذين يمارسون الرياضة يومياً في حديقة الثورة بعد صلاة الفجر بتغيير الوقت، وممارسة الرياضة قبل الإفطار من الساعة الخامسة حتى السادسة قبل المغرب؛ كتب الله لي ولكم الأجر والثواب.

قد يعجبك ايضا