الزكاة في الإسلام فريضة عظيمة وركن من أركانه الثابتة, وأحد أعمدته التي تعزز من النمو الاقتصادي والتكافل الاجتماعي, وتتميَّز الزكاة عن بقيَّة الضرائب والجبايات الماليَّة بأنها التزام بأوامر الله تعالى مقترنةً بذلك بأسمى آيات الإيمان والاحتساب عند الله تعالى، إضافةً إلى أنَّها تؤخذُ من الأغنياء أصحاب المال وتعطى للفقراء من المسلمين، ويجبُ على المسلمين الالتزام بالزكاة اتباعًا لأوامر الله تعالى ولما تعود فيه على المجتمع الإسلامي من فضائل ومنافع.
الثورة / أمين النهمي
ولا شك أن للزكاة دوراً كبيراً في معالجة الكثير من الاختلالات الاقتصادية من خلال القيم الإيمانية وما تتصل به من سلوك اقتصادي، تتجلى حكمة الله تعالى في فرضها لتعزيز التراحم بين الأغنياء والفقراء, وزكاة المال تعتبر عصب النظام الاقتصادي الإسلامي، لما لها من أهمية في معالجة الفقر ومحاربة الاكتناز وتنشيط الاقتصاد، وفى الوقت نفسه تحفز على استثمار الأموال في المشروعات الاقتصادية التي تعود بالنفع على المجتمع والفرد.
ويؤكد علماء الاقتصاد أهمية الزكاة ودورها في تحسين أحوال الفقراء والمساكين من خلال استخدامها في مصارفها الشرعية، وإسهامها في الوقت ذاته في زيادة القوة الإنتاجية للمجتمع، خاصة في أوساط الفقراء الذين يتحولون إلى منتجين يشاركون في الحياة الاقتصادية.
وتعمل الزكاة على القضاء على مشكلة تكدس الثروات واتساع الهوة بين الأغنياء والفقراء، فهي تنمي موارد الفقير والمثقل بالديون من ناحية وتحفز الغني على مساعدة المحتاجين بالإضافة إلى أنها تعمل على تحقيق التوازن والاستقرار الاقتصادي, كما تسهم الزكاة في إيجاد فرص عمل من خلال توفير المستلزمات من آلات ومعدات ومواد خام وتحويل الأيادي العاملة إلى طاقة إنتاجية تسهم في بناء المجتمع وتنميته فضلاً عن أهمية دور الزكاة في الإنفاق على البرامج التدريبية للشباب وتأهيلهم وفقاً لاحتياجات سوق العمل.
ولأهمية هذا الركن يؤكد الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي؛ رضوان الله عليه، بالقول: “فريضة من أعظم الفرائض، فريضة هي ركن من أركان الإسلام اتجهت نحو المال هي الزكاة، واجب من أهم الواجبات هو نصرة دين الله مرتبط بالمال أيضاً، واجب من أهم الواجبات هو العمل على نشر دين الله والدعوة إلى إصلاح عباده مرتبط بالمال أيضاً لدرجة أن الله سبحانه وتعالى قال عن صفات المؤمنين فيما يتعلق بالجانب المالي وفيما يتعلق بالجانب النفسي: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ}”.
وفي هذا الجانب دعا السيد القائد عبدالملك الحوثي- سلام الله عليه- إلى تفعيل الزكاة وصرفها في مصارفها الشرعية التي شرَّعها الله, وبناء على ذلك تم إنشاء الهيئة العامة للزكاة بعد تراكمات من العبث في إدارة الزكاة, لتعتني بأداء هذه الفريضة العظيمة.