واشنطن/
يستمر تفشي فيروس “كورونا” في التأثير سلبًا على العالم، وخلال الأيام القليلة الماضية تم نشر عدد من الصور ومقاطع الفيديو التي كشفت عن عدم قدرة أنظمة الرعاية الصحية في مختلف البلدان على السيطرة على انتشار هذا الفيروس الخطير.. وفي هذا السياق كشف موقع أمريكي قبل عدة أيام أنه حصل على تقرير سري لـ”البنتاغون” الأمريكي تنبأ بانتشار فيروس “كوفيد 19” في عام 2017م، وعلى الرغم من الادعاءات المتكررة للرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” بأن تفشي فيروس “كورونا” لم يكن “متوقعًا” وأنه سوف يتفشى بهذه الصورة المرعبة في أمريكا، إلا أن موقع “ذا نيشن” ذكر أنه حصل على بعض الوثائق السرية التي تكشف بوضوح أن وزارة الدفاع الأمريكية كانت تدرك جيدا في عام 2017م أن فيروس “كوفيد 19” سوف ينتشر في العديد من بلدان العالم في بداية عام 2020م وأن هذا الفيروس سوف يستهدف الجهاز التنفسي لضحاياه وسوف يقتل الآلاف من الأمريكيين، وذلك بسبب نقص الأسرّة في المستشفيات، ونقص الأقنعة وأجهزة التنفس الاصطناعي.
كما كشفت هذه الوثائق السرية أن “التهديد الأكثر احتمالا وأهمية هو انتشار مرض تنفسي جديد يشبه بشكل خاص الأنفلونزا”، وأشارت تلك الوثائق التي تضمنت 103 صفحات إلى أن فيروس كورونا سوف ينتشر في العديد من بلدان العالم على سبيل المثال تم ذكر أن “عدوى الفيروسات التاجية سوف تصبح شائعة في جميع أنحاء العالم.” الجدير بالذكر أن هذه الوثائق وهذا التقرير نسخة محدثة من تقرير وزارة الدفاع الأمريكية حول مرض “الأنفلونزا”، الذي تم التوضيح فيه –التقرير- كيفية التعامل مع جميع الأوبئة، بما في ذلك متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ولقد تم نشر ذلك التقرير في عام 2017م بشكل سري للغاية في جميع الأقسام الداخلية بوزارة الدفاع الأمريكية.
وعلى صعيد متصل، قال “دنيس كوفمان” الذي شغل منصب رئيس وكالة الأمراض المعدية والعمل المتبادل التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية في الفترة من 2014م إلى 2017م “كانت وكالات الاستخبارات الأمريكية على علم بانتشار هذا الفيروس التاجي منذ سنوات”. كما أضاف “كافمان”- الذي تقاعد في ديسمبر 2017م، قائلاً “حذرت وكالات المخابرات من مخاطر انتشار الفيروسات المعدية منذ عقدين من الزمن وكان ينبغي إصدار تحذيرات بشأن فيروس كورونا منذ خمس سنوات على الأقل، ولهذا فإن التصريحات التي أطلقها قادة البيت الأبيض حول تفشي فيروس كورونا، وعدم قدرة الطواقم الطبية على السيطرة عليه يعتبر أكبر فشل مُنيت به وكالات المخابرات الأمريكية ولهذا فإن مثل هذه التصريحات جعلت المواطنين الأمريكيين لا يثقون مجدداً بهذه الوكالات الاستخباراتية.”
لقد توقع “البنتاغون” ووكالات المخابرات الأمريكية قبل عدة سنوات ظهور فيروس “كورونا” وانتشاره في عدد من دول العالم، وخلال تلك الفترة توقعت تلك الوكالات أيضا حدوث نقص في المرافق والمعدات الطبية التي أدت خلال الأيام القليلة الماضية إلى وفاة العديد من المواطنين الأمريكيين وهنا يمكن الإشارة إلى أن نقص الموارد والمعدات الطبية، يشمل أجهزة التنفس الاصطناعي والقفازات والأقنعة.
يذكر أن ذلك التقرير المكون من 103 صفحات، تم التطرق فيه إلى الأسباب التي سوف تؤدي إلى انتشار هذا الفيروس الخطير، وعواقبه المحتملة، وكيفية تعامل الجيش معه.. وتمت الإشارة في هذا التقرير أيضًا إلى الظروف التي يمكن أن ينتشر فيها مرض معدٍ، بما في ذلك العديد من حالات تفشي عدد من الفيروسات التاجية وعلى سبيل المثال، قيل إن هذه الفيروسات سوف تنتشر بكثرة في الأماكن المزدحمة وسوف يؤثر هذا الفيروس على إمكانية نقل الرحلات الدولية، وإن الآلاف من الناس سوف يموتون بسبب هذا الفيروس الخطير بسبب الظروف غير الصحية التي يعيشون فيها وعدم وجود البنية التحتية للوقاية.
وعلى صعيد متصل، ذكرت بعض المصادر الإخبارية أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” غرّد الأسبوع الماضي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وقال “ينبغي على شركتي جنرال موتورز وفورد بناء وتصنيع أجهزة تنفس اصطناعية تكون فعالة في علاج المرضى الذين يعانون من هذا الفيروس التاجي الخطير” يذكر أن ذلك التقرير السري الذي تم الكشف عنه تنبأ في عام 2017م بنقص الأقنعة وأجهزة التنفس، حيث جاء فيه: “مستودع المعدات الاستراتيجية الوطنية يكاد يكون خاليًا من الإمدادات الطبية مثل الأقنعة وأجهزة التنفس والملابس والقفازات”.
وكان “ترامب” قد أعلن عن تفعيل قانون الإنتاج الدفاعي في التاسع عشر من مارس الماضي، وهو قانون يسمح بإجبار قطاعات الصناعة الأمريكية على إنتاج وتوفير الإمدادات الطبية اللازمة لمواجهة فيروس “كورونا”.. وعلى جانب آخر تعاونت شركة فورد الأمريكية مع شركتي “ثري إم” لصناعة الأجهزة الطبية وجنرال إلكتريك ونقابة عمال صناعة السيارات في أمريكا في مشروع لتطوير أجهزة تنفس صناعية للمساهمة في الحد من انتشار فيروس “كورونا”.
وفي هذا التقرير السري ذُكر أيضاً “حتى أكثر الدول الصناعية ستواجه نقصاً في أسرة المستشفيات وستجد صعوبة في توفير معدات المستشفيات مثل أجهزة التنفس وحتى الأدوية، ولن تكون قادرة على تلبية احتياجات المتضررين.”.. وفي جزء آخر من ذلك التقرير السري تم اقتراح التنافس على إنتاج اللقاح لفيروس “كورونا” باعتباره اتجاهاً يمكن التنبؤ به وكان “ترامب” قد اقترح سابقاً على العلماء الألمان الذين يعدّون لقاحاً لـ”كورونا” أنه سيشتري اللقاح.
يذكر أن أمريكا أصبحت اليوم أكبر مرکز انتشار عالمي لفيروس “کورونا” بحسب آخر الإحصائيات، حيث وصل عدد المصابين بالفيروس إلى 327 ألف شخص الأحد الماضي، وإجمالي عدد الوفيات إلى 9325 ووفقًا لجامعة “هوبكنز”- التي تنشر الإحصاءات العالمية حول عدد مرضى وضحايا “کورونا”- فإن العدد الإجمالي للمرضى في جميع أنحاء العالم اليوم يزيد عن مليون ومئتي ألف شخص.. وتُظهر هذه الأرقام أن واحداً من كل أربعة مصابين بفيروس “کورونا” في جميع أنحاء العالم يعيش في أمريكا، وعلى الرغم من العديد من التطورات التي شهدها هذا البلد في مجال الطب، إلا أن لديه نقاط ضعف في الصحة والبنية التحتية المطلوبة، إذ توفي حتى الآن أكثر من 8400 شخص مصاب بفيروس كورونا في أمريكا.
لقد انتشر فيروس کورونا في 50 ولاية أمريكية، لكن الوضع في نيويورك خطير للغاية، وبحسب حاكم الولاية، فقد أصيب أكثر من 114 ألف شخص في الولاية بالكورونا، وتجاوز عدد الوفيات 3500 شخص. وطلب حاكم نيويورك من خريجي كليات الطب في بلاده مساعدة الطاقم الطبي في المستشفيات.