نشء اليوم هم أرباب أسر الغد وهن رباته , فإن ساعدت أعمال الشرطة على تنشئتهم على الفضيلة والأخلاق الحميدة كانوا هم عون الشرطة وسر نجاحها , وإن تجاهلتهم برامج الشرطة اليوم فستدفع الأثمان باهظة في ملاحقتهم كمجرمين وأرباب أسر فاشلين في تربية أبنائهم وتدور رحى العجلة في اتجاه الصعوبات.
الشخص المجرم يصعب تتبعه والسيطرة عليه من رجل شرطة واحد لأن أفعاله الإجرامية يرتب لها وفي الظاهر هو واحد من الناس فيحتاج الى جهود مجموعة من الشرطة ليأمن المجتمع من شروره.
العمل من أجل جيل صالح من الناس يجب أن يأخذ حيزا من اهتماماتنا كشرطة وجزءا◌ٍ من استراتيجيتنا لمكافحة الجريمة , وهذا ما افتقدناه في الماضي ولا زال خارج برامجنا.
كم أتمنى عملا مشتركا يجمع وزارة التربية والتعليم ووزارة الداخلية مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الإعلام في برنامج واحد يهتم بالنشء والفتية فيجعل منهم أصدقاء للشرطة منذ نعومة أظافرهم , لا يخافون الشرطة بل تكون هي الملجأ الذي يهرعون إليه عند الحاجة ويكونوا علي وعي بكل حقوقهم التي على الشرطة فيأخذونها.
كنا قد بدأنا منذ العام 2006م برنامجا في شرطة الدوريات الراجلة يستهدف النزول إلى المدارس لإلقاء محاضرات التوعية للطلاب مستغلين كل لحظة فراغ لديهم , بعض مدراء المدارس رحبوا بالفكرة وسهلوا لنا تنفيذها وبعض آخر استدعى الحجج التي منها وجوب استئذان مكتب ووزارة التربية !! وهؤلاء ذكروني بأحد مدراء أمن العاصمة السابقين الذي أوقف برنامج تعليم اللغة الانجليزية واللغة الفرنسية الذي أقمناه في معسكر شرطة الدوريات الراجلة عصرا لمن يؤدون خدماتهم صباحا بقصد شغل أوقات فراغهم فيما يفيدهم وفيما هو ضرورة للعمل في الوقت ذاته كونهم يتواجدون في الأماكن السياحية التي تحتم عليهم التعامل مع الأجانب من السياح, أوقفت الدراسة إجبارا بحجة استئذان الوزارة في أن يكون برنامج تأهيل الأفراد الموفر لهم مجانا هو البديل عن القات !!! فكان من صدنا من مدراء المدارس عن التوعية المجانية في أوقات فراغ الطلاب التي تحددها لنا إدارة المدرسة يذكرني بذلك المدير الأمني وكأن أستاذهما واحد !!
في الأسابيع الماضية أنزلت منشورا في صفحة ( أصدقاء الشرطة ) على الفيس بوك عن استئناف برامج النزول إلى المدارس وطلبت عون المتطوعين للقيام بهذا الواجب المشترك بين الشرطة والمجتمع وسرني كثيرا الإقبال الكثيف ممن تطوعن وتطوعوا للمشاركة في برامج التوعية.
البرنامج يختلف بحسب الفئة العمرية التي نستهدفها بعيدا عن رتابة الدروس والمحاضرات بالأسلوب التقليدي الذي يمله الطلاب بغرض توعيتهم بوسائل العصابات الإجرامية التي عادة تستهدف الأطفال باستدراجهم لترك المدرسة ثم استغلالهم وكيفية التعامل مع تلك الأساليب وطرق التواصل مع الشرطة إلى آخر البرامج التي تكسر حاجز الخوف من الشرطة في نفوس الطلاب , ويشمل البرنامج جوائز تشجيعية ورحلات إلى بعض وحدات الشرطة مثل الدفاع المدني لمعرفة طرق العمل واخذ الصور التذكارية.
الإقبال على مد يد العون طوعا من كل أصدقاء الشرطة على الفيس بوك جعلني أدرك مدى أهمية أن يكون برنامج استهداف النشء من طلبة وطالبات المدارس ضمن استراتيجية عمل وزارة الداخلية فما نزرعه اليوم , لا شك أننا سنحصد ثماره غدا.
همسة أمنية :
في هذا الأسبوع تكثف وزارة الداخلية حملتها لمنع حمل الأسلحة التي يعد حملها سببا في المعضلة التي تؤرق الجميع, تعاون المجتمع ضرورة لنجاح المجهود الأمني الذي هو من أجلكم.
نطمح لنلمس على الواقع مبادرتكم بالاستجابة والتوعية.
دام اليمن و دمتم بإذن الله سالمين.
● قائد شرطة الدوريات الراجلة – سابقا◌ٍ
alwajih@yahoo.com
Prev Post
قد يعجبك ايضا