وآخر الفضائح
مسكينة هي رياضتنا اليمنية ..ابتلاها الله بمسؤولين لاهم لهم سوى التفنن في ابتكار الانتكاسات ..وتسجيل كل أنواع الفضائح بمختلف أشكالها والوانها ..ولعل آخر تلك الفضائح التي وللأسف أصبحت ماركة خاصة ومسجلة باسم الرياضة اليمنية ما طالعتنا به صحيفة الثورة في عددها ليوم الأحد في رسالة الزميل عبدالرقيب فارع المرافق لبعثة منتخبنا الوطني للكونغ فو في بطولة العالم الثانية عشرة للووشو كونغ فو والتي تستضيفها العاصمة الماليزية كوالالمبور ..
هذه الفضيحة التي أساءت لسمعة اليمن ومثلت بها في هذا المحفل العالمي الكبير والمتمثلة في تأخر لاعبينا في الوصول إلى البلد المستضيف للبطولة ..وبالتالي عدم حضور عملية الوزن الفني للاعبين ..
بالله عليكم ألا يستحي مسؤولو وزارة الشباب والرياضة ..وقيادة اتحاد الكونغ فو في بلادنا من مثل هذه التصرفات ..
ألا تخجل قيادة البعثة الإدارية التي سبقت لاعبينا ولاهم لها سوى السياحة والتمتع بأجواء ماليزيا الساحرة ..
ألم يكن اتحاد الكونغ فو على علم بتفاصيل المشاركة ومواعيدها ..من حيث الوصول والاجتماع الفني ..وإجراء عملية الوزن ..ومواعيد بدء المنافسات ..وكذا موعد اختتام البطولة ومغادرة المنتخبات المشاركة ..
وإذا كان الاعتذار بحسب ما ورد تعود لتأخر صرف المخصصات المالية الخاصة بالمشاركة لدى الجهات المعنية ألم يكن الاأدر الاعذار عن المشاركة وتوفير ملايين الريالات التي صرفت عبثا ..وذهبت هباء منثورا ..وابقاءها في رصيد اتحاد الكونغ فو ..
إلا أنه وكما يبدو أن فوائد السفر السبع زغللت عيون وعقول وأفئدة قيادة الاتحاد ..ومعها المسؤولين من قيادة الوزارة الذين حرصوا على السفر قبل اللاعبين ..وتسجيل الحضور الإداري فقط لليمن في هذه البطولة ..والاستمتاع بالأجواء الماليزية الساحرة ..مع عدم الاكتراث والاهتمام بلاعبي المنتخب ..وظروف مشاركتهم ..ومواعيد وصولهم ..
ويالها من حسرة وندم على الوضع السيئ والمخزي الذي باتت تعيشه رياضتنا اليمنية في ظل فشل وزراة الشباب والرياضة في ادائها لمهامها بما يرضي الله ..واصبح مسؤولوها.. وقياداتها أشبه بابن بطوطه ..ولاهم لهم سوى السفر والسياحة ..مع مختلف بعثات الاتحادات الرياضية ..حتى أن الاتحادات المحلية باتت تستجدي رضى ومباركة قيادات الوزارة من أجل إنجاح سفرياتها ومشاركاتها الخارجية ..
وصدقوني لو كانت هذه الفضيحة حدثت في دولة غير اليمن لطارت فيها رؤوس من الوزارة والاتحاد المعني باللعبة.. ولكانت فيها تحقيقات ..بل وحتى محاكمة لمن كان السبب في الاساءة لسمعة البلد وتشويه صورته خارجيا ..
إلا أنه ومن حسن حظ كل مسؤولينا انهم في اليمن وفي بلد ينظر مسؤولوه للرياضة على أنها مجرد تسلية وتضييع للوقت ..وبالتالي فلا حساب ولا عقاب لمن يسيء..
وأنني هنا أتساءل ..هل ستكون فضيحة الكونغ فو هي آخر فضائحنا الرياضية¿
أم أن المسلسل التراجيدي الحزين والمؤلم للرياضة اليمنية سيستمر وبه ننافس المسلسلات المكسيكية في عدد حلقاتها ¿¿¿