بيروت /
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن لا وجود لصفقة خلف إطلاق سراح العميل عامر الفاخوري أصلاً لكي يكون الحزب جزءاً منها.
وقال نصر الله في كلمه له حول آخر التطورات في لبنان: “لا علم لنا بوجود صفقة خلف إطلاق سراح العميل الفاخوري، وما نعلمه هو عدم وجودها”، مشيراً إلى أن “العدو والخصم يعملان على زعزعة الثقة بين المقاومة وشعبها الذي يشكل السند الحقيقي”.
نصر الله اعتبر أن الحاجة إلى الحديث عن موضوع العميل الفاخوري “تنطلق من الحرص على الرأي العام في ظل الشائعات والتضليل”، مضيفاً: “خلال الشهرين الأخيرين، ناقشت جهات في الدولة اللبنانية مع الحزب قضية الفاخوري في ضوء التهديدات الأميركية”.
وأوضح نصر الله أنّه “بعد قرار منع السفر، حاول الأميركي تهريب الفاخوري من مطار بيروت، لكن الجهات الأمنية المعنية رفضت”، كاشفاً عن أن الأميركيين “مارسوا ضغوطات على مسؤولين لبنانيين لمصلحة إطلاق الفاخوري من دون قيد أو شرط، كما مورست ضغوط أميركية على القضاة بعضهم رفض الخضوع، ولكن في نهاية المطاف خضع قضاة لها”.
نصر الله حذر من أن الرضوخ للضغوط الأميركية “منحى خطير سيفتح الباب أمام الأميركي لكي يطالب بالمزيد من الأمور”، وأضاف: “نحن أصحاب القضية، ولسنا طرفاً حيادياً. لذلك رفضنا إطلاق سراح الفاخوري”.
وشرح الأمين العام لحزب الله أنّه حين سُئل عن قضية إخلاء سبيل الفاخوري، كان رد الحزب واضحاً بأنّ “القضية إنسانيّة ولا يجوز الخضوع للضغوط”، كما رفض منذ اليوم الأول لاعتقال الفاخوري إسقاط التهم عنه، وطالب بالحكم العادل “إنصافاً للمظلومين”.
نصر الله لفت إلى أنّه علم شخصياً بخبر إطلاق سراح الفاخوري عبر وسائل الإعلام، “كما لم يمكن للحزب علم بجلسة المحكمة التي صدر خلالها قرار إطلاق سراحه”، لافتاً إلى أن الحزب “لا يتدخل بالكثير من قرارات المحكمة العسكرية والأجهزة القضائية”.
وقال نصر الله: إن الاتهامات التي وجهت إلى الحزب في قضية الفاخوري “بُنيت على شبهة بأن الدولة في لبنان هي بيد حزب الله”، مشدداً على أن “الحكومة في لبنان لم تكن في يوم من الأيام حكومة حزب الله، كما أن لا الدولة ولا مؤسساتها ولا رؤساؤها تابعون لحزب الله”.
وأضاف: “من يُصرّ على تحميل الحزب مسؤولية إطلاق الفاخوري يُصرّ على البقاء في دائرة العدو والخصم”.
ورداً على دعوات البعض إلى “7 أيار” ثانٍ، لفت الأمين العام لحزب الله أن “7 أيار لم يكن رد فعل على إزاحة مدير عام جهاز أمن المطار، كما يروّج له البعض، بل للحفاظ على المقاومة”، مشيراً إلى أن “كل ما قدم من أفكار لمتابعة قضية الفاخوري لا نجد فيه مصلحة وطنية”.
نصر الله تساءل عن أنّه بمعزل عن تقييم حزب الله لحجم الفاخوري، “هل ما طرحه البعض من اقتراحات لمنع سفره تخدم مصلحة المقاومة؟”، لافتاً إلى أنه “يجب متابعة قضية الفاخوري قضائياً بصفته مطلوباً وهارباً من العدالة”.
وأعلن نصر الله تأييده “فتح تحقيق في قرار المحكمة العسكرية إطلاق الفاخوري الذي اتخذ بإجماع أعضائها”، مضيفاً أن “قرار إطلاق سراحه لم يناقش في الحكومة، ولم يُتخذ قرار بشأنه في داخلها”.
كما انتقد “توجيه البعض غضبه إلى المقاومة، وهي الضحية، بدلاً من توجيه الغضب إلى الأمريكي، وهو الجلاد”.
وحول دور الولايات المتحدة في لبنان، أكد نصر الله أن “الدليل على أن أميركا ليست مهيمنة على لبنان هو القرارات التي اتخذها عدد من القضاة الشجعان”، إلا أنه لفت إلى أنّ للأميركي “نفوذاً في مؤسسات الدولة اللبنانية حتى في زمن الإدارة السورية”.
الأمين العام لحزب الله شدد على أن “هناك حدين غير مقبولين لدى الحزب، من قبل أيّ كان، هما التشكيك بالمقاومة والإهانة”، محذراً من أن “مَن يتجاوز هذين الحدين سنخرجه من دائرة الأصدقاء والأخوة”.
وأضاف: “من الآن فصاعداً، لا يقبل حزب الله من صديق أو حليف أو قريب أن يخوّن أو يشتم، لأنّ هذه المقاومة هي أشرف وأعقل مقاومة في العصر الحديث”.
وقال نصر الله: “من نكد الدهر أن يأتي يوم أدافع فيه عن المقاومة بموضوع عميل إسرائيلي قاتل مجرم”.