كلمة قائد المسيرة القرآنية في ذكرى شهيد القرآن
زيد البعوه
علم هدي يتحدث عن علم هدى.. نور على نور.. قائد مجاهد يتحدث عن قائد شهيد مسيرة قرآنية مضمونها سور وآيات ومواقف ومعجزات وبما أن المشروع قائم ومستمر والصراع أيضا لم يتوقف بين أعداء المسيرة القرآنية في عهد مؤسسها الأول الشهيد القائد وفي حاضر قائدها المجاهد الصادق الوفي وتضحية شهيد القرآن بروحه ودمه في سبيل ثقافة القرآن ومشروعه تمثل بالنسبة للسيد عبد الملك أهم وأعظم وأبرز المقومات للمضي قدما والاستمرار على نفس الطريق وفي نفس المسار قيم ومبادئ وأهداف لا بد من تحقيقها والوصول اليها من منطلق الثقة بالله والأخذ بالأسباب للوصول إلى وعده بالنصر والتمكين لأوليائه .
كلمة قرآنية من أول موضوع إلى آخر موضوع رغم تفاوت بعض المواضيع عن بعضها لكن لأن المسيرة قرآنية والثقافة قرآنية والقيادة قرآنية فقد تناول السيد عبد الملك- حفظه الله- مواضيع كلمته من خلال القرآن واستشهد واستدل في اكثر من موضع بآيات قرآنية من الشهيد القائد إلى فيروس كورونا وما بينهما من عدوان ومواقف وانتصارات وأحداث ومستجدات ومتغيرات تحدث على الساحة العالمية وفيما يتعلق بالصراع بين محور الشر ومحور الخير.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -سلام الله ورضوانه عليه -هو شهيد القرآن قولاً وعملاً ،وهذا ما اثبته الواقع وأكدته المواقف والأعمال ودلت عليه الأحداث والمستجدات، كيف لا وقد كانت رؤيته قرآنية ومواقفه قرآنية وحركته وأعماله وتصرفاته قرآنية والثقافة التي قدمها من خلال هدي القرآن والدروس والمحاضرات التي القاها كلها قرآنية والمشروع الذي قدمه للأمة مشروعاً قرآنيا أضف إلى ذلك انه قدم روحه ودمه شهيداً في سبيل الله وفي سبيل القرآن وثقافته لهذا هو شهيد القرآن بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ما اثبته السيد عبد الملك حفظه الله في كلمته في ذكرى الشهيد القائد .
الاعتماد على القرآن والتحرك من خلاله وعلى أساس إرشاداته وهداه يخلق مناعة قوية وحصانة كبيرة لمن يسيرون على هذا النحو والشهيد القائد قدم مشروعه من هذا المنطلق ومسيرتنا اليوم تسير في هذا الاتجاه بقيادة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله -وكما تحدث هو في كلمته في ذكرى الشهيد القائد ان القرآن يهدي للتي هي اقوم في كل مجالات وجوانب الحياة ويهدي المؤمنين ويجعل حياتهم مستقيمة لا عوج فيها ومواقفهم قوية لا ضعف فيها .
وكما سمعنا من السيد القائد أن المواقف القرآنية ليست عشوائية ولا ركيكة ولا شحيحة وليست مجرد بيان يُقرأ لا يستند إلى عناصر ومقومات بل مواقف عظيمة تستند إلى زخم تربوي وتعبوي تنويري عميق كله نور من بحر هدي القرآن الذي لا ينفد وينتهي ورؤية القرآن الكريم رؤية شاملة تشمل كل جوانب الحياة ولا تقتصر على جانب معين وتهمل الجوانب الأخرى ومن يتحرك وفق رؤية قرآنية فسوف تكون مواقفه ورؤيته للأحداث حكيمة وصائبة لا تخطئ ولا تفشل ولا تؤثر سلبا على توجهه .
والمسيرة التي تنطلق على أساس القرآن يجب أن تكون مسيرة شاملة عالمية عملية، شاملة بشمولية القرآن، وعالمية بعالمية القرآن، وعملية بما يتضمنه القرآن من أعمال ومواقف وتوجيهات إلهية، هذا ما فهمناه من كلمة السيد القائد في ذكرى الشهيد القائد والذي اكد أيضا على أن التحرك على أساس القرآن عاقبته مضمونه ونتائجه مربحة لا خسارة فيها وأن أي طرف يقف في وجه المشروع القرآني هو الخاسر والمهزوم وسيفشل مهما امتلك من إمكانيات وعظمة المشروع القرآني تكمن في أن وراءه الله وأن أهدافه سامية وتوجيهاته وثقافته حكيمة وصائبة.
والمشروع القرآني والمواقف القرآنية تفضح من يقف في طريقها او يعترضها وتكشفه على حقيقته وتكشف ضعفه وزيفه وباطله ولنا عبرة في هذه المسيرة القرآنية وفي المشروع القرآني والثقافة القرآنية وما قدمه الشهيد القائد من هدى ومواقف وكيف أن الأحداث والصراعات منذ بداية المشروع إلى اليوم فرزت وغربلت أعداء الحق وأعداء القرآن وأبرزتهم في مكانهم الصحيح في صف أمريكا واسرائيل وأدواتهم اكثر من ست حروب شنتها أمريكا وعملاؤها على هذه المسيرة وهذا المشروع منذ عام 2004 إلى اليوم كان قد سبقها حرب إعلامية وسياسية وفكرية ولكن هذه الحروب جميعها فشلت في تحقيق أهداف أمريكا وهزيمة هذا المشروع والحد من توسع هذه المسيرة .
السيد القائد -حفظه الله- تناول في كلمته في ذكرى الشهيد القائد- سلام الله ورحمته عليه- عدداً من المواضيع المهمة ومنها الصراع الشامل بين الحق والباطل بين اليهود والنصارى وعملائهم وبين المسلمين الأحرار المناهضين لمشاريع الصهاينة والأمريكان، وذكر السيد بالاستهداف الدائم والمستمر لحزب الله وحركات المقاومة في فلسطين والعراق وغيرها من قبل أمريكا وإسرائيل ليس هذا فحسب بل تساءل السيد القائد عن المواقف العدائية التي تمارسها السعودية بحق حركة حماس والمنتمين اليها من سجن واعتقالات ومحاربة لمصلحة اسرائيل ،واعتبر السيد أن الإمارات والسعودية أدوات الأمريكان والصهاينة في المنطقة وتطرق إلى العدوان على اليمن ، وقال أن الهدف منه السيطرة على الشعب اليمني واستحكام قبضة أمريكا على قراره ومقدراته، وقال أن خيار الصمود والثبات هو الخيار الوحيد والدائم والمستمر في مواجهة العدوان حتى تحقيق النصر والاستقلال والحرية لليمن واليمنيين ودعا إلى رفد الجبهات والتحرك العملي من قبل الجميع لمساندة الجيش واللجان الشعبية وتحدث عن الانتصارات التي حققها الله على أيدي رجاله في اكثر من معركة معتبراً ذلك انه نتيجة للصمود والثقة بالله والتوكل عليه.
وختم السيد القائد كلمته في ذكرى الشهيد القائد بالحديث عن فيروس كورونا الذي يمثل اكبر حدث على مستوى العالم قائلاً: اليوم ظهر فيروس كورونا كخطر وتهديد مستجد في الساحة العالمية ولا يمكن أن يمر بنا هذا التهديد دون التحدث عنه وفعلاً تحدث عن كورونا بطريقة لم يسبقه اليها احد، تلا عدة آيات قرآنية منها قول الله تعالى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) ومنها قوله تعالى (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ) واكد أن الإنسان يتسبب في الأوبئة والكوارث من خلال عدة أمور منها عدم ارتقائه في تعامله وسلوكه في الحياة على أساس الرشد والتعليمات الإلهية وأكد على أن أي وصول للكورونا إلى اليمن سيكون بفعل وإشراف أمريكي عبر أدواته السعودية والإمارات وسيتم التصدي له على أنه عمل عدائي، ودعا للتفاعل مع ما يصدر من الجهات المعنية والمختصة من إرشادات وحذر من التهويل والإرجاف وحذر أيضا من التساهل في مواجهة خطر فيروس كورونا الذي يستهدف الجميع بلا استثناء معتبراً انه جاء من مصانع كيميائية أمريكية وهو ضمن الحرب البيولوجية التي تمارسها أمريكا بحق البشرية أجمع والمسلمين بشكل خاص. وأثناء حديثه عن الفيروسات ابتسم السيد -حفظه الله- قائلاً: شعبنا اليمني يواجه فيروسات من نوع آخر وهي فيروسات العدوان وجراثيم الخيانة، مشيراً إلى دول تحالف العدوان ومرتزقتها وعناصر الخيانة مؤكداً الاستمرار في مواجهة كل الأخطار.
يمكننا القول أن كلمة قائد المسيرة القرآنية في ذكرى شهيد القرآن تعتبر بمثابة ورشة تربوية للحديث عن المشروع القرآني بما يحويه من مضامين عظيمة وبما يترتب عليه من مواقف قوية ومسؤولية جسيمة وكيف انه ضرورة ماسة للإنسان بشكل عام والمؤمنين بشكل خاص لتحقيق الفوز والنجاح والعزة والحياة الكريمة وعبارة عن تعبئة قرآنية قائمة على الحقائق والبراهين عن كل ما يتعلق بالمواقف والخيارات التي يتم اتخاذها من خلال القرآن وتوجيهاته وإرشاداته وكيف أنها تسمو بالإنسان وتصنع ممن يتحركون على أساس القرآن أقوياء وحكماء، فسلام الله على الشهيد القائد وحفظ الله السيد القائد.