تطهير مارب من الإرهابيين والمرتزقة
عبدالله الأحمدي
منذ ثمانينيات القرن الماضي كانت عين مملكة العدوان السعودية على مارب والجوف، وقامت باستقطاب مواقف لشيوخ ينتمون لأحزاب سلطوية في تلك المناطق، وفاتحة لهم حبال التواصل معها.
ولو لم تكن الشركة التي نقبت على النفط في مارب أمريكية ( هنت ) لمنعتها من التنقيب ، ويتذكر الكثير من المتابعين قصة المطارح تحت عنوان اعتصام قبائل مارب الذين شجعتهم السعودية على الاعتصام بالقرب من أبار النفط في ثمانينيات القرن الماضي ، واستقر الأمر في اقتسام مارب بين سلطان العرادة وبن معيلي.
منذ هزيمة عفاش في حرب ١٩٧٨م مع الجنوب والجبهة الوطنية تعرضت اليمن لهجمة سعودية تمثلت بتصدير الجماعات الوهابية المتطرفة ومدها بالمال والسلاح ،فتم إنشاء الكثير من المعاهد الدينية ودور الحديث في طول البلاد وعرضها ،وكان لمارب والجوف النصيب الأكبر من ذلك الغزو الوهابي والسلفي ، وتم إنشاء دار للحديث في حصون آل جلال وآخر في وادي عبيدة معظم طلابهما من الأجانب.
كان الأمر مخطط له ، واستغل هؤلاء الفراغ وغياب الدولة الحاصل في المنطقة، فاستقطبوا مشائخ وأغروهم بالمال وسجلوا الكثير منهم في اللجنة الخاصة، ومنحوهم تصاريح دخول وخروج إلى المملكة متى شاءوا منهم الأثلة وآخرين.
كان النظام في صنعاء يعمل كمقاولة أنفار لتصدير المتطرفين إلى كثير أماكن غير أفغانستان، وكانت فرقة الهارب علي محسن مكانا لتدريب وجمع هؤلاء.
في العموم كانت اليمن ملجأ آمناً لمتطرفي مصر وسوريا والسودان، وبالذات من جماعة الإخوان والوهابيين ، والتي تمركزت في مناطق النفط والثروة مارب والجوف.
كان هناك مدرس مصري في خولان تم استدعاؤه إلى السعودية من قبل ابن باز وكلفه هذا بإنشاء دار للحديث في مارب ( وادي عبيدة ) واغدق عليه بالمال ، وكان مسؤولو نظام عفاش يسقطون أمام المال إلى درجة تم اختراق كل أجهزة الدولة والسيطرة على القرار السياسي من خلال طابور طويل من العملاء ، جلهم من كبار المسؤولين.
حرصت السعودية على أن يكون كل مسؤولي مارب والجوف من عملائها ورفضت التعامل مع أي مسؤول من مكون آخر غير الإخوان ، ومارست ضغوطات وافتعلت المشاكل للشرفاء من مشائخ مارب الذين رفضوا وقاوموا هذه المخططات ، وقامت بتصدير القاعدة من السعودية إلى مارب منذ أن عينت السعودي سعيد الشهري رئيسا لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب ، ثم بعد مقتله عينت الإرهابي قاسم الريمي في نفس المنصب ، ثم ها هي بعد مقتله تسعى لتعيين أبو الحسن الماربي ( مصري الجنسية ) مسؤولا للقاعدة في جزيرة العرب.
كل الجماعات الإرهابية والمطلوبين دوليا جمعتهم في مارب والجوف ابتداء من علي محسن والرنداني والعرادة وليس انتهاء بالحميقاني والذهب والحزمي والقيسي وخالد العرادة وغيرهم من الإرهابيين الذين تصرف عليهم السعودية بسخاء.
أصبحت مارب ملجأ للإرهاب منذ ما بعد حرب ٩٤ التي شارك فيها الإرهابيون بموجب وعد من عفاش بإعطائهم أمارة في الجوف ومارب يبسطون عليها نفوذهم ، من يومها وهم يسرحون ويمرحون في هاتين المحافظتين ويجمعون قواهم فيهما، وبالذات في مارب التي تنتج النفط والغاز.
خلال سنوات العدوان عملت مملكة العدوان السعودية على تقوية نفوذ ووجود الجماعات الإرهابية تحت مسميات عدة وجمعت كل الإرهابيين والمرتزقة إلى مارب وما حولها ، وتسعى إلى أنشاء أمارة تابعة لها سوف تقوم بفصلها عن اليمن في المستقبل كما حصل في نجران وجيزان وعسير وكثير مناطق يمنية محتلة.
الآن بلغ السيل الزبى وتحولت مارب إلى إمارة إرهابية يعبث الإرهابيون بأمنها وثرواتها؛ يسفكون الدماء ويقتلون النفس التي حرم الله، ويقطعون السبيل، وينهبون الناس أموالهم وينتهكون الأعراض ويعيثون في الأرض الفساد، ويسرقون ثروة اليمنيين من النفط والغاز، ويهربون أموالها إلى خارج البلاد، وحرموا أصحاب الثروة الحقيقيون من أبناء مارب وغيرها من عامة الشعب اليمني.
إزاء هذا كله وجب على اليمنيين وعلى أحرار وشرفاء مارب ومشائخها الحكماء وأبنائها الكرام ومن ورائهم الجيش واللجان أن يهبوا جميعا لتطهير مارب من رجس الإرهاب من حزب الإصلاح وأذناب ومرتزقة العدوان ، من اجل استرداد كرامة مارب وكل اليمن من عملاء الاحتلال السعو/أمريكي ويكتبون الخلاص لهذه المحافظة الأبية من كل الجرائم التي يرتكبها العدوان ومرتزقته ومجاميعه الإرهابية ، وليعيدوا الحق لأهله ، ولتكون عائدات الثروة من النفط والغاز لأبناء مارب ومعهم الشعب اليمني كافة.