التسامح في الحقوق
مها موسى
خمس سنوات عجاف من العدوان على اليمن، عدوان لم يقتصر على التحليق والقصف وقتل الأبرياء الآمنين في بيوتهم الهشة البناء، القوية الترابط، بل عدوان وحصار شديد برا وبحرا وجوا، أدى الى إغلاق مطار صنعاء الدولي، ليس أمام طلاب أو تجار أو زوار فحسب، وإنما -أيضا- بوجه مرضى يعانون الأمرين جراء ذلك ، ويموتون في اليوم الف مرة ، ويتجرعون سم الحصار علقما، هذا لمن لا يزال صامدا منهم، أما من وافتهم المنية أمام بوابات المطار فقد انتقلوا إلى رحمة الله الواسعة وانقذهم الله من وحشية الأمم المتحدة والمنظمات.
32 الف مريض على بوابة المطار منذ عام أو عامين ينتظرون تنفيذ مخطط الجسر الطبي المتفق عليه مع الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ،ويوم تنفيذ الاتفاق بتاريخ 3 فبراير من العام الحالي تغيَّر الاتفاق الشبه مشرق من نقل 30 مريضا مع مرافقيهم إلى الخارج في كل رحلة إلى سبعة مرضى، من بين 32 الف مريض مهددون بالموت.
لقد رضينا بأن يفتح المطار كخطوة أولى للمرضى وان يكون فقط كجسر طبي .
وقبلنا أن تقل أول رحلة 30 مريضا من اصل 32 الف مريض .. فقط من أجل تسهيل ما أمكن من وصول المرضى للأردن في الموعد المحدد دون إشكاليات وعوائق ، لكن هذه الرسالة الإنسانية التي اوصلتها صنعاء لدول العدوان والأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية يبدو أنهم فهموها على أنها جاءت من منطلق ضعف أو جبن ، وذلك كعادتهم تجاه كل تحذيرات يطلقها السيد القائد عبدالملك الحوثي ، أو مبادرة السلام التي اطلقها رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير / مهدي المشاط ، أو أي دعوات سلام يطلقها المسؤولون في صنعاء ، والتي فهموها على أنها جاءت من منطلق استسلام وهزيمة ، وليس حرصا وحقناً للدماء .
لذا قد تكون القناعة والتسامح مبدأ جيدا ، لكن في هذه الحالة أعتقد أنه يجب أن نكون أكثر إصرارا وعزما على تنفيذ ما نريد او بالأصح “ما يجب” بالكامل وليس مجزأً ، وان لا نرضى باتفاقياتهم المجحفة ، فضربات صاروخية معدودة من قواتنا المسلحة على مطارات العدوان وأهداف حساسة أخرى اعتقد أنها ستكون كفيلة بقلب المعادلة وفتح مطار صنعاء “كمطار دولي” لا يجوز أن يغلق أساسا أو يدخل في حسابات الحرب.