لقاءات مكثفة لسفرائها وممثليها مع شباب يمنيين في الخارج

واشنطن تستقطب الشباب لـتزييف وعي الشارع اليمني

 

 

الثورة / متابعات
تواصل السفارةُ الأمريكية لدى اليمن “في الرياض وأبو ظبي والقاهرة” الأنشطة والفعاليات واللقاءات المتصلة بالشباب اليمني والجوانب الثقافية والإعلامية (وفقاً لما تنشره في حسابها الرسمي على تويتر)، في توجه يجسد سعي واشنطن إلى توسيع نطاق التأثير المباشر المرتبط بشريحة الشباب أَو التأثير المباشر على اتّجاهات التفكير؛ بهَدفِ “كَي الوعي” واستهداف الشباب والمجتمع عبر الكثير من الوسائل التقليدية وغير التقليدية، ومنها العمل على صناعة واحتواء وترميز مجاميع من شباب مواقع التواصل الناشطين ثقافياً وإعلامياً، حسب مراقبين.
وشهد الشهران الأخيران ارتفاع ويترة عقد اللقاءات والأنشطة والفعاليات بين العشرات من الشباب اليمنيين، وممثلي سفارة الولايات المتحدة الأمريكية وملحقياتها، برعاية واشنطن الساعية لتجنيدهم وتوجيههم وفق مسارها المرسوم والذي لا يقبل مناهضةَ سياساتها ومشاريعها الهدّامة في أي بلد، لا سيما اليمن الذي تمكّن بثورته من إفشال ما خططت له تلك الأنشطة الاستخباراتية طيلة السنوات الماضية.
حسابُ السفارة الأمريكية الرسمي في تويتر أعلن، أمس الأول، أن واشنطن عبر أنشطتها غير الدبلوماسية ‘‘رعت 25 صحفياً في تعز وتلقوا تدريباً مكثّـفاً في مجال الأمن الرقمي’’، في حين كشف في الـ15 من يناير الجاري عن ‘‘استضافة السفير كريستوفر هنزل في مقر إقامته عدداً من المسؤولين “الحكوميين اليمنيين والسياسيّين ورجال الأعمال وشخصيات من المجتمع المدني’’، منوّهاً بأن ذلك اللقاء كان بهَدفِ ما أسماه ‘‘مناقشة القضايا المتعلقة بمواجهة أنشطة إيران’’.
في حين يعتبر مراقبون هذا التركيز “غيرُ الدبلوماسي” الذي تمارسه السفارة الأمريكية ضمن روزنامة أعمال متعددة تخضعُ للتحديث المستمرّ تبعاً لمؤشرات الداخل اليمني ومتغيرات المشهد المحلي والدولي وأولويات واحتياجات الحكومة الأمريكية وحلفائها الصهاينة بطبيعة الحال، كما تأتي للقاءات بالشباب بالتوازي مع لقاءات تجمع السفير الأمريكي ونائبه بعدد من المحافظين والوزراء والمسؤولين المرتزِقة في حكومة الفارّ هادي، الذين ليس من اختصاصهم الرسمي عقدُ اللقاءات الدبلوماسية مع سفراء واشنطن، الأمر الذِي يؤكّـد تواطؤَ مسؤولي الفنادق في تعزيز وتوسيع شبكة التواصل الأمريكي مع الشباب اليمني.
وتستدعي الأنشطة والفعاليات التي تتبناها واشنطن تجاه الشباب اليمني إلى الواجهة الصورةِ عند النسخة العراقية المتضمنة للعشرات بل المئات من الأنشطة الاستقطابية التي تبنتها واشنطن عبر سفاراتها في بغداد، والتي كانت إفرازاتها الأَسَاسية ما نشاهده اليومَ في الشوارع العراقية من الشباب المناهضين لخروج القوات الأمريكية من البلاد رغم الإجماع السياسيّ عبر البرلمان والحكومة العراقية على إخراج القوات العسكريّة الأمريكية ووضع حَــدٍّ للتدخلات واشنطن، وهو الأمر الذي يؤكّـدُ أن الفعاليات والأنشطة التي رعتها أمريكا في العراق تجاوزت الاستقطاب للشباب ووصلت حَــدَّ التجنيد، وقد اتضح ذلك جلياً في ما تحمله تظاهرات الشباب العراقيين المطالبين ببقاء الاحتلال الأمريكي.
لكن الوضع في اليمن يختلف عنه في العراق، حد تأكيد مراقبين، يرون أن تحرك أمريكا داخل اليمن بصورة مباشرة بات أمراً مستحيلاً؛ نظراً للوعي الكبير لدى الشباب اليمني في الداخل بالدسائس التي تحيكها السفارة الأمريكية وملحقياتها والأهداف المرجو تمريرها من خلف أنشطتها الاستقطابية، علاوةً على فقدان الامتيازات التي كانت الولايات المتحدة تحظى بها داخل اليمن قبل ثورة الـ21 من سبتمبر؛ ولهذا انتقلت واشنطن لتشكيل مجموعات عمل إعلامي وثقافي تقوم على العناصر الشبابية اليمنية المغمورة نسبياً، والتي يتم اختيارها بدقة وِفْـقاً لمعايير محدّدة ومن ثَمَّ دعمها وتوظيف إمْكَاناتها في خدمة المصالح الأمريكية.
وتأتي تحركات سفارات الولايات المتحدة الأمريكية خارج اليمن نحو استقطاب شباب يمنيين، بعد أن أغلقتها ثورةُ الحادي والعشرين من سبتمبر، وانتقال السفارةُ الأمريكية وملحقياتُها إلى الرياض والقاهرة وأبو ظبي لتواصِلَ برامجَها القائمةَ على استقطاب الشباب والنشطاء والإعلاميين، والهادفة لكَيِّ الوعي لدى الشباب اليمني وتجنيدهم لصالح مشاريعها الهدامة، وليكونوا هم صوتَ واشنطن السياسيّ في الشارع اليمني، كما هو الحالُ لدى سائر البلدان العربية -والعراق على وجه التحديد-، التي عمَّتها أعمالُ الفوضى “الخلّاقة”، انطلاقاً من بوابة السفارة الأمريكية نحو المؤسّسات والهيئات ومختلف مفاصل الدولة؛ لعرقلة كُـلّ ما يسير في الاتّجاه المعاكِس للولايات المتحدة الأمريكية.

قد يعجبك ايضا