وزير الصحة خلال لقائه سفراء الاتحاد الأوروبي وفرنسا وهولندا:

إصابة 4 آلاف مواطن بالملاريا وحُمَّى الضنك في الحديدة نتيجة الحصار

 

 

نأمل أن يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً مهماً في فتح مطار صنعاء

الثورة / أحمد كنفاني /سبأ

تعيش محافظة الحديدة أوضاعاً إنسانية بالغة السوء على مختلف المستويات الصحية والاجتماعية جراء العدوان والحصار الذي أسهم بشكل رئيس في تفشي الأمراض والأوبئة في مختلف مديريات المحافظة.
ويصاب 4 آلاف مواطن – كما يقول الدكتور طه المتوكل وزير الصحة العامة والسكان – بأمراض حمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض بسبب استهداف العدوان للبنى التحتية والخدمية في المحافظة.
والتقى الوزير المتوكل أمس في الحديدة سفير الاتحاد الأوروبي لدى اليمن هانس جروندبرج وسفيري فرنسا وهولندا كرستيان دي تستو وإيرما فان ديورن.
وناقش خلال اللقاء بحضور وكيلي الوزارة لقطاع الطب العلاجي الدكتور علي جحاف وقطاع السكان الدكتور نجيب القباطي ومدير الإمداد الدوائي الدكتور محمد الغيلي، الوضع الصحي والإنساني في اليمن وسبل التنسيق لدعم جهود المنظمات الدولية العاملة في هذا المجال.
وفي اللقاء استعرض الدكتور المتوكل الأوضاع الصحية والإنسانية في اليمن والصعوبات التي يواجهها، خاصة ما يتعلق بالأدوية والمستلزمات الطبية والعلاجية والمحاليل الخاصة بالأمراض المزمنة.
وأشار إلى تزايد الإصابة بحمى الضنك والملاريا وغيرها من الأوبئة خاصة بالحديدة التي يصل عدد حالات الإصابة فيها لأكثر من أربعة آلاف حالة .. مؤكدا أن السبب الرئيس لانتشار الأوبئة والأمراض، استهداف تحالف العدوان للبنية التحتية للقطاع الصحي بما فيها مستشفى أطباء بلا حدود الاسبانية وكذا استهداف مصادر المياه مياه الشرب والصرف الصحي.
ولفت إلى أن العدوان استهدف أكثر من 500 منشأة صحية .. مستعرضا الواقع الصحي الراهن والاحتياجات ذات الأولوية من أدوية للأمراض المزمنة والأمصال والتجهيزات الطبية والعلاجية للمستشفيات العامة التي وفقاً لمسح أجرته وزارة الصحة مؤخرا خرج ما نسبته 93 بالمائة عن عمرها الافتراضي.
وتطرق الوزير المتوكل إلى المؤشرات المرتبطة بمعدلات الوفاة في أوساط الأطفال والنساء بسبب سوء التغذية الحاد وتعسر الولادة إلى جانب الأرقام المتصلة بأمراض السرطان والقلب والمرضى الذين تستدعي حالاتهم الصحية السفر للعلاج في الخارج .. مبينا أن 350 طفلاً يموتون في اليوم بسبب سوء التغذية والأمراض المصاحبة.
وتوقف عند الدور السلبي للمنظمات الدولية في دعم القطاع الصحي باليمن رغم المساعدات التي تقدمها للشعب اليمني .. معربا عن الأمل في وضع حلول ومعالجات عاجلة لإنقاذ الوضع الصحي في اليمن خاصة في ظل تصعيد العدوان واستهدافه للمدنيين.
وبين أن هناك 40 ألف مريض بالأورام مهددون بالموت في ظل انعدام جهاز الإشعاع الخاص بعلاج الأورام، منع تحالف العدوان دخوله إلى اليمن .. مبينا أنه يوجد أكثر من 40 ألف حالة مصابة بتكسرات الدم “الثلاسيميا” .
وطالب وزير الصحة الاتحاد الأوروبي في أن يكون له دور في فتح مطار صنعاء الدولي .. منوها بدور الاتحاد في التنديد بالموقف السعودي ضد اليمن.
وقال” نريد أن يلعب الاتحاد الأوروبي دورا في فتح مطار صنعاء الدولي للحالات الإنسانية والصحية”.. معربا عن أمله في أن يُسمح لطيران الاتحاد الأوروبي في نقل الحالات الإنسانية والأمراض المزمنة لتلقي العلاج في الخارج.
وأكد أهمية زيارة سفراء الاتحاد الأوروبي وفرنسا وهولندا إلى الحديدة للاطلاع عن قرب على حجم المعاناة الإنسانية والأضرار التي لحقت بالشعب اليمني والدمار الذي تعرضت له البنية التحتية للقطاع الصحي وغيره من القطاعات التنموية جراء العدوان.
وشدد الوزير المتوكل على ضرورة اضطلاع دول الاتحاد الأوروبي بدورها في وقف العدوان والحصار عن اليمن.
فيما أكد سفراء الاتحاد الأوروبي استمرار دعم اليمن .. مشيرين إلى ضرورة دعم جهود المنظمات الدولية والموظفين العاملين في المجال الإنساني بما يسهم في تسهيل وصول المساعدات للتخفيف من معاناة اليمنيين.
وأشاروا إلى أنه تم إدانة استهداف مستشفى تابع لأطباء بلا حدود الاسبانية واستحداث لجنة للتحقيق في القصف حتى لا يتكرر ذلك.
وتم خلال اللقاء عرض بروجكتر حول ما تعرض له القطاع الصحي خلال الخمس سنوات من العدوان.
إلى ذلك ناقشت قيادة مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية برئاسة الرئيس التنفيذي للمؤسسة القبطان محمد أبوبكر اسحاق صباح أمس الأربعاء مع سفير الاتحاد الأوربي لدى اليمن هانس جروندبرج وسفيري فرنسا كرستيان تستو وهولندا إيرما فان ديورن ونائب رئيس الاتحاد الأوربي ريكارو فيلا أوضاع ميناء الحديدة في ظل تصعيد العدوان وما يفرضه من حصائر جائر على السفن الواردة إليه .
وتطرق الاجتماع إلى الآثار التي خلفها العدوان على سير العمل بالميناء الذي يمثل الشريان الوحيد ويعتمد عليه أكثر من 70% من أبناء الشعب اليمني في استيراد احتياجاته من المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية وكذا الأضرار التي تعرضت لها عدد من منشآته الحيوية ومنها محطة الحاويات والمنزلق والهناجر وتدمير كرينات مناولة الحاويات الألمانية الصنع وما ترتب على ذلك من تداعيات على النشاط الملاحي والتجاري وكذا الآثار الناجمة عن استمرار الحصار وفرض القيود على السفن الواصلة للميناء بالرغم من حصولها على التصاريح اللازمة من الأمم المتحدة .
كما استعرض الاجتماع مصفوفة المرحلة الأولى من المشاريع المزمع تنفيذها في ميناء الحديدة من قبل المانحين عبر منظمة الأمم المتحدة والبرنامج الإنمائي “UNDP” المتضمنة ما دمره العدوان من أجهزة ومعدات ورافعات جسرية ومحطات كهربائية وصيانة المعدات والآليات بعد استكمال عملية دراسة احتياجاته الذي قام بها خبراء من ميناء روتردام الذين استقدمهم البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة .
وفي الاجتماع الذي حضره نائب الرئيس التنفيذي للمؤسسة المهندس يحيى عباس شرف الدين ومدير عام مكتب الرئيس التنفيذي نبيل مزجاجي وعدد من مدراء الإدارات بالمؤسسة ومسؤولي الجهات الأمنية بالميناء أستعرض اسحاق الوضع العام لموانئ المؤسسة ونشاط ميناء الحديدة والاحتياجات المطلوبة للارتقاء بالنشاط الملاحي فيه وانخفاض قدرته التشغيلية بنحو 60% .
وأشار إلى الجهود المبذولة من قيادة وكوادر وزارة النقل والمؤسسة للتغلب على الصعوبات التي فرضها العدوان والحصار والحرص على استمرار العمل في موانئ المؤسسة رغم تصعيد العدوان واستهدافه المتكرر لميناء الحديدة .
وأوضح الرئيس التنفيذي للمؤسسة أن مؤشرات الأداء ومعدلات النشاط العام للميناء شهدت تأثرا كبيرا وانخفضت خلال الأعوام الأخيرة حيث بلغت نسبة الانخفاض 98% لبضائع الحاويات عن العام الأساس 2014م .
وأكد التزام المؤسسة بإجراءات الرقابة والتفتيش على السفن القادمة الى موانئ المؤسسة من قبل آلية الأمم المتحدة UNVIM)) والخطوات التي يتم عبرها استقبال السفن القادمة الى ميناء الحديدة بعد مرورها من ميناء جيبوتي .
مؤكدا ممارسة المؤسسة لنشاطها الإنساني والاقتصادي والخدمي بكوادرها العاملة ووفقا للأنظمة والقوانين المعمول بها دوليا .
لافتا إلى أن المؤسسة تمارس نشاطها بكوادر (مدنية) متخصصة من الموظفين والعاملين فيها وامتثالها للمنظومة الدولية لأمن الموانئ ISPC-Cod) ) ولفت إلى أن استهداف ميناء الحديدة يعد مخالفاً لكل القوانين والمواثيق الدولية ويتنافى مع ما ورد في المادتين (55) و(56) من اتفاقية جنيف الرابعة والتي تنص على ضرورة تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية أثناء فترة الحرب .
وأشار الى تطلع المؤسسة لأن يلعب الاتحاد الأوروبي دوراً أكبر في الضغط ورفع الحصار ودعم مشاريع التأهيل لموانئ المؤسسة وبما يمكنها من تقديم الخدمات اللازمة للسفن خلال عمليات التفريغ والمناولة، مشيرا الى أن لدى المؤسسة نهج ورؤية واستراتيجية واضحة ستسهم في رفع معدلات العمل وانشطة الموانئ التابعة لها .
وأكد إسحاق أن ميناء الحديدة بالرغم من وضعه الراهن لا يزال يستقبل ما نسبته 70% من المعونات الإنسانية للمنظمات الدولية الإنسانية الأمر الذي يوجب الإسراع في رفده بالمشاريع ذات الأولوية والمعدات والآليات دون تأخير.
ولفت إلى أهمية تعزيز التنسيق مع الاتحاد الأوروبي والدول المعنية والمنظمات الدولية المعنية في مجال النقل للضغط على تحالف العدوان لرفع الحصار عن الموانئ والمطارات وعدم استهدافها كونها محمية بموجب القانون الدولي الإنساني .
بدوره أكد سفير الاتحاد الأوربي لدى اليمن أن المجتمع الدولي على وعي ودراية كاملة بأهمية مدينة الحديدة ومينائها وإبعادها عن الصراع الدائر والدور الذي يلعبه الميناء في تلبية احتياجات فئات كبيرة من الشعب اليمني، مشيرا إلى أن اتفاق السويد هدفه الأساسي مراعاة الأوضاع الإنسانية والحد من الصراع الدائر وتقليل حجم الخسائر في الأرواح والممتلكات وتجنيب الحديدة كارثة التدمير.
وأشار هانس إلى أن زيارته ومرافقيه لليمن تؤكد القناعة وإرسال رسالة للعالم مفادها أن المجتمع الدولي مهتم بما يجري فيها وأن هناك جدية في العمل على وقف الحرب واحلال السلام الذي ينشده أبناء اليمن وتحسين الوضع في الحديدة ومينائها الرئيسي .
مؤكداً بذل المزيد من الجهود من قبل الاتحاد الأورووبي في السماح بدخول السفن الإغاثية والغذائية والدواء والوقود ورفع الحصار عن موانئ المؤسسة .
عقب ذلك تفقد سفير الاتحاد الأوربي لدى اليمن ومرافقوه سير العمل والنشاط الملاحي بالميناء واطلعوا خلال زيارتهم لهناجر التخزين ومنزلق العائمات البحرية ومحطة الحاويات والكرينات على حجم الدمار الذي طالها نتيجة استهداف العدوان واستمعوا من الرئيس التنفيذي للمؤسسة إلى شرح حول الإجراءات التي قامت بها قيادة المؤسسة في إعادة تشغيل محطة الحاويات ومنزلق العائمات البحرية .
وأشادوا بالجهود التي تبذلها قيادة المؤسسة والعاملون في استمرار العمل بالميناء وعدم توقفه بالرغم من كل الظروف الراهنة والصعوبات والتحديات التي تواجهها.

قد يعجبك ايضا