سقطرى.. أعاصير الطبيعة أرحم من أعاصير تحالف الاحتلال السعودي الإماراتي ومرتزقته

 

باحث في معهد كارينجي : “أهلا بك في السعودية” أول رسالة تتلقاها عند وصولك مطار سقطرى
المساعدات الإنسانية التي تقدمها الإمارات والسعودية لسكان الجزيرة مجرد “حصان طروادة”

الثورة /
نشر مركز كارنيجي للشرق الأوسط، تقريراً عن جزيرة سقطرى، أجرى فيه المحرر لقاءات مع السكان المحليين، وزار العديد من الأماكن، واطلع على ما تعانيه الجزيرة الفريدة من تحديات في ظل الوجود الإماراتي والسعودي .
يتحدث المحرر عن صعوبات السفر إلى الجزيرة ، ويقول : سافرت جواً إلى سقطرى من مدينة سيئون في حضرموت، عند الوصول إلى مطار الجزيرة، تم نقل جميع الركاب اليمنيين غير القادمين من سقطرى لإجراء فحص أمني، وهي عملية تتم بشكل منتظم منذ عام 2018م وسأل الضباط الجميع عن الغرض من زيارتهم، ثم طلبوا إحضارهم ضمانت من الجزيرة قبل السماح لهم بالدخول. السفر إلى سقطرى لم يعد سهلاً بالنسبة لليمنيين، من قاعة الوصول في مطار سقطرى يشعر المرء على الفور بالتغيرات في الجزيرة، أول شيء تلقيته كان رسالة نصية «مرحباً بك في المملكة العربية السعودية»، يتابع المحرر: سرعان ما فهمت السبب وراء ملاحظاتي لمعسكرات القوات العسكرية السعودية القريبة.
وصل السعوديون إلى الجزيرة في أبريل 2018م للمساعدة في تخفيف التوترات بين الإمارات وحكومة الفارهادي، وفقاً للسكان المحليين الذين التقى بهم الباحث . وفي الحقيقة ، لم يكن ذلك سوى ذريعة لدخول القوات السعودية إلى الجزيرة .
بدأت الإمارات بتشغيل المطار في عام 2016م وانتشرت القوات السعودية في الجزيرة في عام 2018 م، فرضت السلطات الأمنية غرامة كبيرة على أصحاب القوارب الذين كانوا ينقلون الركاب الذين ليسوا من سقطرى، ومع ذلك، هناك رحلتان في الأسبوع، وأحيانا أكثر، إلى الجزيرة من مطار أبو ظبي، وفي الحقيقة أنه من الأسهل زيارة سقطرى من الإمارات مما هو عليه من اليمن نفسها، وهذا يقدم لمحة عن الوضع الحالي هناك.
على الرغم من أن سقطرى كانت وجهة سياحية ، إلا أن الزوار يواجهون صعوبات في العثور على أماكن جيدة للبقاء في الجزيرة، هناك فقط ثلاثة فنادق بدائية وصغيرة في حديبو، مع عدد محدود من الغرف، ومع ذلك، عندما كان هناك المزيد من الزوار في الماضي من جنسيات مختلفة، فضلوا التخييم في المناطق الساحلية للجزيرة. في الواقع، سقطرى هي واحدة من أجمل الجزر في العالم، في عام 2008م أدرجتها اليونسكو كموقع للتراث العالمي، «بسبب تنوعها البيولوجي من النباتات والحيوانات الغنية والمتميزة»، ومن الشواطئ البيضاء والمناطق الساحلية إلى الأشجار والنباتات الرائعة في جبال دوكسم، إلى الكهوف الكبيرة و الأراضي الخضراء، جذبت المواقع الرائعة للجزيرة الزوار من جميع أنحاء العالم. استغلال الوضع الإنساني ومع ذلك، فقد جذبت سقطرى اليوم نوعاً مختلفاً من الاهتمام، هذا الاهتمام من دول المنطقة، وخصوصاً الإمارات والسعودية، وقد أدى هذا الوضع إلى توترات بين البلدين، يمكن إرجاع أصلها إلى النفوذ الإماراتي الموسع في الجزيرة بعد أكتوبر 2015م حيث ضرب حينها إعصار تشابالا أرخبيل سقطرى، ما تسبب في أضرار جسيمة.
وفي ظل ضعف وغياب حكومة « الفار هادي « فإن دول الخليج هي التي قدمت المساعدة لسكان الجزر بعد الإعصار. في كثير من النواحي، أثبتت هذه المساعدة أنها حصان طروادة، حيث بدأ وجود الإمارات في سقطرى باسم المساعدات التي قدمها الهلال الأحمر الإماراتي ومؤسسة خليفة.
في ذلك الوقت، وقع خالد بحاح، عدة اتفاقيات مع منظمات الإغاثة الإماراتية لتنفيذ مشاريع تنموية في سقطرى.
الأطماع الإماراتية السعودية
دفع الوجود الإماراتي في سقطرى السعوديين إلى التفكير أيضاً في توسيع نفوذهم في الجزيرة الاستراتيجية، وبدأ البرنامج السعودي للتنمية وإعادة الإعمار في اليمن في تنفيذ مشاريع إنسانية لضمان ولاء سكان الجزر والحفاظ على موطئ قدم هناك. المنافسة بين السعوديين والإماراتيين واضحة على الفور، ما يؤدي إلى الاستقطاب في الجزيرة،
في أبريل 2018م بعد أكثر من عامين من إعصار تشابالا، أرسلت الإمارات قوة عسكريي إلى سقطرى، فاستولوا على المطار والميناء والمرافق الحيوية، علاوة على ذلك ، منعت قوات الأمن التي تدعمها الإمارات المسؤولين اليمنيين « التابعيين لشرعية الرياض « من دخول المطار لاستقبال وفد سعودي يزور الجزيرة لحل النزاع المفتعل بين الإمارات وحكومة المرتزقة «.
ويختتم الباحث في معهد كارينجي تقريرة بالإشارة إلى : أن « رئيس وزراء الحكومة الموالية للرياض « آنذاك، أحمد عبيد بن دغر تم دفعه من قبل السعوديين للسفر إلى سقطرى في أبريل 2018م لإدانة سلوك الإمارات هناك، وهذا يمثل معلماً جديداً في العلاقات بين الإمارات وحكومة « الفار هادي « ، وكذلك بين الإمارات والسعودية. على الرغم من محاولات تخفيف التوترات، ف إن دعم الإمارات للانفصاليين الجنوبيين ضد حكومة « الفار «هادي كان له تأثير سلبي على الوضع الأمني في سقطرى .
ويخلص الباحث « أحمد ناجي « إلى أن المصالح المتنافسة للإمارات والسعودية و « حكومة المرتزقة « أصبحت تهديداً متزايداً لسكان الجزيرة، ما تسبب في حدوث انشقاقات في النسيج الاجتماعي في سقطرى، حيث يجد السكان أنفسهم محاصرين في الوسط، ويحلمون بالأيام التي كانت فيها العواصف الوحيدة التي كانوا يقلقون بشأنها هي تلك التي تسببها الطبيعة.

قد يعجبك ايضا