ملخص ما نشر في الحلقة الماضية
وصل بلاغ من أحد المستشفيات إلى مركز شرطة 14 أكتوبر بالعاصمة صنعاء عن وصول امرأة مصابة بأكثر من طعنة في الصدر وهي مفارقة للحياة أي جثة هامدة فانتقلوا عقب هذا البلاغ من المركز للمستشفى وقاموا هناك بإجراءاتهم حيالها وكانت المجني عليها امرأة شابة في مقتبل العمر وهي حامل لجنين في بطنها ميت أو قتيل مثلها.. وبحسب الإفادات الأولية التي تجمعت لديهم أثناء ذلك تبين لهم أن الواقعة حدثت في منزل أسرة القتيلة وأن الجاني عليها هو زوجها الذي لاذ بالفرار على إثر ارتكاب الجريمة ولا يعرف أحد أين أختفى فانتقلوا بعد الانتهاء من معاينة الجثة ونقلها لحفظها بثلاجة مستشفى الكويت العام إلى المنزل «محل الواقعة» لمعاينته وجمع ما أمكن من المعلومات حول الجريمة وملابساتها وأتضح هناك أن المجني عليها لها طفلان آخران غير الجنين الثالث الذي في بطنها من زوجها المتهم «الجاني» كما أن الجريمة وقعت بحضور بعض أخوات المجني عليها اللاتي أفدن بعدم معرفتهن للسبب الذي أدى لارتكاب الجريمة من قبل الزوج.. وثم … من خلال المتابعة والتحقيقات والتحريات التي تكلف بها بعد ذلك فريق مشترك من أمن منطقة معين والمركز وعن طريق التنسيق مع أقرباء الجاني والمجني عليها واحتجاز والد وإخوان المتهم على سبيل الضغط وإجبار هؤلاء على التواصل هاتفياٍ مع قريبهم الهارب تم معرفة مكانه وتبين أنه هارب في الحديدة وقد طلب من أقربائه أثناء الاتصال إيهامه أن زوجته المجني عليها ما زالت على قيد الحياة وأن يعود من حيث هو فصدق ما قيل له ووعد بالعودة في اليوم التالي إلى صنعاء.وبناء على ذلك أنتظره فريق الشرطة على الخط العام بمنطقة عصر حتى عودته ووصوله من الحديدة وقاموا هناك باعتراض السيارة التي كان يستقلها والقبض عليه فجأة ثم قاموا بإيصاله إلى مقر أمن المنطقة ليتم حال إيصاله فتح المحضر معه لاستنطاقه .. وهاهي بقية الوقائع ومع أحداث الحلقة الثانية والأخيرة.
المشهد الذي فوجئ به الضباط المحققون واحتاروا أو تأثروا له حيال المتهم” الزوج” ومن اللحظات الأولى عند طرح الأسئلة عليه واستنطاقه وحتى بعد مواجهته وإخباره صراحة خلال ذلك أن زوجته ” المجني عليها” لم تعد على قيد الحياة وصارت جثة مودعة بثلاجة المستشفى هو أنه أي المتهم لم يحاول التردد والمراوغة أو التهرب والإنكار عن الاعتراف بارتكابه للجريمة كما يحدث وبفعل بعض المتهمين في قضايا مماثلة أحياناٍ والذين يصرون غالباٍ على المراوغة والتهرب والإنكار ثم يتراجعون ويضطرون للاعتراف في نهاية المطاف.. فهو” المتهم” بدأ مباشرة بكلامه صريحاٍ جريئاٍ في إجاباته على الأسئلة والتهمة التي وجهت إليه ومن أول محضر أجري معه حول الجريمة وأسبابها وملابساتها وخلفياتها بل وظهر كأنه ليس متأثراٍ ولا نادماٍ تجاه ما حدث.. وهذا ما جعل المحققين يضعون حوله أكثر من علامة استفهام وتساؤل.. وقد تعاملوا معه بنفس طريقته أي بالصراحة ومواجهته بالحقائق بشكل مباشر عند طرح الأسئلة عليه حول الجريمة وكل ما يتعلق بها وهو ما ساعد على اختصار المسافة والزمن مسافة الجهد في التحقيق وجمع الاستدلالات ثم وقت استكمال إثبات القضية وإحالتها للنيابة بسهولة وفي اليوم الثاني من ضبط المتهم مباشرة.
وكان مما ثبت وتبين من خلال الاعترافات والتحقيقات النهائية وبحسب ما ورد في أوراق ملف القضية مع مراعاة التحفظ لبعض الحقائق والتفاصيل لجزء من الوقائع نظراٍ لحساسيتها المتضمنة لها من باب الإضطرار الإنساني والأخلاقي وكخلاصة موجزة لكيفية الواقعة وكذا للقصة ومن بدايتها إلى نهايتها: أن المتهم (الزوج) هو واحد من المهاجرين والمغتربين العاملين في إحدى دول الغرب كان سفره للغربة منذ فترة ليست بالقريبة وكان يذهب ويأتي لزيارة الوطن والأهل بين الفينة والفينة ثم يعود لبلاد الغربة.. وقد تزوج بالمرأة المجني عليها منذ قبل سبع سنوات أو تزيد أنجب منها طفلين والطفل الثالث كانت حاملاٍ به منه أثناء مقتلها.. وفي فترة الزواج هذه كان يسافر للغربة ويمكث هناك مدة ويأتي بعدها للزيارة لشهر أو شهرين ثم يعود لبلد المهجر وكانت الحال بينهما – أي بينه وزوجته- في السنوات الأولى مستقرة ونقية متفاهمة وبالأخص خلال سنوات إنجاب الطفلين الأولين لهما.. ثم بدأت تتعكر ويتلوث صفوها ويتخللها الشك والتنافر في الآونة الأخيرة لا سيما حين بدأ الحمل بالطفل الثالث يظهر على المرأة حيث بدأ يشك في زوجته ويتوهم بأن الطفل الذي تحمله في أحشائها ليس منه وأنها تخونه أو خائنة ثم تنامى هذا الشك والوهم لديه شيئاٍ فشيئاٍ إلى أن صار في الأشهر التي سبقت يوم الواقعة اعتقاداٍ مترسخاٍ بداخله وتفكيره بما يعني أنه ليس بوالد الطفل ولا يمكن أن يكون منه.. وعلى إثر هذا الاعتقاد أو الشك والوهم نشب بينه والزوجة في زيارته التي سبقت سفره الأخير له للغربة الخلاف والتنافر أو سوء التفاهم وذهبت هي غاضبة (حانقة) عقبه إلى بيت أهلها.. ثم عند عودته من الغربة في الزيارة الأخيرة له كان ذلكما الظن والتوهم قد تمكنا منه وأستوليا على تفكيره ووجدانه وأصبحا يقيناٍ لا انفصام منه بحيث قرر أن يقوم بإخراج أو إنزال الجنين من بطن زوجته وكان القرار هذا بالنسبة له قراراٍ نهائياٍ لا رجعة عنه.
ثم جاء ذلك اليوم الخميس وكان قد أعد الخطة واستقر عليها في رأسه لتنفيذ ما عزم عليه فذهب إليها في المساء والوقت كان التاسعة على سيارة أحد أصدقائه وهي سيارة تاكسي أجرة يقودها نفس صديقه (مالك السيارة) فوصل على السيارة إلى باب المنزل الذي فيه زوجته ونزل من السيارة فدق الباب فبينما صاحبه (السائق) ظل منتظراٍ له فوق السيارة ودخل للمنزل بعد أن فتح له الباب وصعد إلى الطابق الثاني والذي كانت تسكن فيه زوجته مع أمها وأخواتها في حين الطابق الأول من المنزل كان فيه ناس آخرون مستأجرون غير أنه عند صعوده للطابق الثاني بحثاٍ عن زوجته فلم يعثر عليها هناك .. وسأل عنها فقيل له أنها مع أمها وإحدى اخواتها لدى المستأجرين في الطابق الأسفل .. فأرسل لاستدعائها أختها الصغرى والتي كانت متواجدة آنذاك .. وحضرت إليه الزوجة بعد النداء عليها وكان هو منتظراٍ داخل المجلس (الديوان) عند مجيئها ووقفت هي على باب غرفة المجلس في مواجهته فسارع لحظة رؤيته لها إلى إمساكها وجرها يريد إدخالها إلى المجلس (الديوان) فصاحت هي وحاولت الهروب والتخلص منه ولكنه أمسكها وشدها إليه بقوة ثم باشرها باللكم والضرب فارتفع صياحها وصراخها متوجعة ومستنجدة بأخواتها وأمها وسارعت أخواتها بعد سماع صراخها وصياحها وحاولن تخليصها منه إلا أنه قاومهن وقام أثناء ذلك بإشهار جنبيته وطعن بها المرأة (زوجته) طعنتين متتاليتين في صدرها سقطت على إثرهما صريعة على الأرض نازفة الدماء وساكنة الحركة في الوقت الذي لاذ هو بالفرار عقب ذلك مغادراٍ المنزل ومستقلاٍ سيارة صاحبه الذي كان لم يزل في انتظاره أمام باب المنزل حتى عودته وأتجه مع صاحبه إلى بيت هذا الأخير فاستبدل هناك ملابسه بملابس أخرى من حق صديقه ثم غادر بعد ذلك الاثنان متجهين على سيارة أخرى أجرة من منطقة عصر إلى الحديدة ونزلا هناك عند وصولهما في أحد الفنادق وقد أخبر صديقه بعد استقرارهما بالفندق بما فعل بزوجته فخاف صاحبه حين سماعه ذلك وفكر بأنه ربما يتهم بمشاركته في الجريمة أو يكون محرضاٍ على ارتكابها وتزايد الخوف لدى صديقه هذا فتركه بسبب ذلك في اليوم التالي بالحديدة وعاد إلى صنعاء .. بينما بقي الزوج (الجاني) في الحديدة حتى تم الاتصال به من قبل والده وإخوانه وطلب منه العودة إلى صنعاء بعد إيهامه بأن زوجته (المجني عليها) ما زالت على قيد الحياة ولم تمت فعاد في اليوم الثاني وتم القبض عليه قبل دخوله مشارف العاصمة .. وهكذا كانت الواقعة ونسأل الله السلامة لكل أبنائنا وإخواننا والوقاية والنجاة من كل شك ووهم إنه سميع مجيب
في عدد الأسبوع المقبل مع نشر وقائع أبشع وأغرب جريمة إن شاء الله تعالى إلى اللقاء.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا