المرأة اليمنية هي مسيرة كفاح نضالي وطني فهي اليوم في طليعة القوى المجتمعية الفاعلة في مواجهة العدوان الغاشم ولها بصمات ملموسة في الدفاع عن الوطن وسيادته قديما ضد قوى الغزو والاحتلال وعملائهم المرتزقة والماجورين فهذه المرأة نسجت خيوط مجد اليمن وانتصاراته لتكون الثورة اليمنية المجيدة ”سبتمبر -اكتوبر-نوفمبر” شاهدا حيا على عظمة هذه المرأة وعظمة عطاءاتها الوطنية المتجددة عبر مختلف المراحل والعصور.
وليس جديدا أن نرى في زماننا هذا حفيدة بلقيس بنت الهدهد وأروى بنت احمد الصليحي وهي تضع بصمات ملموسة دفاعا عن الوطن وسيادته واستقلاله وكرامة أبنائه .
الأسرة/ خاص
الاستقلال المجيد
اليوم تحتفل الجماهير اليمنية بحلول الذكرى الـ 52 لعيد الاستقلال المجيد الـ30من نوفمبر الذي أعلنت فيه الإمبراطورية البريطانية في العام 1967م انهاء احتلالها لليمن ورحيل آخر جنودها بعد استعمار دام لـ129عاما.
رحيل المستعمر البريطاني عن جزء غالٍ من تراب اليمن الطاهر وهو صاحب دولة عظمى قيل عنها في ذلك الزمان بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن أراضيها لم يكن قرارا سياسيا أو إجراء طبيعيا كما حاول المحتل القديم تسويقه وتبريره حينها وإنما كان اضطراريا وبعد ان دفع اثمانا باهظة وخسائر فادحة في صفوف قواته وهيبته على أيدي أبطال اليمن البواسل رجالا ونساء والذين خاضوا معركة مقدسة ضد المحتلين الغزاة لعدة سنوات قبل ان يتوجوا تضحياتهم تلك بطرد آخر جنود الاحتلال في الـ30من نوفمبر واعلان الاستقلال الوطني بعد تطهير أرض اليمن من دنس وشرور هذا الاحتلال الأجنبي.
صنعن أمجاد اليمن
إنجاز الاستقلال الوطني كان استحقاقا يمنيا عظيما وقد شاركت المرأة اليمنية جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في صنع هذا اليوم المجيد من تاريخ اليمن المعاصر.
ويشير الباحثون والمهتمون برصد مسيرة العمل الوطني في اليمن إلى أن المرأة اليمنية لعبت دوراً مهماً في مرحلة الكفاح ضد الاستعمار البريطاني، المسلح.. وأسهمت بشكل فاعل في جهود الدعم والمساندة بمختلف أشكالها حيث عملت نساء اليمن في تلك المرحلة الصعبة على إيواء الفدائيين في منازلهن، رغم المخاطر والتهديدات التي كان يوجهها المحتلون إلى كل من يبدي أي تعاون مع الفدائيين ورجال المقاومة.
كما كانت للمرأة اليمنية بصمات ملموسة في التصدي للاستعمار البريطاني عبر الطرق السلمية مثل المشاركة الفاعلة في المسيرات والاعتصامات والإضرابات التي أربكت دولة الاحتلال وأفقدته توازنه كما أسهمت النساء في تقديم الدعم المادي والعيني وكان كثير من هؤلاء الأبيات يفعلن ما تفعله المرأة اليمنية الآن وهي تواجه العدوان السعودي وذلك ببيع الذهب ومن أجل دعم مسيرة النضال قبل أن تنخرط الكثيرات منهن في الكفاح المسلح والمشاركة الميدانية المباشرة في قتال جنود الاستعمار البريطاني.
دور بطولي
كان للمرأة اليمنية دور بطولي في النضال ومرحلة حرب التحرير وتحقيق الاستقلال في جنوب البلاد في فترة الكفاح المسلح، حيث كان دورها في الريف لا يقل عن دور الرجل فقاتلت معه ببطولة وشجاعة لا يستهان بها ،خاصة أمام ما شهدته مناطق الضالع وردفان من عدوان الانجليز وقصفهم للمناطق بالطائرات ضد العزل من المواطنين وكان ذلك القصف محفزا لتثور المرأة في هذه المناطق لتعين أخاها الرجل للثورة على الانجليز فقد حملت السلاح وآزرته في القيام بالرد على القصف الجوي وقامت بتقديم العون والمساعدة للفدائيين والثوار خلال انتقالهم إلى القرى وأعالي الجبال وفي منازلهن كل ما يحتاجونه من طعام وماء وأيضا إرساله إلى مواقع الثورة السرية، وكذلك عمل الإسعافات الأولية لهم ،وتمريضهم والاحتفاظ ببعض الأدوية في منازلهن لمثل هذه الأمور، والتوجه إلى المدن لشراء متطلباتهم من أدوية، وأيضا إخفاء السلاح والثوار في حقولهن ومنازلهن أثناء مرور دوريات الاحتلال ،ونقل الأسلحة الثقيلة إليهم كمدافع الهاون والرشاشات، حيث كانت المرأة تفكك أجزاءها وقطعها ويتم وضعها داخل أعواد القصب وحملها إلى المواقع المحددة كما كانت المرأة بمثابة ساعي البريد تقوم بنقل الرسائل الخاصة والمعلومات السرية بين الفرق الثورية المنتشرة في عدد من المناطق الريفية أو المدن، وبين القيادات وأفرادها وبين الثوار والمعتقلين السياسيين و يخفين الرسائل بين خصلات شعر رؤوسهن خاصة عند ذهابهن لزيارة المعتقلين في السجون أو خلال تنقلهن من منطقة إلى أخرى بالرغم من وجود التفتيش الدقيق والرقابة المشددة .
مناضلات عظيمات
ويذكر تاريخ الحركة الوطنية على هذا الصعيد المناضلة دعرة بنت سعيد التي شاركت في حراسة المناطق المحررة من السلاطين والمشايخ والأمراء وكذلك المناضلات سلوى مبارك وانيسة عبود، و سعاد يافعي، وانيسة الصائغ، وفتحية باسنيد، وحياة عوبلي، وإلهام عوبلي ، وسلوى سليمان أحمد ، وانيسة وشقيقتها رجاء سليمان ,وعائدة علوي، ونجوى مكاوي.. وغيرهن الكثير والكثير من اليمنيات العظيمات ممن سجلن أسماءهن بحروف من ذهب في سفر المسيرة الوطنية المتجددة والظافرة.
وكان للمرأة اليمنية مشاركات فاعلة إبان فترة الكفاح المسلح إلى جانب أخيها الرجل كونهم عاشوا حياة قاسية ومأساوية عانوا فيها أشكال الذل والاضطهاد والفقر والتخلف والظلم من قبل المستعمر البريطاني وأعوانه لفترة طويلة من الزمن حتى قامت الثورة وأعلن وبزغ فجر الحرية في الـ 30 من نوفمبر 67م برحيل آخر جندي بريطاني من الجزء الجنوبي من الوطن اليمني ولقد سجل لها التاريخ أدوارها في تلبية النداء والواجب الوطني، أدوارها دفعها إلى ذلك حبها وشعورها الوطني الذي كان أقوى من محاولات الاستعمار البريطاني ،وقد تعددت أدوارهن في الحرب والعملية الثورية وكانت حينها ذات أهمية وضرورة لنجاح الثورة .
في مواجهة العدوان
وعلى خطى الرائدات اليمنيات في مسيرة العمل الوطني تقف المرأة اليمنية اليوم في طليعة القوى المجتمعية في مقارعة العدوان السعودي والتصدي لقوى الغزو الجديد.. وتقول الناشطة الاجتماعية والحقوقية فاتن الفقيه: إن النساء سجلن مواقف وطنية مشرفة في مواجهة تحالف العدوان والاحتلال الحالي.
وتضيف في حديثها لـ”الأسرة” رأينا المرأة تتصدر الفعاليات المناهضة للعدوان سواء كانت مظاهرات أو وقفات احتجاجية أو من خلال الندوات والأنشطة التي أقيمت ولاتزال تقام تنديدا بوحشية العدوان السعودي وللمطالبة بوقفه ورفع الحصار الجائر.. كما ان هذه المرأة الحضارية العظيمة وكان لها الدور المؤثر في دعم ومساندة أبطال الجيش واللجان والشعبية في مختلف جبهات القتال سواء في داخل الوطن حيث دفع الغزاة الجدد بأعداد من مرتزقتهم وعملائهم أو في جبهة ما وراء الحدود في الأراضي اليمنية المحتلة في عسير وجيزان ونجران وذلك من خلال تسيير عدد من قوافل الدعم الشعبي التي أثبتت المرأة اليمنية مجددا حرصها على الإسهام الفاعل في معركة الدفاع عن الوطن وسيادته وكرامة أبنائه, وقد رأى الجميع قد تسابقت نساء اليمن على التبرع بالمال والذهب وتقديم كل غال ونفيس من اجل تراب الوطن الغالي وهي المواقف التي لا شك سيسجلها التاريخ في انصع صفحاته .