المنابر ودور العبادة والتعليم والإعلام تلعب الدور الأبرز في بيان الشخصية المحمدية والسيرة النبوية الحقّة
عضو رابطة علماء اليمن فضيلة العلامة حسين السراجي الثورة: الاحتفاء بالمولد النبوي إحياء للقيم الدينية والإنسانية ومن لا يؤمن بذلك لا يعرف من الإسلام إلا اسمه
التطرف لم ينتج شيئا غير صناعة العداء وزرع الكراهية بين المسلمين وإباحة الدماء ِ
لقاء / أسماء البزاز
أوضح عضو رابطة علماء اليمن فضيلة العلامة حسين بن أحمد السراجي أن مناسبة الاحتفاء والاهتمام بالمولد النبوي الشريف أخذت حيزاً كبيراً من الأهمية والوفاء لإحياء هذه المناسبة.. بالرغم من جراح اليمنيين وما تعانيه البلاد من عدوان ينفجر هذا الزخم الكرنفالي حباً وولاءً لسيد البشرية . وأكد السراجي أهمية الدور الذي لا بد ان تضطلع به منابر العلماء والخطباء والمدارس ووسائل الإعلام في توعية الأجيال بسيرة وشخصية نبيهم الأعظم بعيداً عن الزيف والتضليل والتشويه .. تفاصيل عديدة تقرأونها في سياق الحوار الآتي .. نتابع ..
* بداية فضيلة العلامة ما أهمية الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ..وما هي أبعاد ودلالات هذا الاحتفال ؟
– نحتفل بميلاد النبي صلوات الله عليه وعلى آله ليس بهدف المزاحمة والاستعراض والدخول في صراعات ومهاترات عقيمة صنعتها الاستخبارات الصهيونية وترجمتها الوهابية في محاربتها للمناسبات الدينية ومنها المولد بكافة الطرق والوسائل انما نحتفل ابتهاجاً وسروراً وسعادة بميلاد النور الذي بدد جحافل الظلام (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَ?لِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)) سورة يونس 58 وأي فضل أعظم من هذا الفضل ؟ وأي رحمة تفوق هذه الرحمة ؟
حين نحتفل بميلاد نبينا نحتفل بالهدى والرسالة السماوية , نحتفل بالإيمان والحرية (( وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ . هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى? عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ )) سورة الحديد 8 – 9 .نحتفل بإيذان سقوط الطغاة والظالمين , نحتفل بالتوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله (( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) سورة آل عمران 164 .كما أن إحياء ذكرى المولد النبوي إحياء للقيم والأخلاق والمبادئ والمُثل التي بُعث بها النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله . وإحياء المولد تصحيح للمسار , إظهار لعظمة الشخصية المحمدية , بيان للحقيقة التي يتم طمسها ,و توضيح لمكانة وقوة وحنكة القائد المعلم الأسوة القدوة والرحمة المهداة .وبالمقابل المولد النبوي لا يمثل إزعاجاً لأحد غير قريش والطلقاء ! المولد النبوي يمثل هزيمة نفسية لأعداء الله وأعداء رسوله أولئك الذين ما فتئوا بكل الوسائل يقدمون النبي للأمة كشخصية هزيلة ضعيفة بما سوَّقوه من أحاديث مفتراة وتواريخ مزورة على النبي صلوات الله عليه وعلى آله وهي التي دجًّنوا بها وعي الأمة خدمة للمشاريع الاستعمارية الإستكبارية الصهيونية والديكتاتورية !
* ما يميز الاحتفاء بهذه المناسبة الشريفة هذا العام مقارنة عن الأعوام السابقة ؟
– في الواقع وخلال العقد الأخير فالمناسبة تأخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام والوفاء وخلال العقد فمن عام لآخر تكون الاحتفالات والتجهيزات والترتيبات أكثر رونقاً وجمالاً وأما في هذا العام فقد يكون الاهتمام حصرياً على مستوى العالم ومن المؤكد أن اليمن هي الأولى عالمياً .واحتفالات المولد الشريف في اليمن لم تكن تتعدى مجموعة من المساجد في عموم البلاد وتحديدا ما بين العشاءين .فالأوقاف وعلى استحياء كان يقتصر دورها على إقامة حفل يتيم في جامع الشهداء تنقله الفضائية بخجل شديد ومع بزوغ فجر ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م أخذ المولد النبوي حقه وكان أحد اهتماماتها بل يتقدم مصفوفة الاهتمام الثوري اليمني الديني ليزداد ألق الاهتمام وشهرة الاحتفاء بتزايد اتساع رقعة الحركة الجغرافية حتى بلغت الشهرة أقاصي البلاد سواء من حيث الإعداد وقدرة التنسيق والتنظيم أو الاستقبال والتجهيز والاستضافة والكرم .وفي السنوات الأخيرة التالية لسبتمبر 2014م برزت المناسبة ونالت الاهتمام الرسمي المتجاوز حالات التعبئة والتحريض فقد أخذ الاحتفاء بالمولد جانباً كبيراً من الاهتمام الرسمي الخاص بزخم فريد منقطع النضير من خلال الاحتفالات والمناسبات العديدة التي تخاطب الروح والوجدان وتستلهم السلوك والإيمان . فاليمنيون أعدوا العدة ورتبوا كافة التجهيزات للاحتفال بالمولد بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن بتنظيم فريد ومتميز ومنذ حوالي شهر بدأت التجهيزات اليمانية من خلال :
وضع الإعلانات واللافتات الكبرى في الشوارع ومداخل المدن .
الملصقات والطوابع النبوية المعبرة .
الاهتمام الإعلامي واسع النطاق بالمناسبة .
تزيين المؤسسات الحكومية والخاصة والشوارع والمحلات والجدران .
تشكيل غرف عمليات على مدار الساعة ليعمل كل في إطار ما كلف به .
الملصقات والمنشورات الخاصة بالمناسبة .
ظهور اللون الأخضر الخاص بالمناسبة بشكل طاغ على جميع الألوان كرمزية نبوية شاركت في صياغته حتى السيارات .
التوجيه المعنوي الذي يجوب الشوارع والحارات بالأناشيد والزوامل والابتهالات .
تفعيل المناسبة في المساجد والصالات والمدارس والمباني الحكومية ومجالس القات والبيوت .
تحريك المناسبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل لافت ينبئ عن حب وتفاعل .
تشديد الإجراءات الأمنية لحماية وتأمين الاحتفالات والوفود المشاركة .
تزيين سماوات المدن بالألعاب النارية ليلة المولد .
وأخيراً الاحتفالات الرسمية الكبيرة التي ستقام في العاصمة وعواصم المحافظات .
اهتمام مجتمعي :
* كيف ترون الاهتمام المجتمعي والإعلامي والسياسي في الاستعداد لإحياء ذكرى المولد النبوي ؟
– اليمن الخضراء وصنعاء الخضراء تحكي حقيقة المولد . اليمن اتشحت باللون الأخضر وصنعاء باتت بلونها النبوي الجميل أعظم دلالة على الاهتمام .الجبال تزينت .. المباني تزينت .. المؤسسات الرسمية تزينت .. البيوت والمحلات غلب عليها اللون الأخضر والأبيض .. أعلام المولد ترفرف فوق وسائل النقل .. السيارات تلونت بالأخضر .. مكبرات الصوت باتت تترنم بمواويل وتراتيل المولد .. نياشين وهدايا المولد في كل مكان .. حتى الأطفال يعيشون بهجة عجيبة وكأنهم في عيد الأضحى . اليمن يتغنى بالمولد , يحتفي بالمولد , يعلن الولاء لرسول الله .وهناء نجد تفاعل واهتمام منقطع النظير على كل المستويات والأصعدة الإعلامية والسياسية والمجتمعية وهذا الشيء محسوب لليمنيين , دلالة على اهتمامهم وحبهم وولائهم لنبيهم ورمزهم ومصدر عزتهم وفخرهم .
اليوم وفي هذه الظروف العصيبة , من بين ركام وغبار وجرائم العدوان وقبح وخساسة الحصار وآثاره وتداعياته , ومن عمق الجراح فإن اليمنيين وبفرادة عجيبة هم من يحتفلون بميلاد نبيهم بهذا الشكل وبهذا الزخم وبهذه الكيفية التي لم ولن تكون لشعب كما هي لشعب الإيمان والحكمة فهل رأيتم أعتى وأعصى من هذا الشعب الذي يحتفل بميلاد نبيه بهذا الزخم وهو محاصر وعليه عدوان عالمي منذ خمس سنوات ؟! هل رأيتم شعباً يبتهج بهذا الشكل وقد صبَّ عليه تحالف البغي السعوإماراصهيوأمريكي أكثر من ستمائة ألف غارة جوية بمختلف الأسلحة الفتاكة المتطورة ؟!
إنه شعب الصمود , شعب الإيمان , شعب الصبر , شعب العزيمة , شعب الإصرار , شعب الثورة , شعب التحرر !! شعبنا شعب المهاجرين والأنصار .
* الوزارات ومؤسسات الدولة .. ما الدور الذي يجب أن يقومان به في التوعية والتثقيف لإحياء هذه المناسبة وبيان فضلها وأثرها ؟
– كلٌ ينطلق من استشعاره وقدرته واستيعابه فكل مؤسسات الدولة معنية بالاضطلاع بالدور الذي يجب أن تقدمه لإبراز المناسبة وما يجب أن تكون عليه . فوزارة الأوقاف ومعها وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي والتعليم الفني ودورها المتكامل في المقدمة .يجب أن يكون يوم المولد النبوي عطلة رسمية فالدول التي تعتبره عطلة رسمية ليست أولى منا بذلك ونحن من لهم صدارة الابتهاج بنبيهم . كما يجب على المؤسسات كافة كجزء مهم وأساسي من واجبها ترجمة السلوك النبوي في خدمة الناس والتخفيف عليهم ومواساتهم واستشعار الظروف العدوانية والحصارية المنعكسة على حياة الناس ليكون النبي صلوات الله عليه وعلى آله حاضراً بقيمه وأخلاقه وتعامله وعدالته ونصرته المظلوم وكبح جماح الظالمين وجهاد أعداء الله ومواجهة الفساد والمفسدين والأخذ على أيديهم كما يدعو قائد الثورة حفظه الله ويحث عليه .
* ما ردكم على من يصفون الاحتفاء بالمولد النبوي بدعة ؟
– المولد النبوي ليس ذكرى عابرة كما يعتقد البعض فالمولد ذكرى للقيم والمبادئ التي بُعث بها النبي صلوات الله عليه وعلى آله ومن لا يستوعب ذلك ولا يستشعره فلا يعرف من الإسلام إلا اسمه (( رسولاً يتلوا عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور )) وبالتالي فلا يُلتفت الى الأبواق المعارضة لذكرى مولد الهدى والنور فلديهم خصومة قديمة مع صاحب الذكرى وقد دأبوا على معاداة النبي صلوات الله عليه وعلى آله ومعارضته فلا نستهلك أوقاتنا في الردود والمساجلات العقيمة فالقضية قديمة والمشكلة عميقة مرتبطة بنشوء الإسلام .
لكننا نتساءل : ما الذي يزعج هؤلاء من ميلاد النبي صلوات الله عليه وعلى آله ؟!
لا تنظروا لقميص عثمان الذي يرفعه البعض من حديث التبذير والخسائر والعبث والنفقات التي تنفق على الاحتفالات وهناك من يعادي المولد والاحتفال بالمولد ليضع حول نفسه علامات استفهام عجيبة ! إذ ما الذي بينه وبين المولد ؟ أو أنه بمعنى آخر يكشف نفسه ويفضحها ليقول إنه من الطلقاء الذين دخلوا الإسلام كرهاً فبينهم وبين رسول الله خصومة ! حيث مسمى التبديع باحتفال المولد بؤس لا يعلو عليه بؤس سوى ذبح المسلم رفعاً لراية الدين .فمن الحق الحقيق الاحتفال بمن أخرجنا من الظلمات إلى النور ومن حق ذوي الظلمات أن يتألموا من احتفالنا .
من حقنا أن نفرح بمن حرَّرنا من الطواغيت ومن حق الطواغيت وأتباعهم أن يعادونا لأن رسول الله كسر شوكتهم وقصم ظهورهم .من حقنا أن نبتهج بميلاد قائدنا النبي ومن حق المغتاظين أن يتوجعوا على شيطانهم الغوي . من حقنا أن نُظهر فرحنا ونُزين شوارعنا وسياراتنا وبيوتنا ونوزع الحلوى ونُهدي الهدايا بمولد نبينا ومن حق خصوم النبي تقطيع الزينة وطمس الشعارات وخلع الإعلانات واللافتات وإظهار الكآبة والغيظ وتحريك الماكنات الإعلامية ولكننا سنطرح التساؤلات التالية فضحاً لتخرصاتهم :
– تحتفلون بأعياد الاستقلال والثورات والميلاد والعمال وتأسيس الممالك والأنظمة والجن والعفاريت وتحضرون هذه الاحتفالات وتدعون لها وتشاركون فيها ولم تقولوا بأنها بدعة والمؤسسات والمراكز والجامعات والمعاهد والأكاديميات والممتلكات والإمبراطوريات الخاصة وتحتفلون بذكرى تأسيسها وتقيمون حفلات التخرج الصاخبة المجنونة وتحضرونها وتحشدون لها ولم تقولوا بأنها بدعة ! وحنب مولد النبي في حلوقكم ! كيف الحكاية ؟!
– في بلدانكم تتواجد مراكز الفسق والدعارة والخمور والفجور والبغاء وكل الموبقات علانية , جهاراً عياناً ولم تجرؤوا على الاعتراض فضلاً عن التحريم والخروج على المنكر بل جوَّزتم وأفتيتم بإباحة الديسكو وشرب الخمور وقيادة النساء وسفر المرأة بلا محرم وغيرها فابتلعتم ألسنتكم وسكتم وصمتُّم وكأنكم خُرس فهل كان ذلك في عهد النبي ؟! ولو وُجِد هل كان النبي يصمت ؟!
– تصرفون مئات الآلاف على حفلات بيوتكم وتستأجرون المغنيات والمنشدات وتوزعون الأكلات وتتفاخرون بالبطر والبذخ لأنه واجب الوجوب وليس بدعة ! وتحشكل النبي في حلوقكم ! كيف الحكاية !
– تغادرون البلاد مع عوائلكم طلباً للراحة والاستجمام وتتنقلون في المصائف المليحة فتصرفون عشرات ومئات الآلاف من الدولارات لأن ذلك من السُنَّة الشريفة وحاشا ذلك أن يكون بدعاً منكرة ! وتتغصصون بالنبي ! كيف الحكاية ؟
– تقيمون الأعراس الباذخة والحفلات الاجتماعية وتصرفون الملايين عليها ولم نسمع منكم إنكاراً لشيء من ذلك ! أليس عجيباً أمركم مع أنه حرام وبدع البدع ! لكن النبي تحشرج في حلوقكم ! كيف الحكاية !
– تغضُّون الطرف عن التطبيع مع إسرائيل وإهانة المقدسات وتدنيسها وقتل الفلسطينيين وإذلالهم وأصبح الصهاينة ضيوفاً عليكم وأحبة إلى قلوبكم وغدا ترفرف الإعلام الصهيونية في عواصمكم فهل فيكم مُنكرٌ لهذا الجرم ؟! لا يوجد !!ولماذا أنتم صامتون ؟!
– تتشدقون بالسنن والسلف والحفاظ على السنة وأن النبي كان يمشي حافي القدمين ويلبس الأثواب المرقعة بينما تعيثون في الأرض بذخاً وإسرافاً ! تركبون آخر الموديلات وتلبسون أفخر الثياب وتتحذون أغلى الأحذية وتسكنون أفْرَهَ القصور وتتطيبون بأغلى العطور وتحمل أيديكم أثمن الساعات ! أين السنة والسلف والخلف ؟! تشطَّرتم على ميلاد النبي فقط !!
– نساؤكم وأولادكم يعيشون العصر بكل أشكاله وألوانه وصنوف مُتعِه وموديلاته وليس ذلك ببدعة !! وما البدعة غير ميلاد النبي المنقذ الخاتم الهادي من الظلمات وصنوف الجهالات !!
– غيَّرتم السنن الحقيقية وأبدلتموها بالبدع المستحدثة وتجاوزتم الواجبات للمحرمات المعلومة قطعاً !!
ما حنب الا المولد في حلوقكم فجعلتموه بدعة !! قاتلكم الله ما أقبح مغالطاتكم !!
قولوها بصدق : ما الذي بينكم وبين النبي صلوات الله عليه وعلى آله ؟!
قولوها وريحونا وريِّحوا أنفسكم بدل الزيف والكذب والمغالطة !! ستبتلعون ألسنتكم وتحكي الوقائع حالكم !!
* برأيكم ما أهم مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم العظيم الذي يجب أن نكرسها ؟
– هناك الكثير من المباهج التي تتجلى خلال أيام ربيع الأول وفي يوم المولد خصوصاً ومنها على سبيل المثال :
مع بزوغ الفجر ومكبرات الصوت في المساجد والسيارات ووسائل المواصلات تجوب الشوارع .
التحركات الشعبية نحو أماكن التجمعات التي ستقام فيها الاحتفالات .
تزيين البيوت والسيارات والمحلات وواجهاتها باللون الأخضر والأبيض والأضواء .
إضفاء اللون الأخضر المعبر عن المولد على مظاهر الحياة .
تعليق الشارات والطوابع .
إقامة الموالد والولائم وتوزيع الحلوى .
زيارة الأرحام والرفق بالفقراء والبؤساء والنازحين والمكلومين .
زيارة الجرحى والمرضى وروضات الشهداء .
إحياء الندوات والإكثار من الصلوات .
توحيد الإعلام بمختلف توجهاته وأنواعه لإعطاء المناسبة أكبر مساحة من اهتمامه وعلى أن يكون يوم المولد حصرياً عليه 100% .
تبادل التهاني .
وبهذه المناسبة الشريفة وإكراماً لروحية هذا الشعب العزيز سيكون عظيماً فيما لو صدر قرار رئاسي يقضي بتوزيع مرتب شهر كامل لموظفي الدولة .
* هل تعتقدون أن النبي وسيرته العظيمة قد أخذت حقها في المناهج والكتب المدرسية ؟
– لا أعتقد ذلك بل أجزم أن ما في المناهج الدراسية حول شخصية النبي صلوات الله عليه وعلى آله لا يرقى لأدنى المستويات المطلوبة ! واضعوا المناهج غالباً لديهم مواقف مسبقة من المناسبة ولذا كان يتم تغييبها والتركيز في السيرة النبوية يتم اجتزاؤه وفق الهوى والتعصبات والأفكار التي دجنت الأمة وهجَّنت وعيها فوصلت لما وصلت إليه من الذلة والهزيمة والانكسار ! في المناهج الدراسية من الأساسي وحتى الجامعة والدراسات الأكاديمية .
شخصية النبي القوية تم تغييبها وأقواله المحيية للنفوس تم تهميشها والطعن فيها لصالح ثقافة الخنوع والولاء للحاكم وإن جلد ظهرك وسلب حقك ! الموضوع ذو شجون ومن يقرأ التأريخ وكتب الحديث والجرح والتعديل ويطلع على المرويات يدرك حجم الكارثة التي تعرضت لها السيرة والتأريخ الإسلامي وكم نحن بحاجة لتصحيح المسار فبعض ما ورد فيها تشويه لصورة الإسلام ويتم استغلاله لذات الهدف صهيونياً ! ختاماً قال الأئمة رضوان الله عليهم ( كان آباؤنا يعلمونا سيرة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كما يعلمونا السورة من القرآن ) هكذا كان التركيز على سيرة النبي العطرة لما فيها من الدروس والعظات والعبر !!
* ما الذي يجب على الإعلام فعله حتى تظل السيرة النبوية حاضرة في نفوس أبنائنا ؟
– لكي تكون النتائج أكثر إيجابية تحتاج الوسائل الأكثر اتصالاً بالجماهير للتشبيك وهي :
وسائل الإعلام المختلفة .
المنابر .
الجمعيات والمؤسسات والمنظمات المختصة بالطفولة .
الروضات والمدارس مع وزارة التربية .
السلطات المحلية .
دور النشر والمكتبات .
وغيرها .
وتعمل جميعها وفق برنامج توعوي محدد واستراتيجية منظمة .وبالنسبة لوسائل الإعلام المختلفة فدورها محوري وأساسي فيما لو جعلت من سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله هدفاً تربوياً للطلاب بتوحيد الجهود والتنسيق فيما بينها من خلال التالي :
برامج توعوية .
حلقات إذاعية .
مسلسلات وأفلام وثائقية .
صحف ومجلات .
مسابقات وغيرها .
يمكن لوسائل الإعلام التنسيق فيما بينها لوضع الأفكار وتحديد الخطوات ثم التنفيذ المنظم لها .
* منابر العلماء ودور العلم وحلقات الذكر وأهميتها في إحياء معالم السيرة النبوية بعيداً عن أفكار التضليل ؟
– المنابر ودور العبادة والمدارس العلمية ومدارس التحفيظ وحلقات العلوم الشرعية هي صاحبة الدور الأبرز وعليها المهمة الأكبر فيما يخص السيرة النبوية والشخصية المحمدية وتلقينها للطلاب .فالتطرف لم ينتج شيئاً غير صناعة العداء وزرع الكراهية بين المسلمين وتبديع المسلمين وتكفيرهم وإباحة وإهدار دمائهم وتحويل الصراع من العدو الحقيقي ليكون بينهم البين وشاء الله لها مؤخراً أن تفتضح وتظهر الحقائق فبن سلمان كشفها على حقيقتها فتلونت اليوم حسب رغبته تشرعن له ما يشاء وتفتي بما يريد وبسرعة قياسية تحولت من التطرف للعلمانية والأيام القادمة كفيلة بالمزيد من الفضائح .بعد أن تكشفت عورات التضليل صارت مهمة المنابر والمدارس العلمية أكبر من ذي قبل حيث المجتمع اليمني بشكل عام بحاجة ماسة للتوعية والتثقيف وإزالة مخلفات الوهابية التي زرعتها في الناس خلال عقود . ولذا يجب اقتفاء منهجية قوية وعادلة بعيدة عن الشطط والغلو والتعامل مع التأريخ والسيرة والأحداث بعقلانية وإنصاف كما هو دأب أئمة أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم الكرام وجميع علماء وفقهاء الإسلام ليتم إنشاء جيل يتمتع بالعقلانية والوعي والبصيرة ، جيل يحمل راية الإسلام السمحة الجامعة غير المفرقة , والمؤلفة غير المنفرة يستظل تحت لوائها جميع أبناء الإسلام على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وألوانهم ومناطقهم .
* كلمة أخيرة لكم .؟؟
– من الجدير ذكره أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله ليس حكراً على أحد بل ملك لعموم المسلمين على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم ومن حقّ كل موحد أن يبتهج بميلاد قدومه لكن البعض يتميز باستفحال العُقَد التي تجعل معاداته للمولد وكل ما يتعلق به محل تساؤل بل وعجب العجب !
على الجميع استيعاب أن للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مهمة خالدة أرسله الله تعالى بها لا يجهلها مسلم في هذا الكون وهي الهداية والإرشاد والتربية والتعليم والنصح وتطبيب النفوس وإقامة الحجة , والمقام لا يتسع للنقاش حول هذه المهمة فالكل يعرف حقيقتها وجوهر عدالتها وسمو مقصدها .لكن ما يحتاج إلى التوقف عنده ومناقشته هو الجبهة التي وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها والتي حدَّدها القرآن الكريم : ” مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ” . هنا نتوقف مع جبهة الإيمان والعدل والحرية والمساواة في موازاة جبهة الكفر والظلم والطغيان حيث يقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجبهة الأولى ومعه أهله الأطهار وصحبه الأبرار وفي الطرف الآخر – الجبهة المناوئة – يقف أعداء الإسلام ومناوئوه أحفاد أبي جهل وعتبة وشيبة وأضرابهما .اليوم وبعد مرور هذا الزمن الطويل من ارتضاع لبانة الإسلام وتشَرُّب أحكامه ومبادئه وقيمه وفي الوقت الذي نرى جبهة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورجاله قد خَفَتَ صوتها وحُصرت وضُيِّق الخناق من حولها لحساب الجبهة المناوئة التي التف حولها وبشراهة أعداء الدين وضعاف النفوس وأدعياء الإسلام وقاصموا عُراه والمتأثرون بشراك الغزو الفكري.