الثورة / أسماء البزاز
من كل حدب وصوب أقبلت المشاركات في إحياء الاحتفالية الكبرى بذكرى سيد البشرية .. حبا لله ونبيه وتجديدا للولاء والسير على نهجه وخطاه .. نساء كبارا وصغاراً وأطفالا تحيتهن فيما بينهن مبارك عليكن هذا العيد النبوي .. يتبادلن التهاني والمباركات ويرفعن يد الأمنيات بأن ينصر الله اليمن وأهله .. «الثورة» جالت وسط الحشود وسجلت بعض الانطباعات والمشاعر التي سادت تلك الأجواء العطرة.
الناشطة الثقافية بشرى زبارة، قالت: إن للمرأة دوراً كبيراً في تشجيع المجتمع من حولها فعندما يرون اليوم تسارع النساء للذهاب للميدان احتفاءً بالمولد سيكون ذلك دافعاً كبيراً لهم للتحرك وإحياء المولد في كل الاماكن والمحافظات اليمنية .
وقالت زبارة : خروجنا إلى السبعين اليوم لنرسل رسالة للعالم مفادها إظهار مدى حبنا و تمسكنا بنبينا صلى الله عليه و على آله و سلم لأنه هو من شرف و رفع مكانة المرأة عند قومها فلولا رسول الله ما أصبحت المرأة في هذه المكانة العظيمة.
موضحة أن مشاركة المرأة اليمنية اليوم في الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو إثبات و دليل للعالم بأنها امرأة قوية صابرة صامدة تخرج للساحات رغم ما تمر به البلاد من عدوان و حصار و تشديد وبالمقابل تشجيع للرجال للتوجه الى ميادين القتال بعد أن يروا زحم الحضور و الحشد من قبل المرأة اليمنية .
حشود واعية
الأستاذة اشواق المأخذي من جانبها ترى أن هذه الحشود النسائية تدل على العودة الحقيقية لمصادر الهداية التي سعى شياطين الإنس لطمسها وتغييبها بصناعة قدوة تفسد الأخلاق وزكاة نفس الانسان و منهج يحرف الانسان عن الفطرة السليمة و يجعله في تيه في هذه الحياة .
وقالت المأخذي: اليوم وعند هذه الحشود اليقظة والواعية والمنطلقة بمنهجية القرآن ومعلم و مربي البشرية الأول نبينا صلوات الله عليه وعلى آله يزيل التيه الذي صنعه شياطين الإنس ويرجعنا الى جنة الارض في هذه الدنيا التي جعلنا الله خلفاء فيها بالعودة الصادقة قولا وعملا بالقرآن وأخلاق وسيرة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله السيرة الحقيقية لقوله تعالى (لَّقَد كَانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسوَةٌ حَسَنَة )، ولذا المرأة اذا رجعت الى المنهجية الصحيحة و المربي و المعلم الأول استقامت الأمة وصلحت عبر أبنائها لأن المرأة هي كل المجتمع، وليس كما يقال نصف المجتمع .
إسهامات كبيرة
وأما كوكب الوشلي – تربوية، فذهبت بالقول : إن الحضور المشرف للنساء اليوم يثبت دورهن العظيم في احياء بل وانجاح كل الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية .
وأضافت الوشلي قائلة : ويأتي خروجهن في السبعين اليوم في اقدس مناسبة تتويجاً لتلك الإسهامات الكريمة المعطاءة حيث أن خروج نساء اليمن المجاهدات المؤمنات هو رسالة قوية للعدو بأننا على درب العطاء والبذل وما كل عمل نبتغيه إلا رضاء لله ورسوله وامتداداً بل ابتداء وانتهاء لصمود اسطوري وثبات تاريخي لا قبل لكم به. ورسالة للسيد العلم اننا في سبيل الله ولنصرة دين الله. ونجدد الولاء والوفاء لدماء الشهداء وأنين الجرحى ومعاناة الأسرى ولكم سيدي القائد رغم كل ما فقدنا وهبناك أغلى من أرواحنا، مهجة القلب ورفيق الدرب وشريك العمر وسند الظهر ..ولن تنثني ولن تنكسر ارادتنا وعزيمتنا لمواصلة المسيرة القرآنية العظيمة.
من المحنة منحة
من جهتها أوضحت منى عبدالله الشهاري – مديرة مدرسة شموخ اليمن، أنه من الواجب علينا نصرة رسول الله من حيث أن المرأة اليمنية أثبتت وجودها سواء في ساحة الجهاد أو في ساحة التضحية، ولهذا المرأة اليمنية لديها حكمة وصبر ووقفات اسطورية في الصفوف الأولى من التضحية والفداء .
ومضت الشهاري تقول : إن المرأة اليمنية أخرجت بمسيرة واحدة السفير الأمريكي بعد ساعة واحدة من المسيرة، وعلق بقوله: هذه نساؤهم فكيف برجالهم ؟، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى المرأة اليمنية لديها حب وولاء لرسول البشرية من زمان فلا يتم العرس إلا بمولد ولا ولاد إلا بمولد ولا تحلو الجلسة إلا بالصلوات الخمس ولهذا ستخرج اليمنية لنصرة حبيبها محمد صلى الله عليه وآله ومن ناحية أخرى فالمرأة اليمنية هي جزء من هذا المجتمع المظلوم المحروم المحاصر والذي استشهد ابنها أو أخوها أو زوجها أو أبوها وربما أجمعهم فتجدون أنها إما زوجة شهيد أو أخت شهيد وابنة شهيد .
وقالت الشهاري أن المرأة لن تقف عاجزة أمام كل تلك التحديات بل دخلت دور الإنتاج فصنعت المأكولات وعملت المعامل سواء للعطور أو الاكسسوارات أو الملابس و الموديلات، معتبرة خروج المرأة اليمنية لإحياء الذكرى واجباً قوياً جدا لنصرة حبيبها محمد صلوات ربي عليه وعلى آله.
للمرأة كلمتها
*وأما الأخت الإعلامية فاطمة محمد – إذاعة صوت الشعب، فقالت : إن تواجدنا اليوم في ميدان النصرة لرسول الله هو تجديد لولائنا وانتمائنا للرسول الأعظم، في هذا الميدان الذي لا يخلو من مكونه المتنوع، حرائر اليمن حكيمات عصرهن اللاتي ما منعهن عدوان غاشم ولا حصار ظالم وما منعتهن الظروف القاهرة ومسؤوليات المنزل الكبيرة أن يولين هذا اليوم جل اهتمامهن فيفرغن له أوقاتهن وعقولهن وقلوبهن ليقلن بصدق الإحساس وإخلاص الاتباع: لبيك يا رسول الله رغماً عن أنف المنافقين وأربابهم الكافرين .
وأردفت قائلة : في ذلك درس علَّ أعداء اليمن والإسلام أن يفهموه وقد ذهبت كل أدواتهم وأموالهم لإفساد المرأة اليمنية وحرفها عن مسارها الصحيح أدراج الرياح التي ما زادها إلا تمسكاً برسول الله وأعلام الهدى وما شدها إلا للهوية الإيمانية التي تجد فيها نفسها.
وأضافت: نعم.. هنا المرأة تقول كلمتها بكل شموخ وعنفوان غير خائفة ولا مهتزة لتقول بعين العبارة : لا زال قائدي ومعلمي ومربي وملهمي وقدوتي رسول الله صلوات الله عليه وآله لا زال الشوق يحدوني لروضة الرسول الأعظم. وليفعل العدو ما شاء فما زاد باطله إلا تعميداً لحب الرسول وآله في القلب والوجدان .
مناسبة للجميع
وختمنا جولتنا الاستطلاعية مع الناشطة فردوس الوادعي حيث تقول : رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله هو رسول الأمة جمعاء ؛ لذا في اعتقادي مولد رسول الله هو المناسبة الوحيدة المتفردة التي لا نستطيع أن نخرج أي فصيل في المجتمع منها .
وقالت : إن ولادة رسول الرحمة للعالمين ؛ ليس خاصة بفئة أو طائفة معينة، ومن الطبيعي أن يشارك فيها اليمنيون رجالاً ونساء.