العبودية
صلاح محمد الشامي
لم يكف درس بالغ للمرتزقة ما رأوه بأمّ أعينهم من ضرب طيران العدوان سجن الأسرى في ذمار أغسطس الماضي ولا الضربات السابقة المتكررة والكثيرة حتى شاهدوا قتل طيران العدوان لأكثر من 200 سعودي ومرتزقته في وادي آل أبو جبارة ومحيطه وهم يهربون أو يساقون أسرى وكأن من وظفهم لحرب وطنهم وشعبهم قد اشتراهم من سوق الرقيق وهو يملك مصيرهم ويحق له قتلهم متى شاء.
ولا عجب فحكام نجد هم الوحيدون الذين لا يزالون يملكون عبيدا وإماء بعد أن تخلص العالم من العبودية والرق منذ قرون لأنهم هم بذاتهم “حكام نجد” ليسوا إلا عبيدا أرقاء بكل ما تعنيه الكلمة من أولهم إلى آخرهم من أولهم عبدالعزيز الذي اعترف بإسرائيل وقال بخط يده إنه لن يخرج عن أمر بريطانيا حتى قيام الساعة إلى آخرهم سلمان وابنه اللذين قدما كل القرابين لأسيادهما الأمريكان حتى لم يعد هناك أرض ولا عرض ولا مال إلا وتقربا به إلى “أوباما” و”ترامب” و”النتن ياهو”.
إنها العبودية التي تحكم نظام قرن الشيطان ولا يمكن أن يتعاملوا مع من يبيع نفسه ووطنه ودينه وكرامته لهم إلا بها، بالعبودية، وإلا فبأي مبرر تقتل من قاتل معك وقدم نفسه معك ولك وفي سبيلك.. وحتى في العبودية الحقيقية لا يحق لك أن تقتل أو تزهق نفسا بغير حق.
إنها العبودية يا مرتزقة العبودية يا منافقون، هي العبودية لغير الله من أركعكم على أحذية من لا يستحقون حتى إلقاء السلام عليهم، وأيّ سلام سوف يلقى على من هو عدو للسلام على من يقتل الأطفال والنساء والشيوخ ويستهدف حتى البهائم والشجر والمزارع والبنية التحتية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والبيوت والمصانع والآثار… أي سلام لمن لا يملك إلا أن ينفذ ما يملى عليه وهو في الوقت ذاته يحمل من الحقد لليمن واليمنيين مالا يخطه قلم أو يصفه لسان.
إن العزة والأنفة والشرف والمروءة مع الشجاعة والبسالة والقوة والبأس الشديد الذي يتمتع به رجال الرجال في الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية وسلاح الطيران المسيّر وقيادة اليمن الحكيمة القوية الأمينة هي من تركع قوى التسلط والعدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي وكل من أيد هذه القيادة واتبع نهجها فهو في خط الرجال وأما من شذّ شذّ في نار العدوان والاستعباد والذل والمهانة ولا ينبغي ليمني أن يوقع نفسه في موقف يشعر فيه بالذل وما أفدحها من ندامة في الدنيا والآخرة لمن سخّر نفسه لخدمة عدوه فما هذا العدو إلا عصابة مستكبرة سوف يركعها الأحرار الشرفاء قبل أن يكتب الله محوها من الوجود كما أرادت أن تمحو عزة وكرامة واستقلال الشعب اليمني بل وتمحوه من الوجود عبر القتل والحصار لأكثر من 1600 يوم.