ناشئونا.. أفرحتمونا.. ماذا بعد؟

جمال الخولاني

أثبتت المعطيات والتجارب والبراهين أن القواعد السنية للمنتخبات الوطنية لفئتي البراعم والنشء، تقارع المنتخبات العربية وكبار القارة الصفراء من خلال المشاركات في المحافل الخارجية، وفطرة الموهبة للاعب اليمني تنفجر في وجه الخصوم في دلالة واضحة على أن بلادنا مكتظة بأجيال قادرة على صنع الفارق والذهاب بعيدا لمعانقة المجد ورفع العلم اليمني بكل كبرياء وشموخ.
المنتخب الوطني للناشئين كما جرت العادة تأهل لنهائيات كأس آسيا2020 التي ستقام في البحرين، بعد حلوله ثانيا بسبع نقاط في المجموعة الخامسة خلف المنتخب القطري صاحب الأرض والجمهور بفارق هدف وحيد مكن العنابي الذي استعد في أوروبا ويملك أكاديمية “اسباير” يرتادها العالم برمته لما لها من إمكانيات وتجهيزات بالغة الجمال والإبداع، مكنته من اعتلاء المجموعة.
بالطول ـ بالعرض ـ اليماني يهز الأرض ـ بالروح بالدم نفديك يايمن، شعارات وهتافات صدحت من أعلى مدرجات ملعب قبة اسباير أطلقها الجمهور اليمني الحاضر والتواق لرؤية منتخب يرفع الرأس ويطلق العنان، ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشكوك أن المعاناة تولد الإبداع رغم الجراح وتداعيات الظروف الراهنة والحالكة على الشعب اليمني العظيم، ودائما وأقولها واثقا بل ومؤيدا أن الرياضة رسالة سامية توحد الشعوب بعيدا عن سياسة الخداع والزيف والمصالح.
لاعب المنتخب الوطني سابقا الكابتن محمد زهرة تساءل في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي: أين دور الإعلام في دعم الأحمر الصغير؟ فبادرته بالجواب عن جاهزية الزملاء بإيصال الرسالة على أكمل وجه وأنا على يقين أن الأعمدة اليومية في منبر صحيفة الثورة وغيرها ستتصدر الأفراح التي بثها هؤلاء الصغار في نفوس ووجدان الشعب للتخفيف من آلامه وأوجاعه، فضلا عن كتابات ما أنزل الله بها من سلطان في بقية المنصات الإعلامية الرياضية وهذه مسؤولية وطنية بعيدا عن المناكفات والأهم رفع العلم اليمني في مثل هكذا محافل.
بالتأكيد من حق الجميع أن يفرح بطريقته في المدن والأرياف والساحات في مختلف محافظات اليمن الموحد من صعدة إلى المهرة، نظير ما قدمه هؤلاء الشبان بقيادة المدرب الوطني محمد النفيعي ومساعده محمد البعداني والجهازين المعاون والإداري، لكن في المقابل لابد لنا أن نطالبهم بالمزيد من بذل الجهود ومعالجة القصور خاصة اللعب الجماعي الذي افتقده صغارنا في بعض الأوقات، وخاصية التسديد على المرمى وكلنا عشم في الجهاز الفني في التنبه لمثل هذه الأمور، لما يمتلكونه من حذق تدريبي مشهود بالكفائة.
لماذا منتخباتنا الناشئة بالذات تبدع وتقدم دروساً وعبراً للآخرين في المشاركات الخارجية وبمجرد انتهاء المشاركة تضيع هذه المواهب وتتبخر الأحلام باختلاف العوامل؟ سؤال مطروح من القاصي والداني ويحتاج لدراسة معمقة في البحث عن الأسباب والحلول والمعالجات، وفي اعتقادي إذا صدقت النوايا لكل حادث حديث والمسألة لا تحتاج لتعقيدات، فقط للحفاظ على هذه المناجم، الاهتمام والرعاية والدعم من قبل الوزارة وصندوق النشء واتحاد اللعبة ورجال الأعمال، والعمل على وضع خطط إستراتيجية، منها تحديد تجمعات دورية وإقامة معسكرات داخلية وخارجية وعقد مباريات دولية، بما يحافظ على مستوياتهم الفنية والبدنية، فضلا عن التوعية بأهمية الحفاظ على إمكانيات وقدرات اللاعبين والابتعاد عن مجالس القات والسهر وغيرها من العادات السلبية، لكي لا نقع في معمعة الأخطاء السابقة ومنتخب الأمل أنموذجا.

قد يعجبك ايضا